00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة المؤمنون 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير شبر   ||   تأليف : العلامة المحقق الجليل السيد عبدالله شبر

سورة المؤمنون

 (23) سورة المؤمنون مائة وتسع عشرة آية (119) مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

(قد أفلح المؤمنون) فازوا بما طلبوا وقد للتحقيق وإثبات الموقع وتقريب الماضي من الحال .

(الذين هم في صلاتهم خاشعون) متذللون لله .

(والذين هم عن اللغو) الساقط عن قول وفعل (معرضون) لا يلتفتون إليه ولا يقاربونه فضلا عن فعله .

(والذين هم للزكاة فاعلون) مدحهم باستكمال الطاعات البدنية من الخشوع في الصلاة وتجنب ما يجب شرعا أو عرفا تجنبه والمالية من فعل الزكاة .

(والذين هم

[331]

لفروجهم حافظون.

إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم) زوجاتهم أو سرياتهم (فإنهم غير ملومين) إلا على إتيانهن .

(فمن ابتغى وراء ذلك) المحدود (فأولئك هم العادون) المتجاوزون ما حد لهم .

(والذين هم لأماناتهم وعهدهم) لما ائتمنوا عليه وعاهدوا من جهة الله أو الناس (راعون) حافظون .

(والذين هم على صلاتهم يحافظون) بأدائها في أوقاتها وحدودها ولفظ المضارع لتجددها وتكررها والمحافظة أعم من الخشوع فلا تكرار ولفضلها وقع الافتتاح والختم بها .

(أولئك هم الوارثون) دون غيرهم .

(الذين يرثون الفردوس) بأعمالهم (هم فيها).

(خالدون ولقد خلقنا الإنسان من سلالة) صفوة سلت من الكدر (من طين) وهو آدم أو الجنس لأنهم خلقوا من نطف استلت موادها من طين .

(ثم جعلناه) الإنسان يعني جوهره أو السلالة على تأويل الماء (نطفة) منيا (في قرار) مستقر هو الرحم (مكين) وصف المحل بصيغة الحال مبالغة .

(ثم خلقنا) صيرنا (النطفة علقة) دما جامدا (فخلقنا العلقة مضغة) قطعة لحم (فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام) جمعت لاختلافها شكلا وصلابة ووحدت في قراءة (لحما) أثبتناه عليها (ثم أنشأناه خلقا ءاخر) بنفخ الروح فيه وثم في الموضعين لتراخي الرتبة (فتبارك الله أحسن الخالقين) المقدرين .

(ثم إنكم بعد ذلك) المذكور من قيام الخلق (لميتون) عند آجالكم .

(ثم إنكم يوم القيامة تبعثون) للحساب والجزاء .

(ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق) سموات جمع طريقة لأنها طرق الملائكة والكواكب فيها مسيرها أو لأنها طوارق بعضها على بعض أي طبق (وما كنا عن الخلق) أي كل المخلوقات (غافلين) تاركين تدبيرها .

(وأنزلنا من السماء ماء بقدر) بمقدار يوافق المصلحة أو بتقدير يعم نفعه ويؤمن ضره (فأسكناه) أثبتناه (      في الأرض) مددا للينابيع والآثار (وإنا على ذهاب به) إذهابه (لقادرون) ولو فعلنا الذهب لهلك كل حيوان ونبات .

(فأنشأنا لكم به) بالماء (جنات من نخيل وأعناب لكم فيها) في الجنات (فواكه كثيرة) تتفكهون بها (ومنها) من الجنات أي ثمارها وزرعها (تأكلون) تطعمون أو تتعيشون أو الضمير للنخيل والأعناب أي لكم من ثمرها أنواع من الفواكه وطعام تأكلون .

(وشجرة) عطف على جنات (تخرج من طور) جبل (سيناء) بقعة أضيف إليها أو هما علم مركب له (تنبت بالدهن) الباء للمصاحبة أي متلبسة بالدهن أو المتعدية وعلى قراءته رباعيا أي ينبت زيتونها متلبسا بالدهن (وصبغ للآكلين) عطف على الدهن أي إدام يصبغ فيه الخبز أي يغمس فيه للائتدام .

(وإن لكم في الأنعام لعبرة) اعتبارا (نسقيكم مما في بطونها) من اللبن (ولكم فيها منافع كثيرة) في أصوافها وأوبارها وغير ذلك (ومنها) ومن لحومها (تأكلون).

(وعليها) على الإبل سفن البر ولذا ناسب قوله (و على

[332]

الفلك تحملون) في البر والبحر .

(ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله) وحده (ما لكم من إله غيره أفلا تتقون) نقمته بعبادتكم غيره .

(فقال الملأ) الأشراف (الذين كفروا من قومه) لتبعتهم (ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل) يترأس (عليكم) فيجعلكم أتباعا له (ولو شاء الله) إرسال رسول (لأنزل ملائكة) رسلا (ما سمعنا بهذا) الذي يدعونا إليه من التوحيد (في ءابائنا الأولين) قالوه عنادا أو لطول فترة كانوا فيها .

(إن هو إلا رجل به جنة) جنون (فتربصوا به) انتظروه (حتى حين) إلى زمن إفاقته أو زمن موته فتستريحوا منه .

(قال) بعد يأسه من إجابتهم (رب انصرني) عليهم بإهلاكهم (بما كذبون) بسبب تكذيبهم إياي .

(فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا) برعايتنا وحفظنا (ووحينا) وتعليمنا (فإذا جاء أمرنا) بتعذيبهم (وفار التنور) ارتفع منه الماء (فاسلك فيها) أدخل في السفينة (من كل زوجين) ذكر وأنثى من أنواعهما (اثنين) ذكرا أو أنثى وقرىء بتنوين كل أي من كل نوع زوجين اثنين (وأهلك) هم زوجته وبنوه (إلا من سبق عليه القول منهم) الوعد بإهلاكه كابنه كنعان وأمه واغلة (ولا تخاطبني في الذين ظلموا) بإمهالهم (إنهم مغرقون) لا محالة .

(فإذا استويت) ركبت واعتدلت (أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين) بإشراكهم .

(وقل رب أنزلني) في السفينة أو الأرض (منزلا) بضم الميم وفتح الزاي مصدر أو اسم مكان وبفتح الميم وكسر الزاي (مباركا) كثير الخير (وأنت خير المنزلين).

(إن في ذلك) في أمر نوح وقومه (لآيات) دلالات وعبرا للمعتبرين (وإن) هي المخففة (كنا لمبتلين) مختبرين عبادنا ليتذكروا أو مصيبين قوم نوح بالبلاء واللام فارقة .

(ثم أنشأنا من بعدهم قرنا ءاخرين) هم عاد .

(فأرسلنا فيهم رسولا منهم) هو هود وعدي أرسل بفي إيذانا بأنه أوحي إليه وهو بين أظهرهم (أن) أي بأن أو أي (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون) عذابه .

(وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة) أي بالبعث فيها (وأترفناهم) نعمناهم (في الحيوة الدنيا) ضروب الملاذ (ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون) أي تشربونه.

[333]

(و لئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون) باتباعه .

(أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون) من قبوركم أحياء .

(هيهات هيهات) اسم فعل ماض أي بعد الثبوت (لما توعدون) أي بعد ما توعدون واللام زائدة .

(إن هي) ما الحياة (إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا) يموت قوم ويولد قوم (وما نحن بمبعوثين) بعد موتنا .

(إن) ما (هو إلا رجل افترى على الله كذبا) بدعواه الرسالة ووعده بالبعث (وما نحن له بمؤمنين) بمصدقين .

(قال رب انصرني بما كذبون).

(قال) تعالى (عما قليل) من الزمان وما زائدة لتوكيد معنى القلة (ليصبحن نادمين) على تكذيبهم .

(فأخذتهم الصيحة) صاح بهم جبرئيل صيحة فماتوا (بالحق) باستحقاقهم أخذها (فجعلناهم غثاء) هو ما احتمله السيل من نبات بال ونحوه شبهوا به في هلاكهم (فبعدا للقوم الظالمين) أي بعدوا من الرحمة بعدا .

(ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين) هم قوم صالح ولوط وشعيب .

(ما تسبق من أمة أجلها) بأن تهلك قبله (وما يستأخرون) عنه وذكر ضمير ها للمعنى .

(ثم أرسلنا رسلنا) تترى متواترين يتبع بعضهم بعضا (كلما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا) في الإهلاك (وجعلناهم أحاديث) لم يبق منهم سوى أخبار يتحدث بها (فبعدا لقوم لا يؤمنون).

(ثم أرسلنا موسى وأخاه هرون بآياتنا) المعجزات (وسلطان مبين) برهان ظاهر .

(إلى فرعون وملإيه فاستكبروا) عن قبول الحق (وكانوا قوما عالين) قاهرين بالظلم .

(فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما) أي بنو إسرائيل (لنا عابدون) مطيعون خاضعون .

(فكذبوهما فكانوا من المهلكين) بالغرق .

(ولقد ءاتينا موسى الكتاب) التوراة (لعلهم) أي قومه بني إسرائيل لا قوم فرعون لأنهم أغرقوا قبل نزولها (يهتدون) به إلى الدين .

(وجعلنا ابن مريم وأمه ءاية) بأن ولدته بغير فحل فهو آية واحدة فيهما أو ابن مريم آية بكلامه في المهد وأمه آية بولادتها بلا فحل (وءاويناهما إلى ربوة) أرض مرتفعة هي أرض بيت المقدس أو الرملة أو دمشق أو مصر (ذات قرار) استواء يستقر عليها أو ثمار لأجلها يستقر فيها (ومعين) ماء جار ظاهر للعيون .

(يا أيها الرسل كلوا من الطيبات) المستلذات المباحات (واعملوا صالحا) أي الطاعات.

[334]

(إني بما تعملون عليم) فأجازيكم به .

(وإن هذه أمتكم أمة واحدة) أي ملة الإسلام ملتكم حال كونها ملة مجتمعة أو ملل الأنبياء ملتكم ملة متخذة في أصول الشرائع أو هذه جماعتكم جماعة متفقة على التوحيد (وأنا ربكم فاتقون) في التفرق في الدين .

(فتقطعوا أمرهم بينهم) جعلوا أمر دينهم أديانا مختلفة (زبرا) كتبا يدينون بها أو أحزابا متحالفين (كل حزب) فريق (بما لديهم) من الدين (فرحون) مسرورون .

(فذرهم في غمرتهم) ضلالتهم (حتى حين) إلى وقت موتهم .

(أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين) بيان لما .

(نسارع لهم في الخيرات) ليس ذاك كما يظنون وإنما ذاك استدراج لهم (بل لا يشعرون) أنه استدراج .

(إن الذين هم من خشية ربهم) من خوفه (مشفقون) لازمون لطاعته .

(والذين هم بآيات ربهم) القرآن وغيره (يؤمنون) يصدقون .

(والذين هم بربهم لا يشركون) غيره في عبادته .

(والذين يؤتون ما ءاتوا) يعطون ما أعطوا من الصدقة أو أعمال البر كلها (وقلوبهم وجلة) خائفة أن لا يقبل منهم (أنهم) أي لأنهم (إلى ربهم راجعون) وهو علام السرائر .

(أولئك يسارعون في الخيرات) يبادرون الطاعات رغبة فيها أو يتعجلون خيرات الدنيا بمبادرتهم الطاعات الموجبة لها لتقابل إثباته لهم نفيه عن أضدادهم (وهم لها) لأجلها (سابقون) الناس إلى الجنة أو فاعلون السبق .

(ولا نكلف نفسا إلا وسعها) والوسع دون الطاقة (ولدينا كتاب) اللوح أو صحيفة الأعمال (ينطق بالحق) بالصدق فيما كتب فيه من أعمالها (وهم) أي النفوس (لا يظلمون) بنقص ثواب أو زيادة عقاب .

(بل قلوبهم) أي الكفار (في غمرة) غفلة (من هذا) مما وصف به هؤلاء أو من كتاب الأعمال (ولهم أعمال) سيئة (من دون ذلك) سوى ما هم عليه من الكفر (هم لها عاملون) لا يتركونها .

(حتى إذا أخذنا مترفيهم) منعميهم (بالعذاب) في الآخرة أو القتل ببدر أو الجوع (إذا هم يجأرون) يصرخون بالاستغاثة .

(لا تجأروا اليوم) مقدر بالقول (إنكم منا لا تنصرون) لا تمنعون منا أو لا يأتيكم نصر من جهتنا .

(قد كانت ءاياتي تتلى عليكم) أي القرآن (فكنتم على أعقابكم تنكصون) تدبرون عن سماعها وقبولها كمن رجع القهقرى .

(مستكبرين به) الهاء للقرآن بتضمين الاستكبار معنى التكذيب إلا أن استكبارهم بسبب سماعه أو لتعلق الباء بقوله (سامرا) أي يستمرون بالطعن فيه (تهجرون) تتركون القرآن أو تهذون في شأنه .

(أفلم يدبروا القول) أي القرآن فيستدلوا بإعجاز نظمه ووضوح حججه على صدق رسولنا (أم جاءهم ما لم يأت ءاباءهم الأولين) من الرسل .

(أم لم يعرفوا رسولهم) بالصدق والأمانة ومكارم الأخلاق وكمال العلم وشرف النسب (فهم له منكرون) بل عرفوا جميع ذلك فلا وجه لإنكارهم له .

(أم يقولون به جنة) وكانوا يعلمون أنه أكملهم عقلا (بل جاءهم بالحق) الدين القيم (وأكثرهم للحق كارهون) لمخالفة أهوائهم ولعل التقييد بالأكثر لأن منهم من لم يكره الحق لكنه لم يؤمن لقلة فطنة أو حسدا له (صلى الله عليه وآله وسلّم) .

[335]

(و لو اتبع الحق أهواءهم) بأن أتى بما يهوونه من الشركاء (لفسدت السموات والأرض ومن فيهن) للتمانع كما مر في لو كان فيهما ءالهة أو لو اتبع الله أهواءهم بأن أنزل ما يشتهون من الشرك لما كان إلها فلا يقدر على إمساك السموات والأرض (بل أتيناهم بذكرهم) بالقرآن الذي هو شرفهم أو وعظهم (فهم عن ذكرهم معرضون).

(أم تسئلهم خرجا) أجرا على تبليغ الرسالة (فخراج ربك) رزقه في الدنيا وثوابه في الآخرة (خير) منه لدوامه وكثرته (وهو خير الرازقين) أفضل من أعطى .

(وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم) دين الإسلام .

(وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة) بالبعث وما يتبعه (عن الصراط) المستقيم (لناكبون) لعادلون .

(ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر) جوع أصابهم بمكة سبع سنين (للجوا) لتمادوا (في طغيانهم) كفرهم وعتوهم (يعمهون) يترددون .

(ولقد أخذناهم بالعذاب) بالجوع (فما استكانوا لربهم) ما خضعوا له (وما يتضرعون) ما يرغبون إليه في الدعاء .

(حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد) هو القتل ببدر أو الجوع (إذا هم فيه مبلسون) متحيرون آيسون من كل خير .

(وهو الذي أنشأ لكم السمع) وحد لأنه في الأصل مصدر أو بتقدير حواس السمع (والأبصار والأفئدة) القلوب لتدركوا الدلائل المسموعة والمبصرة (قليلا ما تشكرون) أي تشكرونها شكرا قليلا .

(وهو الذي ذرأكم) خلقكم (في الأرض وإليه تحشرون) تجمعون بالبعث .

(وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار) يختص به اختلافهما بالظلمة والضياء والطول والقصر أو تعاقبهما أي ذهاب أحدهما ومجيء الآخر (أفلا تعقلون) تتفكرون فتعلمون أن من هذا صنعه لا يستحق الإلهية سواه وأنه قادر على البعث .

(بل قالوا مثل ما قال الأولون) المنكرون .

(قالوا) استبعادا له (أءذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمبعوثون) ولم يتفكروا في بدء خلقهم .

(لقد وعدنا نحن وءاباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين) أكاذيبهم التي سطروها .

(قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون) ذلك فأجيبوني .

(سيقولون لله قل أفلا تذكرون) فتعلمون أن من قدر على الابتداء قادر على الإعادة .

(قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم) زيادة في الحجة .

(سيقولون لله قل أفلا تتقون) عذابه على جحد وحدانيته وقدرته على البعث.

[336]

(قل من بيده ملكوت كل شيء) ملكه والتاء للمبالغة (وهو يجير ولا يجار عليه) يمنع من يشاء ولا يمنع منه أحد (إن كنتم تعلمون).

(سيقولون لله قل فأنى تسحرون) فمن أين تخدعون ويخيل إليكم الحق باطلا مع وضوحه .

(بل أتيناهم بالحق) من نفي الولد والشريك (وإنهم لكاذبون) في إثباتهما .

(وما اتخذ الله من ولد) لتنزهه عن مجانسة خلق (وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله) منهم (بما خلق) وانفرد به وامتاز ملكه عن ملك الآخرين (ولعلا بعضهم على بعض) بالتغالب كفعل ملوك الدنيا (سبحان الله عما يصفون) من الولد والشريك .

(عالم الغيب والشهادة) ما غاب وما حضر (فتعالى) تنزه (عما يشركون) عن إشراكهم أو ما يشركون .

(قل رب إما تريني ما يوعدون) من النقمة .

(رب فلا تجعلني في القوم الظالمين) معهم .

(وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون) وإنما نمهلهم لمصلحة وحكمة .

(ادفع بالتي) بالخلة التي (هي أحسن السيئة) وهي الإغضاء عنها والصفح ومقابلتها بإحسان وقيل هي كلمة التوحيد والسيئة الشرك (فنحن أعلم بما يصفون) يصفونك به أو بوصفهم إياك بغير صفتك فيجازيهم به .

(وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين) وساوسهم .

(وأعوذ بك رب أن يحضرون) فيقربوني في حال من الأحوال .

(حتى إذا جاء أحدهم الموت) وعاين ما أعد له من النكال (قال رب ارجعون) إلى الدنيا والجمع للتعظيم .

(لعلي أعمل صالحا فيما تركت) من الإيمان أي لعلي آتي به وأعمل صالحا فيه (كلا) ردع (إنها) أي مسألة الرجعة (كلمة هو قائلها) وحده لا يجاب إليها (ومن ورائهم) أمامهم (برزخ) حاجز بينهم وبين الرجوع وهو مدة ما بين الموت (إلى يوم يبعثون).

(فإذا نفخ في الصور) نفخة الصعق أو البعث (فلا أنساب بينهم يومئذ) يتعاطفون بها لدهشتهم بحيث يفر المؤمن من أخيه وأمه وأبيه أو يفتخرون بها (ولا يتساءلون) لا يسأل بعضهم بعضا لشغله بنفسه، ولا ينافيه وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون لاختلاف الموطنين .

(فمن ثقلت موازينه) بالطاعات (فأولئك هم المفلحون) الفائزون بالمراد .

(ومن خفت موازينه) بالمعاصي (فأولئك الذين خسروا أنفسهم) ضيعوها ولم ينتفعوا بها (في جهنم خالدون).

(تلفح وجوههم النار) تضربها فتحرقها (وهم فيها كالحون) عابسون .

(ألم تكن آياتي تتلى عليكم) أي يقال لهم ذلك (فكنتم بها) بالآيات وهي القرآن (تكذبون).

(قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا) ملكنا سوء عاقبتنا الذي استوجبناه بسوء عملنا.

[337]

(و كنا قوما ضالين) عن الحق .

(ربنا أخرجنا منها) من النار (فإن عدنا) في الكفر (فإنا ظالمون) قيل هذا آخر ما يتكلمون به ثم لا يكون لهم إلا زفير وشهيق وعواء .

(قال اخسئوا فيها) انزجروا صاغرين (ولا تكلمون) رأسا أو في رفع العذاب .

(إنه) أي الشأن (كان فريق من عبادي) هم أهل الصفة أو من الصحابة سلمان وعمار وصهيب وبلال (يقولون ربنا ءامنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين).

(فاتخذتموهم سخريا) هزؤا (حتى أنسوكم ذكري) لاشتغالكم بالاستهزاء بهم (وكنتم منهم تضحكون).

(إني جزيتهم اليوم بما صبروا) على أذاكم (أنهم هم الفائزون) أي جزيتهم فوزهم بمرادهم دون غيرهم .

(قال) أي الله (كم لبثتم في الأرض) في الدنيا والقبور (عدد سنين) مميز كم .

(قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين) المتمكنين من العد .

(قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون) نسبة لبثكم إلى خلود النار .

(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا) عابثين أو لأجل العبث (وأنكم إلينا لا ترجعون) ببناء الفاعل والمفعول .

(فتعالى الله) عما لا يليق به (الملك الحق) الذي يحق له الملك بالذات (لا إله إلا هو رب العرش الكريم).

(ومن يدع مع الله إلها آخر) يعبده (لا برهان له به) صفة لازمة، إذ لا برهان للباطل (فإنما حسابه عند ربه) فيجازيه بقدر ما يستحقه (إنه) أي الشأن (لا يفلح الكافرون) لا يظفرون بخير .

(وقل رب اغفر) للمؤمنين (وارحم) وأنعم عليهم (وأنت خير الراحمين) المنعمين لأنك المنعم الحقيقي.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336657

  • التاريخ : 29/03/2024 - 00:04

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net