• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : مع الطالب .
              • القسم الفرعي : مقالات الأشبال .
                    • الموضوع : إرساء الإمام الكاظم (عليه السّلام) لقواعد المنهج الاستدلالي * .

إرساء الإمام الكاظم (عليه السّلام) لقواعد المنهج الاستدلالي *

إعداد الطالب: محمد عبدالجليل المكراني

ترعرع الإمام موسى الكاظم في ظلّ أبيه الإمام جعفر الصادق (عليهما السّلام)، وقد اغترف من علومه ومعارفه في مختلف الحقول المعرفيّة حتّى أصبح (عليه السّلام) بعد والده منارةً للعلم والمعرفة. ومن بين الأنشطة العلميّة التي قام بها الإمام (عليه السّلام) هي:

أوّلاً: توطيد مدرسة أبيه (عليه السّلام) العلميّة

لقد عمل الإمام موسى الكاظم (عليه السّلام) على تقوية واستمرار مدرسة أبيه الصادق (عليه السّلام) العلميّة؛ لغرض تربية وتعليم الكثير من الشخصيّات المعروفة، ولتكون بمستوى العطاء العلمي والفكري لأئمة أهل البيت (عليهم السّلام)، وكذلك تكون قادرة على تلبية احتياجات الاُمّة ورفدها بالكفاءات العلميّة المنتجة في مجالَي التربية والتعليم، ودفع الإشكالات التي تطرح من قِبل أعداء الفكر الإسلامي، مضافاً إلى إلقاء الدروس والمحاضرات العلميّة المختلفة في الفقه والحديث، والعقائد والتفسير، والأخلاق وغيرها من العلوم والمعارف الدينيّة.

ثانياً: تخرّج الكثير من النخب العلميّة من مدرسته

هناك العديد من الفقهاء ورواة الحديث ممَّن تخرج من مدرسة الإمام الكاظم (عليه السّلام)، حيث يُقدّر عددهم بـ (319) عالماً وفقيهاً، ولكن (قد تميّز من بين أصحابه ستة بالصدق والأمانة، وأجمع الرواة على تصديقهم فيما يروونه عن الأئمة (عليهم السّلام) ... وهم المعروفون بأصحاب الإجماع ... وهم: يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى «بياع السابري»، ومحمد بن أبي عمير، وعبد الله بن المغيرة، والحسن بن محبوب السرّاد، وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي. هذا في المجال الفقهي، أمّا الميادين الفكريّة الاُخرى مثل: الكلام والقرآن واللّغة وما شاكل ذلك فلها أيضاً نخبة متخصّصة فيها) [أعلام الهداية / 110].

ثالثاً: انفتاحه على المذاهب الاُخرى

لم تقتصر مدرسة الإمام الكاظم (عليه السّلام) العلميّة على طلاّب الشيعة فحسب، بل شملت طلاّب المذاهب الإسلاميّة الاُخرى حتّى صارت بذلك حديث العلماء في كلّ الأمصار بمَن فيهم كبار علماء أهل السُّنة والجماعة، فكان أحمد بن حنبل إمام المذهب الحنبلي يروي عن الإمام الكاظم (عليه السّلام) ويقول: حدثني موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، قال: قال رسول الله ... ثم قال أحمد: وهذا إسناد لو قرئ على المجنون لأفاق. [مناقب آل أبي طالب 4 / 341]

 وممّن أخذ عن الإمام الكاظم (عليه السّلام) وروى عنه أيضاً الخطيب البغدادي في تاريخه، والسمعاني في الرسالة القوامية، وأبو صالح أحمد المؤذن في الأربعين، وأبو عبد الله بن بطة في الإبانة، والثعلبي في الكشف والبيان. [مناقب آل أبي طالب 4 / 341]

رابعاً: إرساء قواعد المنهج الاستدلالي

 لقد أرسى الإمام الكاظم (عليه السّلام) قواعد منهج الاستنباط والتفقّه في الدين بما يرتبط بحرمة القول بغير علم، وحجّية الظواهر، وحجّية خبر الواحد، وعلاج حالة التعارض بين الأحاديث، وأصالة البراءة، ووجوب الموافقة القطعيّة في أطراف العلم الإجمالي والاستصحاب، وعدم جواز الرجوع إلى الأصل قبل الفحص عن الدليل، ومنع القياس وغيرها؛ لأنّ وجود هذه القواعد الفقهيّة والاُصوليّة التي أرساها أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) تُعتبر سدّاً منيعاً من الوقوع في الخطأ الذي يقع فيه أكثر أصحاب المناهج الاُخرى، فأراد الإمام (عليه السّلام) بذلك رسم المنهج الاستدلالي لأهل البيت (عليهم السّلام) ؛ ليكون واضحاً ومفصّلاً ومستوعباً لجميع المتغيّرات الزمانيّة والمكانيّة.

_____________

(*) حديث الدار (العدد 22- ذي الحجّة 1433 هـ)

لقراءة وتحميل حديث الدار العدد 22 اضغط هنا.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2513
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 06 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29