إعداد الطالب: حسين الطائي

بما أنّ القرآن الكريم كتاب هداية ومعجزة خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله)، فقد استخدم الأساليب التربوية الصحيحة والمؤثّرة في حياة الإنسان، ومن هذه الأساليب: المدح وهو ـ وحسب ما جاء في تعريفه ـ الثناء الجميل مطلقاً وهو يعمّ كلّ ما هو جميل في الوجود من أفعال وذوات وجماد.

لقد تكرّر مدح الصالحين في القرآن الكريم حيث قال تعالى في مدح النبي إبراهيم (عليه السلام): ﴿وَإِنَّهُ فِي الآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [سورة البقرة: 130]، ولم يقل إنّه لفي أعلى منازل الصالحين مع اقتضاء حاله ومكانته وشرفه، وما ذلك إلا لأجل الترغيب في الصلاح، فيبيّن الله تعالى أنّ النبي إبراهيم (عليه السلام) من جملة الصالحين مع علوّ مرتبته وشرف منزلته، وفيه تشريف للصالحين، وتنويه بذكر من هو منهم.

ثمّ إنّ اُسلوب المدح في القرآن الكريم يكمن في تتويج ومدح الفعل الحسن الصادر من الفاعل، فاستحقاق المدح متوقّف على صدور الفعل الحسن وبقاء الصفة الحسنة ولا يتعلّق بذات الشخص.

وقد ذكرت شروط عديدة للمدح لابدّ أن تتوفر لكي يعطي المدح نتائجه المرجوّة، منها:

1ـ عدم امتداح الإنسان لنفسه، بل ينبغي ذكر خصلة الخير، أو العمل الصالح الذي استحقّ بسببها أو لأجل القيام بها هذا المدح.

2ـ يجب في مدح الطفل أو الناشئ التركيز على زرع بذرة حبّ الصلاح وتنميتها في نفسه، فيشتاق الممدوح إلى الخير بدلاً من الشوق للمدح.

3ـ أن يكون هدف المادح تربوياً، فلا يعكس مشاعره وأوضاعه النفسية على الممدوح.

4ـ أن لا يكون المدح بشكل مبالغ فيه بحيث يجعل الممدوح ملاكاً.

5ـ يفضّل أن لا يُمدح الشخص أمامه.

والحمد لله رب العالمين

_______________

(*) حديث الدار (العدد 27- جمادى الأولى 1434 هـ).

لقراءة وتحميل حديث الدار العدد 27 اضغط هنا.