• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : دروس الدار التخصصية .
              • القسم الفرعي : القراءات السبع .
                    • الموضوع : الدرس الثاني ـ أصل قراءة شعبة وفرشه .

الدرس الثاني ـ أصل قراءة شعبة وفرشه

الدكتور سالم جاري

 أ- أصول قراءة شعبة بن عيّاش:

يتّفق شعبة مع حفص في كثير من الأصول كوجوب البسملة بين السورتين (عدا الأنفال وبراءة) ومقدار المدّ المتصل والمنفصل (4 حركات) حسب الشاطبية وغير ذلك ويخالفه في الأصول الآتية:

1- في باب السكتات الأربع:

فإن حفصاً يلتزم السكت في المواضع الأربعة المعروفة في (الكهف، ياسين، القيامة، المطففين) وشعبة كسائر القراء لا يتلزم بهذا السكت ولا يقرأ به.

2- في باب الضمائر:

يخالف شعبة حفصاً في باب الضمائر في المواضع الآتية:

1. في مدّ الإهانة (ويخلُدْ فيهِ مُهاناً) الفرقان، فإنّ حفصاً يصل هاء (فيه) بكسرة مشبعة بمقدار حركتين ـ كما يفعل ابن كثير ـ أمّا شعبة فيختلس الكسرة بمقدار حركة واحدة كسائر القرّاء لأنّ الياء التي قبلها ساكنة.

2. يُسكن شعبة الهاء ويكسر ما قبلها في المواضع الآتية:

(يُؤَدِّهْ) آل عمران موضعان في الآية 75.

(نُؤْتِهْ) موضعان في سورة آل عمران 145 وواحد في سورة الشورى 20

(نُولِّهْ، ونُصْلِهْ) سورة النساء 115.

(ويتقِهْ) سورة النور 52.

أمّا حفص فإنّه يصل الهاء في المواضع المشار إليها بكسرة مشبعة بمقدار حركتين عدا (ويتقْهِ) فإنّه يسكن القاف مقلقلة مع كسر الهاء كسرةً مختلسة بمقدار حركة واحدة.

3. يكسر شعبة هاء الضمير في (أنسانيهِ) في الكهف 63 و (عليهِ اللهَ) في الفتح مع اختلاس الكسرة بمقدار حركة واحدة، ويترتب عليه ترقيق لام لفظ الجلالة، وحفص يضمّ ـ مختلساً ـ ويفخّم لام لفظ الجلالة.

3- في باب الهمز

1. يبدل شعبة الهمزة الأولى من (لُؤْلُؤ) وهمزة (مُؤْصدة) واواً أينما وردا في القرآن الكريم. وحفص يحقق الهمزة فيهما.

2. يُحقّقُ شعبة الهمزة في كلمة (هُزُءاً) أينما وردت وفي (كُفُؤاً) في سورة الإخلاص، مع ضم الزاي والفاء، وحفص يسهِّل الهمز بإبداله واواً في الحالين مع ضم الزاي والفاء أيضاً.

3. يقرأ شعبة كلمة (رَؤُف) أينما وردت بضمة غير مشبعة على وزن (فَعُل) مثل: (سَبُع) أمّا حفص فيقرأ بواو أي بمقدار حركتين ضمة مشبعة (رؤُوف) على زنة (فَعُوْل) مثل (غَفُور).

4. في كلمة (ءَامنتم) في سور (الأعراف، طه، الشعراء) التي وردت في صيغة استفهام الأصل فيها (ءَءَامنتُمْ) بثلاث همزات أُبدلت الثالثة مدّاً مجانساً لحركة ما قبلها (ألفاً).

وشعبة يحقق الهمزة الأولى (الإستفهامية) والثانية ويبدل الثالثة (ألفاً) فيقرأ: (ءَءَامَنْتم له...).

أما حفص فيحذف الأولى ويقرأ: (ءَامنتم له...).

5. في كلمة (أَأَعجميٌّ وعربيّ) في سورة فصلت، يحقّق شعبة الهمزتين ويسهّل حفص الثانية.

6 ـ يقرأ شعبة بهمزتين محققتين همزة استفهام وهمزة أصلية في المواضع الآتية:

(أَ إِنّكم لتأتون) الأعراف 80 ، العنكبوت 27 .

(أَ إِنّ  لنا لأجراً) الأعراف 113 .

(أَ إِنّا لمُغرمون) الواقعة 66 .

(أَ أَنْ كانَ ذا مالٍ) القلم 14 .

وحفص يقرأ بهمزة واحدة (إِنَّكم لتأتون ...) .

7 ـ قرأ شعبة (مُرجَئُون لأمر ربّهم) التوبة 106 بهمزة بعدها واو .

و (وتُرجِئُ) الأحزاب 51 . بهمزة بعد الجيم .

وحفص يقرأ (مُرْجَوْن)، (تُرجِىِ) بغير همز.

8 ـ قرأ شعبة بخلف عنه (بِعَذَابٍ بَيْئَسٍ) الاعراف 165 ، وحفص يقرأ (بَئِيسٍ) الأولى على زنة : فَيْعَل، والثانية على زنة : فعِيل ، ويجوز أن يقرأ شعبة بقراءة حفص .

9 ـ قرأ شعبة (جاءانا) بألف التثنية الزخرف 38 ، وحفص : (جاءَنا) بالإفراد.

10 ـ قرأ شعبة (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ  ﭐدْخُلُوا آلَ فِرْعَوْنَ) بهمزةَ وصل، وحفص : (أَدْخِلوا) بهمزة قطع وكسر الخاء. غافر 46 .

ملاحظة : اتفق شعبة وحفص في جواز الوجهين في نحو (آلذّكرين حرّمَ) وعدم همز النبي والنبوة وضيزى ، وبادى الرأي ، وضياء والبريّة .

 المدّ بأنواعه

1- اتفق شعبة مع حفص في أن المتصل والمنفصل (4) حركات ـ من طريق الشاطبية ـ واللازم ست حركات والعارض ثلاثة أوجه (2، 4، 6) حركات سواء كان الحرف قبل الآخر حرف مدّ أم لين مثل (رحيم، الصَّيْف، يَوْم).

الإدغام بأنواعه

وافق شعبة حفصاً في عموم المصحف مثل الإدغام الكبير في: (مَدَّ، تأمرُونّي، مكَّنّي، دآبّة، لا تَأمَنّا).

وعدم الإدغام الصغير في المتقاربين إلاّ في المواضع الآتية:

1- في قوله تعالى: (أَخذتم) آل عمران.

وقوله تعالى: (لتَّخَذْتَ عليه أجراً) في سورة الكهف، يقرأ شعبة: (وأختُّم، لتَّخَتَّ) بإدغام الذال بالتّاء. وحفص بالإظهار.

2- يُدْغم شعبة اللام بالراء في قوله تعالى: (بلْ رانَ على قُلوبهم) التطفيف (بَرَّان) لعدم السكت عنده وحفص يظهر بسبب السكت، ويدغم شعبة النون في الواو: (ن والقلم، يس والقرآن الحكيم) في القلم و يس. وحفص يظهر النون في الموضعين، مع المدّ اللازم عند شعبة وحفص (6 حركات).

الإمالة  :

وافق شعبة حفصاً في عموم القرآن بفتح الألف وتفخيم الراء التي قبلها وعدم إمالة الهمزة التي قبلها وخالفه في المواضع الآتية:

1- في قوله تعالى: (وقال اركبوا فيها بسم الله مَجْرِيٰها ومُرْساها) سورة هود 41، قرأ حفص بإمالة الألف وكسر الراء في (مَجْرِيٰها) وشعبة كان يقرأ: (مُجْراها) بضم الميم وعدم الإمالة أيْ قرأ بالفتح.

2- أمال شعبة الألف الواقعة بعد الراء في (أدريٰك) في (13) موضعاً في القرآن الكريم وفي (أدريٰكم) في سورة يونس 16، وحفص يقرأ بالفتح وتفخيم الراء في هذه المواضع جميعاً.

3- أمال شعبة الألف في (رَمَىٰ) الأنفال 17، (أعمىٰ) الإسراء 72، (سُوَى) طه 58 وقفاً، (سُدَى) القيامة 36 وقفاً، وحفص قرأ بالفتح.

4- أمال شعبة الألف في (بلْ ران) التطفيف 14 مع كسر الراء وحفص بالفتح وعدم الإمالة.

5- أمال شعبة الألف في (هارٍ) في قوله تعالى: (على شفا جُرُفٍ هارٍ) التوبة 109. وحفص بالفتح.

6- أمال شعبة ألف (نَأَىٰ) في قوله تعالى: (أعرضَ ونَأَىٰ بجانبه) الإسراء 83، وفتحها في فصّلت 50، وحفص بالفتح في الموضعين.

7- أمال شعبة ألف (رَأَىٰ) الواقعة بعد الهمزة في (7 مواضع) في سور: الأنعام 76، هود 70، يوسف 24 ، 28، طه 10، النجم 11 ، 18، وفي كلمة (رَءاك) الأنبياء 36، (رَءاها) النمل 10، (رءَاها) القصص 31، و(رءَاهُ) أينما ورد. فقد أمال شعبة الألف والهمزة في تلك المواضع جميعاً. وحفص بالفتح.

8- أمال شعبة الراء فقط في المواضع الآتية: (رَءَا القَمَرَ، رَءَا الشمس) الأنعام 77، 78، (رَءَا الّذين ظلموا، رَءَا الّذين أشركوا) النحل 85، 86، (ورَءَا المجرمون النّارَ ... ) الكهف 53، (ولـمّـا رَءَا المؤمنون الأحزاب) الأحزاب 22، وذلك لسقوط الألف وذهابها من اللفظ لالتقائها بساكن آخر وهو لام التعريف فيكتفي بإمالة الراء، أمّا حفص فيقرأ بفتح الراء في تلك المواضع.

9- أمال شعبة الألف في الأحرف المقطعة (الر، المر) مع كسر الراء السابقة لها في سور: يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر، الرعد. وأمال الألف وكسر ما قبلها في (ها، يا) في أول سورة مريم وفي (طاها) في أوّل (طه) وفي (يا) في أول ياسين، وفي (طا) في أول الشعراء، القصص، النمل، أي في (طسم، طس) وفي (حم) (غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف).

وحفص يقرأ بالفتح في ذلك جميعاً.

القراءات: هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في الحروف أو كيفيتها من تخفيف وتشديد واختلاف الحركات الخاصة بالبنية أو الخاصة بالإعراب مثل: (عَدَلَكَ وعدَّلَكَ، فتبيَّنوا و فتثبّتوا، للكُتُبِ وللكِتاب، نِعَمَهُ ونِعْمَةً، لتُغْرِقَ أهلَها وليغرَقَ أهلُها...) في سور الانفطار، الحجرات، الأنبياء، لقمان، الكهف.

شروط القراءة الصحيحة: لقد اهتمّ جمهور المسلمين الذين يقولون بتواتر القراءات اهتماماً كبيراً بموضوع القراءات القرآنية وعدّها كثيرٌ منهم سنّة لا يصحّ رفضها بل يتحتم قبولها وإذا ثبتت عن القرّاء فلا يردّها قياسُ عربية ولا فشوّ لغة، وقد وضعوا للقراءة الصحيحة ـ عندهم ـ ثلاثة شروط هي:

1- موافقة العربية ولو بوجه.

2- موافقة أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً.

3- صحّة سند القراءة.

تاريخ ظهور القراءات: شاعَ بين المسلمين أنّ عمر بن الخطاب سمع رجلاً يقرأ شيئاً من القرآن على خلاف ما سمع هو من رسول الله (ص) فأخذ بتلابيبه وذهب به إلى رسول الله (ص) وقال: إنّ هذا يزعم أنّك أقرأته على خلاف ما أقرأتنيه، فاستمع رسول الله  (ص) إلى قراءتيهما، وقال لكل منهما: هكذا أُنْزِلَ، ثم قال (ص): (إنّ القرآن أُنزِلَ على سبعة أحرف فاقرأوا منه ما تيسّر) كما في صحيح البخاري 3/90 ، 6/100، 8/54. وبهذا الحديث وأمثاله يرون أن القراءات متواترة وأنّها بدأت على عهد رسول الله   (ص). وهنا تنشأ الأسئلة الآتية:

1- هل نزل القرآن على سبعة أحرف وأمر رسول الله (ص) الناس ولاسيّما كتاب الوحي أن يكتبوا القرآن ويقرأوه بسبعة أحرف كما أُنزل؟

وإذا ثبت هذا فهل يتفق مع مبدأ تيسير القرآن للذكر كما هو صريح القرآن؟ أم في هذا تعقيد ومشقّة على المسلمين؟

2- وإذا كان المقصود بالأحرف السبعة أن رسول الله (ص) رخّص للناس أن يقرأوا على سبعة أحرف ولم ينزل القرآن بها، فما معنى: أُنزل القرآن على سبعة أحرف؟

3- إذا كانت القراءات كلّها قرآناً فكيف جاز لعثمان حرق المصاحف وحمل الناس على قراءة واحدة وعلى مصحف واحد وهو المسمّى بمصحف الإمام؟

4- لم نجد كلمة قرئت سبع قراءات بل أقلّ من ذلك وبلغ بعضها نيّفاً وثلاثين قراءة مثل (وعبد الطاغوت) في سورة المائدة (آية 60)، فأين الأحرف السبعة؟ وأين اللهجات السبع التي فيُسّرَت بها الأحرف السبعة؟

5- إذا كان المقصود بالأحرف السبعة مضامين السور والآيات القرآنية من الحكم والأمثال والمواعظ والزجر والحلال والحرام والقصص(1)، فما معنى فاقرأوا منه ما تيسّر؟ وهل يتناسب هذا مع مناسبة الحديث؟

والذي يبدو للمحقّق في هذه المسألة أنّ اتساع رقعة الدولة الإسلامية وابتعاد كثير من الناس عن مركز الدولة في الحجاز ولاسيّما ابتعاد الناس عن أهل البيت (ع)  الذين هم عِدْل الكتاب، واجتهادات القرّاء ولاسيّما النحويّين منهم واللغويّين كأبي عمرو والكسائيّ، وقراءة كل قارئ بلهجته المحلّيّة جعل هذه القراءات تظهر وتنتشر مع عدم وجود نفوذ للمعصوم (ع) بحيث يستطيع أن يحمل الناس على قراءة أهل البيت (ع) التي هي قراءة رسول الله(ص)، وقد سكت أهل البيت (ع) عن هذه القراءات ـ المشهورة ـ لأمرين ـ والله تعالى أعلم ـ

 الأول: علمهم بأن الله تعالى سيحفظ القرآن إلى يوم القيامة بصورة إجمالية.

الثاني: أنّهم لو دعوا الناس إلى قراءة واحدة لاختلف الناس في الكتاب اختلافاً ناشئاً عن عدم وصول صوت الأئمة (ع) إلى أرجاء المعمورة جميعاً بسبب المضايقات والملاحقات الشديدة من قبل الحكام والأمراء منذ وفاة رسول الله(ع)، ولأنّهم سيتعرّضون إلى المسائلة وكثرة الأذى من قبل السلطان فاضطروا إلى السكوت عن هذا الأمر مع ورود إشارات عنهم تجمع بين السكوت عن القراءات المشهورة وإعلام الناس بأن القرآن حرف واحد لا حروف متعدّدة، كما روي عن الإمام أبي جعفر الباقر (ع) قوله ردّاً على من زعم أنّ القرآن أُنزل على سبعة أحرف إذا قال (ع): (إن القرآن واحد نزل من عند الواحد، ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة)(2) وعن أبي عبد الله الصادق (ع) : ( كذبوا، أعداء الله، ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد)(3)، وإلى جانب هذا قالوا (ع) : اقرأوا كما علّمتم أو تعلّمتم... .

أمّا أقدم القرّاء السبعة من حيث سنة وفاته فهو عبد الله بن عامر اليحصبيّ المتوفّى سنة 118 هـ يليه ابن كثير ثم عاصم كما سيأتي لاحقاً.

فهؤلاء القراء السبعة كلّهم من القرن الثاني الهجري، ويرجع تاريخ العناية بقراءاتهم بعد تأليف ابن مجاهد لكتابه: السبعة في القراءات الذي ضمنه قراءات هؤلاء القراء السبعة المشهورين، وقد توفي ابن مجاهد سنة 324 هـ فالراجح أن كتابه مؤلّف في حدود القرن الرابع الهجريّ. ومن هنا بدأ تأريخ الاهتمام بالقراءات السبع إذ أخذ الناس يربطون بين ما اشتهر من حديث (الأحرف السبعة) والقرّاء السبعة الذين جمع ابن مجاهد قراءاتهم في كتابه.

هل القراءات السبع متواترة؟ وما حجيّتها؟ وهل الاختلاف فيها يؤثّر في عدم تحريف القرآن؟

***

سبقت الإشارة إلى أنّ جمهور المسلمين يرون أنّ القراءات السبع متواترة، والمعروف عند الشيعة أنّ القراءات المعروفة عموماً إمّا اجتهادات من القراء أنفسهم، وإمّا نقلت بخبر الواحد أي أن بعضها كان من اجتهاد القراء وبعضها كان منقولاً بخبر الواحد وليست متواترة عن النبي (ص). وهذا القول مختار عند جماعة من المحققين من علماء أهل السنة، وقد يكون مشهوراً عندهم. وعلى هذا فالاعتراض على قراءة من هذه القراءات ليس اعتراضاً على القرآن الكريم، وهو دليل على بطلان تلك القراءة ولا يمسّ بعظمة القرآن وكرامته. ولا تلازم بين تواتر القرآن الكريم وعدم تواتر القراءات ولا تلازم بين وحدة القرآن وتعدّد القراءات. قال الشيخ المفيد (ره) :

فإنْ قال قائل: كيف يصح القول بأنّ الذي بين الدفتين هو كلام الله تعالى على الحقيقة من غير زيادة ولا نقصان، وأنتم تروون عن الأئمة (ع) أنّهم قرأوا: (كُنْتُمْ خيرَ أَئِمَّةٍ أُخرِجَتْ للناسِ)، و (كذلك جعلناكم أئمَّةً وسطاً)، وقرأوا: (يسألونكَ الأنفالَ)، وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس؟

قيل له: قد مضى الجواب عن هذا وهو أنّ الأخبار التي جاءت بذلك أخبار آحاد لا يُقْطَعُ على الله تعالى بصحّتها فلذلك وقفنا فيها ولم نعدل عمّا في المصحف الظاهر على ما أُمِرْنا به حسب ما بينّاه، مع أنّه لا يُنكر أنْ تأتي القراءة على وجهين منزلين أحدهما ما تضمّنه المصحف. والثاني ما جاء به الخبر، كما يعترف مخالفونا به من نزول القرآن على أوجه شتّى فمن ذلك قوله تعالى: (إنْ هذان لساحران) وفي قراءة أخرى: (إنَّ هذينِ لساحران)، وقوله تعالى: (وما هو على الغيب بضنين) أي: ببخيل، وبالقراءة الأخرى: (وما هو على الغيب بظنين) أي: بمتَّهم، وقوله تعالى: (تجري تحتَها الأنهارُ) وبالقراءة الأخرى: (من تحتِها الأنهار)، وما أشبه ذلك ممّا يكثر تعداده ويطول الجواب بإثباته، وفيما ذكرناه كفاية إنْ شاء الله تعالى، هذا كلام الشيخ المفيد (قدس سره) مع تصرّف يسير فيه، وهو في المسائل السروية للشيخ المفيد ص82-85 .

 

ــــــــــــ

1 ـ  قيل إنّ المراد بالأحرف السبعة: سبعة أقسام: أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل.

2 ـ الكافي: 2/461 الحديث12.

3 ـ الكافي: 2/461 الحديث13.

لإستماع أو تنـزيل الدروس اضغط هنا


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=934
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 01 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28