00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة آل عمران 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الأول )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

 

سورة آل عمران

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبيعبدالله عليه السلام قال، من قرأ البقرة وآل عمران جاء‌ا يوم القيامة يظلانه على رأسه مثل الغمامتين او مثل الغيابتين(1).

2 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثورى عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام، واما الم في أول آل عمران فمعناه انا الله المجيد.

3 - في تفسير العياشى خثيمة الجعفرى(2) حدثنى أبولبيد المخزومى قال، قال ابوجعفر عليه السلام، يابا لبيد انه يملك من ولد عباس اثنا عشرة، يقتل بعد الثامن منهم أربعة، يصيب أحدهم الذبحة(3) فتذبحه، هم فئة، قصيرة أعمارهم قليلة مدتهم، خبيثة سيرتهم [ منهم ] الفويسق الملقب بالهادى، والناطق والغاوى، يابالبيد ان في حروف القرآن لمقطعة لعلما جما، ان الله تبارك وتعالى أنزل (الم ذلك الكتاب) فقام محمد صلى الله عليه وآله حتى ظهر نوره وثبتت كلمته وولد يوم ولد وقد مضى من الا لف السابع مأة سنة وثلث سنين ثم قال، وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة، اذا عددتها من غير تكرار، وليس من حروف مقطعة حرف ينقضى ايام الاقام من بنى هاشم عند انقضائه، ثم قال الالف واحد، واللام ثلثون، والميم أربعون والصاد تسعون(4) فذلك مأة واحدى وستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن على عليه السلام، الم الله(5) فلما بلغت

___________________________________

(1) الغيابة: كل ما اظل الانسان كالسحابة.

(2) كذا في النسخ والظاهران (الجعفرى) مصحف (الجعفى) كما في المصدر.

(3) الذبحة - كهمزة -: وجع في الحلق من الدم، وقيل: قرحة تظهر فيه فتفسد معها وينقطع النفس ويسمى بالخناق.

(4) اى في قوله تعالى (المص).

(5) اشارة إلى (الم) الذى في اول هذه السورة

[310]

مدته قام قائم ولد العباس عند (المص) ويقوم قائمنا عند انقضائها بالر، فافهم ذلك وعه واكتمه.(1) - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن النضر بن سويد عن عبدالله بن سنان عن ابيعبدالله عليه السلام قال، سألته عن قول الله تبارك وتعالى (الم الله) إلى قوله، (انزل الفرقان) قال، هو محكم، والكتاب هو جملة القرآن الذى يصدقه من كان قبله من الانبياء.

5 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبيعبدالله ابن يزيد بن سلام انه قال رسول الله صلى الله عليه وآله فقال، لم سمى الفرقان فرقانا؟ قال، لانه متفرق الآيات و السور انزلت في غير الالواح وغير المصحف، والتوراة و الانجيل والزبور انزلت كلها جملة في الالواح والورق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

6 - في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام عند ختمه القرآن وفرقانا فرقت به بين حلالك وحرامك، وقرآنا أعربت به عن شرايع أحكامك.

7 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن سنان أو عن غيره عمن ذكره قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن القرآن والفرقان أهما شيئان او شئ واحد؟ فقال عليه السلام، القرآن جملة الكتاب، والفرقان المحكم الواجب العمل به.

8 - على بن ابراهيم عن صالح بن السندى عن جعفر بن بشير عن سعد الاسكاف قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله، اعطيت السور الطوال مكان التوراة، واعطيت المئين مكان الانجيل(2) فالتوراة لموسى، والانجيل لعيسى.

___________________________________

(1) هذا الحديث وكذا الحديث الاتى تحت رقم 22 من معضلات الاخبار وقد ذكرنا في ذيل كتاب تفسير العياشى (ج 2: 3) بعض ماقيل في شرحهما وكذا الاختلاف في فواتح السور وماهو الحق في الباب فراجع.

(2) قال العلامة الطبرسى (ره) في تفسير مجمع البيان (ج 1: 14) السبع الطوال: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والانعام والاعراف والانفال مع التوبة لانهما يدعيان القرينتين ولذلك لم يفصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم، وقيل ان السابعة سورة يونس، وانما سميت هذء السور الطوال لانها اطول سور القرآن (إلى ان قال): واما المئون فهى كل سورة تكون نحوا من مأة آية أو فويق ذلك اودوينه وهى سبع اولها سورة بنى اسرائيل وآخرها المؤمنون، وقيل ان المئين: ماولى السبع الطوال.

[311]

9 - على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن ابيعبدالله عليه السلام قال، نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم نزل في طول عشرين سنة، ثم قال، قال النبى صلى الله عليه وآله نزل صحف ابراهيم في اول ليلة من شهر رمضان وانزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان وانزل الانجيل لثلث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، وانزل الزبور لثمان عشرة خلون من شهر رمضان، وانزل الفرقان في ثلث وعشرين من شهر رمضان.

10 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبيعبدالله عليه السلام قال: نزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان.

ونزل الانجيل في اثنى عشر ليلة من شهر رمضان، وانزل الزبور في ليلة ثمانى عشرة مضت من شهر رمضان، ونزل القرآن في ليلة القدر.

قال عزمن قائل هو الذى يصوركم في الارحام كيف يشاء.

11 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن بشير عن رجل عن أبيعبدالله عليه السلام قال ان الله تبارك وتعالى اذ أاراد أن يخلق خلقا جمع كل صورة بينه وبين أبيه إلى آدم، ثم خلقه على صورة أحدهم، فلا يقولن أحد هذا لايشبهنى ولايشبه شيئا من آبائى.

12 - وباسناده إلى محمد بن عبدالله بن زرارة عن على بن عبدالله عن أبيه عن جده عن امير المؤمنين عليه السلام قال: تعتلج النطفتان في الرحم، فأيتهما كانت أكثر جاء‌ت تشبهها، فان كانت نطفة المرأة أكثر جاء‌ت يشبه أخواله وان كانت نطفة الرجل أكثر جاء‌ت يشبه اعماله وقال: تحول النطفة في الرحم أربعين يوما، فمن أراد أن يدعوالله عزوجل ففى تلك الاربعين قبل أن يخلق، ثم يبعث الله عزوجل ملك الارحام فيأخذها فيصعد بها إلى الله عزوجل فيقف منه ماشاء‌الله، فيقول: يا الهى أذكر أم أنثى؟ فيوحى الله عزوجل مايشاء، فيكتب الملك (الحديث) وستقف عليه بتمامه عند قوله تعالى: (ما أصاب من مصيبة في

[312]

الارض) الاية انشاء‌الله.

13 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن نوح بن شعيب رفعه عن عبدالله بن سنان عن بعض اصحابه عن أبى جعفر عليه السلام قال: اتى رجل من الانصار رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: هذه ابنة عمى وامراتى لااعلم منها الاخيرا: وقدا تتنى بولد شديد السواد منتشر المنخرين جعد قطط افطس الانف(1) لااعرف شبهه في اخوالى ولافى اجدادى، فقال لامرته: ماتقولين؟ قالت: لاوالذى بعثك بالحق نبيا ما اقعدت مقعده منى منذ ملكنى احدا غيره، قال: فنكس رسول الله صلى الله عليه وآله مليا ثم رفع بصره إلى السماء، ثم اقبل على الرجل فقال: يا هذا انه ليس من احد الابينه وبين آدم تسعة وتسعون عرقا كلها تضرب في النسب، فاذا وقعت النطفة في الرحم اضطربت تلك العروق تسأل الله الشبه لها، فهذا من تلك العروق التى لم يدركها اجدادك ولااجداد اجدادك، خذى اليك ابنك، فقالت والمراة: فرجت عنى يا رسول الله.

14 - محمد بن يحيى وغيره عن احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن اسمعيل بن عمر عن شعيب العقرقوفى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان للرحم اربع سبل، في اى سبيل سلك فيه الماء كان منه الولد، واحد واثنان وثلاث واربعة ولايكون إلى سبيل اكثر من واحد.

15 - على بن محمد رفعه عن محمد بن حمران عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان الله عزوجل خلق للرحم اربعة اوعية، فما كان في الاول فللاب، وماكان في الثانى فللام، وما كان في الثالث فللعمومة، وماكان في الرابع فللخؤلة.

16 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة عن على بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير عن ابى عبدالله (ع) في قوله تعالى هو الذى انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب قال اميرالمؤمنين والائمة عليهم السلام واخر متشابهات قال فلان وفلان.

فاما الذين في قلوبهم زيغ اصحابهم واهل ولايتهم فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويه ومايعلم تاويله الا الله و

___________________________________

(1) القطط: القصير الجعد من الشعر والافطس: الذى تطامنت قصبة انفه وانتشرت.

[313]

الراسخون في العلم اميرالمؤمنين والائمة عليهم السلام.

17 - في مجمع البيان قيل المراد بالفتنة هنا الكفر وهو المروى عن ابى عبدالله (ع).

18 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن اميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه ثم ان الله جل ذكره لسعة رحمته ورافته بخلقه وعلمه بما يحدثه المبطلون من تغيير كلامه، قسم كلامه ثلثة اقسام فجعل قسما منه يعرفه العالم والجاهل وقسما لايعرفه الا من صفا ذهنه ولطف حسه وصح تمييزه ممن شرح الله صدره للاسلام، وقسما لايعرفه الا الله وانبياؤه والراسخون في العلم، وانما فعل ذلك لئلا يدعى اهل الباطل من المستولين على ميراث رسول الله صلى الله عليه وآله من علم الكتاب مالم يجعله الله، لهم وليقودهم الاضطرار إلى الايتمار لمن ولاه امرهم، فاستكبروا عن طاعته تعززا وافتراء على الله واغترارا بكثرة من ظاهرهم وعاونهم وعاندالله جل اسمه ورسوله صلى الله عليه وآله.

19 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض اصحابه عن آدم بن اسحق عن عبدالرزاق ابن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان ناسا تكلموا في هذا القرآن بغير علم، وذلك ان الله تبارك وتعالى يقول.

(هو الذى انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتعبون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تأويله الا الله) الاية فالمنسوخات من المتشابهات.

والمحكمات من الناسخات والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

20 - على بن الحكم عن هشام بن سالم عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان القرآن الذى جاء به جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر الف آية.

21 - في مجمع البيان عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه يقول صلى الله عليه وآله: جميع سور القرآن مأة واربع عشرة سورة، وجميع آيات القرآن ستة آلاف آية، ومأة آية وست وثلثون آية.

22 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى محمد بن قيس قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يحدث ان حييا وابا ياسر ابنى اخطب ونفرا من يهود اهل نجران اتوا رسول

[314]

الله صلى الله عليه وآله فقالوا له: اليس فيما تذكر فيما انزل الله عليك (الم)؟ قال: بلى، قالوا، اتاك بها جبرئيل من عندلله؟ قال: نعم، قالوا، لقد بعث انبياء قبلك وما نعلم نبيا منهم اخبرنا مامدة ملكه، وما اجل امته غيرك، قال: فأقبل حيى بن اخطب على اصحابه فقال لهم: الالف واحد.

واللام ثلثون، والميم اربعون، فهذه احدى وسبعون سنة، فعجب ممن يدخل في دين مدة ملكه واجل أمته احدى وسبعون سنة، قال: ثم اقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد هل مع هذا غيره؟ قال: نعم، قال هاته قال، المص، قال: هذه اثقل واطول، الالف واحد واللام ثلثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، فهذه مائة واحد والستون سنة ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: فهل مع هذا غيره؟ قال، نعم قال، هاته، قال: الر، قال، هذه اثثقل واطول، والالف واحد، واللام ثلثون، والراء مائتان، فهل مع هذا غيره؟ قال، نعم قال، هاته قال: المر قال، هذه اثقل واطول، الالف واحد.

واللام ثلثون، والميم اربعون، والراء مائتان، ثم قال له، هل مع هذا غيره؟ قال، نعم قالوا، قد التبس علينا امرك فما ندرى ما اعطيت، ثم قاموا عنه ثم قال ابوياسر لحيى أخيه، مايدريك لعل محمدا قد جمع له هذا كله و اكثر منه؟ قال: فذكر أبوجعفر عليه السلام ان هذه الايات انزلت فيهم منه (آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات) قال: وهى تجرى في وجه آخر على غير تأويل حيى وابى ياسر واصحابهما.

23 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول، ان لقيام القائم عليه السلام علامات تكون من الله عزوجل للمؤمنين، قلت، وماهى جعلنى الله فداك؟ قال، ذلك قوله عزوجل، (ولنبلونكم) يعنى المؤمنين ققل خروج القائم (بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين) قال نبلونكم بشئ من الخوف من ملوك بنى فلان في آخر سلطانهم، والجوع بغلاء أسعارهم، ونقص من الاموال، قال، كساد التجارات وقلة الفضل، ونقص من الانفس قال، موت ذريع، ونقص من الثمرات لقلة ريع(1)

___________________________________

(1) الريع: فضل كل شئ.

[315]

مايزرع (وبشر الصابرين) عند ذلك بتعجيل الفرج.

ثم قال لى يا محمد هذا تأويله ان الله عزوجل يقول: (وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم).

24 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) باسناده إلى محمد بن على الباقر عليهما السلام حديث طويل يذكر فيه خطبة الغدير وفيها قال صلوات الله عليه وآله، معاشر الناس تدبروا القرآن وافهموا آياته، وانظروا محكماته، ولاتتبعوا متشابهه، فوالله لن يبين لكم زواجره، ولا يوضع لكم تفسيره الا الذى أنا آخذ بيده ومصعده لى، وشائل(1) بعضده ومعلمكم ان من كنت مولاه فهذا على مولاه، وهو على بن أبى طالب اخى ووصيى، وموالاته من الله عزوجل انزلها على.

25 - وعن أميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام، وقد جعل الله للعلم أهلا، وفرض على العباد طاعتهم بقوله، (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم).

26 - في نهج البلاغة قال: عليه السلام أين الذين زعموا انهم الراسخون في العلم دوننا كذبا، وبغيا علينا أن رفعناه الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم وادخلنا وأخرجهم.

27 - في روضة الكافى ابن محبوب عن جميل بن صالح عن ابى عبيدة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عز ذكره: (الم غلبت لروم في أدنى الارض (قال: فقال: ياباعبيدة ان لهذا تأويلا لايعلمه الا الله والراسخون في العلم من آل محمد صلى الله عليه وآله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

28 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن محمد بن ابى عمير عن جميل عن أبى عبيدة عن أبى جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله: (الم غلبت الروم في ادنى الارض) قال ياباعبيدة ان لهذا تاويلا لايعلمه الا الله والراسخون في العلم من الائمة عليهم السلام، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

29 - حدثنا محمد بن احمد بن ثابت قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة عن وهب بن حفص عن أبى بصير عن أبيعبدالله عليه السلام قال سمعته يقول ان القرآن زاجر

___________________________________

(1) اى رافع.

[316]

وآمر، يأمر بالجنة ويزجر عن النار، وفيه محكم ومتشابه، فاما المحكم فيؤمن به ويعمل به، واما المتشابه فيؤمن به ولا يعمل به، وهو قول الله (واما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنه وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا) وآل محمد عليهم السلام الراسخون في العلم.

30 - حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن عمر بن اذينة عن بريد بن معاوية عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل الراسخون في العلم فقد علم جميع ما أنزل الله من التنزيل، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه التأويل، وأوصياؤه من بعده يعلمونه، قال: قلت جعلت فداك ان أبا الخطاب كان يقول فيكم قولا عظيما، قال: وما كان يقول؟ قلت: قال: انكم تعلمون علم الحلال، والحرام، والقرآن قال ان علم الحلال والحرام والقرآن يسير في جنب العلم الذى يحدث في الليل والنهار.

31 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن داود بن فرقد عمن حدثه عن ابن شبرمة قال: ما ذكرت حديثا سمعته من جعفر بن محمد عليهما السلام الاكاد أن يتصدع قلبى قال: حدثنى أبى عن جدى عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال قال رسول الله: من عمل بالمقاييس فقد هلك واهلك، ومن افتى الناس بغير علم وهو لايعلم الناسن من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك.

32 - بعض أصحابنا رفعة عن هشام بن الحكم قال: قال لى أبوالحسن موسى ابن جعفر عليه السلام: يا هشام ان الله ذكر اولى الالباب بأحسن الذكر وحلالهم باحسن الحلية وقال: (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب.

33 - أحمد بن محمد عن محمد بن أبى عمير عن سيف بن عميرة عن أبى الصباح الكنانى قال: قال أبوعبدالله عليه السلام نحن الراسخون في العلم، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

34 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن أيوب بن الحر وعمران بن على عن أبى بصير عن أبيعبدالله عليه السلام قال نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله.

[317]

35 - على بن محمد عن عبدالله بن على عن ابراهيم بن اسحق عن عبدالله بن حماد عن بريد بن معاوية عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عزوجل (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم) فرسول الله صلى الله عليه وآله افضل الراسخين في العلم قد علمه الله عزوجل جميع ما انزل عليه من التنزيل والتأويل، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله، والذين لايعلمون تأويله اذا قال العالم فيهم(1) بعلم فأجابهم الله بقوله (يقولون آمنا به كل من عند ربنا) والقرآن خاص وعام ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ، فالراسخون في العلم يعلمونه.

36 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن على بن حسان عن عبدالرحمن ابن كثير عن ابيعبدالله عليه السلام قال: الراسخون في العلم أميرالمؤمنين والائمة من بعده عليهم السلام.

37 - وباسناده إلى ابى جعفر الباقر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فان قالوا: من الراسخون في العلم؟ فقل من لايختلف في علمه، فان قالوا فمن هو ذاك؟ فقل كان رسول الله صلى الله عليه وآله صاحب ذلك فهل بلغ أولا؟ فان قالوا: قد بلغ فقل هل مات صلى الله عليه وآله والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف؟ فان قالوا: لافقل: ان خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله مؤيد ولايستخلف رسول الله صلى الله عليه وآله الا من يحكم بحكمه والامن يكون مثله الا النبوة، وان كان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يستخلف في علمه احدا فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده.

38 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبدالرحمن بن سمرة عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ومن فسر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب.

39 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الريان بن الصلت عن على بن موسى الرضا عليه السلام عن ابيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال الله جل جلاله

___________________________________

(1) قال الفيض (ره): المراد بالذين لايعلمون تأويله: الشيعة، اذا قال العالم فيهم يعنى الراسخ في العلم الذى بين اظهرهم.

[318]

ما آمن بى من فسر برأيه كلامى.

40 - وفيه خطبة لعلى عليه السلام فيها: وانقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير.

41 وخطبة اخرى له عليه السلام يقول في آخرها واعلم ان الراسخين في العلم هم الذين اغناهم الله عن الاقتحام في السدد المضروبة دون الغيوب، فلزموا الاقرار بجملة ماجهلوا تفسيره من الغيب المحجوب.

(فقالوا آمنا به كل من عند ربنا) فمدح الله عزوجل اعترافهم بالعجز عن تناول مالم يحيطوا به علما، وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عنه منهم رسوخا فاقتصر على ذلك ولاتقدر عظمة الله على قدر عقلك، فتكون من الهالكين.في نهج البلاغة مثله سواء.

42 - في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون مع اهل الملل والمقالات وما اجاب به على بن جهم في عصمة الانبياء صلوات الله عليهم حديث طويل يقول فيه عليه السلام لعلى بن الجهم ويحك يا على اتق الله ولاتنسب إلى اولياء الله الفواحش وتتأول كتاب الله برأيك، فان الله عزوجل يقول (وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم) اما قوله عزوجل في آدم (الحديث).

43 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالى قال سمعت عليا عليه السلام يقول ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله آية من القرآن الا أقرأنيها واملاها على واكتبها بخطى، وعلمنى تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ودعا الله عزوجل ان يعلمنى فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله ولاعلما املاه على فكتبته، وماترك شيئا علمه الله عزوجل من حلال ولاحرام ولاأمر ولانهى، وماكان أو يكون من طاعته أو معصيته الا علمنيه وحفظته، فلم أنس منه حرفا واحدا، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

44 - في عيون الاخبار حدثنى ابى رضى الله عنه قال حدثنا على بن ابراهيم ابن هاشم عن ابيه عن ابى حيون مولى الرضا عليه السلام قال من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدى إلى صراط مستقيم، ثم قال عليه السلام: ان في اخبارنا متشابها كمتشابه القرآن، ومحكما كمحكم القرآن، فردوا متشابهها إلى محكمها، ولاتتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا.

[319]

45 - في كتاب الخصال عن سليم بن قيس الهلالى عن اميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وان أمر النبى صلى الله عليه وآله مثل القرآن ناسخ ومنسوخ، وخاص وعام: ومحكم ومتشابه: وقد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله الكلام له وجهان وكلام عام وكلام خاص مثل القرآن والحديث طويل اخذنامنه موضع الحاجة.

46 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى حكيم قال: حدثنى ابن عبدالله بمكة قال بينا أميرالمؤمنين عليه السلام مار بفناء بيت الله الحرام اذ نظر إلى رجل يصلى فاستحسن صلواته فقال: يا هذا الرجل تعرف تأويل صلوتك؟ فسأل الرجل: يابن عم خير خلق الله وهل للصلوة تأويل غير التعبد؟ قال على عليه السلام: اعلم يا هذا الرجل ان الله تبارك وتعالى مابعث نبيه صلى الله عليه وآله بأمرمن الامور الاوله متشابه وتأويل وتنزيل وكل ذلك على المتعبد، فمن لم يعرف تأويل صلوته فصلوته كلها خداج(1) ناقصة غير تامة (الحديث).

47 - في اصول الكافى عن بعض اصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال قال لى ابوالحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ان الله حكى عن قوم صالحين انهم قالوا: ربنا لاتزغ قلوبنا بعداذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب خين علموا ان القلوب تزيغ وتعود إلى عماها ورداها، انه لم يخف الله من لم يعقل عن الله ومن لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ويجد حقيقتها في قلبه ولايكون احد كذلك الامن كان قوله لفعله مصدقا وسره لعلانية موافقا، لان الله تعالى لم يدل على الباطن الخفى من العقل الابظاهر منه وناطق عنه.

48 - في تفسير العياشى عن سماعة بن مهران قال قال ابوعبدالله عليه السلام: أكثروا من ان تقولوا ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذهديتنا ولاتأمنوا الزيغ.

49 - في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام: ربنا انك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك، وأمرتنا أن نكون مع الصادقين، فقلت: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم: (وقلت اتقواالله وكونوا مع الصادقين) فسمعنا وأطعنا

___________________________________

(1) الخداج - ككتاب: النقصان

[320]

ربنا فثبت اقدامنا وتوفنا مسلمين مصدقين لاوليائك، ولاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب.

50 - في مجمع البيان قل للذين كفروا ستغلبون الاية روى محمد بن اسحق بن يسار عن رجاله قال: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وآله قريشا ببدر، وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بنى قينقاع فقال: يا معشر اليهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش يوم بدر، واسلموا قبل ان ينزل بكم مانزل بهم.

فقد عرفتم انى نبى مرسل تجدون ذلك في كتابكم، فقالوا: يا محمد لايغرنك انك لقيت قوما اغمارا(1) لاعلم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة، اما والله لو قاتلنا لعرفت انا نحن الناس فأنزل الله هذه الاية وروى ايضا عن عكرمة وسعيد بن جبير عن ابن عباس ورواه اصحابنا ايضا.

51 - وفيه (في فئتين التقتا) الاية في قصة بدر وكانت المسلمون ثلثمأة وثلثة عشر رجلا على عدة اصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، سبعة وسبعون رجلا من المهاجرين ومائتان وستة وثلثون من الانصار، واختلف في عدة المشركين فروى عن على عليه السلام وابن مسعود انهم كانوا ألفا.

52 - في الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن ابيعبدالله البرقى عن الحسن بن ابى قتادة عن رجل عن جميل بن دراج قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: ماتلذذ الناس في الدنيا والاخرة بلذة اكثر لهم من لذة النساء وهو قول الله عزوجل: زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين إلى آخر الاية ثم قال: وان اهل الجنة مايتلذذون بشئ من الجنة اشهى عندهم من النكاح لاطعام ولاشراب.

53 - في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن نوح بن شعيب عن عبدالله الدهقان عن عبدالله بن سنان عن ابيعبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان اول ماعصى الله به ست: حب الدنيا، وحب الرياسة، وحب الطعام.وحب النوم وحب الراحة، وحب النساء.

54 - في مجمع البيان واختلف في مقدار القنطار، قيل، هو ملاء مسك ثور

___________________________________

(1) الغمر - مثلثة - من لم يجرب الامور.

[321]

ذهبا وهو المروى عن ابى جعفر وابيعبدالله عليهما السلام.

55 - في كتاب الخصال عن الاصبغ بن نباتة قال قال اميرالمؤمنين عليه السلام: الفتن ثلاث حب النساء وهو سيف الشيطان، وشرب الخمر وهو فخ الشيطان(1)، وحب الدينار والدرهم وهو سهم الشيطان، من احب النساء لم ينتفع بعيشه، ومن احب الاشربة حرمت عليه الجنة، ومن احب الدينار والدرهم فهو عبدالدنيا.

56 - عن محمد بن يحيى العطار رفع الحديث قال: الذهب والفضة حجران ممسوخان فمن احبهما كان معهما.

57 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: وازواج مطهرة قال: في الجنة لايحضن ولايحدثن.

58 - في تفسير العياشى عن ابى بصير عن ابيعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (فيها ازواج مطهرة، قال: لايحضن ولايحدثن.

59 - عن مفضل بن عمر قال: قلت لابيعبدالله عليه السلام: جعلت فداك تفوتنى صلوة الليل فأصلى الفجر فلى أن أصلى بعد صلوة الفجر ما فاتنى من الصلوة وأنا في صلوة قبل طلوع الشمس؟ فقال: نعم، ولكن لاتعلم به أهلك فتتخذه سنة، فيبطل قول الله عزوجل: والمستغفرين بالاسحار.

60 - في مجمع البيان (والمستغفرين بالاسحار) المصلين وقت السحر رواه الصادق عن ابيه عن ابيعبدالله عليهم السلام.

61 - وروى عن ابيعبدالله عليه السلام ان من استغفر الله سبعين مرة في وقت السحر فهو من أهل هذه الآية.

62 - في كتاب الخصال عن أبيعبدالله عليه السلام قال: من قال في وتره اذا أوتر (استغفر الله واتوب اليه) سبعين مرة وهو قائم فواظب على ذلك حتى تمضى له سنة كتبه - الله من المستغفرين بالاسحار ووجبت له المغفرة من الله تعالى ورواه فيمن لايحضره الفقيه عن عمر بن يزيد عن أبيعبدالله عليه السلام مثله.

63 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن عثمان العمرى

___________________________________

(1) الفخ: آلة يصادبها.

[322]

قدس سره يقول: لما ولد الخلف المهدى صلوات الله عليه سطع نور من فوق رأسه إلى عنان السماء ثم سقط لوجهه ساجدا لربه تعالى ذكره، ثم رفع رأسه وهو يقول شهدالله انه لااله الا هو والملئكة إلى آخر الآية.

64 - في اصول الكافى على بن محمد عن عبدالله بن اسحق العلوى عن محمد بن زيد الزرامى عن محمد بن سليمان الديلمى عن على بن ابى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه مواليد الائمة صلواة الله عليهم وفيه يقول عليه السلام: واذا وقع من بطن امه وقع واضعا يديه على الارض، رافعا رأسه إلى السماء فاما وضعه يديه على الارض فانه يقبض كل علم الله أنزله من السماء إلى الارض واما رفعه رأسه إلى السماء فان مناديا ينادى به من بطنان العرش من قبل رب العزة من الافق الاعلى باسمه واسم أليه يقول، يا فلان بن فلان اثبت تثبت، فلعظيم ماخلقتك انت صفوتى من خلقى، وموضع سرى وعيبة علمى، وأمينى على وحيى، وخليفتى في أرضى، لك ولمن تولاك أوجبت رحمتى، ومنحت جنانى، واحللت جوارى، ثم وعزتى وجلالى لاصلين من عاداك اشد عذابى وان وسعت عليه في دنياى من سعة رزقى، فاذا انقضى الصوت صوت المنادى اجابه وهو واضعا يديه رافعا رأسه إلى السماء يقول: (شهد الله انه لا اله الا هو والملئكة، وأولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم) فاذا قال ذلك أعطاه الله العلم الاول والعلم الاخر، واستحق زيادة الروح في ليلة القدر.

65 - في مجمع البيان روى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن النبى صلى الله عليه وآله قال: لما اراد الله عزوجل ان ينزل فاتحة الكتاب، وآية الكرسى، وشهدالله، وقل اللهم مالك الملك، إلى قوله: (بغير حساب) تعلقن بالعرش وليس بينهن وبين الله حجاب وقلن: يارب تهبطنا دار الذنوب والى من يعصيك ونحن معلقات بالطهور و القدس؟ فقال: وعزتى وجلالى ما من عبد قرأكن في دبر كل صلوة الا اسكنته حظيرة القدس على ما كان فيه، والانظرت اليه بعينى المكنونة في كل يوم سبعين نظرة، و الاقضيت له في كل يوم سبعين حاجة ادناها المغفرة، واذا اعذته من كل عدو، ونصرته

[323]

عليه ولايمنعه دخول الجنة الا ان يموت.

66 - في تفسير العياشى عن جابر قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن هذه الاية (شهدالله انه لا اله الا هو والملئكة واولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم) قال ابوجعفر عليه السلام: شهد الله انه لا اله الا هو فان الله تبارك وتعالى يشهد بها لنفسه، وهو كما قال: فأما قوله: (والملئكة) فانه اكرم الملائكة بالتسليم له بهم، وصدقوا وشهدوا كما شهد لنفسه، واما قوله: (واولوا العلم قائما بالقسط) فان اولى العلم الانبياء والاوصياء وهم قيام بالقسط، والقسط العدل في الظاهر، والعدل في الباطن أميرالمؤمنين عليه السلام.

67 - عن مروان القمى قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله، (شهدالله انه لا اله الا هو والملئكة واولوا العلم قائما بالقسط) قال: هو الامام.

68 - عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الدين عندالله الاسلام قال يعنى: الدين فيه الايمان.

69 - في بصائر الدرجات عن عبدالله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسن بن على الوشاء عن أبى الحسن عليه السلام قال: قلت (واولوا العلم قائما بالقسط) قال: الامام.

70 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان الاسلام قبل الايمان، وعليه يتوارثون ويتناكحون، والايمان عليه يثابون.

71 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن حمران بن أعين عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: الاسلام لايشرك الايمان، والايمان يشرك الاسلام، وهما في القول والفعل يجتمعان، كما صارت الكعبة في المسجد، والمسجد ليس في الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الاسلام والاسلام لايشرك الايمان، وقد قال الله عزوجل: (قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم) فقول الله عزوجل أصدق القول، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

[324]

قال مؤلف هذا الكتاب: استيفاء الكلام في بيان المرام في هذا المقام يحتاج إلى ازيد تطويل والكافى ببيانه اصول الكافى وقد ذكرنا طرفا من ذلك في سورة الحجرات.

قال عزمن قائل: ان الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق الآية.

72 - في كتاب الخصال عن ابيعبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لن يعمل ابن آدم عملا أعظم عندالله تبارك وتعالى من رجل قتل نبيا او امامااو هدم الكعبة التى جعلها الله تعالى قبلة لعباده، او افرغ ماء‌ه في امراة حراما.

73 - وفيه فيما علم اميرالمؤمنين عليه السلام اصحابه: احذروا السفلة فان السفلة من لايخاف الله فيهم قتلة الانبياء وهم اعداؤنا.

74 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر عن يونس بن ظبيان قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله عزوجل يقول ويل للذين يختلون الدنيا بالدين،(1) ويل للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس، وويل للذين يسير المؤمن فيهم بالتقية، ابى يغترون ام على يجترون، فبى حلفت لاتيحن(1) لهم فتنة تترك الحليم منهم حيرانا.

75 - في روضة الكافى باسناده إلى عبدالاعلى مولى آل سام عن ابيعبدالله عليه السلام قال: قلت له: (قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) اليس قد اتى الله عزوجل بنى امية الملك؟ قال: ليس حيث تذهب، ان الله عزوجل آتانا الملك واخذته بنو امية بمنزلة الرجل يكون له الثوب فيأخذه الاخر، فليس هو الذى اخذه.

76 - في مهج الدعوات عن اسماء بنت زيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اسم الله الاعظم الذى اذادعى به فأجاب (قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك) إلى (بغير حساب)

___________________________________

(1) ختله وخاتله: خادعه.

ويختل الدنيا بالدين اى يطلب الدنيا بعمل الاخرة، يقال ختله ويختله اذا خدعه وراوغه.

قاله في النهاية.

(1) قال في النهاية: فيه: حلفت لاتيحنهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا، يقال أتاح الله لفلان كذا اى قدره له وانزله به وتاح له الشئ.

[325]

77 - في كتاب الاهليلجة قال الصادق عليه السلام بعد ان ذكر الليل والنهار، يلج احدهما في الاخر، ينتهى كل واحد منهما إلى غاية معروفة محدودة في الطول والعرض على مرتبة ومجرى واحد.

78 - في ادعية الصحيفة الحمدلله الذى خلق الليل والنهار بقوته (إلى قوله) يولج كل واحد منهما في صاحبه ويولج صاحبه فيه بتقدير منه للعباد فيما يغذوهم به وينشئهم عليه.

79 - في كتاب معانى الاخبار وسئل الحسن بن على بن محمد عليهم السلام عن الموت ماهو؟ فقال هو التصديق بما لايكون.

80 - حدثنى ابى عن ابيه عن جده عن الصادق عليه السلام قال ان المؤمن اذا مات لم يكن ميتا، فان الميت هو الكافران الله عزوجل يقول تخرج الحى من الميت وتخرج الميت من الحى يعنى المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن.

81 - في مجمع البيان (تخرج الحى من الميت وتخرج الميت من الحى) قيل ان معناه تخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن، وروى ذلك عن ابى جعفر وابى عبدالله عليهم السلام.

82 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن اميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه لبعض اليونانيين وآمرك ان تستعمل التقية في دينك، فان الله يقول: لايتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ الا ان تتقوا منهم تقية واياك ثم اياك ان تتعرض للهلاك، وان تترك التقية التى امرتك بها، فانك شايط بدمك(1) ودماء اخوانك، معرض لنعمك ونعمهم للزوال، مذل لهم في ايدى اعداء دين الله، وقد امرك باعزازهم.

83 - في تفسير العياشى عن الحسين بن زيد بن على عن جعفر عن محمد عن أبيه عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لاايمان لمن لاتقية له، ويقول قال الله: (لا ان تتقوا منهم تقاة).

___________________________________

(1) شاط دمه: ذهب وبطل

[326]

84 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن اذينة عن اسمعيل الجعفى ومعمر بن يحيى بن سام ومحمد بن مسلم وزرارة قالوا: سمعنا ابا جعفر عليه السلام يقول: التقية في كل شئ يضطر اليه ابن آدم فقد احله الله له.

85 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن حريز عن ابيعبدالله عليه السلام قال: قال التقية ترس الله بينه (و) بين خلقه.

قال مؤلف هذا الكتاب: والاحاديث في وجوب استعمال التقية كثيرة وفى الكافى كفاية.

86 - في روضة الكافى باسناده إلى ابيعبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ومن سره ان يعلم ان الله، يحبه فليعمل بطاعة الله، وليتبعنا ألم يسمع قول الله عزوجل: قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله لايطيع الله عبد أبدا الا ادخل الله عليه في طاعته اتباعنا، ولا والله لايتبعنا عبد أبدا الا احبه الله، لا والله لايدع احد اتباعنا ابدا الا ابغضنا، ولا والله لايبغضنا احد ابدا الاعصى الله، ومن مات عاصيا لله اخزاه الله واكبه على وجهه في النار، والحمدلله رب العالمين.

87 - وفيها خطبة لاميرالمؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام: بعد ان ذكر النبى صلى الله عليه وآله فقال تبارك وتعالى في التحريص على اتباعه والترغيب في تصديقه والقبول لدعوته: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) فاتباعه صلى الله عليه وآله محبة الله، ورضاه غفران الذنوب، وكمال الفوز ووجوب الجنة.

88 - على ابن ابراهيم عن ابيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث عن ابيعبدالله عليه السلام قال قال: انى لاأرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الامة الا لاحد ثلثة: صاحب سلطان جائر، وصاحب هوى، والفاسق المعلن، ثم تلا: قل: ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله) ثم قال ياحفص الحب أفضل من الخوف ثم قال والله ما احب من احب الدنيا ووالى غيرنا، ومن عرف حقنا واحبنا فقد أحب الله تبارك وتعالى.

[327]

89 - في كتاب الخصال عن سعيد بن يسار قال قال ابوعبدالله عليه السلام هل الدين الا الحب ان الله تعالى يقول (ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله).

90 - عن يونس بن ظبيان قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ان الناس يعبدون الله تعالى على ثلثة أوجه: فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه، فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع وآخرون يعبدون فرقا من النار فتلك عبادة العبيد وهى الرهبة ولكنى اعبده حبا له فتلك عبادة الكرام، وهو الامن لقوله تعالى: (وهم من فزع يومئذ آمنون) ولقوله تعالى.

(قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) فمن أحب الله أحبه الله ومن احبه الله كان من الآمنين.

91 - في تفسير العياشى عن زياد عن أبى عبيدة الحذاء قال: دخلت على ابى - جعفر عليه السلام فقلت.

بأبى انت وامى ربما خلا بى الشيطان فخبثت نفسى، ثم ذكرت حبى اياكم وانقطاعى اليكم فطابت نفسى؟ فقال: يا زياد ويحك وما الذين الا الحب، الا ترى إلى قوله تعالى: (ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله).

92 - عن بشير الدهان عن ابيعبدالله عليه السلام قال: عرفتم في منكرين كثيرا، وأحببتم في مبغضين كثيرا وقد يكون حبا لله في الله ورسوله، وحبا في الدنيا، فما كان لله ورسوله فثوابه على الله وما كان في الدنيا فليس شئ ثم نفض يده، ثم قال، ان هذه المرجئة وهذ القدرية وهذه الخوارج ليس منهم احد الايرى انه على الحق، وانكم انما احببتمونا في الله، ثم تلا: (اطيعوا الله وواطيعوا الرسول واولى الامر منكم) (وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا) (من يطع الرسول فقد اطاع الله) (ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله).

93 - عن بريد بن معاوية عن أبى جعفر عليه السلام في حديث قال: والله لو أحبنا حجر حشره الله معنا، وهل الدين الا الحب ان الله يقول: (ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله) وقال (يحبون من هاجر اليهم) وهل الدين الا الحب.

94 - عن ربعى بن عبدالله قال: قيل لابيعبدالله عليه السلام جعلت فداك انا نسمى بأسمائكم واسماء آبائكم فينفعنا ذلك؟ فقال اى والله، وهل الدين الا الحب؟ قال الله (ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).

[328]

95 - عن هشام بن سالم قال سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله اصطفى آدم ونوحا) فقال: (هو آل ابراهيم وآل محمد على العالمين) فوضعوا اسما مكان اسم.

96 - عن حنان بن سدير عن ابيه عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض قال: نحن منهم ونحن بقية تلك العترة.

97 - في عيون الاخبار في مجلس للرضا عليه السلام عند المامون مع اهل الملل والمقالات وما اجاب به على بن محمد بن الجهم في عصمة الانبياء صلوات الله عليهم حديث طويل يقول فيه الرضا عليه السلام، اما قوله عزوجل في آدم عليه السلام، (وعصى آدم ربه فغوى) فان الله عزوجل خلق آدم حجة في ارضه، وخليفة في بلاده، لم يخلقه للجنة، وكانت المعصية من آدم عليه السلام في الجنة لافى الارض، وعصمته يجب ان تكون في الارض ليتم مقادير امرالله عزوجل، فلما اهبط إلى الارض وجعل حجة و خليفة عصم بقوله عزوجل، (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين).

98 - وفى باب مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء عليهم السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام، وكان ذلك من آدم قبل النبوة ولم يكن ذلك بذنب كثير استحق به دخول النار، وانما كان من الصغاير الموهوبة التى تجوز على الانبياء قبل نزول الوحى عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لايذنب صغيرة ولاكبيرة، قال الله تعالى.(وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) وقال عزوجل.

ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين.

99 - وفى باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة و الامة حديث طويل وفيه: فقال المأمون هل فضل الله العترة على ساير الناس؟ فقال أبوالحسن عليه السلام: ان الله تعالى أبان فضل العترة على ساير الناس في محكم كتابه فقال له المأمون: أين ذلك من كتاب الله تعالى؟ فقال الرضا عليه السلام: في قوله تعالى: (ان

[329]

الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين).

100 - في كتاب الخصال عن أبى الحسن الاول عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تبارك وتعالى اختار من كل شئ أربعة إلى أن قال: واختار من البيوت اربعة فقال الله تعالى: (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين).

101 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن أبى طالب عليهم السلام عن النبى صلى الله عليه وآله انه قال في وصية له: يا على ان الله عزوجل أشرف على الدنيا فاختارنى منها على رجال العالمين، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين بعدى، ثم اطلع الثالثة فاختار الائمة من ولدك على رجال العالمين بعدك، ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين.

102 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام، فلما قضى محمد صلى الله عليه وآله نبوته واستكمل ايامه أوحى الله عزوجل اليه ان يامحمد قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك، فاجعل العلم الذى عندك والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند على بن أبى طالب عليه السلام، فانه لم أقطع العلم والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك.

كما لم أقطعها من بيوتات الانبياء الذين كانوا بينك وبين ابيك آدم، وذلك قوله عزوجل: ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم).

في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام مثله.

103 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن ابراهيم عن يونس عن هشام بن الحكم في حديث برية(1) لما جاء معه إلى ابى عبدالله فلقى

___________________________________

(1) وفى المصدر (بريه) بالهاء ونقل في هامشه عن بعض النسخ (بريهة) فكيف كان هو رجل من النصارى أسلم على يد أبى الحسن موسى بن جعفر (ع) كما يظهر من هذا الرواية وقد ذكر ترجمة في تنقيح المقال وكونه مشتركا بين رجلين فراجع ان شئت.

[330]

ابا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام.

فحكى له هشام الحكاية، فلما فرغ قال ابوالحسن لبرية: يابرية كيف علمك بكتابك؟ قال: انا به عالم، ثم قال: كيف ثقتك بتأويله؟ قال: ما أوثقنى بعلمى فيه، قال فابتدأ ابوالحسن عليه السلام يقرأ الانجيل فقال برية، اياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك، قال فآمن برية وحسن ايمانه وآمنت المرأة التى كانت معه فدخل هشام وبرية والمرأة على أبى عبدالله عليه السلام فحكى له هشام الكلام الذى جرى بين أبى الحسن موسى عليه السلام وبين برية، فقال أبوعبدالله عليه السلام: (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) فقال برية: انى لكم التوراة والانجيل وكتب الانبياء؟ قال هى عندنا وراثة من عندهم نقرأها كما قرأوها.

ونقولها كما قولوا، ان الله لايجعل حجة في ارضه يسأل عن شئ فيقول: لا ادرى.

104 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين) قال العالم عليه السلام: نزل (وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين) فأسقطوا آل محمد من الكتاب.

105 - في روضة الكافى على بن محمد عن على بن العباد عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: (توقد من شجرة مباركة) فاصل الشجرة المباركة ابراهيم صلى الله عليه وآله وهو قول الله عزوجل: (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد) وهو قول الله عزوجل: (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميم عليم) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

106 - في امالى الصدوق (ره) باسناده إلى ابيعبدالله عليه السلام: قال قال محمد ابن اشعث بن قيس الكندى للحسين عليه السلام: يا حسين بن فاطمة اية حرمة لك من رسول - الله ليست لغيرك؟ فتلا الحسين عليه السلام هذه الآية (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض) الاية قال والله ان محمدا لمن آل ابراهيم والعترة الهادية لمن آل محمد والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

107 في مجمع البيان وفى قرائة اهل البيت عليهم السلام وآل محمد على العالمين وقالوا أيضا: ان آل ابراهيم هم آل محمد الذين هم اهله، ويجب أن يكون الذين

 

[331]

اصطفاهم الله تعالى مطهرين معصومين منزهين عن القبايح، لانه سبحانه لايختار ولايصطفى الامن كذلك ويكون ظاهره مثل باطنه في الطهارة والعصمة (ذرية بعضها من بعض) قيل بعضها من كان بعض في التناسل والتوالد، فانهم ذرية آدم ثم ذرية نوح، ثم ذرية ابراهيم: وهو المروى عن ابيعبدالله عليه السلام لانه قال: الذين اصطفاهم بعضهم من نسل بعض.

108 - في تفسير العياشى عن أحمد بن محمد عن الرضا عن ابى جعفر عليه السلام من زغم انه قد فرغ من الامر فقد كذب، لان المشية لله في خلقه، يريده ما يشاء ويفعل مايريد، قال الله: (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) آخرها من اولها، واولها من آخرها، فاذاخبرتم بشئ منها بعينه انه كان وكان في غيره منه فقد وقع الخبر على ما اخبرتم عنه.

109 - عن ابى عمرو الزبيرى عن ابيعبدالله عليه السلام قال: قلت له: مالحجة في كتاب الله ان آل محمد هم اهل بيته؟ قال: قول الله تبارك وتعالى: (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد) هكذا نزلت على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) ولايكون الذرية من القوم الانسلهم من اصلابهم وقال (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادى الشكور وآل عمران وآل محمد).

110 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب: محمد بن سيرين ان عليا عليه السلام قال لابنه الحسن اجمع الناس فاجتمعوا فاقبل فخطب الناس فحمدالله واثنى عليه وتشهد ثم قال: ايها الناس ان الله اختارنا لنفسه، وارتضانا لدينه، واصطفانا على خلقه، وانزل علينا كتابه ووحيه، وأيم الله لاينقصنا أحد من حقنا شيئا الا انتقصه الله من حقه في عاجل دنياه وآجل آخرته، ولاتكون علينا دولة الا كانت لنا العاقبة، (ولتعلمن نبأه بعد حين) ثم نزل وجمع بالناس وبلغ أباه فقبل بين عينيه، ثم قال: بابى وامى (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم).

111 - في كتاب علل الشرايع أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن أحمد ابن أبى عبدالله البرقى عن محمد بن على عن محمد بن أحمد عن أبان بن عثمان عن اسمعيل الجعفى قال: قلت لابى جعفر عليه السلام: ان المغيرة يزعم ان الحايض تقضى

[332]

الصلوة كما تقضى الصوم، فقال: ماله لاوفقه الله، ان امرأة عمران قالت رب انى نذرت لك مافى بطنى محررا والمحرر للمسجد لايخرج منه أبدا، فلما وضعت مريم قالت ربى انى وضعتها انثى وليس الذكر كالانثى فلما وضعتها أدخلتها المسجد، فلما بلغت مبلغ النساء أخرجت من المسجد، أنى كانت تجد أياما تقضيها وهى عليها أن نكون الدهر في المسجد.

112 - في تفسير العياشى عن اسمعيل الجعفى عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان امرأة عمران لما نذرت مافى بطنها محررا قال والمحرر للمسجد اذا وضعته، وأدخل المسجد فلم يخرج من المسجد أبدا، فلما ولدت مريم (قالت رب انى وضعتها انثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى وانى سميتها مريم وانى اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) فساهم عليها البنون، فأصاب القرعة زكريا وهو زوج أختها، وكفلها وأدخلها المسجد، فلما بلغت مايبلغ النساء من الطمث وكانت أجمل النساء، وكانت تصلى فيضئ المحراب لنورها، فدخل عليها زكريا فاذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء.

فقال: (انى لك هذا قالت هو من عندالله) فهنالك دعا زكريا ربه قال انى خفت الموالى من ورائى، إلى ماذكرالله من قصة يحيى وزكريا.

113 - عن حفص بن البخترى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله (انى نذرت لك مافى بطنى محررا) المحرر يكون في الكنيسة لايخرج منها، فلما وضعتها انثى (قالت رب انى وضعتها انثى وليس الذكر كالانثى) ان الانثى تحيض فيخرج من المسجد، والمحرر لايخرج من المسجد.

114 - وفى رواية حريز عن أحدهما عليهما السلام نذرت مافى بطنها للكنيسة أن يخدم العباد، وليس الذكر كالانثى في الخدمة قال فثبت وكانت تخدمهم، فتناولهم حتى بلغت فأمر زكريا أن تتخذ لها حجابا دون العباد وكان يدخل عليها فيرى عندها ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء فهنا لك دعا وسأل ربه أن يهب له ذكرا فوهب له يحيى.

115 - عن سعد الاسكاف عن ابى جعفر عليه السلام قال: لقى ابليس عيسى بن مريم فقال:

[333]

هل نالنى من حبائلك شئ؟ قال: قال: حدثتك التى (قالت رب انى وضعتها انثى) إلى (الشيطان الرجيم).

116 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أميرالمؤمنين على بن ابيطالب عليه السلام حديث طويل يذكر فيه تزويج الزهراء عليها السلام وما اكرمه به النبى صلى الله عليه وآله وفيه يقول عليه السلام: ثم اتانى فأخذ بيدى فقال قم بسم الله، وقل على بركة الله وما شاء الله لاقوة الا بالله توكلت على الله، ثم جاء بى حتى اقعدنى عندها عليها السلام، ثم قال اللهم انها احب خلقك إلى فأحبهما وبارك في ذريتهما واجعل عليهما منك حافظا وانى اعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم.

117 - في تفسير العياشى عن سيف عن نجم عن بى جعفر عليه السلام قال: ان فاطمة عليها السلام ضمنت لعلى عليه السلام عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت(1) وضمن لها على عليه السلام ما كان خلف الباب نقل الحطب وان يجئ بالطعام، فقال لها يوما يا فاطمة هل عندك شئ؟ قالت: لا والذى عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلث الاشئ تقربك به(2) قال: افلا اخبرتنى؟ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله نهانى ان اسئلك شيئا فقال: لاتسألى ابن عمك شيئا ان جاء‌ك بشئ عفوا والا فلا تسئليه، قال: فخرج صلوات الله عليه فلقى رجلا فاستقرض منه دينارا، ثم اقبل به وقد أمسى، فلقى مقداد بن الاسود فقال للمقداد: ما أخرجك في هذه الساعة؟ قال: الجوع والذى عظم حقك يا أميرالمؤمنين، قال: قلت لابى جعفر عليه السلام: و رسول الله صلى الله عليه وآله حى؟ قال: ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حى، قال: فهو اخرجنى وقد استقرضت دينارا وسأوثرك به، فدفعه اليه فأقبل فوجد رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا وفاطمة تصلى وبينها شئ مغطى، فلما فرغت احضر ذلك الشئ.

فاذا جفنة من خبز ولحم، قال: يا فاطمة انى لك هذا؟ قالت: هو من عندالله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الا احدثك بمثلك ومثلها؟ قال بلى، قال مثل زكريا اذ دخل على مريم المحراب، فوجد

___________________________________

(1) قم البيت: كنسه.

(2) في المصدر وكذا في تفسير الهرهان: (ما كان عندنا منذ ثلاثة ايام شئ نقريك به) وفى البحار (منذ ثلاث الا شئ آثرتك به):

[334]

عندها رزقا قال يا مريم انى لك هذا قالت هو من عندالله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب فأكلوا منها شهرا وهى الجفنة التى يأكل منها القائم عليه السلام وهى عندنا.

118 - في اصول الكافى احمد بن مهران وعلى بن ابراهيم جميعا عن محمد بن على عن الحسين بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن ابراهيم عن أبى الحسن موسى عليه السلام انه قال لرجل نصرانى: اما ام مريم فاسمها مرتا وهى وهيبة بالعربية والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

119 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبى عبدالله عليه السلام قال ان الله أوحى إلى عمران انى واهب لك ذكرا سويا مباركا يبرئ الاكمه والابرص ويحيى الموتى باذن الله، وجاعله رسولا إلى بنى اسرائيل، فحدث عمران امرأته حنة بذلك وهى ام مريم، فلما حملت كان حملها [ بها ] عند نفسها غلام، فلما وضعتها قالت رب انى وضعتها انثى وليس الذكر كالانثى، ولاتكون البنت رسولا، يقول الله عزوجل: (والله اعلم بما وضعت) فلما وهب الله لمريم عيسى كان هو الذى بشر به عمران، ووعده اياه، فاذا قلنا في الرجل منا شيئا فكان في ولده ام ولد ولده فلا تنكروا ذلك.

120 - في عيون الاخبار باسناده إلى الريان بن شبيب قال دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم، فقال لى يابن شبيب أصائم أنت؟ فقلت لافقال ان هذا اليوم هو اليوم الذى دعا فيه زكريا عليه السلام ربه عزوجل؟ (فقال رب هب لى من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء) فاستجاب الله له وأمر الملئكة فنادت زكريا وهو قائم يصلى في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا، فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله تعالى استجاب الله تعالى له كما استجاب لزكريا عليه السلام.

121 - في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن رجل عن محمد بن مسلم عن ابى عبدالله عليه السلام قال: من اراد ان يحبل له فليصل ركعتين بعد الجمعة يطيل فيهما الركوع والسجود، ثم يقول: اللهم انى اسئلك بما سألك به زكريا يارب(1)

___________________________________

(1) وفى نسخة: (اذ قال رب)

[335]

لاتذرنى فردا وانت خير الوارثين، اللهم هب لى ذرية طيبة انك سميع الدعاء، اللهم باسمك استحللتها وفى امانتك اخذتها فان قضيت في رحمها ولدا فاجعله غلاما مباركا، ولاتجعل للشيطان فيه شريكا ونصيبا.

122 - فيمن لايحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: ان طاعة الله عزوجل خدمته في الارض وليس شئ من خدمنه يعدل الصلوة، فمن ثم نادت الملئكة زكريا وهو قائم يصلى في المحراب.

123 - في مجمع البيان وروى الحرث بن المغيرة قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام انى من اهل بيت قد انقرضوا وليس لى ولد، فقال ادع الله وانت ساجد رب هب لى من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء.

رب لاتذرنى فردا وانت خير الوارثين، قال فقلت فولد على والحسين، و (حصورا) لايأتى النساء وهو المروى عن ابيعبدالله عليه السلام.

124 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن اسمعيل القرشى عمن حدثه عن اسمعيل بن ابى رافع عن ابيه عن ابى رافع قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وقد ذكر عيسى بن مريم عليهما السلام، فلما ارادالله ان يرفعه اوحى اليه ان يستودع نورالله وحكمته وعلم كتابه شمعون بن حمون الصفا خليفته على المؤمنين، ففعل ذلك فلم يزل شمعون في قومه يقوم بأمرالله عزوجل ويهتدى بجميع مقال عيسى عليه السلام في قومه من بنى اسرائيل، وبجاهد الكفار فمن اطاعه وآمن به وبما جاء به كان مؤمنا ومن جحده وعصاه كان كافرا حتى استخلص ربنا تبارك وتعالى وبعث في عباده نبيا من الصالحين وهو يحيى بن زكريا، فمضى شمعون وملك عند ذلك اردشير بن زاركا اربع عشرة سنة وعشرة اشهر، وفى ثمان سنين من ملكه قتلت اليهود يحيى بن زكريا عليهما السلام ولما اراد الله عزوجل ان يقبضه اوحى اليه ان يجعل الوصية في ولد شمعون ويأمر الحواريين واصحاب عيسى بالقيام معه، ففعل ذلك وعندها ملك سابور ابن اردشير ثلاثين سنة حتى قتله الله، وعلم الله ونوره وتفصيل حكمته في ذرية يعقوب بن شمعون ومعه الحواريون من اصحاب عيسى عليه السلام، وعند ذلك ملك بخت نصر ماة سنة وسبعا وثمانين سنة وقتل من اليهود سبعين الف مقاتل على دم يحيى بن زكريا، وخرب

[336]

بيت المقدس ففرقت اليهود في البلدان.

125 - في تفسير العياشى عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان زكريا لما دعا ربه ان يهب له فنادته الملئكة بمانادته به احب ان يعلم ان ذلك الصوت من الله اوحى اليه: ان آية ذلك ان مسك لسانه عن الكلام ثلاثة ايام، قال: فلما امسك لسانه ولم يتكلم علم انه لايقدر على ذلك الا الله، وذلك قول الله: رب اجعل لى آية قال آيتك الاتكلم الناس ثلثة ايام الارمزا.

126 - عن حماد عمن حدثه عن احدهما عليهما السلام قال: لما سأل ربه ان يهب له ذكرا فوهب الله له يحيى، فدخله من ذلك، فقال: (رب اجعل لى آية قال آيتك الا تكلم الناس ثلثة ايام الارمزا) فكان يؤمى براسه وهو الرمز.

127 - عن الحكم بن عتيبة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله في الكتاب اذ قالت الملئكة يا مريم ان الله اصطفيك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين اصطفاها مرتين، والاصطفاء انما هو مرة واحدة، قال: فقال لى يا حكيم ان لهذا تأويلا وتفسيرا فقلت له، ففسره لنا ابقاك الله فقال، يعنى اصطفاه اياها اولا من ذرية الانبياء المصطفين المرسلين، وطهرها من ان يكون في ولادتها من آبائها وامهاتها سفاحا، و اصطفاها بهذا في القرآن، يا مريم اقنتى لربك واسجدى واركعى شكرا لله.

128 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: (واذ قالت الملئكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين) قال: اصطفاها مرتين اما الاول فاصطفاها اى اختارها، واما الثانية فانها حملت من غير فحل، فاصطفاها بذلك على نساء العالمين.

129 - في مجمع البيان - (واصطفاك على نساء العالمين) اى على نساء عالمى زمانك، لان فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله سيدة نساء العالمين وهو قول ابى جعفر عليه السلام وقد روى عن النبى صلى الله عليه وآله انه قال: فضلت خديجة على نساء امتى كما فضلت مريم على نساء العالمين.

130 - وقال ابوجعفر عليه السلام معنى الاية اصطفاك من ذرية الانبياء وطهرك من السفاح

[337]

واصطفاك لولادة عيسى من غير فحل وزوج.

131 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام انه قال: انما سميت فاطمة عليها السلام محدثة لان الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادى مريم بنت عمران، فتقول يا فاطمة ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا فاطمة اقنتى لربك واسجدى واركعى مع الراكعين، فتحدثهم ويحدثونها، فقالت لهم ذات ليلة: أليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا: ان مريم كانت سيدة نساء عالميها، وان الله عزوجل جعلك سيدة نساء عالمك وعالمها، وسيدة نساء الاولين والاخرين.

132 - في اصول الكافى باسناده إلى على بن محمد الهرمزانى عن أبى عبدالله الحسين بن على عليهما السلام قال لما قبضت فاطمة عليها السلام دفنها اميرالمؤمنين عليه السلام سرا وعفى على موضع قبرها(1) ثم قام فحول وجهه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال السلام عليك يا رسول الله عنى والسلام عليك عن ابنتك وزايرتك، والبائتة في الثرى ببقعتك والمختار لها سرعة اللحاق بك، قل يا رسول الله عن صفيتك صبرى، وعفى عن سيدة نساء العالمين تجلدى(2) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

133 - في نهج البلاغة من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا: ومناخير نساء العالمين، ومنكم حمالة الحطب.

134 - فيمن لايحضره الفقيه روى المعلى بن محمد البصرى عن جعفر بن سليمان عن أبى عبدالله بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال النبى صلى الله عليه وآله: ان عليا وصيى، وخليفتى وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

135 - في امالى الصدوق (ره) باسناده إلى النبى صلى الله عليه وآله انه قال: ايما امرأة صلت في اليوم والليلة خمس صلوات، وصامت شهر رمضان، وحجت بيت الله الحرام

___________________________________

(1) عفى على قبره: محى أثره.

(2) عفى اى درس وانمحى.

والتجلد: تكلف الجلادة.

[338]

وزكت مالها، واطاعت زوجها ووالت عليا دخلت الجنة بشفاعة ابنتى فاطمة، وانها لسيدة نساء العالمين فقيل له: يا رسول الله هى سيدة نساء عالمها؟ فقال عليه السلام: ذاك مريم ابنة عمران، واما ابنتى فاطمة فهى سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين وانها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملئكة المقربين وينادونها بمانادت به الملئكة مريم، فيقولون يا فاطمة ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

136 - وباسناده إلى الاصبغ بن نباتة قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام في بعض خطبه ايها الناس اسمعوا قولى واعقلوه عنى، فان الفراق قريب، انا امام البرية ووصى خير الخليقة وزوج سيدة نساء هذه الامة.

137 - في كتاب الخصال عن أبى جعفر عليه السلام قال: أول من سوهم عليه مريم بنت عمران وهو قوالله تعالى: وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم والسهام سنة.

فيمن لايحضره الفقيه مثله.

138 - في تفسير على بن براهيم (وما كنت لديهم اذ يلقون أقلامهم ايهم يكفل مريم وماكنت لديهم اذ يختصمون) قال لما ولدت اختصموا آل عمران فيها وكلهم قالوا نحن نكفلها، فخرجوا وضربوا بالسهام بينهم فخرج سهم زكريا فكفلها زكريا.

139 - في تفسير العياشى عن الحكم بن عتيبة عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم قال لنبيه محمد صلى الله عليه وآله يخبره بما غاب عنه من خبر مريم وعيسى يامحمد ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك في مريم وابنها، وبما خصهما الله به وفضلهما واكرمهما حيث قال (وما كنت لديهم) يامحمد يعنى بذلك رب الملئكة (اذ يلقون أقلامهم ايهم يكفل مريم) حين ايتمت من ابيها.

140 - وفى رواية اخرى عن ابن ابى خراد(1) ايهم [ يؤمن ] يكفل مريم حين ايتمت من أبيها (وما كنت لديهم) يا محمد (اذيختصمون) في مريم عند ولادتها

___________________________________

(1) وفى المصدر وكذا البحار (ابن خرزاد) ولم أظفر على ترجمته في كتب الرجال على اختلافه.

[339]

بعيسى بن مريم ايهم يكفلها ويكفل ولدها، قال فقلت له: أبقاك الله فمن كفلها؟ فقال اما تسمع لقوله الاية(1).

141 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن بريد الكناسى قال سألت أبا جعفر عليه السلام اكان عيسى بن مريم حين تكلم في المهد حجة الله على أهل زمانه؟ فقال كان يؤمئذ نبيا حجة الله غير مرسل، أما تسمع لقوله حين قال (انى عبدالله آتانى الكتاب وجعلنى نبيا وجعلنى مباركا أينما كنت وأوصانى بالصلوة والزكوة مادمت حيا) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

142 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام انه قال ان يهوديا من يهود الشام واحبارهم قال لعلى عليه السلام في اثناء كلام طويل فان هذا عيسى بن مريم تزعمون انه تكلم في المهد صبيا، قال له على عليه السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله سقط من بطن امه واضعا يده اليسرى على الارض، ورافعا يده اليمنى إلى السماء يحرك شفتيه بالتوحيد، وبدا من فيه نور رأى أهل مكة قصور بصرى من الشام وما يليها، والقصور الحمر من ارض اليمن وما يليها، والقصور البيض من اصطخر وما يليها، ولقد اضاء‌ت الدنيا ليلة ولد النبى صلى الله عليه وآله حتى فزعت الجن والانس والشياطين، وقالوا حدث في الارض حدث إلى ان قال قال له اليهودى فان عيسى يزعمون انه خلق كهيئة الطير فتنفخ فيها فكان طيرا باذن الله عزوجل، فقال له على عليه السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله قد فعل ما هو شبيه لهذا، اذأخذ يوم حنين حجرا فسمعنا للحجر تسبيحا وتقديسا ثم قال للحجر: انفلق، فانفلق ثلات فلق يسمع لكل فلقة منها تسبيحا لايسمع للاخرى، ولقد بعث إلى شجرة يوم البطحاء فأجابته ولكل غصن منها تسبيح وتهليل وتقديس، ثم قال لها انشقى فانشقت نصفين ثم قال لها التزقى فالتزقت ثم قال لها اشهدى لى بالنبوة فشهدت، ثم قال له اليهودى فان عيسى يزعمون انه قدابرء الاكمه والابرص باذن الله عزوجل، فقال له على عليه السلام

___________________________________

(1) وفى نسخة البحار (اما تسمع لقوله: وكفلها زكريا.

الاية).

[340]

لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله اعطى ما هو افضل ابرأ ذا العاهة من عاهته بينما هو جالس عليه السلام اذ سال عن رجل من اصحابه فقالوا يا رسول الله انه قد صار في البلاء كهيئة الفرخ لاريش عليه، فأتاه عليه السلام فاذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء، فقال له قد كنت تدعو في صحتك دعاء؟ قال نعم كنت اقول يارب ايما عقوبة انت معاقبى بها في الاخرة فعجلها لى في الدنيا، فقال له النبى صلى الله عليه وآله الا قلت (اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنا عذاب النار) فقالها فكانما نشط(1) من عقال وقام صحيحا وخرج معنا، ولقد اتاه رجل من جهينة اجذم ينقطع من الجذم، فشكى اليه صلى الله عليه وآله فاخذ قدحا من ماء فتفل فيه، ثم قال امسح به جسدك ففعل، فبرأ حتى لم يوجد فيه شئ، ولقد اتى اعرابى ابرص فتفل [ من ] فيه [ عليه ] فماقام من عنده الاصحيحا، ولئن زعمت ان عيسى عليه السلام ابرأ ذا العاهات من عاهاتهم، فان محمدا صلى الله عليه وآله بينما هو في بعض اصحابه اذا هو بامرأة فقالت: يا رسول الله ابنى قد اشرف على حياض الموت(2) كلما اتيته بطعام وقع عليه التثاؤب، فقام النبى صلى الله عليه وآله وقمنا معه، فلما اتيناه قال له جانب يا عدوالله ولى الله فأنا رسول الله صلى الله عليه وآله فجانبه الشيطان فقام صحيحا وهو معنا في عسكرنا، ولئن زعمت ان عيسى ابرء العميان فان محمد صلى الله عليه وآله قد فعل ماهو اكثر من ذلك، ان قتادة بن ربعى كان رجلا صحيحا فلما ان كان يوم احد اصابته طعنة في عينه، فبدرت حدقته فأخذها بيده ثم اتى بها إلى النبى صلى الله عليه وآله فقال يا رسوالله ان امرأتى الان تبغضنى، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وآله من يده ثم وضعها مكانها، فلم تكن تعرف بفضل حسنها وفضل ضوئها على العين الاخرى.

ولقد جرح عبدالله بن عتيك وبانت يده يوم حنين، فجاء إلى النبى صلى الله عليه وآله ليلا فمسح عليه يده، فلم يكن تعرف من الاخرى، ولقد أصاب محمد بن مسلمة يوم كعب بن الاشرف مثل ذلك في عينه ويده فمسحه رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يستبينا، ولقد أصاب عبدالله بن أنيس مثل ذلك في عينه فمسحها فما عرفت من الاخرى، فهذه كلها دلالة لنبوته صلى الله عليه وآله، قال له اليهودى فان

___________________________________

(1) اى حل واطلق(2) حوض الموت: مجتمعه.

[341]

عيسى تزعمون انه أحيى الموتى باذن الله؟ فقال له عليه السلام لقد كان ذلك ومحمد صلى الله عليه وآله سبحت في يده تسع حصيات يسمع نغماتها في جمودها، ولاروح فيها لتمام حجة نبوته، ولقد كلمه الموتى من بعد موتهم واستغاثوه مما خافوا تبعته، ولقد صلى باصحابه ذات يوم فقال: ماههنا من بنى النجار احد وصاحبهم محتبس على باب الجنة بثلثة دراهم لفلان اليهودى وكان شهيدا، ولئن زعمت ان عيسى كلم الموتى فلقد كان لمحمد صلى الله عليه وآله ما هو أعجب من هذا، ان النبى صلى الله عليه وآله لما نزل بالطائف وحاصر اهلها بعثوا اليه بشاة مسلوخة مطلية بسم، فنطق الذراع منها، فقالت: يا رسول الله لاتأكلنى فانى مسموم، فلو كلمته البهيمة وهى حية لكانت من اعظم حجج الله عز ذكره على المنكرين لنبوته، فكيف وقد كلمته البهيمة وهى حية لكانت من اعظم حجج الله عز ذكره على المنكرين لنبوته، فكيف وقد كلمته من بعد ذبح وسلخ وشوى، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو بالشجرة فتجيبه، وتكلمه البهيمة وتكلم السباع وتشدهم له بالنبوة، وتحذرهم عصيانه فهذا اكثر مما اعطى عيسى، قال له اليهودى: ان عيسى تزعمون انه انبأ قومه بما ياكلون وما يدخرون في بيوتهم؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله فعل ما هو اكبر من هذا، ان عيسى انبأ قومه بما كان من وراء الحايط، ومحمد صلى الله عليه وآله انبأ قومه عن موتة وهو عنها غايب، ووصف حربهم، ومن استشهد منهم وبينه وبينهم مسيرة شهور كان يأتيه الرجل يريد ان يسأله عن شئ فيقول صلى الله عليه وآله: تقول أو اقول ! فيقول بل قل يا رسول الله، فيقول: جئتنى في كذا وكذا حتى يفرغ من حاجته، ولقد كان صلى الله عليه وآله يخبر اهل مكة باسرارهم بمكة حتى لايترك من اسرارهم شيئا، منها ماكان بين صفوان بن امية وبين عمير بن وهب، فقال: جئت في فكاك ابنى فقال له: كذبت، بل قلت: لصفوان وقد اجمعتم في الحطيم وذكرتم قتلى بدر، وقلتم: والله الموت اهون علينا من البقاء مع ماصنع محمد بنا، وهل حيوة بعد اهل القليب؟ فقلت انت: لولا عيالى ودين على لارحتك من محمد فقال صفوان: على ان اقضى دينك وان اجعل بناتك مع بناتى يصيبهن ما يصيبهن من خيرا وشر فقلت انت: فاكتمها على وجهزنى حتى اذهب فأقتله، فجئت لتقتلنى، فقال: صدقت يا رسول الله، فانا

[342]

اشهد ان لا اله الا الله، وانك رسول الله واشباه هذا مما لايحصى.

143 - في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن مثنى الحناط عن ابى بصير قال دخلت على ابى جعفر عليه السلام فقلت له انتم ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال نعم قلت رسول الله صلى الله عليه وآله وارث الانبياء علم كلما علموا؟ قال نعم قلت فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرأوا الاكمه والابرص قال لى نعم باذن الله ثم قال لى ادن منى يابا محمد فدنوت منه فسمح على وجهى وعلى عينى فأبصرت الشمس والسماء والارض والبيوت وكل شئ في البلد ثم قال لى: أتحب ان تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ماعليهم يوم القيامة او تعود كما كنت ولك الجنة خالصا؟ قلت: اعود كما كنت فمسح على عينى فعدت كما كنت فحدثت ابن ابى عمير بهذا، فقال: اشهدان هذا حق كما ان النهار حق.

144 - في الكافى على بن محمد عن بعض أصحابنا عن على بن الحكم عن ربيع بن محمد عن عبدالله بن سليم العامرى عن أبيعبدالله عليه السلام قال: ان عيسى بن مريم جاء إلى قبر يحيى بن زكريا عليهما السلام وكان سأل ربه ان يحييه له فدعاه فأجابه وخرج اليه من القبر فقال له: ماتريد منى؟ فقال له: اريد ان تونسنى كما كنت في الدنيا، فقال له: يا عيسى ماسكنت عنى حرارة الموت وانت تريدان تعيدنى إلى الدنيا وتعود على حرارة الموت، تركه فعاد إلى قبره.

145 - في عيون الاخبار باسناده إلى أبى يعقوب البغدادى قال: قال ابن السكيت لابى الحسن الرضا عليه السلام: لما ذا بعث الله موسى بن عمران بيده البيضاء والعصا وآلة السحر، وبعث عيسى بالطب، وبعث محمدا صلى الله عليه وآله بالكلام والخطب؟ فقال له أبوالحسن عليه السلام.

ان الله تعالى لما بعث موسى - إلى أن قال -: وان الله تعالى بعث عيسى عليه السلام في وقت ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب، فأتاهم من عندالله تعالى بما لم يكن عندهم مثله وبما أحيى لهم الموتى وأبرأ الاكمه والابرص باذن الله تعالى، واثبت به الحجة عليهم.

[343]

146 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبى حمزة الثمالى عن ابى جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه: ثم ان الله عزوجل أرسل عيسى عليه السلام إلى بنى اسرائيل خاصة، فكانت نبوته ببيت المقدس.

147 - في كتاب الخصال عن الحسين ابن على عليهما السلام قال: كان على بن ابيطالب عليه السلام بالكوفة في الجامع، اذ قام اليه رجل من اهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله: اخبرنى عن ستة لم يركضوا في رحم؟ فقال: آدم، وحوا، وكبش اسمعيل و عصى موسى، وناقة صالح والخفاش الذى عمله عيسى بن مريم فطار باذن الله تعالى.

148 - في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه السلام مع أهل الاديان و أصحاب المقالات قال الرضا عليه السلام: لقد اجتمعت قريش على رسول الله صلى الله عليه وآله فسألوه أن يحيى لهم موتاهم فوجه معهم على بن ابيطالب عليه السلام: فقال له، اذهب إلى الجبانة(1) فناد باسماء هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك: يا فلان ويا فلان ويا فلان، يقول لكم محمد رسول الله: قوموا باذن الله عزوجل، فقاموا ينفضون التراب عن رؤسهم، واقبلت قريش تسألهم عن أمورهم ثم أخبروهم ان محمدا قد بعث نبيا، وقالوا اوددنا(2) انا ادركناه فنؤمن به، ولقد أبرء الاكمه والابرص والمجانين، وكلمه البهايم والطير والجن والشياطين ولم نتخذه ربا من دون الله عزوجل.

149 - في روضة الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن ابى جميلة عن أبان بن تغلب وغيره عن ابى عبدالله عليه السلام انه سئل هل كان عيسى بن مريم أحيى أحدا بعد موته حتى كان له أكل رزق ومدة وولد؟ فقال: نعم، انه كان له صديق مواخ له في الله تبارك وتعالى، وكان عيسى صلى الله عليه يمربه وينزل عليه، وان عيسى صلى الله عليه غاب عنه حينا ثم مر به ليسلم عليه.

فخرجت اليه امه فسألها عنه، فقالت: مات يا رسول الله فقال: أفتحبين ان تراه؟ فقالت: نعم

___________________________________

(1) الجبانة: المقابر.

(2) كذا في النسخ والظاهر (لوددنا) وفى رواية العيون (وددنا)

[344]

فقال لها، فاذا كان غدا فآتيك حتى أحييه لك باذن الله تبارك وتعالى، فلما كان من الغد أتاها فقال لها: انطلقى معى إلى قبره، فانطلقا حتى أتيا قبره فوقف عليه عيسى صلى الله عليه ثم دعى الله عزوجل فانفرج القبر وخرج ابنها حيا فلما رأته امه ورآها بكيا فرحمهما عيسى صلى الله عليه فقال له عيسى: أتحب ان تبقى مع امك في الدنيا؟ فقال له: يانبى الله باكل ورزق ومدة ام بغير اكل ولارزق ولامدة؟ فقال له عيسى صلى الله عليه: بأكل ورزق ومدة، تعمر عشرين سنة وتزوج ويولد لك قال، نعم اذا قال، فدفعه عيسى إلى امه فعاش عشرين سنة وولد له.

150 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا احمد بن محمد الهمدانى قال: حدثنى جعفر بن عبدالله قال، حدثنا كثير بن عياش عن زياد بن المنذر ابى الجارود عن ابى جعفر محمد بن على عليهما السلام في قوله، وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم فان عيسى عليه السلام كان يقول لبنى اسرائيل، (انى رسول الله اليكم وانى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله وابرئ الاكمه والابرص) الاكمه هو الاعمى قالوا: مانرى الذى تصنع الاسحرا فأرنا آية نعلم انك صادق، قال، ارأيتكم ان اخبرتكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم؟ - يقول، ما اكلتم في بيوتكم قبل ان تخرجوا وما ادخرتم إلى الليل - تعلمون انى صادق؟ قالوا، نعم، فكان يقول للرجل اكلت كذا وكذا، وشربت كذا وكذا، ورفعت كذا وكذا، فمنهم من يقبل منه فيؤمن، ومنهم من يكفر وكان لهم في ذلك آية ان كانوا مؤمنين.

قال عزمن قائل ومصدقا لما بين يدى من التوراة الاية.

151 - في تفسير العياشى عن محمد الحلبى عن ابيعبدالله عليه السلام قال: كان بين داود وعيسى ابن مريم عليهما السلام اربعماة سنة، وكان شريعة عيسى انه بعث بالتوحيد والاخلاص وبما اوصى به نوح وابراهيم وموسى، وانزل عليه الانجيل، واخذ عليه الميثاق الذى اخذ على النبيين، وشرع له في الكتاب اقام الصلوة مع الدين والامر بالمعروف، والنهى عن المنكر، وتحريم الحرام وتحليل الحلال، وانزل عليه في الانجيل مواعظ وامثال وحدود ليس فيها قصاص، ولااحكام حدود ولافرض مواريث، وانزل عليه تخفيف ماكان نزل على موسى في التوراة، وهو قول الله في الذى قال عيسى

[345]

ابن مريم لبنى اسرائيل، ولاحل لكم بعض الذى حرم عليكم وامر عيسى من معه ممن اتبعه المؤمنين ان يؤمنوا بشريعة التوراة والانجيل.

152 - وروى عن ابن ابى عمير عن رجل عن ابيعبدالله عليه السلام في قوله: فلما احس عيسى منهم الكفر اى لما سمع وراى انهم يكفرون.

153 - في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه وقال، وسألته عن قول الله عزوجل، (سخرالله منهم) وعن قوله.(يستهزئ بهم) وعن قوله تعالى.

(ومكروا ومكرالله) وعن قوله عزوجل، (يخادعون الله وهو خادعهم) فقال عليه السلام، ان الله عزوجل لايسخر وولا يستهزئ ولايمكر ولايخادع ولكنه عزوجل يجازيهم جزاء السخرية وجزاء استهزاء وجزاء المكر والخديعة(1) تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

154 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن جميل بن صالح عن حمران بن اعين عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان عيسى عليه السلام وعد أصحابه ليلة رفعه الله اليه فاجتمعوا اليه عند المساء وهم اثنا عشر رجلا: فأدخلهم بيتا ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء: فقال ان الله اوحى إلى انه رافعى اليه الساعة و مطهرى من اليهود فأيكم يلقى عليه شبحى فيقتل ويصلب ويكون معى في درجتى؟ فقال شاب منهم: انا ياروح الله فقال: فأنت هوذا فقال لهم عيسى: اما ان منكم لمن يكفر بى قبل ان يصبح اثنى عشر كفرة فقال له رجل منهم: انا هويا نبى الله فقال عيسى: اتحس بذلك في نفسك فلتكن هو ثم قال لهم عيسى: اما انكم ستفترقون بعدى على ثلث فرق فرقتين مفريتين على الله في النار وفرقة تتبع شمعون صادقة على الله في الجنة ثم رفع الله عيسى اليه من زاوية البيت وهم ينظرون اليه قال: ان اليهود جاء‌ت في طلب عيسى من ليلتهم فأخذوا

___________________________________

(1) والعرب تسمى الجزاء على الفعل باسمه كما قال عمرو بن كلثوم: (الا لايجهلن احد علينا - فنجهل فوق جهل الجاهلينا) قال الطبرسى (ره) وانما اضاف الله المكر إلى نفسه على مزاوجة الكلام كما قال: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) والثانى ليس باعتداء وانما هو جزاء، وهذا احد وجوه البلاغة كالمجانسة والمطابقة والمقابلة.

[346]

الرجل الذى قال له عيسى ان منكم لمن يكفر بى قبل ان يصبح اثنى عشر كفرة واخذوا الشاب الذى القى عليه شبح عيسى عليه السلام فقتل وصلب وكفر الذى قال له عيسى تكفر قبل ان تصبح اثنتى عشرة كفرة).

155 - في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال في حديث طويل يذكر فيه الاغسال في شهر رمضان: وليلة احدى وعشرين وهى الليلة التى مات فيها اوصياء الانبياء وفيها رفع عيسى بن مريم عليه السلام.

156 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن اسمعيل القرشى عمن حدثه عن اسمعيل بن ابى رافع عن ابيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان جبرئيل عليه السلام نزل على بكتاب فيه خبر الملوك ملوك الارض وخبر من بعث من قبلى من الانبياء و الرسل وهو حديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة قال: لما ملك اشج بن اشجان وكان يسمى الكيس وكان قد ملك مأتى وستا وستين سنة، ففى سنة احدى وخمسين من ملكه بعث الله عزوجل عيسى بن مريم عليه السلام واستودعه النور والعلم والحكمة وجميع علوم الانبياء قبله، وزاده الانجيل، وبعثه إلى بيت المقدس إلى بنى اسرائيل يدعوهم إلى كتابه وحكمته والى الايمان بالله وبرسوله، فأبى اكثره الاطغيانا وكفرا، فلما لم يؤمنوا به دعا ربه وعزم عليه، فمسخ منهم شياطين ليريهم آية فيعتبروا فلم يزدهم ذلك الاطغيانا و كفرا فاتى بيت المقدس فمكث يدعوهم يرغبهم فيما عندالله ثلثا وثلثين سنة حتى طلبته اليهود وادعت انها عذبته ودفنته في الارض حيا، وادعى بعضهم انهم قتلوه وصلبوه، وما كان الله ليجعل لهم عليه سلطانا وانما شبه لهم، وماقدروا على عذابه ودفنه، ولاعلى قتله وصلبه قوله عزوجل: انى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا فلم يقدروا على قتله وصلبه، لانهم لوقدروا على ذلك كان تكذيبا لقوله، ولكن رفعه الله بعد أن توفاه عليه السلام، فلما اراد الله أن يرفعه اوحى اليه ان يستودع نورالله وحكمته، وعلم كتابه شمعون ابن حمون الصفا خليفته على المؤمنين ففعل ذلك.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد كتبنا لهذا الكلام تتمة عند قوله (ونبيا من الصالحين) مخالفة لاحياء عيسى يحيى بن زكريا عليه السلام فتامل فيهما.

[347]

157 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن ابى عبدالله عليه السلام ان نصارى نجران لما وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وكان سيدهم الاهتم و العاقب والسيد، وحضرت صلوتهم فاقبلوا يضربون بالناقوس وصلوا، فقال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: يا رسول الله هذا في مسجدك؟ فقال: دعوهم، فلما فرغوا دنوا من رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: إلى ماتدعونا؟ فقال إلى شهادة ان لا اله الا الله وانى رسول الله وان عيسى عبد مخلوق يأكل ويشرب ويحدث، قالوا: فمن أبوه؟ فنزل الوحى على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: قل لهم: ماتقولون في آدم أكان عبدا مخلوقا يأكل ويشرب و يحدث وينكح؟ فسألهم النبى صلى الله عليه وآله فقالوا: نعم، فقال: فمن أبوه؟ فبهتوا، فأنزل الله: ان مثل عيسى عندالله كمثل آدم خلقه من تراب الاية واما قوله: فمن حاجك فيه من بعد ماجاء‌ك من العلم إلى قوله فنجعل لعنة الله على الكاذبين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فباهلونى فان كنت صادقا انزلت اللعنة عليكم، وان كنت كاذبا انزلت على فقالوا: انصفت، فتواعدوا للمباهلة، فلما رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم السيد والعاقب والاهتم: ان باهلنا بقومه باهلناه فانه ليس بنبى وان باهلنا بأهلبيته خاصة فلا نباهله، فانه لايقدم على أهل بيته الا وهو صادق، فلما اصبحوا جاء‌وا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه اميرالمؤمنين وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فقال النصارى: من هؤلاء؟ فقيل لهم: ان هذا ابن عمه ووصيه وختنه على بن ابى طالب، وهذه ابنته فاطمة، وهذان ابناه الحسن والحسين عليهم السلام ففرقوا(1) وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: نعطيك الرضا فاعفنا عن المباهلة، فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وآله على الجزية وانصرفوا.

158 - في تفسير العياشى عن حريز عن ابيعبدالله عليه السلام قال: ان اميرالمؤمنين عليه السلام سئل عن فضايله فذكر بعضها ثم قالوا له: زدنا، فقال ان رسول الله صلى الله عليه وآله اتاه حبران من احبار اليهود من اهل نجران فتكلما في امر عيسى فأنزل الله هذه الاية: (ان مثل عيسى عندالله كمثل آدم) إلى آخر الاية فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذ بيد على والحسن

___________________________________

(1) اى خافوا وفزعوا.

[348]

والحسين وفاطمة، ثم خرج ورفع كفه إلى السماء.

وفرج بين أصابعه ودعاهم إلى المباهلة قال وقال ابوجعفر عليه السلام: وكذلك المباهلة يشبك يده في يده ثم يرفعها إلى السماء فلما رآه الحبران قال احدهما لصاحبه: والله ان كان نبيا لتهلكن وان كان غير نبى كفانا قومه، فكفا وانصرفا.

159 - عن ابى جعفر الاحول قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: ماتقول قريش في الخمس؟ قال: قلت يزعم أنه لها، قال: ما انصفونا والله لو كان مباهلة ليباهلن بنا، ولئن كان مبارزة ليبارزن ثم نكون وهم على سواء؟.

160 - في روضة الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن الحسين بن طريف عن عبدالصمد بن بشير عن ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام قال قال ابوجعفر عليه السلام يا ابا الجارود مايقولون لكم في الحسن والحسين عليهما السلام؟ قلت ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فبأى شئ احتججتم عليهم؟ قلت احتججنا عليهم بقول - الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وآله (قل تعالوا ندع ابنائنا وابناء‌كم ونسائنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

161 - في مجمع البيان وقال عليه السلام: ان كل بنى بنت ينسبون إلى أبيهم الا أولاد فاطمة فانى انا ابوهم.

162 - في عيون الاخبار في باب جمل من أخبار موسى بن جعفر عليه السلام مع هارون الرشيد لما قال له: كيف تكونون ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وانتم أولاد ابنته.

حديث طويل يقول فيه عليه السلام لهارون أزيدك يا اميرالمؤمنين؟ قال: هات، قلت قول الله تعالى فمن حاجك فيه من بعد ماجاء‌ك من العلم فقل تعالوا ندع ابناء‌نا وأبناء‌كم ونساء‌نا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) ولم يدع أحد انه أدخل النبى صلى الله عليه وآله تحت الكساء عند المباهلة للنصارى الاعلى ابن ابى طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فكان تأويل قوله عزوجل؟ (ابناء‌نا) الحسن والحسين (ونساء‌نا) فاطمة (وانفسنا) على بن ابى طالب عليه السلام، على ان العلماء قد اجتمعوا على ان جبرئيل قال يوم احد يا محمد ان هذه لهى المواساة من على قال لانه منى وأنا منه.

[349]

163 - وفيه في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء فأخبرنا هل فسرالله تعالى الاصطفاء في الكتاب فقال الرضا عليه السلام فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قوله عزوجل إلى أن قال واما الثالثة حين ميزالله الطاهرين من خلقه، فأمر نبيه صلى الله عليه وآله بالمباهلة بهم في آية الابتهال، فقال عزوجل: يا محمد (فمن حاجك فيه من بعد ماجاء‌ك من العلم فقل تعالوا ندع ابناء‌نا وابناء‌كم ونسائنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) فأبرز النبى صلى الله عليه وآله عليا والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم، وقرن أنفسهم بنفسه فهل تدرون ما معنى قوله: (وانفسنا وانفسكم) قالت العلماء عنى به نفسه قال ابوالحسن عليه السلام غلطتم انما عنى به على بن ابى طالب عليه السلام ومما يدل على ذلك قول النبى صلى الله عليه وآله حين قال لينتهين بنو وليعة اولا بعثن اليهم رجلا كنفسى يعنى على بن ابى طالب عليه السلام، وعنى بالابناء الحسن والحسين، وعنى بالنساء فاطمة عليها السلام فهذه خصوصية لايتقدمهم فيها احد، وفضل لايلحقهم فيه بشر، وشرف لايسبقهم اليه خلق، اذ جعل نفس على كنفسه.

164 - وفيه عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه ياعلى من قتلك فقد قتلنى ومن ابغضك فقد ابغضنى، ومن سبك فقد سبنى، لانك منى كنفسى، روحك من روحى وطينتك من طينتى.

165 - في كتاب الخصال في احتجاج على عليه السلام على ابى بكر قال: فانشدك بالله ابى برز رسول الله صلى الله عليه وآله وبأهلى وولدى في مباهلة المشركين من النصارى، ام بك وبأهلك وولدك؟ قال بكم.

166 - وفيه ايضا مناقب اميرالمؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام - واما الرابعة والثلثون - فان النصارى ادعوا امرا فأنزل عزوجل فيه: (فمن حاجك فيه من بعدما جاء‌ك من العلم فقل تعالوا ندع ابنانا وابناء‌كم ونساء‌نا ونساء‌كم وانفسنا وانفسكم) فكانت نفسى نفس رسول الله صلى الله عليه وآله والنساء فاطمة، والابناء الحسن والحسين، ثم ندم القوم فسالوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الاعفاء فعفا عنهم وقال والذى انزل التوراة على موسى والفرقان على محمد

[350]

لوباهلونا لمسخهم الله قردة وخنازير.

167 - في كتاب علل الشرايع عن أبى جعفر الثانى عليه السلام حديث طويل ذكرته بتمامه في سورة يونس عند قوله تعالى، (فان كنت في شك) الآية وفيه: ان المخاطب بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن في شك مما أنزل الله عزوجل، ولكن قالت الجهلة، كيف لايبعث الله الينا نبيا من الملئكة انه لم يفرق بينه وبين غيره في الاستغناء عن المأكل والمشرب والمشى في الاسواق، فاوحى الله عزوجل إلى نبيه عليه السلام، (فاسئل الذين يقرأون الكتاب من قبلك بمحضر من الجهلة هل بعث الله عزوجل رسولا قبلك الا وهو يأكل الطعام ويمشى في الاسواق ولك بهم أسوة، وانما قال: وان كنت في شك ولم يكن ولكن ليتفهم كما قال له عليه السلام، فقل، (تعالوا ندع ابنائنا وأبناء‌كم ونساء‌نا ونساء‌كم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) ولو قال.

تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيئون للمباهلة، وقد عرف ان النبى صلى الله عليه وآله مؤدى عنه رسالته، وما هو من الكاذبين، وكذلك عرف النبى صلى الله عليه وآله انه صادق فيما يقول، ولكن احب ان ينصف من نفسه.

168 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى على بن جعفر عن اخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال، التبتل ان تقلب كفيك في الدعاء اذا دعوت.والا بتهال ان تبسطهما فتقدمهما.

169 - في اصول الكافى باسناده إلى ابى اسحق عن ابى عبدالله عليه السلام قال.

والابتهال رفع اليدين وتمدهما وذلك عند الدمعة.

170 - وباسناده إلى مروك بياع اللؤلؤ عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: وهكذا الابتهال ومديده تلقاء وجهه إلى القبلة، ولايبتهل حتى تجرى الدمعة.

171 - عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه عن فضالة عن العلاء عن محمد بن مسلم قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: والابتهال تبسط يدك وذراعك(1) إلى السماء، والابتهال حين ترى اسباب البكاء.

___________________________________

(1) وفى المصدر: (يديك وذراعيك).

[351]

172 - وباسناده إلى أبى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام: واما الابتهال فرفع يديك تجاوز بهما راسك.

173 - وباسناده إلى محمد بن مسلم وزرارة قالا: قال ابوعبدالله عليه السلام: و الابتهال ان تمد يديك جميعا، وهذه الاحاديث احاديث اصول الكافى طوال اخذنا منها موضع الحاجة.

174 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير محمد بن حكيم عن ابى مسترق(1) عن ابيعبدالله عليه السلام قال: قلت، انا نكلم الناس فنحتج عليهم بقول الله عزوجل: (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) فيقولون: نزلت في امراء السرايا: فنحتج عليهم بقوله عزوجل (انما وليكم الله ورسوله) إلى آخر الاية فيقولون، نزلت في المؤمنين ونحتج عليهم بقول الله عزوجل: (قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى) فيقولون: نزلت في قربى المسلمين، قال: فلم ادع شيئا مما حضرنى ذكره من هذا وشبهه الا ذكرته، فقال لى: اذا كان كذلك فادعهم إلى المباهلة، قلت: وكيف اصنع؟ قال، اصلح نفسك ثلاثا - واظنه قال: وصم واغتسل - وابرزانت وهو إلى الجبان(2) فشبك أصابعك من يدك اليمنى في اصابعه، ثم انصفه وابدأ بنفسك وقل: اللهم رب السموات السبع ورب الارضين السبع عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم ان كان ابومسترق جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا(3) من السماء وعذابا اليما ثم رد الدعوة عليه، فقل وان كان فلان جحد حقا وادعى باطلا فانزل عليه حسبانا من السماء او عذابا اليما ثم قال لى، فانك لاتلبث ان ترى ذلك فيه، فوالله ما وجدت خلقا يجيبنى اليه.

175 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن أبى -

___________________________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الاصل (ابومسروق).

(2) الجبان: الصحراء.

(3) الحسبان: العذاب والبلاء.

[352]

العباس عن أبى عبدالله عليه السلام في المباهلة قال تشبك أصابعك في أصابعه، ثم تقول، اللهم ان كان فلان جحد حقا واقر بباطل فأصبه بحسبان من السماء او بعذاب من عندك وتلاعنه سبعين مرة.

176 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن اسمعيل بن مهران عن مخلد أبى الشكر عن ابى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال.

الساعة التى تباهل فيها ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.

عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن محمد بن اسمعيل عن مخلد ابى الشكر عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام مثله.

177 - في مجمع البيان: ولايتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله وقد روى انه لما نزلت هذه الاية قال عدى بن حاتم: ما كنا نعبدهم يا رسول الله.

فقال عليه السلام: اما كانوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذون بقولهم؟ فقال: نعم، فقال النبى صلى الله عليه وآله: هو ذاك.

178 - في روضة الكافى على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال، (لا شرقية ولاغربية) يقول: لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب، ولانصارى فتصلوا قبل المشرق، وانتم على ملة ابراهيم صلى الله عليه وآله وقد قال عزوجل: ماكان ابراهيم يهوديا ولانصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وماكان من المشركين.

179 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبدالله بن مسكان عن ابيعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (حنيفا مسلما) قال خالصا مخلصا ليس فيه شئ من عبادة الاوثان.

180 - في تفسير العياشى عن عبدالله الحلبى عن ابيعبدالله عليه السلام قال قال اميرالمؤمنين عليه السلام: (ما كان ابراهيم يهوديا ولانصرانيا) لايهوديا يصلى إلى المغرب، ولانصرانيا يصلى إلى المشرق، (ولكن كان حنيفا مسلما) يقول: كان حنيفا مسلما على دين محمد صلى الله عليه وآله.

181 - عن على بن النعمان عن ابيعبدالله عليه السلام في قوله: ان اولى الناس

 

[353]

بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبى والذين آمنوا والله ولى المؤمنين قال هم الائمة واتباعهم.

182 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن مثنى عن عبدالله بن عجلان عن أبى جعفر عليه السلام في قوله تعالى: (ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبى والذين آمنوا) قال: هم الائمة عليهم السلام ومن اتبعهم.

183 - في مجمع البيان قال أميرالمؤمنين على عليه السلام: ان اولى الناس بالانبياء أعملهم بما جاؤابه، ثم تلا هذه الاية، وقال: ان ولى محمد من اطاع الله وان بعدت لحمته، وان عدو محمد من عصى الله وان قربت قرابته.

184 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن منصور ابن يونس عن عمر بن زيد قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: انتم والله من آل محمد فقلت: من أنفسهم جعلت فداك؟ قال: نعم والله من أنفسهم - ثلاثا -، ثم نظر إلى ونظرت اليه فقال يا عمران الله يقول في كتابه: (ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبى والذين آمنوا معه والله ولى المؤمنين).

185 - وفيه حديث طويل عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم وفيه يقول: ثم صعدنا إلى السماء السابعة، فما مررت بملك من الملئكة الاقالوا: يا محمد احتجم وأمرامتك بالحجامة واذا فيها رجل أشمط الرأس واللحية(1) جالس على كرسى، فقلت: يا جبرئيل من هذا الذى في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله؟ فقال: هذا يا محمد أبوك ابراهيم، وهذا محلك ومحل من اتقى من امتك، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبى والذين آمنوا والله ولى المؤمنين).

186 - حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن منصور بن يونس عن أبى خالد الكابلى قال؟ قال أبوجعفر عليه السلام والله لكأنى انظر إلى القائم عليه السلام وقد اسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد الله حقه، ثم يقول: يا ايها الناس من يحاجنى في الله فانا أولى بالله، ايها الناس من يحاجنى بآدم فانا أولى بآدم، ايها الناس من يحاجنى في نوح فانا أولى

___________________________________

(1) الاشمط: من خالط بياض رأسه سواد.

[354]

بنوح ايها الناس من يحاجنى في ابراهيم فأنا اولى بابراهيم والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

187 - في نهج البلاغة من كتاب له عليه السلام معاوية جوابا، وكتاب الله يجمع لنا ماشد عنا، وهو قوله سبحانه (واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله وقوله تعالى: (ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبى والذين آمنوا والله ولى المؤمنين) فنحن مرة اولى بالقرابة.وتارة اولى بالطاعة.

188 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) خطبة لعلى عليه السلام وفيها قال الله عزوجل (ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبى) وقال عزوجل (واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله) فنحن اولى الناس بابراهيم ونحن ورثناه ونحن اولوا الارحام الذين ورثنا الكعبة، ونحن آل ابراهيم.

189 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: وقالت طائفة من اهل الكتاب آمنوا بالذى انزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره قال نزلت في قوم من اليهود قالوا آمنا بالذى جاء به محمد بالغداة، وكفروا به بالعشى.

190 - وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله (وقالت طائفة من اهل الكتاب آمنوا بالذى انزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون) فان رسول الله صلى الله عليه وآله لما قدم المدينة وهو يصلى نحو بيت المقدس اعجب من ذلك اليهود فلما صرفه الله عن بيت المقدس إلى بيت الله الحرام وجدت اليهود من ذلك وكان صرف القبلة صلوة الظهر، فقالوا صلى محمد الغداة واستقبل قبلتنا فآمنوا بالذى انزل على محمد وجه النهار واكفروا آخره يعنون القبلة حين استقبل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد الحرام (لعلهم يرجعون) إلى قبلتنا.

191 - في مجمع البيان في قوله: ومن اهل الكتاب من ان تأمنه إلى قوله (يحب المتقين) قال آخر الشرح وروى عن النبى صلى الله عليه وآله انه لما قرأ هذه الاية قال كذب اعداء الله ما من شئ كان في الجاهلية الا وهو تحت قدمى الا الامانة، فانها مؤداة إلى البر والفاجر.

192 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ان الذين يشترون بعهدالله و

[355]

ايمانهم ثمنا قليلا قال: يتقربون إلى الناس بأنهم مسلمون، فيأخذون منهم و يخونونهم، وماهم بمسلمين على الحقيقة.

193 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى وائل عن ابى عبدالله عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال من حلف على يمين يقتطع بها مال أخيه لقى الله عزوجل وهو عليه غضبان، فأنزل تصديق ذلك في كتابه: (ان الذين يشترون بعهدالله وايمانهم ثمنا قليلا) قال: فبرز الاشعث بن قيس فقال في نزلت، خاصمت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقضى على باليمين.

194 - وباسناده إلى علقمة بن وائل عن ابيه قال: اختصم رجل من حضرموت امرء القيس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في ارض فقال: ان هذا ابتز(1) على ارضى في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الك بينة؟ فقال: لاقال فيمنه قال: يذهب والله بأرضى، فقال: ان ذهب بأرضك كان ممن لاينظرالله اليه يوم القيامة ولايزكيه وله عذاب اليم.

195 - في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل في تعداد الكبائر وبيانها من كتاب الله وفيه يقول الصادق عليه السلام: واليمين الغموس(2) لان الله تعالى يقول: (ان الذين يشترون بعهدالله وأيمانهم ثمنا قليلا اولئك لاخلاق لهم في الاخرة).

196 - وفيه عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتى، وعلى من قاتلهم، وعلى المعين وعلى من سبهم، (اولئك لاخلاق لهم في الاخرة ولايكلمهم الله ولاينظر اليهم يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب اليم).

197 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن اميرالمؤمنين عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات: واما قوله: (ولاينظر اليهم يوم القيامة) يخبر انه لايصيبهم بخير، وقد تقول العرب والله ماينظر الينا فلان، وانما يعنون بذلك انه لايصيبنا منه بخير، فذلك النظر هيهنا من الله تبارك وتعالى إلى خلقه فنظره اليهم رحمة لهم.

___________________________________

(1) ابتزه: استلبه.

(2) اليمين الغموس: الكاذبة التى يتعمدها صاحبها عالما بان الامر بخلافه.

[356]

198 - في اصول الكافى إلى ابن ابى يعفور قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: ثلثة لاينظرالله اليهم يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب اليم: من ادعى امامة من الله ليست له، ومن جحد اماما من الله ومن زعم ان لهما في الاسلام نصيبا.

199 - على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحاق عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانزل في العهد: (ان الذين يشترون بعهدالله وأيمانهم ثمنا قليلا اولئك لاخلاق لهم في الاخرة ولايكلمهم الله ولاينظر اليهم يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب اليم) والخلايق: النصيب، فمن لم يكن له نصيب في الاخرة فبأى شئ يدخل الجنة؟.

200 - محمد بن يحيى عن محمد بن عبدالحميد عن عاصم بن حميد عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلثة لايكلمهم الله ولاينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: شيخ زان، وملك جبار، ومقل مختال(1).

201 - في الكافى باسناده إلى محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ثلثة لايكلمهم الله يوم القيامة، ولايزكيهم ولهم عذاب اليم الشيخ الزانى، والديوث، والمرأة توطى فراش زوجها.

202 - وباسناده إلى محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام قال ثلثة لايكلمهم الله ولايزكيهم ولهم عذاب أليم منهم المرأة توطى فراش زوجها.

203 - في من لايحضره الفقيه وروى محمد بن ابى عمير عن اسحق بن هلال عن ابيعبدالله (ع) ان اميرالمؤمنين (ع) قال الا أخبركم باكبر الزنا؟ قالوا بلى قال هى امرأة توطى فراش زوجها، فتأتى بولد من غيره فتلزمه زوجها، فتلك التى لايكلمها الله ولاينظر اليها يوم القيامة ولايزكيها ولها عذاب اليم.

204 - في مجمع البيان وفى تفسير الكلبى عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من حلف على يمين كاذبة ليقطع بها مال أخيه المسلم لقى الله وهو عليه غضبان وتلاهذه الاية.

___________________________________

(1) المقل: الذى قلت جدته اى ماله وافتقر والمختال المتكبر

[357]

205 - في كتاب الخصال عن أبى بصير قال سمعت أبا عبدالله (ع) يقول ثلثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولاينظر اليهم ولايزكيهم ولهم عذاب اليم.

الناتف شيبه، والناكح نفسه، والمنكوح في دبره.

206 - عن الحسن بن على عليهما السلام قال الناس أربعة فمنهم من له خلق ولاخلاق له، ومنهم من له خلاق ولاخلق له، ومنهم من لاخلق ولاخلاق له، وذلك من شر الناس، ومنهم من له خلق وخلاق فذلك خير الناس.

207 - عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ثلثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب اليم رجل بايع اماما لايبايعه الا للدنيا ان أعطاه منها مايريد وفى له والا لم يف، ورجل بايع رجلا بسلعته بعد العصر فحلف بالله لقد أعطى بها كذا وكذا، فصدقه فاخذها ولم يعط فيها ما قال، ورجل على فضل ماء بالفلاة(1) يمنعه ابن السبيل.

208 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: وان منهم لفريقا يلوون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من لكتاب ويقولون هو من عندالله وما هو من عندالله قال: كان اليهود يقرؤن شيئا ليس في التوراة ويقولون، هو في التوراة فكذبهم الله.

209 - في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا عليه السلام في وجه دلائل الائمة عليهم السلام والرد على الغلاة والمفوضة لعنهم الله حديث طويل وفيه فقال المأمون: يا أبا الحسن بلغنى ان قوما يغلون فيكم ويتجاوزون فيكم الحد؟ فقال الرضا عليه السلام: حدثنى أبى موسى بن جعفر، عن ابيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن على، عن أبيه على بن الحسين، عن أبيه الحسين بن على، عن أبيه على بن أبى طالب عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لاترفعونى فوق حقى، فان الله تعالى اتخذنى عبدا قبل أن يتخذنى نبيا، قال الله تعالى ماكان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم

___________________________________

(1) الفلاة: المفازة لاماء فيها.

[358]

تدرسون ولايامركم ان تتخذوا الملئكة والنبيين اربابا ايامركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون وقال على عليه السلام يهلك في اثنان ولاذنب لى محب مفرط ومبغض مفرط، وانا لنبرأ إلى الله تعالى ممن يغلو فينا فرفعنا فوق حدنا، كبراء‌ة عيسى بن مريم عليه السلام من النصارى.

210 - في تفسير على بن ابراهيم قوله (ولا يأمركم أن تتخذوا الملئكة والنبيين اربابا) قال كان قوم يعبدون الملئكة، وقوم من النصارى زعموا ان عيسى رب، واليهود قالوا عزير ابن الله فقال الله (لا يأمركم أن تتخذوا الملئكة والنبيين أربابا).

211 - حدثنى أبى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن ابن سنان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام أول من سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أن قال ثم أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله صلى الله عليه وآله على الانبياء له بالامان على أن ينصروا أميرالمؤمنين، فقال: واذاخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاء‌كم رسول مصدق لما معكم يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله لتؤمنن به ولتنصرنه يعنى أميرالمؤمنين صلوات الله عليه تخبروا اممكم بخبره وخبر وليه من الائمة.

212 - في تفسير العياشى عن حبيب السجستانى قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله (واذ اخذالله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاء‌كم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه) فكيف يؤمن موسى بعيسى وينصره ولم يدركه؟ وكيف يؤمن عيسى بمحمد صلى الله عليه وآله وينصره ولم يدركه؟ فقال يا حبيب ان القرآن قدطرح منه آى كثيرة، ولم يزد فيه الاحروف أخطأت بها الكتبة، وتوهمتها الرجال وهذا وهم فاقرأها: (واذ أخذالله ميثاق أمم النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاء‌كم رسول مصدق لما معكم لتومنن به ولتنصرنه) هكذا انزلها الله ياحبيب، فوالله ماوفت امة من الامم التى كانت قبل موسى بما اخذه الله عليها من الميثاق لكل نبى بعثه الله بعد نبيها وذكر عليه السلام كلاما طويلا في تكذيب الامم انبيائها تركناه خوف الاطالة.

213 - عن فيض بن ابى شيبه قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: وتلا هذه الآية: (واذ اخذالله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة) إلى آخر الآية قال

[359]

لتؤمنن برسول الله ولتنصرن اميرالمؤمنين، قلت: ولتنصرن أميرالمؤمنين؟ قال: نعم من آدم فهلم جرا، ولايبعث الله نبيا ولا رسولا الارد إلى الدنيا حتى يقاتل بين يدى أميرالمؤمنين.

214 - عن سلام بن المستنير عن ابيعبدالله عليه السلام: قال لقد تسموا باسم ماسمى الله به احدا الاعلى بن ابيطالب.

وماجاء تأويله، قلت جعلت فداك متى يجئ تأويله؟ قال اذا جاء‌ت جمع الله امامة النبيين والمؤمنين حتى ينصروه، وهو قول الله (واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة) إلى قوله (وانا معكم من الشاهدين) فيومئذ يدفع راية رسول الله صلى الله عليه وآله اللواء إلى على بن ابيطالب عليه السلام فيكون امير الخلايق كلهم اجمعين، يكون الخلايق كلهم تحت لوائه، ويكون هو اميرهم فهذا تأويله.

215 - في مجمع البيان وروى عن على عليه السلام ان الله تعالى اخذ الميثاق على الانبياء قبل نبينا صلى الله عليه وآله ان يخبروا اممهم بمبعثه ونعته، ويبشرونهم به، ويأمروهم بتصديقه.

216 - وقال الصادق عليه السلام تقديره واذ اخذ الله ميثاق امم النبيين بتصديق نبيها والعمل بما جاء‌هم به وانهم خالفوهم فيما بعد.

217 - وقد روى عن على عليه السلام انه قال: لم يبعث الله نبيا آدم ومن بعده الا اخذ عليه العهد لئن بعث الله محمدا وهو حى ليؤمنن به ولينصرنه وامره ان ياخذ العهد بذلك على قومه.

218 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابيعمير عن ابن مسكان عن ابيعبدالله عليه السلام قال ما بعث الله نبيا من لدن آدم فهلم جرا الا ويرجع إلى الدنيا وينصر امير المؤمنين، وهو قوله (لتؤمنن به) يعنى برسول الله صلى الله عليه وآله، (ولتنصرن) يعنى امير المؤمنين عليه السلام، ثم قال لهم في.

(اقررتم واخذتم على ذلك اصرى) اى عهدى (قالوا اقررنا) قال الله للملئكة (اشهدوا وانا معكم من الشاهدين.

[360]

219 - في تفسير على بن ابراهيم ثم قال عزوجل، افغير دين الله تبغون قال: أغير هذا الدين قلت لكم ان تقروا بمحمد ووصيه.

220 - في كتاب التوحيد ابى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن ابراهيم بن هاشم ويعقوب بن يزيد جميعا عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبيعبدالله عليه السلام قال: سمعته وهو يقول في قوله عزوجل وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها قال هو توحيدهم لله عزوجل.

221 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن عبدالله بن جعفر عن السيارى عن محمد بن بكر عن أبى الجارود عن الاصبغ بن نباتة عن أميرالمؤمنين عليه السلام انه قام اليه رجل فقال: يا أميرالمؤمنين؟ ان دابتى استصعبت على وأنا منها على وجل، فقال: اقرأ في اذنها اليمنى، (وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها واليه ترجعون) فقرأها فذلت له دابته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

222 - في الكافى أحمد بن حمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبى عبيدة عن أحدهما عليه السلام قال: ايما دابة استصعبت على صاحبها من لجام ونفار، فليقرأ في اذنها او عليها (افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها واليه ترجعون).

223 - في امالى شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى الصادق عليه السلام، انه قال له اشجع السلمى انى كثير الاسفار، واحصل في المواضع المفزعة، فعلمنى ما آمن به على نفسى، فقال: فاذا خفت أمرا فاترك بيمينك على ام راسك، واقرا برفيع صوتك: (افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها واليه ترجعون) قال اشجع: فحصلت في واد تعبث فيه الجن، فسمعت قائلا يقول: خذوه، فقراتها فقال قائل، كيف نأخذه وقد احتجب بآية طيبة؟.

224 - فيمن لايحضره الفقيه في وصية النبى صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: يا على من استصعب عليه دابته فليقرأ في اذنها الايمن(1): (وله اسلم من في السموات والارض

___________________________________

(1) وفى المصدر (المطبوع بالغرى ج 4: 268) (اذنها اليمنى) وهو الظاهر

[361]

طوعا وكرها واليه ترجعون).

225 - في مجمع البيان (طوعا وكرها) فيه اقوال إلى قوله: وخامسها ان معناه اكره اقوام على الاسلام وجاء اقوام طائعين وهو المروى عن ابيعبدالله عليه السلام قال: (كرها) اى فرقا من السيف.

226 - في تفسير العياشى عن عمار بن الاحوص(1) عن ابيعبدالله عليه السلام ان الله تبارك وتعالى خلق في مبتدأ الخلق بحرين، احدهما عذب فرات، والاخر ملح اجاج(2) ثم خلق تربة آدم من البحر العذب الفرات، ثم اجراه على البحر الاجاج، فجعله حمئا مسنونا(3) وهو خلق آدم، ثم قبض قبضة من كتب آدم الايمن، فذرأها في صلب آدم، فقال: هؤلاء في الجنة ولا ابالى إلى قوله -، فاحتج يومئذ اصحاب الشمال وهم ذر على خالقهم فقالوا: يا ربنا بم اوجبت لنا النار وانت الحكم العدل من قبل ان تحتج علينا وتبلونا بالرسل، وتعلم طاعتنا لك ومعصيتنا؟ فقال الله تبارك وتعالى لما لك خازن النار، ان مر النار تشهق(4) ثم تخرج منها فخرجت لهم، ثم قال الله لهم، ادخلوها طائعين، فقالوا: لاندخلها طائعين، قال: ادخلوها طائعين او لاعذبنكم بها كارهين قالوا: انما هربنا اليك منها وحاججناك فيها حيث اوجبتها علينا، وصيرتنا من اصحاب الشمال، فكيف ندخلها طائعين ولكن ابدأ اصحاب اليمين في دخولها كى يكون قد عدلت فينا وفيهم.

قال ابوعبدالله عليه السلام.

فأمر اصحاب اليمين وهم ذربين يديه بقوله تعالى.

ادخلوا هذه النار طائعين، قال.

فطفقوا يتبادرون في دخولها.

فولجوا فيها جميعا فصيرها الله عليهم بردا وسلاما.

ثم اخرجهم منها.

ثم ان الله تبارك و تعالى نادى في اصحاب اليمين واصحاب الشمال.

الست بربكم.

فقال اصحاب اليمين

___________________________________

(1) وفى المصدر (عمار بن أبى الاحوص) ولعله الظاهر.

(2) الفرات: أعذب العذو.

والاجاج: المالح المر الشديد الملوحة.

(3) الحمأ جمع حمائة: الطين الاسود المتغير.

والمسنون: المصور وقيل: المصبوب المفرغ كأنه افرغ حتى صار صورة.

(4) شهق: ارتفع.

[362]

بلى ياربنا نحن بريتك وخلقك مقرين طائعين وقال اصحاب الشمال: بلى يا ربنا نحن بريتك وخلقك كارهين.

وذلك قول الله تعالى: (وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها واليه ترجعون) قال: توحيدهم لله.

227 - عن عباية الاسدى انه سمع اميرالمؤمنين عليه السلام يقول: (وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها واليه ترجعون) اكان ذلك بعد؟ قلت: نعم يا اميرالمؤمنين قال: كلا والذى نفسى بيده حتى تدخل المرأة بمن عذب آمنين لاتخاف حية ولاعقربا فما سوى ذلك.

228 - عن صالح بن ميثم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها) قال: ذلك حين يقول على عليه السلام: انا اولى الناس بهذه الاية: (واقسموا بالله جهد ايمانهم لايبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا) إلى قوله: (كاذبين).

229 - عن رفاعة بن موسى قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: (وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها) قال: اذا قام القائم عليه السلام لايبقى ارض الانودى فيها بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله.

230 - عن ابن بكير قال: سألت ابا الحسس عليه السلام عن قوله: (وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها واليه ترجعون) قال: انزلت في القائم عليه السلام اذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة واهل الردة والكفار في شرق الارض وغربها، فعرض عليهم الااسلام فمن اسلم طوعا امره بالصلوة والزكوة وما يومر به المسلم ويحب الله عليه، ومن لم يسلم ضرب عنقه حتى لايبقى في المشارق والمغارب احد الا وحدالله قلت له: جعلت فداك ان الخلق اكثر من ذالك،، فقال: ان الله اذا اراد أمرا قلل الكثير وكثر القليل.

231 - في نهج البلاغة ارسله بحجة كافية وموعظة شافية ودعوة متلاقية، أظهر به الشرايع المجهولة، وقمع به البدع المدخولة.وبين به الاحكام المفصولة فمن يبتغ

[363]

غير الاسلام دينا تحقق شقوته، وتنفصم عروته، وتعظم كبوته(1) ويكون مآبه إلى الحزن الطويل والعذاب الوبيل.

232 - في مجمع البيان (كيف يهدى الله قوما كفروا) إلى قوله: (فان الله غفور رحيم) قيل نزلت الايات في رجل من الانصار يقال له الحارث بن سويد بن الصامت، وكان قتل المحذر بن زياد البلوى غدرا وهرب وارتد عن الاسلام ولحق بمكة ثم ندم، فأرسل إلى قومه ان يسئلوا رسول الله صلى الله عليه وآله هل لى من توبة؟ فسئلوه فنزلت الايات إلى قوله: (الا الذين تابوا) فحملها اليه رجل من قومه فقال: انى لاعلم انك لصدوق ورسول الله صلى الله عليه وآله أصدق منك، وان الله تعالى اصدق الثلثة، ورجع إلى المدينة وتاب وحسن اسلامه ووهو المروى عن أبيعبدالله عليه السلام.

233 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن عمر بن عبدالعزيز عن يونس بن ظبيان عن ابيعبدالله عليه السلام: لن تنالوا البر حتى تنفقوا ماتحبون هكذا فاقرأها.

234 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى و على بن ابراهيم عن ابيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن ابى ولاد الحناط قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل (وبالوالدين احسانا) ما هذا الاحسان؟ فقال: الاحسان ان تحسن صحبتهما وان لايكلفهما ان يسألاك شيئا مما يحتاجان اليه، وان كانا مستغنيين أليس الله عزوجل يقول (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

235 - في الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن ابيعبدالله عن محمد بن شعيب عن الحسين بن الحسن عن عاصم عن يونس عمن ذكره عن ابيعبدالله عليه السلام انه كان يتصدق بالسكر فقيل له: أيتصدق بالكسر؟ فقال.

نعم، انه ليس شئ احب إلى منه فانا احب أن أتصدق بأحب الاشياء إلى.

236 - في عوالى اللئالى ونقل عن الحسين عليه السلام انه كان يتصدق بالكسر)

___________________________________

(1) الكبوة: مصدر كبا الجواد: اذا عثر فوقع إلى الارض.

[364]

فقيل له في ذلك فقال انى أحبه وقد قال الله تعالى: (لئن تنالوا البرحتى تنفقوا مما تحبون.

237 - في مجمع البيان وقد روى عن ابى الطفيل قال: اشترى على عليه السلام ثوبا فأعجبه، فتصدق به، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من آثر على نفسه آثره الله يوم القيامة بالجنة، ومن احب شيئا فجعله لله قال الله يوم القيامة: قد كان العباد يكافئون فيما بينهم بالمعروف، وانا اكافيك اليوم بالجنة.

238 - في تفسير العياشى عن مفضل بن عمر قال دخلت على أبيعبدالله عليه السلام يوما ومعى شئ، فوضعته بين يديه فقال ما هذا؟ فقلت هذه صلة مواليك وعبيدك، قال فقال لى يا مفضل انى لاأقبل ذلك وما أقبله من حاجة بى اليه، وما أقبله الاليزكوا به ثم قال سمعت أبى يقول من مضت له سنة لم يصلنا من ماله قل أو كثر لم ينظر الله اليه يوم القيامة الا ان يعفوالله عنه، ثم قال يا مفضل انها فريضة فرضها الله على شيعتنا في كتابه، اذ يقول: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) فنحن البر والتقوى وسبيل الهدى وباب التقوى، لايحجب دعاؤنا عن الله، اقتصروا على حلالكم وحرامكم فاسئلوا عنه.

واياكم ان تسئلوا احدا من الفقهاء عمالا يعنيكم وعما سترالله عنكم.

239 - عن عمر بن يزيد قال: كتبت إلى ابى الحسن عليه السلام أسأله عن رجل دبر مملوكه هل له أن يبيع عنقه؟ قال: كتب: كل الطعام كان حلا لبنى اسرائيل الا ماحرم اسرائيل على نفسه.

240 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد أوغيره عن ابن محبوب عن عبدالعزيز العبدى عن عبدالله بن ابى يعفور قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: ان اسرائيل كان اذا اكل من لحم الابل هيج عليه وجع الخاصرة.

فحرم على نفسه لحم الابل، وذلك قبل ان تنزل التوراة، فلما انزلت التوراة لم يحرمه ولم يأكل، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجه.

241 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: (كل الطعام كان حلا لبنى اسرائيل الاماحرم اسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة) قال: ان يعقوب كان يصيبه عرق النساء، فحرم على نفسه لحم الجمل، فقالت اليهود: ان لحم الجمل محرم في التوراة

[365]

فقال الله عزوجل لهم: فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين انما حرم هذا اسرائيل على نفسه ولم يحرمه على الناس.

قال عزمن قائل: فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين.

242 - في تفسير العياشى عن حبابة الوالبية قال: سمعت الحسين بن على عليهما السلام يقول: ما أعلم أحدا على ملة ابراهيم الانحن وشيعتنا، قال صالح: ما أحد على ملة ابراهيم، قال جابر: ما أعلم أحدا على ملة ابراهيم.

243 - في الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض اصحابنا عن ابى - الحسن الاول عليه السلام قال: في خمسة وعشرين من ذى القعدة وضع البيت وهو أول رحمة وضعت على وجه الارض فجعله الله مثابة للناس وأمنا، فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

244 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى زرارة التميمى عن ابى حسان عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما أراد الله تعالى أن يخلق الارض امر الرياح فضربن وجه الماء حتى صار موجا، ثم ازبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد ثم دحى الارض من تحته وهو قول الله: ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا ورواه ايضا عن سيف بن عميرة عن ابى بكر الحضرمى عن ابى عبدالله عليه السلام مثله.

245 - في تفسير على بن براهيم حدثنى ابى عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن ابى بكر الحضرمى عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال للابرش: يا ابرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء، والماء على الهوى، والهوى لايحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما، والماء يومئذ عذب فرات فلما اراد ان يخلق الارض وذكر إلى آخر ما نقلنا عن الكافى.

246 - في كتاب عيون الاخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة وضع البيت وسط الارض انه الموضع الذى من تحته دحيت الارض.

وكل ريح تهب في الدنيا فانها تخرج من تحت الركن الشامى، وهى

[366]

اول بقعة وضعت في الارض: لانها الوسط ليكون الفرض لاهل المشرق والمغرب في ذلك سواء.

247 - في كتاب الخصال عن ابى عبدالله عليه السلام قال: اسماء مكة خمسة ام القرى.

ومكة، وبكة، والبساسة كانوا اذا ظلموا بها بستهم اى اخرجتهم واهلكتهم، وام رحم كانوا اذا الزموها رحموا.

248 - في تفسير العياشى عن عبدالصمد بن سعد قال اراد ابوجعفر ان يشترى من اهل مكة بيوتهم ان يزيد في المسجد، فأبوا عليه فأرغبهم فامتنعوا فضاق بذلك فاتى ابا عبدالله عليه السلام فقال له انى سألت هؤلاء شيئا من منازلهم وأفنيتهم لنزيد في المسجد وقد منعوا ذلك فقد غمنى غما شديدا فقال ابوعبدالله عليه السلام لم يغمك ذلك و حجتك عليهم فيه ظاهرة؟ قال: وبما احتج عليهم؟ فقال بكتاب الله، فقال: في اى موضع؟ فقال: قول الله: (ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة) قد اخبرك الله: ان اول بيت وضع هو الذى ببكة، فان كانوا هم نزلوا قبل البيت فلهم افنيتهم، وان كان البيت قديما قبلهم فله فناؤه فدعاهم ابوجعفر فاحتج عليهم بهذا، فقالوا له: اصنع ما احببت.

249 - عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله عليه السلام قال: مكة جملة القرية، وبكة [ جملة ] موضع الحجر الذى يبك(1) الناس بعضهم بعضا.

250 - عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان بكة موضع البيت، وان مكة الحرم وذلك قوله (آمنا).

251 - في كتاب علل الشرايع باسناده العرزمى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: انما سميت مكة بكة، لان الناس يتباكون فيها(2).

252 - وباسناده إلى عبدالله بن سنان قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام لم سميت الكعبة بكة؟ فقال لبكاء الناس حولها وفيها.

___________________________________

(1) اى يزاحم ويدافع.

(2) تباك القوم: ازدحموا.

[367]

253 - وباسناده إلى سعيد بن عبدالله الاعرج عن ابى عبدالله (ع) قال موضع البيت بكة، والقرية مكة.

254 - حدثنا محمد بن الحسن (ره) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن على بن مهزيار عن فضالة عن ابان عن الفضيل عن ابى جعفر (ع) قال انما سميت مكة بكة لانها يبتك بها الرجال والنساء، والمرأة تصلى بين يديك وعن يمينك وعن شمالك ومعك ولابأس بذلك، انما يكره في ساير البلدان.

255 - وباسناده إلى عبيدالله بن على الحلبى قال سألت أبا عبدالله (ع) لم سميت مكة بكة؟ قال: لان الناس يبك بعضهم بعضا فيها بالايدى.

256 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن محبوب عن ابن سنان قال: سألت ابا عبدالله (ع) عن قول الله تعالى: (ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات) ماهذه الآيات البينات؟ قال: مقام ابراهيم حيث قام على الحجر فأثرت فيه قدماه، والحجر الاسود، ومنزل اسمعيل (ع).

257 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال: قلت لابى جعفر عليه السلام، أدركت الحسين صلوات الله عليه؟ قال، نعم، اذكر وأنا معه في المسجد الحرام وقد دخل فيه السيل والناس يقومون على المقام يخرج الخارج يقول، قد ذهب به السيل، ويخرج منه الخارج فيقول، هو مكانه، قال، فقال لى، يا فلان ماصنع هؤلاء؟ فقلت: أصلحك الله يخافون أن يكون السيل قد ذهب بالمقام، فقال: ناد ان الله قد جعله علما لم يكن ليذهب به، فاستقروا وكان موضع المقام الذى وضعه ابراهيم عليه السلام عند جدار البيت، فلم يزل هناك حتى حوله اهل الجاهلية إلى المكان الذى هو فيه اليوم، فلما فتح النبى صلى الله عليه وآله مكة رده إلى الموضع الذى وضعه ابراهيم عليه السلام فلم يزل هناك إلى ان ولى عمر بن الخطاب فسأل الناس، من منكم يعرف المكان الذى كان فيه المقام، فقال رجل: انا قد كنت اخذت مقداره بنسع(1) فهو عندى، فقال: ايتنى به فأتاه به فقاسه ثم رده إلى ذلك المكان.

___________________________________

(1) النسع: حبل من ادم يكون عريضا على هيئة أعنة النعال تشدبه الرحال.

[368]

258 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى زهير شبيب بن انس عن بعض اصحاب ابيعبدالله قال: قال ابوعبدالله عليه السلام لابى حنيفة، يابا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته وتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال، نعم، قال، ياباحنيفة لقد ادعيت علما، ويلك ماجعل الله ذلك الا عند اهل الكتاب الذين انزل عليهم، ويلك ولاهو الاعند الخاص من ذرية نبينا محمد صلى الله عليه وآله وماورثك الله من كتابه حرفا، فان كنت كما تقول - و لست كما تقول - فأخبرنى عن قول الله عزوجل: (سيروا فيها ليالى واياما آمنين) اين ذلك من الارض؟ قال، احسبه ما بين مكة والمدينة.

فالتفت ابوعبدالله عليه السلام إلى اصحابه فقال، تعلمون ان الناس يقطع عليهم بين المدينة ومكة، فنؤاخذ اموالهم ولا يأمنون على انفسهم ويقتلون، قالوا: نعم، فسكت ابوحنيفة، فقال، ياباحنيفة اخبرنى عن قول الله عزوجل: ومن دخله كان آمنا اين ذلك من الارض؟ قال: الكعبة، فقال.

أفتعلم ان الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها؟ قال، فسكت، فقال أبوبكر الحضرمى، جعلت فداك الجواب في المسئلتين الاولتين، فقال: يابابكر (سيروا فيها ليالى واياما آمنين) فقال: مع قائمنا أهل البيت، واما قوله تعالى، (ومن دخله كان آمنا) فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقدة أصحابه كان آمنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

259 - في تفسير العياشى عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قوله، (ومن دخله كان آمنا) قال: يأمن فيه كل خائف مالم يكن عليه حد من حدود الله ينبغى أن يؤخذ به، قال.وسألته عن طاير يدخل الحرم؟ قال.

لايؤاخذ ولايمس، لان الله يقول.(ومن دخله كان آمنا).

260 - وقال عبدالله بن سنان سمعته يقول: فيما ادخل الحرم مما صيد في الحل قال.

اذا دخل الحرم فلا يذبح ان الله يقول.(ومن دخله كان آمنا).

261 - عن على بن عبدالعزيز قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام.

جعلت فداك قول الله، (فيه آيات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان آمنا) فقد يدخله المرجئى و

[369]

القدرى والحرورى(1) والزنديق الذى لايؤمن بالله قال، لا ولاكرامة، قلت فمه جعلت فداك؟ قال.

من دخله وهو عارف بحقنا كما هو عارف به خرج من ذنوبه، وكفى هم الدنيا والاخرة.

262 - في امالى الصدوق (ره) باسناده إلى النبى صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن ميكائيل عن اسرافيل عن الله جل جلاله حديث طويل وفيه يقول في حق على عليه السلام، وجعلته العلم الهادى من الضلالة، وبابى الذى أوتى به منه.وبيتى الذى من دخله كان آمنا من نارى.

263 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال و الحجال عن ثعلبة عن أبى خالد القماط عن عبدالخالق الصيقل قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل.

(ومن دخله كان آمنا) فقال لقد سألتنى عن شئ ما سألنى أحد الا من شاء الله.

قال، من أم هذا البيت وهو يعلم انه البيت الذى أمره الله عزوجل به.

وعرفنا أهل البيت حق معرفتنا كان آمنا في الدنيا والاخرة.

264 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان وابن ابى عمير عن معاوية بن عمار عن ابى عبدالله عليه السلام قال: اذا أردت دخول الكعبة فاغتسل قبل ان يدخلها ولاتدخلها بحذاء وتقول اذا دخلت.اللهم انك قلت: (ومن دخله كان آمنا) فآمنى من عذاب النار.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

265 - وباسناده إلى سعيد الاعرج عن ابى عبدالله عليه السلام قال.لابد للصرورة ان يدخل البيت قبل ان يرجع.

فاذا دخلته فادخله بسكينة ووقار، ثم ائت كل زاوية من زواياه، ثم قل، اللهم انك قلت، (ومن دخله كان آمنا) فآمنى من عذاب يوم القيامة.

___________________________________

(1) الحرورية: طائفة من الخوارج نسبوا إلى حرورى - بالقصر والمد -: موضع قرب الكوفة كان أول اجتماعهم فيه،

[370]

266 - وباسناده إلى معاوية بن عمار في دعاء الولد قال: افض عليك دلوا من ماء زمزم، ثم ادخل البيت فاذا قمت على باب البيت فخذ بحلقة الباب ثم قل اللهم ان البيت بيتك والعبد عبدك، وقد قلت: (ومن دخله كان آمنا) فآمنى من عذابك وأجرنى من سخطك و الحديثان ايضا طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

267 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله عليه السلام قال: من دخل الحرم من الناس مستجيرا به فهو آمن به من سخط الله، ومن دخله من الوحش والطير كان آمنا من أن يهاج أو يؤذى حتى يخرج من الحرم.

268 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام قال سألته عن قول الله عزوجل: (ومن دخله كان آمنا) قال اذا احدث العبد في غير الحرم جناية ثم فر إلى الحرم لم يسع لاحد ان يأخذه في الحرم، ولكن يمنع من السوق ولايبايع ولايطعم ولايسقى ولايكلم: فانه اذا فعل ذلك به يوشك ان يخرج فيؤخذ، واذا جنى في الحرم جناية اقيم عليه الحد في الحرم، لانه لم يدع للحرم حرمة.

269 - وباسناده إلى على بن ابى حمزة عن ابى عبدالله عليه السلام قال سألته عن قول الله عزوجل: (ومن دخله كان آمنا) قال: ان سرق سارق بغير مكة اوجنى جناية على نفسه ففر إلى مكة لم يؤخذ مادام في الحرم حتى يخرج منه، ولكن يمنع من السوق فلا يبايع، ولا يجالس حتى يخرج منه فيؤخذ، وان احدث في الحرم ذلك الحدث اخذ فيه.

270 - في كتاب علل الشرايع حدثنا ابى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن ايوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن ابى عبدالله عليه السلام انه سئل عن طير اهلى اقبل فدخل الحرم؟ قال: لا يمس، لان الله عزوجل يقول (ومن دخله كان آمنا.

271 - حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن فضالة وحماد عن معاوية قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن طير أهلى

[371]

أقبل فدخل الحرم؟ فقال، لايمس ان الله عزوجل يقول (ومن دخله كان آمنا).

272 - فيمن لايحضره الفقيه وسأل محمد بن مسلم أحدهما عليهما السلام عن الظبى يدخل الحرم؟ فقال: لا يؤخذ ولايمس لان الله عزوجل يقول: (ومن دخله كان آمنا).

273 - في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن شاذان بن الخليل أبى الفضل عن سماعة بن مهران عن أبى عبدالله عليه السلام قال سألته عن رجل لى عليه مال فغاب عنى زمانا، فرايته يطوف حول الكعبة أفأ تقاضاه مالى؟ قال لا لاتسلم عليه ولاتروعه حتى يخرج من الحرم.

274 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن اسمعيل عن أبى اسمعيل السراج عن هارون بن خارجة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول، من دفن في الحرم أمن من الفزع الاكبر، فقلت له من بر الناس وفاجرهم؟ قال، من بر الناس وفاجرهم.

275 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن عمر بن اذينة قال كتبت إلى أبى عبدالله عليه السلام بمسائل بعضها مع ابن بكير وبعضها مع أبى العباس، فجاء الجواب باملائه، سألت عن قول الله عزوجل: ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا يعنى به الحج والعمرة جميعا لانهما مفروضان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

276 - في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل وعلة الحج الوفادة إلى الله عزوجل وطلب الزيادة و الخروج من كل ما اقترف وليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل، وما فيه من استخراج الاموال وتعب الابدان وحظرها عن الشهوات واللذات والتقريب بالعبادة إلى الله عزوجل والخضوع والاستكانة والذل شاخصا في الحر والبرد والامن والخوف دايب في ذلك دايم وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع والرغبة والرهبة إلى الله تعالى ومنه، وترك قساوة القلب.

وجسارة الانفس ونسيان الذكر وانقطاع الرجاء والامل، وتجديد الحقوق وحظر النفس عن الفساد ومنفعة من في شرق الارض وغربها ومن في البر والبحر ممن يحج وممن لايحج

[372]

من تاجر وجالب وبايع ومشترى وكاسب ومسكين وقضاء حوائج أهل الاطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم.

277 - وفيه فيما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين وحج البيت فريضة على كل حال من استطاع اليه سبيلا، والسبيل الزاد والراحلة مع الصحة.

278 - في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه شرايع الدين إلى أن قال: وحج البيت واجب من استطاع اليه سبيلا، وهو الزاد والراحلة مع صحة البدن وأن يكون للانسان مايخلفه على عياله وما يرجع اليه من بعد حجه.

279 - في اصول الكافى على ابن ابراهيم عن أبيه وعبدالله بن الصلت جميعا عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبدالله عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: بنى الاسلام على خمسة اشياء، على الصلوة والزكوة والحج والصوم والولاية، قال زرارة، فقلت، واى من ذلك افضل؟ قال، الولاية أفضل لانها مفتاحهن والوالى هو الدليل عليهن قلت ثم الذى يلى ذلك في الفضل؟ فقال، الصلوة، ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال، الصلوة عمود دينكم.

قال، قلت، ثم الذى يليها في الفضل؟ قال، الزكوة لانه قرنها بها، وبدء بالصلوة قبلها، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله، الزكوة تذهب الذنوب، قال قلت، والذى يليها في الفضل؟ قال، الحج قال الله عزوجل، (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله، لحجة مقبولة خير من عشرين نافلة، ومن طاف بهذا البيت طوافا احصى فيه اسبوعه وأحسن ركعته غفر له وقال في يوم عرفة ويوم المزدلفة ما قال، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

280 - في الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم البجلى ومحمد بن يحيى عن العمركى بن على جميعا عن على بن جعفر عن اخيه موسى عليه السلام قال.

ان الله تعالى فرض الحج على اهل الجدة(1) في كل عام وذلك قوله

___________________________________

(1) الجدة: الغنى والثروة، يقال: وجد المال وجدا وجدة اى استغنى.

[373]

تعالى.(ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين).

قال.قلت فمن لم يحج منا فقد كفر؟ قال لا، ولكن من قال ليس هذا هكذا فقد كفر.

282 - في تفسير العياشى عن ابى اسامة بن زيد عن ابيعبدالله عليه السلام قال: قلت.

ارايت قول الله، (ومن كفر) اهو في الحج؟ قال، نعم كفر النعم(1) وقال، من ترك في خبر آخر.

282 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى، (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) قال: ما السبيل؟ قال، ان يكون له مايحج به قال، قلت: من عرض عليه ما يحج به فاستحيى من ذلك هو ممن يستطيع اليه سبيلا؟ قال، نعم ما شأنه يستحيى ولو يحج على حمار أجدع ابتر(2) فان كان يطيق أن يمشى بعضا ويركب بعضا فليحج.

283 - على عن أبيه عن ابن ابى عمير عن محمد بن يحيى الخثعمى قال: سأل حفص الكناسى أبا عبدالله عليه السلام وانا عنده عن قول الله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) ما يعنى بذلك؟ قال: من كان صحيحا في بدنه مخلى سربه(3) له زاد وراحلة فلم يحج فهو ممن يستطيع الحج؟ قال، نعم.

284 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن خالد بن جرير عن ابى الربيع الشامى قال: سئل ابوعبدالله عليه السلام عن قول الله، (من استطاع اليه سبيلا) فقال، ما يقول الناس؟ قال: فقيل له الزاد والراحلة، قال: فقال ابوعبدالله عليه السلام: قد سئل ابوجعفر عليه السلام عن هذا، فقال، هلك الناس اذا لان من كان له

___________________________________

(1) من جهة ان امتثال شكر، وترك المأمور به كفر لنعمته.

(2) الاجدع: مقطوع الانف والاذن والشفة.

والابتر: مقطوع الذنب.

(3) اى أمن في نفسه، وفى الصحاح: السرب: الطريق، يقال: فلان أمن في سربه اى أمن في نفسه.

[374]

زاد وراحلة قدر ما يقوت عياله ويستغنى به عن الناس ينطلق اليه فيسلبهم ايا لقد هلكوا(1) فقيل له: فما السبيل؟ قال، فقال، السعة في المال اذا كان يحج ببعض ويبقى بعضا يقوت به عياله اليس قد فرض الله الزكوة فلم يجعلها الا على من يملك مأتى درهم.

285 - محمد بن ابيعبدالله عن موسى بن عمران عن الحسين بن يزيد النوفلى عن السكونى عن ابيعبدالله عليه السلام قال: سأله رجل عن اهل القدر فقال: يابن رسول - الله اخبرنى عن قول الله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) أليس قد جعل الله لهم الاستطاعة؟ فقال: ويحك انما يعنى بالاستطاعة الزاد والراحلة، ليس استطاعة البدن، فقال الرجل، افليس اذا كان الزاد والراحلة فهو مستطيع للحج، فقال، ويحك ليس كما تظن قد ترى الرجل عنده المال الكثير اكثر من الزاد والراحلة، فهو لايحج حتى ياذن الله تعالى في ذلك.

286 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: جعله سبحانه للاسلام علما وللعائذين حرما، فرض حجه واوجب حقه، وكتب عليكم وفادته(2) فقال سبحانه: (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين).

287 - في من لايحضره الفقيه وروى على بن ابى حمزة عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال قلت له: قول الله عزوجل: (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) قال: يخرج يمشى ان لم يكن عنده شئ قلت لايقدر على المشى؟ قال يمشى ويركب، قلت لايقدر على ذلك؟ قال يخدم القوم ويخرج معهم.

288 - وفيه في وصية النبى صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام.

ياعلى تارك الحج وهو مستطيع، كافر، يقول الله تبارك وتعالى.

(ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين) ياعلى من سوف الحج حتى يموت بعثه الله يوم القيامة يهوديا او نصرانيا.

___________________________________

(1) يعنى هلكوا عياله.

(2) الوفادة: القدوم للاسترفاد والانتفاع.

[375]

289 - في كتاب التوحيد حدثنا ابى ومحمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه قالا: حدثنا سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميرى جميعا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن ابن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) قال: يكون له مايحج به، قلت: فمن عرض عليه الحج فاستحيا؟ قال: هو ممن يستطيع.

290 - حدثنا ابى رضى الله عنه قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن محمد بن ابى عمير عن هشام بن الحكم عن ابيعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) مايعنى بذلك؟ قال من كان صحيحا في بدنه، مخلى سربه، له زاد وراحلة.

291 - في كتاب علل الشرايع ابى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) يعنى به الحج دون العمرة؟ فقال: لاولكنه يعنى الحج والعمرة جميعا لانهما مفروضان.

292 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام واعلم بان الله تعالى لم يفرض الحج ولم يخصه من جميع الطاعات بالاضافة إلى نفسه بقوله تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) ولايشرع لنبيه صلى الله عليه وآله(1) سنة في خلال المناسك على ترتيب ماشرعه الا للاستعداد والاشارة إلى الموت والقبر والبعث والقيامة وفضل بيان السابقة من الدخول في الجنة أهلها ودخول النار اهلها بمشاهدة مناسك الحج من اولها إلى آخرها لاولى الالباب واولى النهى.

293 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى حسين الاشقر قال قلت لهشام بن الحكم مامعنى قولكم ان الاسلام لايكون الامعصوما؟ فقال سألت ابا عبدالله عليه السلام عن ذلك

___________________________________

(1) في المصدر (ولاشرع نبيه).

 

[376]

فقال المعصوم هو الممتنع بالله من جميع محارم الله، وقال الله تبارك وتعالى: ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم.

294 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبدالله بن سنان عن ابيعبدالله عليه السلام قال: ايما عبد أقبل قبل ما يحب الله عزوجل أقبل الله قبل مايحب ومن اعتصم بالله عصمه الله، ومن أقبل الله قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الارض، لو كانت نازلة نزلت على اهل الارض فشملتهم بلية كان في حزب الله بالتقوى من كل بلية، اليس الله عزوجل يقول: (ان المتقين في مقام أمين).

295 - في كتاب الخصال عن ابيعبدالله عليه السلام انه قال: قال أبليس: خمسة اشياء ليس لى فيهن حيلة وساير الناس في قبضتى،..ومن اعتصم بالله عن نية صادقة واتكل عليه في جميع أموره (الحديث).

296 - في نهج البلاغة قال عليه السلام فبادروا العمل وخافوا بغتة الاجل، فانه لايرجى من رجعة العمر مايرجى من رجعة الرزق، مافات اليوم من الرزق رجى غدا زيادته ومافات أمس من العمر لم ترج اليوم رجعته، الرجاء مع الجائى واليأس مع الماضى، فاتقوا الله حق تقاته ولاتموتن الا وانتم مسلمون.

297 - في مجمع البيان وذكر في قوله (حق تقاته) وجوه - ثانيها - انه المجاهدة في الله وان لاتاخذه لومة لائم، وان يقام له بالقسط في الخوف والامن عن مجاهد، ثم اختلف فيه ايضا على قولين احدهما انه منسوخ بقوله فاتقوا الله ما استطعتم) وهو المروى عن ابى جعفر وابيعبدالله عليهما السلام.

298 - وروى عن ابيعبدالله عليه السلام (وانتم مسلمون) بالتشديد، ومعناه مستسلمون لما اتى النبى صلى الله عليه وآله به ومنقادون له.

299 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى أبى بصير قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل (اتقوا الله حق تقاته) قال: يطاع ولايعصى، ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر.

[377]

300 - في عيون الاخبار باسناده إلى داود بن سليمان القارى عن أبى الحسن الرضا عن أبيه عن آبائه عن أميرالمؤمنين عليه السلام انه قال الدنيا كلها جهل الا مواضع العلم والعلم كله حجة الا ماعمل به، والعمل كله رياء الا ما كان مخلصا، والاخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يختم له.

301 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب عن الباقر عليه السلام في قرائة على عليه السلام وهو التنزيل الذى نزل به جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله وسلم (ولاتموتن الا واثتم مسلمون لرسول الله والامام بعده).

302 - في تفسير العياشى عن الحسين بن خالد قال قال أبوالحسن الاول عليه السلام كيف تقرأ هذه الاية: (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن الا وأنتم مسلمون ماذا؟ قلت مسلمون فقال: سبحان الله يوقع عليهم الايمان فيسميهم مؤمنين ثم يسألهم الاسلام، والايمان فوق الاسلام؟ قلت: هكذا يقرأ في قراء‌ة زيد قال انما هى في قراء‌ة على عليه السلام وهو التنزيل الذى نزل به جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم (الا وانتم مسلمون لرسول الله صلى الله عليه وآله ثم الامام من بعده).

303 - عن ابن يزيد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله واعتصموا بحبل الله جميعا قال: على بن أبيطالب حبل الله المتين.

304 - عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال آل محمد عليهم السلام هم حبل الله الذى أمر بالاعتصام به، فقال (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا).

305 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى عمر بن راشد عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله (واعتصموا بحبل الله جميعا) قال نحن الحبل.

306 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى موسى بن جعفر عن ابيه جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن على عن ابيه على بن الحسين عليهم السلام قال الامام منا لايكون الا معصوما و ليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها، ولذلك لايكون الا منصوصا، فقيل له يابن رسول الله فما معنى المعصوم؟ فقال هو معتصم بحبل الله، وحبل الله هو القرآ لايفترقان إلى يوم القيامة، والامام يهدى إلى القرآن، والقرآن يهدى إلى الامام، وذلك قول الله

[378]

عزوجل (ان هذا القرآن يهدى للتى هى اقوم).

307 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: واعتصموا بحبل الله جميعا قال: التوحيد والولاية.

308 - وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (ولاتفرقوا) قال ان الله تبارك وتعالى علم انهم سيفترقون بعد نبيهم ويختلفون، فنهاهم عن التفرق كما نهى من كان قبلهم، فامرهم ان يجتمعوا على ولاية آل محمد صلى الله عليهم ولايتفرقوا.

309 - في كشف المهجة لابن طاوس (ره) عن اميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه: واما الآية التى عم بها العرب.

فهو قوله: واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء‌ا فالف بين قلوبكم وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله آياته لعلكم تهتدون فيالها نعمة ما اعظمها ان لم يخرجوا منها إلى غيرها ويالها مصيبة ما أعظمها ان لم يؤمنوا بها فيرغبوا عنها.

310 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبدالرحمن بن سليمان عن ابيه عن ابى جعفر عليه السلام عن الحارث بن نوفل قال: قال على عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله: امنا الهداء ام غيرنا؟ قال: بل منا الهداة إلى الله إلى يوم القيامة، بنا استنقذهم الله عزوجل من ضلالة الشرك، وبنا استنقذهم الله من ضلالة الفتنة، وبنا يصبحون اخوانا بعد ضلالة الفتنة، كما بنا اصبحوا اخوانا بعد ضلالة الشرك وبنا يختم الله كما بنا يفتح الله.

311 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله تعالى: (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها بمحمد) هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله.

312 - وباسناده إلى أبى هارون المكفوف عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كان أبوعبدالله (ع) اذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله قال: بأبى وامى وقومى وعشيرتى، عجب للعرب كيف لاتحملنا على رؤسها، والله عزوجل يقول في كتابه: (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها)؟ فبرسول الله صلى الله عليه وآله نقذوا.

[379]

313 - في كتاب ثواب الاعمال عن رجل عن ابى عبدالله (ع) قال: قال اميرالمؤمنين صلوات الله عليه اصبح عدونا على شفا حفرة من النار، وكان شفا حفرة قد انهارت به(1) في نار جهنم، فتعسا لاهل النار مثواهم، ان الله عزوجل يقول: (بئس مثوى المتكبرين).

314 - في تفسير العياشى عن ابى الحسن على بن محمد بن ميثم عن ابى عبدالله (ع) قال: ابشروا بأعظم المنن عليكم قول الله: (وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها) فالانقاذ من الله هبة، والله لايرجع من هبته.

315 - عن محمد بن سليمان البصرى الديلمى عن ابيه عن ابى عبدالله (ع): (وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها محمد صلى الله عليه وآله).

316 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيرى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قلت له اخبرنى عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله هو لقوم لايحل الالهم ولايقوم به الامن كان منهم ام هو مباح لكل من وحدالله عزوجل وآمن برسوله صلى الله عليه وآله ومن كان كذا فله ان يدعو إلى الله عزوجل والى طاعته وان يجاهد في سبيله؟ فقال: ذلك لقوم لايحل الالهم ولايقوم بذلك الامن كان منهم قلت: من اولئك؟ قال: من قام بشرايط الله تعالى في القتال والجهاد على المجاهدين فهو المأذون لهم في الدعاء إلى الله تعالى ومن لم يكن قائما بشرايط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد، ولا الدعاء إلى الله حتى يحكم في نفسه ما اخذ الله عليه من شرايط الجهاد - إلى ان قال عليه السلام - ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم وليس من المظلومين وليس بما ذون له في القتال، ولابالنهى عن المنكر والامر بالمعروف، لانه ليس من أهل ذلك، ولا ما ذون له في الدعاء إلى الله تعالى، لانه ليس يجاهد مثله، وأمر بدعائه إلى الله، ولايكون مجاهدا من قد أمر المؤمنون بجهاده وحظر الجهاد عليه و منعه منه، ولايكون داعيا إلى الله تعالى من أمر بدعاء مثله إلى التوبة والحق والامر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولا يأمر بالمعروف من قد أمران يؤمر به ولاينهى عن المنكر من قد أمر أن ينهى عنه، وفى هذا الحديث يقول عليه السلام: ثم ذكر من اذن له في

___________________________________

(1) انهار: انصدع وسقط.

[380]

الدعاء اليه بعده وبعد رسوله في كتابه فقال: ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون ثم اخبر عن هذه الامة وممن هى وانها من ذرية ابراهيم ومن ذرية اسمعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط، الذين وجبت لهم الدعوة دعوة ابراهيم واسمعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه: انه اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا الذين و صفناهم قبل هذا في صفة امة محمد صلى الله عليه وآله الذين عناهم الله تعالى في قوله ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى) يعنى اول من اتبعه على الايمان به والتصديق له، وبما جاء به من عندالله تعالى من الامة التى بعث فيها ومنها واليها قبل الخلق، ممن لم يشرك بالله قط، ولم يلبس ايمانه بظلم وهو الشرك.

317 - على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول ويسئل عن الامر بالمعروف والنهى عن المنكر: أواجب هو على الامة جميعا؟ فقال لا: فقيل له: ولم؟ قال: انما هو وعلى القوى المطاع، العالم بالمعروف من المنكر، لاعلى الضعيف الذى لايهتدى سبيلا إلى أى من أى، يقول من الحق إلى الباطل، والدليل على ذلك كتاب الله تعالى قوله: (ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) فهذا خاص غير عام كما قال الله تعالى: (ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون) ولم يقل على امة موسى ولا على كل قومه، وهم يومئذ امم مختلفة والامة واحدة فصاعدا كما قال سبحانه و تعالى: (ان ابراهيم كان امة قانتا لله) يقول: مطيعا لله تعالى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

318 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير) فهذه لآل محمد ومن تابعهم، يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

319 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: وانهوا عن المنكر وتناهوا عنه، فانما أمرتم بالنهى بعد التناهى.

[381]

320 - وفيه: لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، والناهين عن المنكر العاملين به.

321 - في كتاب الخصال عن يعقوب بن يزيد باسناده رفعه إلى ابى جعفر عليه السلام انه قال: الامر بالمعروف والنهى عن المنكر خلقان من خلق الله تعالى، فمن نصرهما أعزه الله، ومن خذلهما خذله الله تعالى.

322 - في روضة الكافى خطبة لاميرالمؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام: وعن يسار الوسيلة(1) عن يسار رسول الله صلى الله عليه وآله ظلمة يأتى منها النداء: يا اهل الموقف طوبى لمن أحب الوصى وآمن بالنبى الامى والذى له الملك الاعلى، لافاز احد ولانال الروح والجنة الا من لقى خالقه بالاخلاص لهما والاقتداء بنجومهما، فأيقنوا يا أهل ولاية الله ببياض وجوهكم، وشرف مقعدكم وكرم مآبكم، وبفوزكم اليوم على سرر متقابلين، ويا أهل الانحراف والصدود عن الله عز ذكره ورسوله و صراطه وأعلام الازمنة ايقنوا بسواد وجوهكم، وغضب ربكم جزاء‌ا بما كنتم تعملون.

323 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى سعيد الخدرى عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل يذكر فيه الوسيلة ومنزلة على عليه السلام يقول فيه صلى الله عليه وآله: فيأتى النداء من عندالله عزوجل يسمع النبيين وجميع الخلق: هذا حبيبى محمد، وهذا وليى على طوبى لمن احبه وويل لمن أبغضه وكذب عليه.

قال النبى صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: يا على فلا يبقى يؤمئذ في مشهد القيامة أحد يحبك الا استروح إلى هذا الكلام، وابيض وجهه وفرح قلبه، ولايبقى احمد ممن عاداك او نصب لك حربا او جحد لك حقا الا اسود وجهه، واضطربت قدماء.

324 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن صفوان بن يحيى عن ابى الجارود عن عمران بن هيثم عن مالك بن ضمرة عن أبى ذر (ره) قال: لما نزلت هذه الاية: يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال رسول الله صلى الله عليه وآله يرد على امتى يوم

___________________________________

(1) وقد ذكر (ع) وصف الوسيلة في تلك الخطبة الشريفة قبل هذا بسطور فراجع الروضة صفحة 24 ط طهران الحديثة ان شئت.

[382]

القيامة على خمس رايات: فراية مع عجل هذه الامة فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدى؟ فيقولون اما الاكبر فحرفناه وتبذناه وراء ظهورنا، واما الاصغر فعاديناه وابغضناه وظلمناه، فاقول: ردوا النار ظماء مظمئين، مسودة وجوهكم، ثم يرد على راية مع فرعون هذه الامة فاقول لهم: مافعلتم بالثقلين من بعدى؟ فيقولون: اما الاكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه، واما الاصغر فعاديناه وقاتلناه، فاقول ردوالنار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم ثم يرد على راية مع سامرى هذه الامة فاقول لهم ما فعلتم بالثقلين من بعدى فيقولون اما الاكبر فعصيناه وتركناه، واما الاصغر فخذلناه وضيعناه فأقول ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم ثم يرد على راية ذى الثدية(1) مع اول الخوارج وآخرهم فأسألهم مافعلتم بالثقلين من بعدى؟ فيقولون: اما الاكبر فمزقنا وبرينا منه، واما الاصغر فقاتلناه وقتلناه فأقول ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم.

ثم ترد على راية مع امام المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ووصى رسول رب العالمين فأقول لهم: ماذا فعلتم بالثقلين من بعدى فيقولون: اما الاكبر فاتبعناه واطعناه، واما الاصغر فاحييناه وواليناه ووازرناه ونصرناه حتى اهريقت فيهم دماؤنا فأقول ردوا إلى الجنة رواء مرويين مبيضة وجوهكم ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله: يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فاما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون واما الذين ابيضت وجوههم ففى رحمة الله هم فيها خالدون.

325 - في مجمع البيان: (وامالذين اسودت وجوههم) اختلف فيمن عنوابه على اقوال إلى قوله ورابعها انهم أهل البدع والاهواء من هذه الامة عن على عليه السلام.

326 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وقرأ الباقر عليه السلام انتم خير امة اخرجت للناس بالالف إلى آخر الاية نزل بها والاوصياء من ولده عليهم السلام.

327 - في تفسير على بن براهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابن سنان عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قرأت على ابيعبدالله عليه السلام (كنتم خير امة) فقال ابوعبدالله عليه السلام خير امة تقتلون أميرالمؤمنين والحسن والحسين ابنى على عليه السلام: فقال القارى: جعلت فداك

___________________________________

(1) ذوالثدية: لقب حرقوص بن زهير رئيس الخوارج.

[383]

كيف نزلت فقال: (كنتم(1) خير أئمة أخرجت للناس) الاترى مدح الله لهم (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)؟.

328 - في تفسير العياشى ابوبصير عنه قال: قال: انما انزلت هذه الاية على محمد صلى الله عليه وآله فيه وفى الاوصياء خاصة، فقال: كنتم خير ائمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) هكذا والله نزل بها جبرئيل وماعنى بها الامحمدا واوصياء‌ه صلوات الله عليهم.

329 - عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله: (كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) قال: يعنى الامة التى وجبت لهادعوة ابراهيم عليه السلام، فهم الامة التى بعث الله فيها ومنها، واليها، وهم الامة الوسطى، وهم خير امة اخرجت للناس.

330 - عن يونس بن عبدالرحمن عن عدة من أصحابنا رفعوه إلى ابى عبدالله عليه السلام في قوله: الا بحبل من الله وحبل من الناس قال الحبل من الله كتاب الله والحبل من الناس هو على بن أبى طالب عليه السلام.

331 - في اصول الكافى يونس عن ابن سنان عن اسحق بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام وتلاهذه الاية ذلك بانهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون قال: والله ماقتلوهم بأيديهم ولا ضربوهم باسيافهم ولكنهم سمعوا احاديثهم فاذا عوها، فاخذوا عليها فقتلوا فصار قتلا واعتداء‌ا ومعصية.

قال عز من قائل من اهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل.

332 - في كتاب الخصال عن سالم عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لاحسد في اثنين رجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل واطراف النهار، ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم آناء الليل وآناء النهار.

قال عزمن قائل: وما يفعلوا من خير فلن يكفروه.

___________________________________

(1) وفى بعض النسخ (أنتم) وكذا في الحديث الآتى عن تفسير العياشى.

[384]

333 - في كتاب علل الشرايع باسناده احمد بن أبى عبدالله البرقى باسناده يرفعه إلى ابى عبدالله عليه السلام انه قال: ان المؤمن مكفر وذلك ان معروفه يصعد إلى الله عزوجل ولاينتشر في الناس، والكافر مشهور وذلك ان معروفه للناس ينتشر في الناس ولايصعد إلى السماء.

334 - وباسناده إلى السكونى عن جعفر بن محمد عن ابيه عن آبائئه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يدالله عزوجل فوق رؤس المكفرين، ترفرف بالرحمة(1).

335 - اخبرنى على بن حاتم قال: حدثنا احمد بن محمد قال: حدثنا محمد بن اسمعيل قال حدثنى الحسين بن موسى عن ابيه عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عن على بن الحسين عن أبيه عن على بن أبيطالب عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله مكقرا لايشكر معروفه، ولقد كان معروفه على القرشى والعربى والعجمى، ومن كان أعظم معروفا من رسول الله صلى الله عليه وآله على هذا الخلق؟ وكذلك نحن اهل البيت مكفرون لايشكر معروفنا، وخيار المؤمنين مكفرون لايشكر معروفهم.

336 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: عضوا عليكم الا نامل من الغيظ قال: اطراف الاصابع قوله واذغدوت من اهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم فانه حدثنى ابى عن صفوان عن ابن مسكان عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سبب نزول هذه الاية ان قريشا خرجت من مكة يريدون حرب رسول الله فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله يبتغى موضعا للقتال.

337 - في مجمع البيان عن ابيعبدالله عليه السلام قال كان: سبب غزاة احدان قريشا لما رجعت من بدر إلى مكة وقد اصابهم ما اصابهم من القتل والاسر لانهم قتل منهم سبعون واسر سبعون، قال ابوسفيان: يا معشر قريش لاتدعوا نساء‌كم يبكين على قتلاكم، فان الدمعة اذا خرجت أذهبت بالحزن والعداوة لمحمد فلما غزوا رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد أذنوا لنسائهم بالبكاء والنوح، وخرجوا من مكة في ثلثة آلاف فارس وألفى راجل، واخرجوا معهم النساء، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك جمع أصحابه وحثهم

___________________________________

(1) رفرف الطائر: بسط جناحيه وحركهما.

[385]

على الجهاد فقال عبدالله ابن أبى: يا رسول الله لانخرج من المدينة حتى نقاتل في أزقتها(1) فيقاتل الرجل الضعيف والمرأة والعبد والامة على أفواه السكك على السطوح فما ارادها قوم قط فظفروا بنا ونحن في حصوننا ودروبنا، وما خرجنا على عدولنا قط الاكان الظفر لهم علينا، فقام سعد بن معاذ وغيره من الاوس فقالوا: يا رسول الله ما طمع فينا أحد من العرب ونحن مشركون نعبد الاصنام فكيف يظفرون بنا وأنت فينا؟ لا، حتى نخرج اليهم ونقاتلهم، فمن قتل منا كان شهيدا، ومن نجا منا كان مجاهدا في سبيل الله، فقبل رسول الله صلى الله عليه وآله رأيه وخرج مع نفر من أصحابه يتبوؤن موضع القتال كما قال سبحانه: (واذغدوت من أهلك) الآية وقعد عبدالله بن ابى وجماعة من الخزرج(2) اتبعوا رأيه، ووافت قريش إلى أحد، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله عبأ أصحابه وكانوا سبعمأة رجل، ووضع عبدالله بن جبير في خمسين من الرماة على باب الشعب وأشفق أن يأتى كمينهم من ذلك المكان فقال صلى الله عليه وآله: لعبد الله ابن جبير واصحابه: ان رأيتمونا قد هزمناهم حتى ادخلناهم مكة فلاتبرحوا من هذا المكان، وان رأيتموهم قدهزمونا حتى ادخلونا المدينة فلاتبرحوا والزموا مراكزكم، ووضع ابوسفيان خالد بن الوليد في مأتى فارس كمينا، وقال: اذا رايتمونا قد اختلطناه فاخرجوا عليهم من هذا الشعب حتى تكونوا وراهم وعبأ رسول الله صلى الله عليه وآله اصحابه ودفع الراية إلى اميرالمؤمنين عليه السلام، فحمل الانصار على مشركى قريش فانهزموا هزيمة قبيحة ووقع اصحاب رسول - الله صلى الله عليه وآله في سوادهم، وانحط خالد بن الوليد في مأتى فارس على عبدالله بن جبير فاستقبلوهم بالسهام، فرجع، ونظر اصحاب عبدالله بن جبير إلى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ينتهبون سواد القوم فقالوا لعبدالله بن جبير: قد غنم اصحابنا ونبقى نحن بلا غنيمة؟ فقال لهم عبدالله اتقوا الله فان رسول الله صلى الله عليه وآله قد تقدم الينا ان لانبرح فلم يقبلوا منه واقبلوا ينسل رجل فرجل حتى اخلوا مراكزهم وبقى عبدالله بن جبير في اثنى عشر رجلا، وكانت راية قريش مع طلحة بن أبى طلحة العبدرى من بنى عبد الدار فقتله على عليه السلام، فأخذ

___________________________________

(1) الزقة: الصكة.

وقيل: الطريق الضيق.

(2) وفى بعض النسخ (من الخروج) بدل (من الخزرج).

[386]

الراية ابوسعيد بن أبى طلحة فقتله على عليه السلام، وسقطت الراية فأخذها م‍؟ افع بن أبى طلحة فقتله حتى قتل تسعة نفر من بنى عبدالدار حتى صار لواؤهم إلى عبدلهم اسود يقال له صواب فانتهى اليه على عليه السلام فقطع يده فأخذ باليسرى فضرب يسراه فقطعها، فاعتنقها بالجذ - ماوين(1) إلى صدره، ثم التفت إلى أبى سفيان فقال: هل أعذرت في بنى عبدالدار؟ فضربه على عليه السلام على رأسه فقتله، فسقط اللواء فأخذتها عمرة بنت علقمة الكنانية فرفعتها، وانحط خالد بن الوليد على عبدالله بن جبير وقد فر أصحابه وبقى في نفر قليل فقتلهم على باب الشعب، ثم أتى المسلمين من أدبارهم ونظرت قريش في هزيمتها إلى الراية قد رفعت فلاذوا بها، وانهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله هزيمة عظيمة، فأقبلوا يصعدون في الجبال وفى كل وجه، فلما راى رسول الله صلى الله عليه وآله الهزيمة كشف البيضة عن رأسه وقال: إلى أنا رسول الله إلى اين تفرون عن الله وعن رسوله؟ وكانت هند بنت عتبة في وسط العسكر، فكلما انهزم رجل من قريش دفعت اليه ميل ومكحلة وقالت انما أنت امرأة فاكتحل بهذا وكان حمزة بن عبدالمطلب يحمل على القوم فاذا رأوه انهزموا ولم يثبت له احد، وكانت هند قد اعطت وحشيا عهدا لئن قتلت محمدا او عليا او حمزة لاعطينك كذا وكذا، وكان وحشى عبدا لجبير بن مطعم حبشيا، فقال وحشى: اما محمد فلا اقدر عليه، واما على فرايته حذرا كثير الا لتفات فلا مطمع فيه.

فكمن لحمزة قال: فرأيته يهد الناس هدا، فمربى فوطئ على جرف(2) نهر فسقط، فاخذت حربتى فهززتها ورميته بها، فوقعت في خاصرته وخرجت عن ثنته(3) فسقط فأتيته فشققت بطنه، فأخذت كبده وجئت به إلى هند، فقلت: هذه كبد حمزة فأخذتها في فمه فلاكتها(4) فجعلها الله في فمها مثل الداغصة وهى عظم راس الركبة، فلفظتها و رمت بها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فبعث الله ملكا فحمله ورده إلى موضعه، قال:

___________________________________

(1) تثنية جزماء، اى باليدين المقطوعتين.

(2) الجرف: الجانب الذى اكله الماء من حاشية النهر.

(3) الثنة: العانة.

(4) لاك الشئ: مضغها أهون المضغ وادارها في فعه.

[387]

فجاء‌ت اليه فقطعت مذاكيره وقطعت اذنيه وقطعت يده ورجله، ولم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وآله الا ابود جانة سماك بن خرشة وعلى، فكلما حملت طائفة على رسول الله استقبلهم على عليه السلام فدفعهم عنه، حتى انقطع سيفه فدفع اليه رسول الله صلى الله عليه وآله سيفه ذوالفقار وانحاز(1) رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ناحية احد، فوقف وكان القتال من وجه واحد، فلم يزل على عليه السلام يقاتلهم حتى اصابه في وجهه وراسه ويديه وبطنه ورجليه سبعون جراحة، كذا اورده على بن ابراهيم في تفسيره (انتهى).

338 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: (ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة) قال أبوعبدالله عليه السلام: ما كانوا أذلة وفيهم رسول الله صلى الله عليه وآله، وانما نزل: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء).

339 - في تفسير العياشى عن أبى بصير قال: قرأت عند أبى عبدالله عليه السلام: (ولقد نصركم الله ببدر وأتتم أذلة) فقال: مه، ليس هكذا أنزلها الله انما نزلت: (وأنتم قليل).

340 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى خالد الكابلى عن سيد العابدين على بن الحسين عليهما السلام قال: المفقودون عن فرشهم ثلثمائة وثلثة عشر رجلا عدة أهل بدر.

341 - وباسناده إلى أبى بصير قال: سأل رجل من أهل الكوفة ابا عبدالله عليه السلام: كم يخرج مع القائم عليه السلام فانهم يقولون: انه يخرج معه مثل اهل بدر ثلثمائة وثلثة عشر رجلا؟ قال: ما يخرج الا في اولى قوة، وما يكون اولوا القوة اقل من عشرة آلاف.

342 - وباسناده عن المفضل بن عمر قال: قال الصادق عليه السلام: كأنى انظر إلى القائم عليه السلام على منبر الكوفة وحوله اصحابه ثلثمائة وثلثة عشر رجلا عدة اهل بدر.

343 - وباسناده إلى ابان بن تغلب عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه القائم عليه السلام، وفيه فاذا نشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله انحط عليه ثلثة عشر الف ملك وثلثة عشر ملكا ينظرون القائم عليه السلام، وهم الذين كانوا مع نوح (ع) في السفينة، واربعة آلاف مسومين ومردفين وثلثمائة وثلثة عشر ملكا يوم بدر.

___________________________________

(1) انحاز اليه: مال.

[388]

344 - في تفسير العياشى عن اسمعيل بن همام عن ابى الحسن (ع) في قول الله (مسومين) قال العمايم اعتم رسول الله صلى الله عليه وآله فسدلها من بين يديه ومن خلفه.

345 - عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: كانت على الملئكة العمائم البيض المرسلة يوم بدر.

346 - عن ضريس بن عبدالملك عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الملئكة الذين نصروا محمدا صلى الله عليه وآله يوم بدر في الارض ماصعدوا بعد، ولايصعدون حتى ينصروا صاحب هذا الامر.

وهم خمسة آلاف.

347 - عن جابر الجعفى قال: قرأت عند ابى جعفر (ع) قول الله: ليس لك من الامر شئ قال: بلى والله، ان له من الامر شيئا وشيئا، وليس حيث ذهبت، ولكن اخبرك ان الله تبارك وتعالى لما امر نبيه عليه السلام ان يظهر ولاية على عليه السلام فكرفى عداوة قومه و معرفته بهم، وذلك الذى فضله الله به عليهم في جميع خصاله، كان اول من آمن برسول الله صلى الله عليه وآله وبمن أرسله، وكان انصر الناس له ولرسوله، واقتلهم لعدوهما و اشدهم بغضا لمن خالفهما، وفضل علمه الذى لم يساوه احد، ومناقبه التى لايحصى شرفا، فلما فكر النبى صلى الله عليه وآله في عداوة قومه له في هذه الخصال، وحسدهم له عليها ضاق من ذلك فأخبرالله انه ليس له من هذا الامر شئ، انما الامر فيه إلى الله ان يصير عليا (ع) وصيه وولى الامر بعهده، فهذا عنى الله.

348 - عن جابر قال: قلت لابى جعفر عليه السلام: قوله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس لك من الامر شئ) فسره لى، قال فقال: يا جابر(1) ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان حريصا على ان يكون على عليه السلام من بعده على الناس وكان عندالله خلاف ما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله قال: قلت فلما معنى ذلك؟ قال: نعم عنى بذلك قول الله لرسوله صلى الله عليه وآله، ليس لك من الامر شئ يا محمد في على، الامر إلى في على عليه السلام وفى غيره الم أتل عليك يا محمد فيما أنزلت من كتابى اليك، (الم احسب الناس أن يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لايفتنون)

___________________________________

(1) وفى المصدر زيادة وهى: (فقال ابوجعفر (ع): لشى قال الله ولشئ اراده الله يا جابر..).

[389]

إلى قوله: (فليعلمن) قال: فوض رسول الله صلى الله عليه وآله الامر اليه.

349 - عن الجرمى عن ابى جعفر عليه السلام انه قرء (ليس لك من الامر شئ أن تتوب عليهم او تعذبهم فانهم ظالمون).

350 - في مجمع البيان: (يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) قيل.

انما ابهم الله الامر في التعذيب و المغفرة ليقف المكلف بين الخوف والرجاء، ويلتفت إلى هذا لقول الصادق عليه السلام.لووزن رجاء المؤمن وخوفه لاعتدلا.

351 - وفيه لاتاكلوا الربوا اضعافا مضاعفة ووجه تحريم الربا هو المصلحة التى علمها الله وذكر فيه وجوه.

منها أن يدعو إلى مكارم الاخلاق بالاقراض، وانظار المعسر من غير زيادة وهو المروى عن ابى بدالله عليه السلام.

352 - في تفسير العياشى عن داود بن سرحان عن رجل عن ابيعبد الله عليه السلام في قول الله: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض قال: اذا وضعوها كذا وبسط يديه احديهما مع الاخرى.

353 - في كتاب الخصال فيما علم أميرالمؤمنين عليه السلام أصحابه مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين) فانكم لن تنالوها الا بالتقوى.

354 - في مجمع البيان (وسارعوا إلى مغفرة) واختلف في ذلك فقيل: سارعوا إلى أداء الفرايض عن على بن أبيطالب عليه السلام.

355 - وفيه ويسأل: فيقال: اذا كانت الجنة عرضها السموات والارض فأين يكون النار؟ وجوابه انه روى ان النبى صلى الله عليه وآله سئل عن ذلك فقال: سبحان الله اذا جاء النهار فأين الليل؟ وهذه معارضة فيها اسقاط المسألة، لان القادر على أن يذهب بالليل حيث يشاء قادر على أن يخلق النار حيث يشاء.

356 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن مالك بن حصين السكونى قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ما من عبد كظم غيظا الازاده الله عزوجل عزا في الدنيا والاخرة، وقد قال الله عزوجل: والكاظمين الغيظ والعافين

[390]

عن الناس والله يحب المحسنين وأثابه الله مكان غيظه ذلك.

357 - عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل بن مهران عن سيف بن عميرة قال: حدثنى من سمع أبا عبدالله عليه السلام يقول: من كظم غيظا ولوشاء ان يمضيه امضاه ملاء الله قلبه يوم القيامة رضاه.

358 - في كتاب الخصال عن ابيعبدالله عليه السلام قال: ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصال الايمان، من صبر على الظلم وكظم غيظه واحتسب وعفى وغفر كان ممن يدخله الله تعالى الجنة بغير حساب، ويشفعه مثل ربيعة ومضر.

359 - عن زرارة قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: انا اهل بيت مروتنا العفو عمن ظلمنا.

360 عن ابى حمزة الثمالى عن على بن الحسين عليهما السلام قال: ماتجرعت جرعة احب إلى من جرعة غيظة لا اكافى بها صاحبها.

361 - في مجمع البيان (والعافين عن الناس) روى ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ان هؤلاء في امتى قليل الامن عصمه الله، وقد كانوا كثيرا في الامم الماضية.

362 - وروى ان جارية لعلى بن الحسين جعلت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلوة، فسقط الا بريق من يدها فشجه، فرفع رأسه اليها فقالت له الجارية: ان الله تعالى يقول: (والكاظمين الغيظ) فقال لها: قد كظمت غيظى.

قالت: (والعافين عن الناس) قال: قد عفى الله عنك، قالت (والله يحب المحسنين) قال: اذهبى فانت حرة لوجه الله.

363 - في تفسير العياشى عن أبى عمرو الزبيرى عن أبيعبدالله عليه السلام قال: رحم الله عبدا لم يرض من نفسه أن يكون ابليس نظيرا له في دينه، وفى كتاب الله نجاة من الردى، وبصيرة من العمى، ودليل إلى الهدى وشفا لما في الصدور فيما أمركم الله به من الاستغفار مع التوبة، قال الله: والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون وقال: (ومن يعمل سوء‌ا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجدالله

[391]

غفورا رحيما) فهذا ما أمرالله به من الاستغفار واشترط معه بالتوبة والاقلاع عما حرم الله، فانه يقول، (اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) فهذه الآية تدل على ان الاستغفار لايرفعه إلى الله الا العمل الصالح والتوبة.

364 - في امالى الصدوق باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: لما نزلت هذه الآية: (واذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) صعد ابليس جبلا بمكة يقال له ثور، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا اليه فقالوا، يا سيدنا لم دعوتنا؟ قال، نزلت هذه الآية فمن لها؟ فقال عفريت من الشياطين فقال، أنا لها بكذا وكذا، قال، لست لها فقام آخر، فقال مثل ذلك، فقال، لست لها، فقال الوسواس الخناس، انا لها، قال، بماذا؟ قال، أعدهم وامنيهم حتى يواقعوا الخطيئة، فاذا واقعوا الخطيئة انسيتهم الاستغفار، فقال، انت لها، فوكله بها إلى يوم القيامة.

365 - حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحق (ره) قال.

حدثنا احمد بن محمد الهمدانى قال، اخبرنا احمد بن صالح بن سعد التميمى، قال، حدثنا موسى بن داود قال، حدثنا الوليد بن هشام قال، حدثنا هشام بن حسان عن الحسن بن ابى الحسن البصرى عن عبدالرحمن بن غنم الدوسى قال، دخل مماذبن جبل على رسول الله صلى الله عليه وآله باكيا فسلم فرد عليه السلام ثم قال، ما يبكيك يا معاذ؟ فقال، يا رسول الله ان بالباب شابا طرى الجسد، نقى اللون، حسن الصورة، يبكى على شبابه بكاء الثكلى على ولدها يريد الدخول عليك، فقال النبى صلى الله عليه وآله، أدخل على الشباب يا معاذ، فأدخله عليه فسلم فرد عليه السلام ثم قال: ما يبكيك ياشاب؟ قال، كيف لاأبكى وقدركبت ذنوبا ان أخذنى الله عزوجل ببعضها أدخلنى نار جهنم، ولا أرانى الا سيأخذنى بها ولايغفر لى أبدا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هل أشركت بالله شيئا؟ قال أعوذ بالله ان أشرك بربى شيئا، قال: أقتلت النفس التى حرم الله؟ قال لا، فقال النبى صلى الله عليه وآله: يغفر الله لك ذنوبك وان كانت مثل الجبال الرواسى، قال الشاب: فانها اعظم من الجبال الرواسى، فقال النبى صلى الله عليه وآله: يغفرالله لك ذنوبك وان كانت مثل الارضين السبع وبحارها ورمالها و

[392]

أشجارها وما فيها من الخلق قال: فانها اعظم من الارضين السبع وبحارها ورمالها واشجارها وما فيها من الخلق، فقال النبى صلى الله عليه وآله، يغفرالله لك ذنوبك وان كانت مثل السموات ونجومها ومثل العرش والكرسى، قال: فانها أعظم من ذلك، قال: فنظر النبى صلى الله عليه وآله اليه كهيئة الغضبان ثم قال: ويحك ياشاب ذنوبك اعظم أم ربك فخر الشاب لوجهه وهو يقول: سبحان ربى ماشئ اعظم من ربى، ربى اعظم يانبى الله من كل عظيم، فقال النبى صلى الله عليه وآله: فهل يغفر لك الذنب العظيم الا الرب العظيم؟ فقال الشاب: لا والله يا رسول الله، ثم سكت الشاب فقال له النبى صلى الله عليه وآله: ويحك ياشاب الاتخبرنى بذنب واحد من ذنوبك، قال: بلى اخبرك انى كنت انبش القبور سبع سنين، اخرج الاموات وأنزع الاكفان، فماتت جارية من بعض بنات الانصار فلما حملت إلى قبرها ودفنت وانصرفت عنها أهلها وجن عليهم الليل أتيت قبرها فنبشتها، ثم استخرجتها ونزعت ما كان عليها من اكفانها وتركتها مجردة على شفير قبرها، ومضيت منصرفا، فأتانى الشيطان فأقبل يزينها لى ويقول اما ترى بطنها وبياضها؟ أما ترى وركيها؟ فلم يزل يقول لى هذا حتى رجعت اليها ولم املك نفسى حتى جامعتها وتركتها مكانها، فاذا انا بصوت من ورائى يقول ياشاب ويل لك من ديان يوم الدين يوم يقفنى واياك كما تركتنى عريانة في عساكر الموتى، ونزعتنى من حفرتى، وسلبتنى اكفانى وتركتنى اقوم جنبة إلى حسابى فويل لشبابك من النار، فما اظن انى اشم ريح الجنة ابدا فما ترى لى يا رسول الله؟ فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم تنح عنى يا فاسق انى اخاف احترق بنارك، فما اقربك من النارثم لم يزل عليه السلام يقول ويشير اليه حتى امعن من بين يديه فذهب فأتى المدينة فتزود منها ثم اتى بعض جبالها فتعبد فيها ولبس مسحا وغل يديه جميعا إلى عنقه ونادى يارب هذا عبدك بهلول بين يديك مغلول، يارب انت الذى تعرفنى وزل منى ماتعلم، ياسيدى يارب انى اصبحت من النادمين واتيت نبيك تائبا فطردنى وزادنى خوفا، فاسئلك باسمك وجلالك وعظمة سلطانك ان لاتخيب رجائى سيدى، ولاتبطل دعائى ولاتقنطنى من رحمتك، فلم يزل يقول ذلك اربعين يوما وليلة تبكى له السباع والوحوش، فلما تمت له اربعون يوما وليلة، رفع يديه إلى السماء

[393]

وقال اللهم مافعلت في حاجتى ان كنت استجبت دعائى وغفرت خطيئتى فأوح إلى نبيك وان لم تستجب لى دعائى ولم تغفرلى خطيئتى واردت عقوبتى فعجل بنار تحرقنى او عقوبة في الدنيا تهلكنى وخلصنى من فضيحة يوم القيامة فانزل الله تبارك وتعالى على نبيه صلى الله عليه وآله (والذين اذافعلوا فاحشة) يعنى الزناد (او ظلموا انفسهم) يعنى ارتكاب ذنب اعظم من الزنا وهو نبش القبور واخذ الاكفان (ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) يقول خافوا الله فعجلوا التوبة (ومن يغفر الذنوب الا الله) يقول عزوجل اتاك عبدى يامحمد تائبا فطردته فأين يذهب، والى من يقصد، ومن يسأل ان يغفر له ذنبا غيرى؟ ثم قال عزوجل (ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون) يقول.

لم يقيموا على الزنا ونبش القبور واخذ الاكفان (اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين) فلما نزلت هذه الاية على رسول الله صلى الله عليه وآله خرج وهو يتلوها ويتبسم، فقال لاصحابه: من يدلنى على ذلك الشاب التائب؟ فقال معاذ، يا رسول الله بلغنا انه في موضع كذا وكذا، فمضى رسول الله صلى الله عليه وآله بأصحابه حتى انتهوا إلى ذلك الجبل فصعدوا اليه يطلبون الشاب، فاذاهم بالشاب قائم بين صخرتين مغلولة يداه إلى عنقه.

قد اسود وجهه وتساقط اشفار عينيه من البكاء، وهو يقول، سيدى قد أحسنت خلقى وأحسنت صورتى فليت شعرى ماذا تريد بى.، افى النار تحرقنى او في جوارك تسكننى؟ اللهم انك قد اكثرت الاحسان إلى فأنعمت على، فليت شعرى ماذا يكون آخر امرى؟ إلى الجنة تزفنى ام إلى النار تسوقنى؟ اللهم ان خطيئتى اعظم من السموات والارض ومن كرسيك الواسع وعرشك العظيم، فليت شعرى تغفر خطيئتى ام تفضحنى بها يوم القيامة، فلم يزل يقول نحو هذا وهو يبكى ويحثو التراب على راسه وقد أحاطت به السباع وصفت فوقه الطير وهم يبكون لبكائه، فدنا رسول الله صلى الله عليه وآله فأطلق يديه من عنقه، ونفض التراب عن راسه وقال يا بهلول: ابشر فانك عتيق الله من النار، ثم قال عليه السلام لاصحابه هكذا تداركوا الذنوب كما تداركها بهلول ثم تلا صلى الله عليه وآله ما انزل الله عزوجل فيه، وبشره بالجنة.

[394]

366 - في اصول الكافى ابوعلى الاشعرى عن محمد بن سالم عن احمد بن التضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابيجعفر عليه السلام في قول الله عزوجل (ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون) قال الاصرار ان يذنب الذنب فلا يستغفر الله، ولايحدث نفسه بتوبة فذلك الاصرار.

367 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن منصور بن يونس عن ابى بصير قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول لاوالله لايقبل الله شيئا من طاعته على الاصرار على شئ من معاصيه.

368 - عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عبدالله بن محمد النهيكى عن عمار ابن مروان القندى عن عبدالله بن سنان عن ابيعبدالله عليه السلام قال: لاصغيرة مع الاصرار، ولاكبيرة مع الاستغفار.

369 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن معاوية بن عمار قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: انه والله ماخرج عبد من ذنب باصرار، وما خرج عبد من ذنب الاباقرار.

370 - محمد بن يحيى عن على بن الحسين الدقاق عن عبدالله بن محمد عن احمد بن عمر عن زيد القتات عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: مامن عبداذنب ذنبا فندم عليه الاغفر الله له قبل ان يستغفر، وما من عبدا نعم الله عليه نعمة فعرف أنها من عندالله الاغفر الله له قبل أن يحمده.

371 - في روضة الكافى باسناده إلى أبيعبدالله عليه السلام قال: اياكم والاصرار على شئ مما حرم الله في ظهر القرآن وبطنه، وقد قال: (ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون) إلى هنا رواية قاسم بن الربيع، يعنى المؤمنين قبلكم اذا نسوا شيئا مما اشترط الله في كتابه عرفوا انهم قد عصوا في تركهم ذلك الشئ فاستغفروا ولم يعودوا إلى تركه، فذلك معنى قول الله: (ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

372 - في مجمع البيان وقد روى عن النبى صلى الله عليه وآله انه قال: لاصغير مع الاصرار،

[395]

ولاكبيرة مع الاستغفار.

373 - في تفسير على بن ابراهيم ان النبى صلى الله عليه وآله لما رجع من أحد فلما دخل المدينة نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ان الله يأمرك ان تخرج في اثر القوم ولايخرج معك الامن به جراحة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله مناديا ينادى: يا معشر المهاجرين والانصار من كانت له جراحة فليخرج، ومن لم يكن به جراحة فليقم فأقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداوونها فانزل الله على نبيه (ولاتهنوا في ابتغاء القوم ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالايرجون) وقال عزوجل: ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء فخرجوا على مابهم من الالم والجراح.

374 - في تفسير العياشى عن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام(1) في قول الله: (تلك الايام نداولها بين الناس) قال مازال منذ خلق الله آدم دولة لله ودولة لابليس، فأين دولة الله أما هو الا قائم واحد.

375 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان على بن أبيطالب عليه السلام امام امتى وخليفتى عليها من بعدى، ومن ولده القائم المنتظر الذى يملاء الله به الارض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، والذى بعثنى بالحق بشيرا ونذيرا ان الثابتين على القول به في زمان غيبته لاعزمن الكبريت الاحمر، فقام اليه جابر بن عبدالله الانصارى فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: اى وربى وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين يا جابر ان هذا الامر من الله، وسر من سر الله، مطوى عن عبادالله، فاياك والشك فيه، فان الشك في أمرالله عزوجل كفر.

376 - في تفسير العياشى عن داود الرقى قال سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الله: ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم قال: ان الله هو اعلم بما هو مكونه قبل أن يكونه وهم ذر، وعلم من يجاهد ممن لايجاهد، كما علم انه

___________________________________

(1) وفى نسخة (عن زرارة عن أبى جعفر (ع) "

[396]

يميت خلقه قبل أن يميتهم، ولم يرهم موتهم وهم أحياء.

377 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر (ع) في قوله: ولقد كنتم تمنون الموت الاية فان المؤمنين لما أخبرهم الله بالذى فعل بشهدائهم يوم بدر ومنازلهم من الجنة، رغبوا في ذلك فقالوا اللهم أرنا قتالا نستشهد فيه، فأراهم الله اياه يوم أحد، فلم يثبتوا الامن شاء الله منهم، فذلك قوله (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل) الاية.

378 - في اصول الكافى باسناده إلى أبى عبدالله (ع) عن على بن الحسين عليهما السلام حديث طويل وفيه ثم قال في بعض كتابه (واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) في انا انزلناه في ليلة القدر.

وقال في بعض كتابه وما محمد الا رسول قدخلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرالله شيئا وسيجزى الله الشاكرين يقول في الاية الاولى ان محمدا حين يموت يقول اهل الخلاف لامرالله عزوجل مضت ليلة القدر مع رسول الله صلى الله عليه وآله، فهذه فتنة أصابتهم خاصة، وبها ارتدوا على أعقابهم لانهم ان قالوا لم تذهب، فلابد أن يكون لله عزوجل فيها امر، واذا أقروا بالامر لم يكن له من صاحب بد.

379 - في تفسير على بن ابراهيم في قصة أحد وقتل من قتل وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله على القتلى فصلى عليهم ودفنهم في مضاجعهم: وكبر على حمزة سبعين مرة تكبيرة، قال: وصاح ابليس بالمدينة: قتل محمد صلى الله عليه وآله، فلم يبق أحد من نساء المهاجرين الاخرج وخرجت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله تعدو على فدميها حتى وافت رسول الله صلى الله عليه وآله، وقعدت بين يديه، فكان اذا بكى رسول الله بكت، واذا انتحب انتحبت(1).

380 - في روضة الكافى حنان عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان الناس أهل ردة بعد النبى صلى الله عليه وآله الاثلثة، فقلت ومن الثلثة؟ فقال: المقداد بن الاسود، وأبوذر الغفارى، وسلمان الفارسى رحمة الله عليهم وبركاته، اثم عرف اناس بعد يسير، وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا، وأبوا ان يبايعوا حتى جاؤا بأميرالمؤمنين عليه السلام

___________________________________

(1) انتحب: تنفس شديدا.

[397]

مكرها فبايع، وذلك قول الله عزوجل: (وما محمد الا رسول قدخلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرالله شيئا وسيجزى الله الشاكرين.

381 - ابن محبوب عن عمرو بن ابى المقدام عن ابيه قال قلت لابى جعفر عليه السلام ان العامة يزعمون ان بيعة ابى بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا لله عز ذكره وما كان الله ليفتن امة محمد صلى الله عليه وآله من بعده؟ فقال ابوجعفر عليه السلام أوما يقرأون كتاب الله او ليس الله يقول: (وما محمد الا رسول قدخلت من قبله الرسل افان مات اوقتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرالله شيئا وسيجزى الله الشاكرين)؟ قال فقلت له: انهم يفسرون على وجه آخر، فقال: او ليس قد اخبرالله عزوجل عن الذين من قبلهم من الامم انهم قد اختلفوا من بعد ما جائتهم البينات، حيث قال: (وآتينا عيسى بن مريم البينات وايدناه بروح القدس ولوشاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعدما جاء‌تهم البينات ولكلن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولوشاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل مايريد)؟ وفى هذا مايستدل به على ان اصحاب محمد صلى الله عليه وآله قد اختلفوا من بعده فمنهم من آمن ومنهم من كفر.

382 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن الحسين بن ابى العلا الخفاف عن ابى عبدالله عليه السلام قال لما انهزم الناس يوم احد عن النبى صلى الله عليه وآله انصرف اليهم بوجهه وهو يقول: انا محمد، انا رسول الله لم اقتل ولم امت، فالتفت اليه فلان وفلان، فقالا: الان يسخربنا ايضا وقد هزمنا، وبقى معه على عليه السلام وسماك خرشة ابود جانة (ره) فدعاه النبى صلى الله عليه وآله فقال: يا ابادجانة انصرف وانت في حل من بيعتك، فاما على فهوانا وانا هو، فتحول وجلس بين يدى النبى صلى الله عليه وآله وبكى فقال: لاوالله ورفع رأسه إلى السماء وقال: لا والله لاجعلت نفسى في حل من بيعتى انى بايعتك فالى من انصرف يا رسول الله؟ إلى زوجة تموت، او ولد يموت، اودار تخرب او مال يفنى واجل قد اقترب؟ فرق له النبى صلى الله عليه وآله فلم يزل يقاتل حتى اثخنته الجراحة(1)

___________________________________

(1) اثخنته الجراحة: أوهنته وضعفته.

[398]

وهو في وجه، وعلى عليه السلام في وجه، فلما اسقط احتمله على عليه السلام فجاء به إلى النبى صلى الله عليه وآله فوضعه عنده، فقال: يا رسول الله أوفيت ببيعتى؟ قال نعم، وقال له النبى صلى الله عليه وآله خيرا، وكان الناس يحملون على النبى صلى الله عليه وآله الميمنة ويكشفهم على عليه السلام فاذا كشفهم اقبلت الميسرة إلى النبى صلى الله عليه وآله فلم يزل كذلك حتى تقطع سيفه بثلث قطع، فجاء إلى النبى صلى الله عليه وآله فطرحه بين يديه وقال هذا سيفى قد تقطع به، فيومئذ اعطاه النبى صلى الله عليه وآله ذاالفقار، ولما رأى النبى صلى الله عليه وآله اختلاج ساقيه من كثرة القتال رفع راسه إلى السماء وهو يبكى وقال يارب وعدتنى ان تظهر دينك وان شئت لم يعيك، فأقبل على عليه السلام إلى النبى صلى الله عليه وآله فقال يارسول الله اسمع دويا شديدا واسمع: اقدم حيزوم وما أهم اضرب احدا الاسقط ميتا قبل ان اضربه، فقال هذا جبرئيل عليه السلام وميكائيل واسرافيل في الملئكة ثم جاء‌ه جبرئيل عليه السلام فوقف إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا محمد ان هذه لهى المواساة، فقال: ان عليا منى وانا منه، فقال جبرئيل عليه السلام وانا منكما، ثم انهزم الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام ياعلى امض بسيفك حتى تعارضهم، فان رايتهم قد ركبوا القلاص(1) وجنبوا الخيل، فانهم يريدون مكة، وان رايتهم قد ركبوا الخيل ويجنبون القلاص فانهم يريدون المدينة: فأتاهم على عليه السلام فكانوا على القلاص، فقال ابوسفيان لعلى عليه السلام يا على ما تريد هو ذا نحن ذاهبون إلى مكة، فانصرف إلى صاحبك، فاتبعهم جبرئيل عليه السلام فكلما سمعوا وقع حوافر فرسه جدوا في السير، وكان يتلوهم فاذا ارتحلوا قال: هوذا عسكر محمد قد اقبل، فدخل ابوسفيان مكة فأخبرهم الخبر، وجاء الرعاة والحطابون فدخلوا مكة فقالوا راينا عسكر محمد كلما ارتحل ابوسفيان نزلوا يقدمهم فارس على فرس اشقر يطلب آثارهم، فأقبل اهل مكة على ابى سفيان يوبخونه، ورحل النبى صلى الله عليه وآله والراية مع على عليه السلام وهو بين يديه: فلما ان اشرف بالراية من العقبة ورآه الناس نادى على عليه السلام: ايها الناس هذا محمد لم يمت ولم يقتل، فقال صاحب الكلام الذى قال الان يسخربنا وقد هزمنا، هذا على والراية بيده حتى هجم عليهم على عليه السلام ونساء الانصار في أفنيتهم على أبواب دورهم، وخرج الرجال

___________________________________

(1) القلاص جمع القلوص: الناقة الشابة.

 

[399]

اليه يلوذون به ويتوبون اليه، والنساء نساء الانصار قد خدشن الوجوه ونشرن الشعور، وجززن النواصى، وخرقن الجيوب، وحرضن البطون على النبى صلى الله عليه وآله فلما رأينه قال لهن خيرا وأمرهن أن يستترن ويدخلن منازلهن، وقال.

ان الله عزوجل وعدنى ان يظهر دينه على الاديان كلها، وأنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله.

وما محمد الا رسول قدخلت من قبله الرسل أفان مات اوقتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرالله شيئا) الاية.

383 - على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: وقال لا عداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب و الانكار (قل ما أسئلكم عليه من أجروما أنا من المتكلفين) يقول: متكلفا ان أسئلكم مالستم بأهله، فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض: اما يكفى محمدا ان يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد ان يحمل اهلبيته على رقابنا، فقالوا: ما انزل الله هذا وما هو الا شئ ينفق به، يريد ان يحمل اهلبيته على رقابنا، ولئن قتل محمد أومات لننزعنها من أهل بيته، ثم لانعيدها فيهم ابدا.

384 - في روضة الكافى خطبة مسندة لاميرالمؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام: حتى اذا دعى الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وآله ورفعه اليه لم يك ذلك بعده الاكلمحة من خفقة او وميض من برقة(1) إلى ان رجعوا على الاعقاب وانتكصوا على الادبار، وطلبوا بالاوتار، واظهروا الكتائب وردموا الباب وفلوا الدار(2) وغيروا آثار الرسول صلى الله عليه وآله، ورغبوا عن احكامه، وبعدوا من انواره، واستبدلوا بمستخلفه بديلا اتخذوه وكانوا ظالمين، وزعموا ان من اختاروا من آل ابى قحافة اولى بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله ممن اختاره الرسول عليه وآله السلام لمقامه، وان مهاجر آل ابى قحافة

___________________________________

(1) الخفقة.

النعاس.

والوميض: اللمع الخفى.

(2) الردم: السدم.

و (فلوا) بالفاء اى كسروا (قال المجلسى (ره): ولعله كناية عن السعى في تزلزل بنيانهم، وبذل الجهد في خذلانهم، وفى بعض النسخ (وقلوا) بالقاف اى أبغضوا داره وأظهروا عداوة البيت.

[400]

خيرمن المهاجرى الانصارى الربانى ناموس هاشم بن عبد مناف.

385 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) باسناده قال على عليه السلام في خطبة له: ان الله ذا الجلال والاكرام لما خلق الخلق، واختار خيرة من خلقه، واصطفى صفوة من عباده، وارسل رسولا منهم، وانزل عليه كتابه، وشرع له دينه وفرض فرايضه، فكانت الجملة قول الله جل ذكره حيث امر فقال: (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) فهو لنا اهل البيت خاصة دون غيرنا، فانقلبتم على اعقابكم، وارتددتم ونقضتم الامر ونكثتم العهد ولم يضروا الله شيئا.

386 - وباسناده إلى الامام محمد بن على الباقر عليهما السلام عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها: معاشر الناس انذركم انى رسول الله اليكم قد خلت من قبلى الرسل، أفان مت اوقتلت انقلبتم على اعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين الا وان عليا هو الموصوف بالصبر والشكر، ثم من بعده ولدى من صلبه.

487 - وروى عبدالله بن الحسن باسناده عن آبائه عليهم السلام انه لما جمع أبوبكر على منع فاطمة فدك وبلغها ذلك جاء‌ت اليه، وقالت: أتقولون مات محمد صلى الله عليه وآله، فخطب جليل استوثق منه فتقه، وانفتق رتقه(1) واظلمت الارض لغيبته.

وكسفت النجوم لمصيبته.

واكدت الامال(2) وخشعت الجبال واضيع الحريم وازيلت الحرمة(3) عند مماته فتلك والله النازلة الكبرى والمصيبة العظماء.

لامثلها نازلة ولاباثقة(4) عاجلة اعلن بها كتاب الله جل ثناؤه في افنيتكم(5) في ممساكم

___________________________________

(1) وفى رواية الاربلى في كشف الغمة) فخطب جليل استوسع وهيه واستنهر فتقه..)

والفتق: الشق.

والرتق: ضده وانفتق اى انشق.

(2) اكدى فلان اى بخل.اوقل خيره.

(3) وفى كشف الغمة وغيره (وأديلت الحرمة) وهو من الادالة بمعنى الغلبة.

(3) الهائقة: الداهية.

(5) الافنية جمع الفناء: ساحة الدار.

[401]

ومصبحكم يهتف في افنيتكم هتافا(1) وصارخا وتلاوة والحانا، ولقبله ماحل بأنبياء الله ورسله حكم فصل وقضاء حتم وما محمد الا رسول قدخلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرالله شيئا وسيجزى الله الشاكرين ايها بنى قيلة اهضم تراث ابيه وانتم بمرئ منى ومسمع ومنتدأ(2) ومجمع، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

388 - وعن اميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وليس كل من أقرايضا من أهل القبلة بالشهادتين كان مؤمنا، ان المنافقين كانوا يشهدون أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، ويدفعون أهل رسول الله صلى الله عليه وآله بماعهده به من دين الله وعزايمه وبراهين نبوته إلى وصيه ويضمرون من الكراهية لذلك والنقض لما أبرمه منه عند امكان الامر لهم فيه بماقد بينه الله لنبيه صلى الله عليه وآله بقوله: (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات اوقتل انقلبتم على اعقابكم).

389 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس ان عليا عليه السلام كان يقول في حيوة رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله عزوجل يقول: (وما محمد الارسول قدخلت من قبله الرسل أفان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم) والله لاننقلب على أعقابنا بعد اذ هدانا الله، والله لئن مات أوقتل لاقاتلن على ماقاتل عليه حتى اموت، والله انى لاخوه وابن عمه ووارثه فمن أحق به منى؟.

390 - في تفسير العياشى عن عبدالصمد بن بشير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: تدرون مات النبى صلى الله عليه وآله اوقتل؟ ان الله يقول: (أفان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم) فبسم قبل الموت انهما سقتاه(3) فقلنا: انهما وابوهما شر من خلق الله.

___________________________________

(1) الهتاف: الصراخ، وفى بعض النسخ (هتافا وصراخا) وهو الظاهر المناسب للسياق.

(2) بنو قيلة: الاوس والخزرج، قال الجزرى: (قيلة) اسم ام قديمة وهى قيلة بنت كاهل.

والهضم الكسر، والهاء في أبيه للتسكت.

المنتدى: المجلس.

(3) وفى البحار (سمتاه) مكان (سقتاه) ومرجع الضمير كما قال الفيص (ره) الامرئتان.

[402]

391 - عن منصور بن الوليد الصيقل انه سمع ابا عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام قرا وكاين من نبى قتل معه ربيون كثيرا قال الوف والوف ثم قال اى والله يقتلون.

392 - في مجمع البيان (قاتل معه ربيون) وقيل في ربيون اقوال إلى قوله ورابعها ان الربيون عشرة آلاف عن الزجاج وهو المروى عن ابى جعفر عليه السلام، (فما وهنوا) بين الله سبحانه انه لو كان قتل النبى صلى الله عليه وآله كما أرجف بذلك يوم أحد لما اوجب ذلك ان تضعفوا وتهنوا، كما لم يهن من كان مع الانبياء بقتلهم وهو المروى عن ابى جعفر عليه السلام.

393 - وفيه يا ايها الذين آمنوا ان تطيعوا الذين كفروا الاية قيل: نزلت في المنافقين اذ قالوا للمؤمنين يوم احد عند الهزيمة: ارجعوا إلى اخوانكم وارجعوا في دينكم عن على عليه السلام.

قال عزمن قائل: سنلقى في قلوب الذين كفروا الرعب.

394 - في مجمع البيان روى ان الكفار دخلوا مكة كالمنهزمين مخافة ان يكون لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واصحابه الكرة عليهم وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: نصرت بالرعب مسيرة شهر.

395 - في كتاب الخصال عن ابى امامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فضلت بأربع نصرت بالرعب مسيرة شهر يسير بين يدى.

396 - عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص (: اعطيت خمسا لم يعطها احد قبلى، جعلت لى الارض مسجدا وطهورا، ونصرت بالرعب.

397 - عن جابر بن عبدالله عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول عليه السلام فيه: قال لى الله جل جلاله ونصرتك بالرعب الذى لم انصربه أحدا قبلك.

398 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ماتحبون منكم من يريد الدنيا يعنى اصحاب عبدالله بن جبير الذين تركوا مراكزهم ومر واللغنيمة، قوله: ومنكم من يريد الاخرة يعنى عبدالله ابن جبير وأصحابه الذين بقوا حتى قتلوا.

[403]

399 - وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: فاثابكم غما بغم فاما الغم الاول فالهزيمة والقتل، والغم الآخر فاشراف خالد بن الوليد عليهم، يقول: لكى لاتحزنوا على مافاتكم من الغنيمة ولاعلى ما اصابكم يعنى قتل اخوانهم والله خبير بما تعملون ثم انزل عليكم من بعد الغم يعنى الهزيمة.

400 - في تفسير العياشى عن الحسين بن أبى العلا عن ابيعبدالله عليه السلام - وذكر يوم احد ان رسول الله صلى الله عليه وآله كسرت رباعيته -: ان الناس ولوا مصعدين في الوادى، والرسول يدعوهم في اخريهم فاثابهم غما بغم ثم انزل عليهم النعاس، فقلت: النعاس ماهو؟ قال: الهم، فلما استيقظوا قالوا: كفرنا، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

401 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استزلهم الشيطان اى خدعهم حتى طلبوا الغنيمة ببعض ماكسبوا قال: بذنوبهم ولقد عفى الله عنهم.

402 - في تفسير العياشى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن احدهما عليهما السلام في قوله (انما استزلهم الشيطان ببعض ماكسبوا) فهو عقبة بن عثمان وعثمان بن سعد.

403 - عن عبدالرحمن بن كثير عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله: (انما استزلهم الشيطان ببعض ماكسبوا) قال: هم اصحاب العقبة.

404 - عن زرارة قال: كرهت ان اسأل ابا جعفر عليه السلام عن الرجعة واستخفيت ذلك.

قلت: لاسألن مسألة لطيفة ابلغ فيها حاجتى، فقلت: اخبرنى عمن قتل امات؟ قال: لا الموت موت والقتل قتل، قلت ما احد يقتل الا وقد مات؟ فقال قول الله اصدق من قولك فرق بينهما في القرآن فقال (افان مات او قتل) وقال لئن متم او قتلتم لالى الله تحشرون ليس كما قلت يازرارة، الموت موت والقتل قتل قلت فان الله يقول (كل نفس ذائقة الموت) قال من قتل لم يذق الموت، ثم قال لابد من ان يرجع حتى يذوق الموت.

405 - عن عبدالله بن المغيرة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سئل عن قول الله: ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم: قال اتدرى يا جابر ما سبيل الله؟ فقلت لاوالله الا ان اسمعه منك، قال سبيل الله على وذريته، فمن قتل في ولايته قتل في سبيل الله، ومن مات

[404]

في ولايته مات في سبيل الله، ليس من يؤمن من هذه الامة الاوله قتلة وميتة، قال: انه من قتل ينشر حتى يموت، ومن مات ينشر حتى يقتل.

406 عن صفوان قال: استأذنت لمحمد بن خالد على الرضا ابى الحسن عليه السلام واخبرته انه ليس بقول بهذا القول، وانه قال: والله لااريد بلقائه الا لانتهى إلى قوله، فقال: ادخله فدخل، فقال له: جعلت فداك ان كان فرط منى شئ واسرفت على نفسى وكان فيما يزعمون انه كان بعينه، فقال وانا استغفر الله مما كان منى، فأحب ان تقبل عذرى وتغفر لى ماكان منى فقال نعم أقبل ان لم اقبل كان ابطال مايقول هذا واصحابه اشار إلى بيده - ومصداق مايقول الاخرون يعنى المخالفين قال الله لنبيه عليه وآله السلام فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر ثم سأله هعن أبيه فأخبره انه قدمضى واستغفر له.

407 - في كتاب معانى الاخبار ابى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الاية في قول الله عزوجل: (ولئن قتلتم في سبيل الله اومتم) فقال: اتدرى ما سبيل الله؟ قال قلت لاوالله الا ان اسمعه منك، قال: سبيل الله على عليه السلام وذريته وسبيل الله من قتل في ولايته قتل في سبيل الله، ومن مات في ولايته مات في سبيل الله.

408 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: من استبد برايه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها.

409 - وفيه قال عليه السلام والاستشارة عين الهداية، وقد خاطر من استغنى برايه.

410 - في كتاب التوحيد باسناده إلى ابى البخترى عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن على عليهم السلام عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه: لاوحدة اوحش من العجب ولامظاهرة اوثق من المشاورة.

411 - في كتاب الخصال عن محمد بن آدم عن ابيه باسناده قال قال رسول الله

[405]

صلى الله عليه وآله يا على لاتشاورن جبانا فانه يضيق عليك المخرج ولاتشاورن البخيل فانه يقصربك عن غايتك ولاتشاورن حريصا فانه يزين لك شرها.

412 - وفيه في الحقوق المروية عن على بن الحسين عليهما السلام وحق المستشيران علمت له رايا اشرت عليه، وان لم تعلم ارشدته إلى من يعلم، وحق المشير عليك ان لاتتهمه فيما لايوافقك من رأيه، فان وافقك حمدت الله.

413 - عن سفيان الثورى قال: لقيت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت له: يابن رسول الله او صنى، فقال: يا سفيان لامروة للكذوب، إلى قوله: وشاور في امرك الذين يخشون الله.

414 - في تفيسر العياشى احمد بن محمد عن على بن مهزيار قال: كتب إلى ابوجعفر عليه السلام ان سل فلانا ان يشير على ويتخير لنفسه فهو يعلم مايجوز في بلده وكيف يعامل السلاطين، فان المشورة مباركة، قال الله لنبيه في محكم كتابه: فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين فان كان ما يقول: مما يجوز كنت اصوب رايه، وان كان غير ذلك رجوت ان اضعه على الطريق الواضح انشاء‌الله (وشاورهم في الامر) قال: يعنى الاستخارة.

415 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبدالله بن الفضل الهاشمى عن ابيعبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه فقلت قوله عزوجل (وما توفيقى الا بالله) وقوله عزوجل ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذى ينصركم من بعده فقال اذا فعل العبد ما امره الله عزوجل به من الطاعة كان فعله وفقا لامرالله عزوجل، وسمى العبد به موفقا، واذا اراد العبد ان يدخل في شئ من معاصى الله فحال الله تبارك وتعالى بينه وبين تلك المعصية فيتركها كان تركه بتوفيق الله تعالى ذكره ومتى خلى بينه وبين المعصية فلم يخل بينه وبينها حتى يرتكبها فقد خذله ولم ينصره ولم يوفقه.

416 - في امالى الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام يا علقمة ان رضا الناس لايملك والسنتهم لاتضبط الم ينسبوه يوم بدر إلى

[406]

انه اخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء حتى اظهره الله على القطيفة وبرأ نبيه صلى الله عليه وآله من الخيانة وانزل في كتابه: وماكان لنبى ان يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة.

417 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر (ع) في قوله: (ما كان لنبى ان يغل) قال: فصدق الله لم يكن الله ليجعل نبيا غالا، ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة من غل شيئا رآه يوم القيامة في النار ثم يكلف ان يدخل اليه فيخرجه من النار، ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لايظلمون.

418 - وفيه ايضا هذه نزلت في حرب بدر، وكان سبب نزولها انه كان في الغنيمة التى أصابوها يوم بدر قطيفة حمراء ففقدت، فقال رجل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله مالنا لانرى القطيفة، ماأظن الا رسول الله أخذها، فانزل الله في ذلك (وما كان لنبى أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لايظلمون) فجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ان فلانا غل قطيفة فاحفرها هنالك، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بحفر ذلك الموضع فأخرج القطيفة.

419 - في تفسير العياشى عن سماعة قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: الغلول كل شئ غل من الامام واكل مال اليتيم شبهة، والسحت شبهة.

420 - عن عمار بن مروان قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله: افمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير فقال: هم والله ياعمار درجات المؤمنين عندالله، وبموالاتهم وبمعرفتهم ايانا يضاعف الله للمؤمنين حسناتهم: ويرفع لهم الدرجات العلى واما قوله يا عمار: (كمن باء بسخط من الله) إلى قوله: (المصير) فهم والله الذين جحدوا حق على بن أبيطالب، وحق الائمة منا أهل البيت فباؤا بذلك بسخط من الله.

421 - عن أبى الحسن الرضا عليه السلام انه ذكر قول الله: هم درجات عندالله قال: الدرجة ما بين السماء والارض.

422 - في اصول الكافى على بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن هشام ابن سالم عن عمار الساباطى قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل

[407]

(افمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير، هم درجات عندالله) فقال: الذين اتبعوا رضوان الله هم الائمة عليهم السلام، وهم والله يا عمار درجات للمؤمنين، وبولايتهم ومعرفتهم ايانا يضاعف الله لهم أعمالهم، ويرفع الله لهم الدرجات العلى.

423 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا احمد بن محمد عن المعلى بن محمد عن على بن محمد عن بكر بن صالح عن جعفر بن يحيى عن على بن النضر عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طول يذكر فيه لقمان ووعظه لابنه: وفيه ومن اتبع امره استوجب جنته ومرضاته، ومن لم يتبع رضوان الله فقد هان عليه سخطه نعوذ بالله من سخط الله.

424 - في كتاب الخصال عن ابى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، ثلث خصال من كن فيه او واحدة منهن كان في ظل عرش الله يوم القيامة يوم لاظل الاظله، رجل أعطى الناس من نفسه ماهو سائلهم لها ورجل لم يقدم رجلا ولم يؤخر أخرى حتى يعلم ان ذلك لله فيه رضى أو سخط.

425 - في تفسير على بن ابراهيم ان النبى صلى الله عليه وآله لما تبعوا قريشا بعد احد إلى حمراء الاسد ثم رجعوا إلى المدينة، فلما دخلوا المدينة قال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: ما هذا الذى اصابنا وقد كنت تعدنا النصر؟ فأنزل الله او لما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند أنفسكم وذلك ان يوم بدر قتل من قريش سبعون، واسر منهم سبعون وكان الحكم في الاسارى القتل فقامت الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا.

يا رسول الله هبهم لنا ولا تقتلهم حتى نفاديهم فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: ان الله قد اباح لهم الفداء ان يأخذوا من هؤلاء ويطلقوهم على ان يستشهد منهم في عام قابل بقدر من يأخذون منه الفدا، فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الشرط فقالوا: قدر ضينابه نأخذ العالم الفداء من هؤلاء ونتقوى به.

ويقتل منا في عام قابل بعدد من نأخذ منهم الفدا وندخل الجنة فأخذوا منهم الفداء واطلقوهم فلما كان هذا اليوم وهو يوم احد قتل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله سبعون فقالوا: يا رسول الله

[408]

من هذا الذى اصابنا وقد كنت تعدنا النصر؟ فأنزل الله، (اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند انفسكم) بما اشترطتم يوم بدر.

426 - في تفسير العياشى محمد بن ابى حمزة عمن ذكره عن ابيعبدالله عليه السلام في قول الله: (اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها) قال، كان المسلمون قد اصابوا ببدر مائة واربعين رجلا، قتلوا سبعين رجلا واسروا سبعين، فلما كان يوم احد اصيب من المسلمين سبعون رجلا، قال: فاغتموا بذلك، فأنزل الله تبارك وتعالى: (اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها.

427 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل.

ومن ضعف يقينه تعلق بالاسباب ورخص لنفسه بذلك، واتبع العادات، واقاويل الناس بغير حقيقة، و السعى في امور الدنيا وجمعها وامساكها، مقربا للسان انه لامانع ولامعطى الا الله وان العبد لايصيب الا مارزق وقسم له والجهد لايزيد في الرزق وينكر ذلك بفعله وقلبه قال الله تعالى، (يقولون بأفواهم ما ليس في قلوبهم والله اعلم بما يكتمون).

428 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن أبيعبدالله ومحمد بن أبى الحسن عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن العباس بن الحريش عن ابى جعفر الثانى عليه السلام ان اميرالمؤمنين عليه السلام قال يوما لابى بكر لاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون واشهد ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مات شهيدا والله ليأتينك فايقن اذا جاء‌ك فان الشيطان غيرمتخيل به فأخذ على عليه السلام بيد أبى بكر فأراه النبى صلى الله عليه وآله فله، يابابكر آمن بعلى وبأحد عشر من ولده انهم مثلى الا النبوة، وتب إلى الله مما في يدك فانه لاحق لك فيه، قال، ثم ذهب فلم ير.

429 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن بعض أصحابه عن أبى حمزة عن عقيل الخزاعى ان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه كان اذا حضر الحرب يوصى للمسلمين بكلمات يقول.

تعاهدوا الصلوة إلى ان قال عليه السلام: ثم ان الجهاد أشرف الاعمال بعد الاسلام وهو قوام الدين والاجر فيه عظيم مع العزة والمنعة وهو الكرة، فيه الحسنات

[409]

والبشرى بالجنة بعد الشهادة، وبالرزق غدا عند الرب والكرامة، يقول الله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله الاية.

430 - في تفسير العياشى عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال اتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال انى راغب نشط في الجهاد، قال فجاهد في سبيل الله فانك ان تقتل كنت حيا عندالله ترزق، وان مت فقد وقع اجرك على الله، وان رجعت خرجت من الذنوب إلى الله، هذا تفسير (ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا).

431 - في روضة الكافى يحيى الحلبى عن عبدالله بن مسكان عن أبى بصير قال قلت جعلت فداك الراد على هذا الامر فهو كالراد عليكم فقال؟ يابا محمد من رد عليك هذا الامر فهو كالراد على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى الله تبارك وتعالى، يابا محمد ان الميت على هذا الامر شهيد، قال قلت وان مات على فراشه؟ قال: اى والله على فراشه حى عند ربه يرزق.

432 - في مجمع البيان (لاتحسبن الذين قتلوا) إلى قوله (لايضيع أجر المؤمنين) قيل نزلت في شهداء بدر وكانوا اربعة عشر رجلا، ثمانية من الانصار وستة من المهاجرين، وقيل نزلت في شهداء أحد وكانوا سبعين رجلا أربعة من المهاجرين حمزة بن عبدالمطلب ومصعب بن عمير وعثمان بن شماس وعبدالله بن جحش وسايرهم من الانصار وقال الباقر عليه والسلام وكثير من المفسرين: انما تناول قتلى بدر احد معا.

433 - وفيه عن اميرالمؤمنين عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل في وصف الشهداء وفيه: ويجعل الله روحه في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث يشاء يأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش.

434 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: (ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) الآية فانه حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن أبى عبيدة الحذاء عن أبى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: هم والله شيعتنا، اذا دخلوا الجنة فاستقبلوا الكرامة من الله استبشروا بمن لم يلحق بهم من اخوانهم من المؤمنين في الدنيا الاخوف عليهم ولاهم يحزنون.

435 - في روضة الكافى ابن محبوب عن الحارث بن النعمان عن بريد العجلى

[410]

قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز ذكره: ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من علفهم الاخوف عليهم ولاهم يحزنون قال.

هم والله شيعتنا حين صارت أرواحهم في الجنة، واستقبلوا الكرامة من الله عزوجل علموا واستيقنوا انهم كانوا على الحق وعلى دين الله عز ذكره، فاستبشروا بمن لم يلحق بهم من اخوانهم من خلفهم من المؤمنين الاخوف عليهم ولاهم يحزنون.

436 - في تفسير على بن ابراهيم ان النبى صلى الله عليه وآله لما دخل المدينة من وقعة أحد نزل عليه جبرئيل فقال يا محمد ان الله يأمرك أن تخرج في اثر القوم ولايخرج معك الامن به جراحة: فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مناديا ينادى: يا معشر المهاجرين والانصار من كانت به جراحة فليخرج ومن لم يكن به جراحة فليقم فاقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداوونها فخرجوا على ما بهم من الالم والجرح، فلما خرج بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله حمراء الاسد وقريش قد نزلت الروحاء.

قال عكرمة بن أبى جهل والحارث بن هشام وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد نرجع ونغير على المدينة فقد قتلنا سراتهم وكبشهم(1) يعنون حمزة، فوافاهم رجل خرج من المدينة فسئلوه الخبر؟ فقال: تركت محمدا وأصحابه بحمراء الاسد يطلبونكم جد الطلب، فقال ابوسفيان: هذا النكد والبغى، فقد ظفرنا بالقوم وبغينا والله ما أفلح قوم قط بغوا، فوافاهم نعيم بن مسعود الاشجعى فقال ابوسفيان: أين تريد؟ قال المدينة لامتار لاهلى طعاما(2) قال هل لك أن تمر بحمراء الاسد وتلقى أصحاب محمد وتعلمهم ان حلفاء ناو موالينا قد وافونا من الاحابيش(3) حتى يرجعوا عنا ولك عندى عشرة قلائص(4) أملاها تمرا وزبيبا؟ قال، نعم، فوافى من غد ذلك اليوم حمراء الاسد فقال لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، أين تريدون؟ قالوا قريشا قال: ارجعوا

___________________________________

(1) السراة جمع السرى: السيد الشريف، والكبش، سيد القوم وقائدهم.

(2) امتار لعياله: جمع الطعام والمؤنة، وفى بعض النسخ (لامتارها لاهلى طعاما ما).

(3) الاحابيش جمع الاحبوش: الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة.

(4) القلائص جمع القلوس: الابل الشابة.

[411]

ان قريشا قد اجتمعت اليهم حلفاؤهم ومن كان تخلف عنهم وما أظن الا وأوايل خيلهم يطلقون عليكم الساعة، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل مانبالى، فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ارجع يا محمد فان الله قد أرعب قريشا ومروا لايلووون على شئ، فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة وانزل الله: الذين استجابوا لله وللرسول من بعدما اصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس يعنى نعيم بن مسعود ان الناس قد جمعوالكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذوفضل عظيم.

437 - في تفسير العياشى عن جابر عن محمد بن على عليهما السلام قال: لما وجه النبى صلى الله عليه وآله اميرالمؤمنين عليه السلام وعمار بن ياسر إلى أهل مكة قالوا: بعث هذا الصبى ولو بعث غيره إلى أهل مكة ! وفى مكة صناديد قريش ورجالها، والله الكفر أولى بنا مما نحن فيه، فساروا وقالوا لهما وخوفوهما باهل مكة وغلظوا عليهما الامر، فقال على عليه السلام حسبنا الله ونعم الوكيل ومضيا، فلما دخلا مكة أخبرالله نبيه صلى الله عليه وآله بقولهم لعلى وبقول على بهم، فانزل الله باسمائهم في كتابه وذلك قول الله: (الم تر إلى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان - الله والله ذوفضل عظيم وانما نزلت الم ترالى فلان وفلان لقوا عليا وعمارا فقالا: ان ابا سفيان وعبدالله بن عامر واهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل.

438 - في كتاب الخصال عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: عجبت لمن فرغ من اربع كيف لايفرغ إلى أربع، عجبت لمن خاف كيف لايفرغ إلى قوله تعالى (حسبنا الله ونعم الوكيل) فانى سمعت الله يقول بعقبها، (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء) الحديث.

439 - في تهذيب الاحكام باسناده إلى الحسن بن على بن عبدالملك الزيات

[412]

عن رجل عن كرام عن ابيعبدالله عليه السلام قال: اربع لاربع واحدة للقتل والهزيمة حسبنا الله ونعم الوكيل يقول الله: (الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء الحديث.

440 - في مجمع البيان وقال مجاهد وعكرمة: نزلت هذه الايات في غزوة بدر الصغرى، وذلك ان ابا سفيان قال يوم احد حين اراد ان ينصرف، يامحمد موعد مابيننا وبينك موسم بدر الصغرى لقابل ان شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، ذلك بيننا وبينك، فلما كان العام المقبل خرج ابوسفيان في اهل مكة حتى نزل مجنة من ناحية من الظهران(1) ثم القى عليهم الرعب، فبداله من الرجوع، فلقى نعيم بن مسعود الاشجعى وقد قدم معتمرا، فقال له ابوسفيان، انى واعدت محمدا واصحابه ان نلتقى بموسم بدر الصغرى، وان هذه عام جدب ولايصلحنا الاعام يرعى فيه الشجر ونشرب فيه اللبن، وقد بد إلى ان لااخرج اليها واكره ان يخرج محمد ولا أخرج انا فيزيدهم ذلك جرأة، فالحق بالمدينة فثبطهم ولك عندى عشرة من الابل، أضعها على يدى سهيل بن عمرو، فأتى نعيم المدينة فوجد الناس يتجهزون لميعاد ابى سفيان، فقال لهم، بئس الراى رأيكم أتوكم في دياركم وقراركم فلم يفلت(2) منكم الاشريد فتريدون ان تخرجوا وقد جمعا لكم عند الموسم، فوالله لايفلت منكم احد فكره اصحاب رسول - الله الخروج فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، والذى نفسى بيده لاخرجن ولو وحدى فاما الجبان فانه رجع، واما الشجاع فانه تأهب للقتال وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله في أصحابه حتى وافى بدر الصغرى وهو ماء لبنى كنانة وكانت موضع سوق لهم في الجاهلية، يجتمعون اليها في كل عام ثمانية ايام، فأقام ببدر ينتظر أبا سفيان وقد انصرف ابوسفيان من مجنة إلى مكة، فسماهم أهل مكة جيش السويق،

___________________________________

(1) مجنة: اسم سوق للعرب، ومجنة مر الظهران؟ قرب جبل يقال له الاصفر وهو بأسفل مكة على قدر بريد منها:.

(2) فلت: تخلص

[413]

ويقولون، انما خرجتم تشربون السويق ولم يلق رسول الله صلى الله عليه وآله واصحابه أحدا من المشركين ببدر، ووافقوا السوق وكانت لهم تجارات فباعوا واصابوا الدرهم درهمين وانصرفوا إلى المدينة سالمين وغانمين، وقد روى ذلك أبوالجارود عن الباقر عليه السلام.

441 - وفيه، (الذين قال لهم الناس) في المعنى بالناس الاول ثلثة أقوال، الثانى، انه نعيم بن مسعود الاشجعى وهو قول ابى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام.

442 - في كتاب التوحيد باسناده إلى على بن الحسين عليهما السلام حديث طويل وفيه قال: خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكيت عليه، فاذا رجل عليه، ثوبان ابيضان ينظر في وجهه ثم قال يا على بن الحسين مالى اراك كئيبا حزينا، أعلى الدنيا حزنك فرزق الله حاضر للبر والفاجر؟ إلى أن قال: قلت: انا أتخوف فتنة ابن الزبير، فضحك ثم قال لى: يا على بن الحسين هل رأيت أحدا خاف الله فلم ينجه؟ قلت: لا، إلى قوله: ثم نظرت فاذا ليس قدامى أحد.

443 - في اصول الكافى باسناده إلى الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: من خاف الله أخاف الله منه كل شئ، ومن لم يخف الله اخافه الله من كل شئ.

444 - وباسناده إلى أبى حمزة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: من عرف الله خاف الله، ومن خاف الله سخت(1) نفسه عن الدنيا.

445 - في تفسير العياشى عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال: قلت له اخبرنى عن الكافر الموت خير له أم الحيوة؟ فقال: الموت خير للمؤمن والكافر، قلت: ولم؟ قال: لان الله يقول (وما عندالله خير للابرار) ويقول: ولاتحسبن الذين كفروا انما نملى لهم خير لانفسهم انما نملى لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين.

___________________________________

(1) يقال: سخيت نفسى عن الشئ: اى تركته ولم تنازعنى اليه نفسى.

[414]

446 - عن يونس رفعه قال قلت له زوج رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته فلانا قال نعم قلت فكيف زوجه الاخرى؟ قال قد فعل، فانزل الله (ولاتحسبن الذين كفروا انما نملى لهم خير لانفسهم) إلى (عذاب مهين).

447 - عن عجلان بن صالح قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول لاتمضى الايام والليالى حتى ينادى مناد من السماء يا اهل الباطل اعتزلوا فيعزل هؤلاء من هؤلاء، ويعزل هؤلاء من هؤلاء قال: قلت اصلحك الله: يخالط هؤلاء هؤلاء بعد ذلك النداء؟ قال كلا انه يقول في الكتاب: ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب.

448 - في كتاب مقتل الحسين لابى مخنف قال الضحاك بن عبدالله مرت بنا خيل ابن سعد لعنه الله تحرسا وكان الحسين عليه السلام يقرأ (ولاتحسبن الذين كفروا انما نملى لهم خير لانفسهم انما نملى لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين * ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب):.

449 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن عبدالله بن مسكان عن محمد بن مسلم قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة فقال: يا محمد مامن احد منع من زكوة ماله شيئا الا جعل الله عزوجل ذلك يوم القيامة ثعبانا من نار مطوقا في عنقه، ينهش من لحمه حتى يفرغ من الحساب، ثم قال هو قول الله عزوجل (سيطوقون مابخلوا به يوم القيامة) يعنى مابخلوا به من الزكوة.

450 - يونس عن عبدالله بن سنان عن ابيعبدالله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله مامن ذى زكوة مال نخل اوزرع اوكرم يمنع زكوة ماله الاقلده الله تربة ارضه، يطوق بها من سبع ارضين إلى يوم القيامة.

451 - على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن عبيد بن زرارة قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول، مامن عبد يمنع درهما في حقه الا انفق

[415]

اثنين في غير حقه، وما من رجل يمنع حقا من ماله الاطوقه الله عزوجل به حية من نار يوم القيامة.

452 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن مهران عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: (سيطوقون مابخلوا به يوم القيامة) قال: ما من عبد منع زكوة ماله شيئا الاجعل الله له ذلك يوم القيامة ثعبانا من نار يطوق في عنقه ينهش من لحمه حتى يفرغ من الحساب، وهو قول الله عزوجل: (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) قال: ما بخلوا به من الزكوة.

453 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن على بن عقبة عن ايوب بن راشد قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول مانع الزكوة يطوق بحية قرعاء(1) تأكل دماغه وذلك قوله عزوجل (سيطوقون مابخلوا به يوم القيامة).

454 - على بن ابراهيم عن ابيه عن محمد بن خالد عن خلف بن حماد عن حريز قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: ما من ذى مال ذهب اوفضة يمنع زكوة ماله الا حبسه الله يوم القيامة بقاع قرقر وسلط الله عليه شجاعا اقرع يريده وهو يحيد عنه فاذا راى انه لايتخلص له منه امكنه من يده فقضمها كما يقضم الفحل(2) ثم يصير طوقا في عنقه، وذلك قول الله عزوجل: (سيطوقون مابخلوا به يوم القيامة) وما من ذى مال ابل او غنم او بقريمنع زكوة ما له الاحبسه الله يوم القيامة بقاع قرقر يطأه كل ذات ظلف بظلفها وتنهشه كل ذات ناب بنابها، ومامن ذى مال نخل او كرم او زرع يمنع زكوتها الاطوقه الله ريعة ارضه(3) إلى سبع

___________________________________

(1) الاقرع من الحيات: المتعمط اى الساقط شعر الرأس لكثرة سمه.

(2) قاع قرقر: الارض المستوية، ويحيد اى يتنفر.

والقضم: كسر الشئ بالاطراف الاسنان.

(3) قيل: المراد بالريعة هيهنا أصل ارضه التى فيها الكرم والنخل والزراعة الواجبة فيها الزكاة.

[416]

ارضين إلى يوم القيامة.

455 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء قال والله مارأوا الله فيعلموا انه فقير ولكنهم رأوا أولياء الله فقراء، فقالوا لو كان الله غنيا لاغنى اولياء‌ه فافتخروا على الله في الغناء.

456 في كتاب المناقب لابن شهر آشوب عن الباقر عليه السلام في قوله (لقد سمع - الله قول الذين قالوا) الآية قال: هم الذين يزعمون ان الامام يحتاج منهم إلى ما يحملون اليه.

457 - في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن ابى عبدالله عن عثمان ابن عيسى عن سماعة عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (ويقتلون الانبياء بغبر حق) فقال: اما والله ماقتلوهم بأسيافهم ولكن كانوا اذا دعوا أمرهم و أفشوا عليهم فقتلوا.

458 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: وأيم الله ما كان قوم قط في غض نعمة من عيش فزال عنهم الابذنوب اجترحوها لان الله ليس بظلام للعبيد.

459 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن مروك ابن عبيد عن رجل عن ابى عبدالله عليه السلام قال: لعن الله القدرية، لعن الله الخوارج، لعن الله المرجئة، لعن الله المرجئة قال: قلت، لعنت هؤلاء مرة مرة ولعنت هؤلاء مرتين؟ قال.

ان هؤلاء يقولون: ان قتلتنا مؤمنون فدمائنا متلطخة بثيابهم إلى يوم القيامة، ان الله حكى عن قوم في كتابه الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تاكله النار قل قد جاء‌كم رسل من قبلى بالبينات وبالذى قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين قال: كان بين القاتلين والقائلين خمسمأة عام، فألزمهم الله القتل برضاهم ما فعلوا، في تفسير العياشى مثل ما في اصول الكافى الا ان بعد (ان كنتم صادقين) قال: فكان بين الذين خوطبوا بهذا القول وبين القاتلين خمسمائة عام، فسماهم الله قاتلين برضاهم بماصنع اولئك.

460 - عن محمد بن هاشم عمن حدثه عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لما نزلت

[417]

هذه الآية: (قل قد جاء‌كم رسل من قبلى بالبينات وبالذى قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين) وقد علم أن قالوا: والله ما قتلنا ولاشهدنا)؟ قال: وانما قيل لهم: ابرؤا من قتلتهم فأبوا.

461 - عن محمد بن الارقط عن أبى عبدالله عليه السلام قال لى: تنزل الكوفة؟ قلت: نعم، قال: فترون قتلة الحسين بين أظهركم؟ قال: قلت، جعلت فداك ما بقى منهم أحد، قال: فاذن أنت لاترى القاتل الامن قتل أومن ولى القتل الم تسمع إلى قول الله، (قل قد جاء‌كم رسل من قبلى بالبينات وبالذى قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين) فأى رسول قبل الذى كان محمد صلى الله عليه وآله بين أظهركم، ولم يكن بينه وبين عيسى رسول، انما رضوا قتل أولئك فسموا قاتلين.

462 - في الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن أبى المعزا عن ابى عبدالله عليه السلام قال: كانت بنى اسرائيل اذا قربت القربان تخرج نار تأكل قربان من قبل منه، وان الله جعل الاحرام مكان القربان.

463 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عن أميرالمؤمنين عليهم السلام حديث طويل وفيه قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله لما اسرى به: وكانت الامم السالفة تحمل قرا بينها على أعناقها إلى بيت المقدس، فمن قبلت ذلك منه أرسلت اليه نارا فأكلته فرجع مسرورا، ومن لم اقبل ذلك منه رجع مثبورا، وقد جعلت قربان امتك في بطون فقرائها ومساكينها، فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك أضعافا مضاعفة، ومن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا، وقد رفت ذلك عن امتك وهى من الاصار التى كانت على الامم قبلك.

464 - في تفسير العياشى عن زرارة قال، كرهت ان أسأل ابا جعفر عليه السلام عن الرجعة واستخفيت ذلك قلت، لاسالن مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتى، فقلت: اخبرنى عمن قتل امات؟ قال: لا، الموت موت والقتل قتل قلت، ما احد يقتل الا وقد مات؟ فقال: قول الله اصدق من قولك فرق بينهما في القرآن.

فقال: (أفان مات او قتل) وقال، (لئن متم او قتلتم لا لى الله تحشرون) وليس كما قلت يا زرارة الموت موت

[418]

والقتل قتل قلت، فان الله يقول كل نفس ذائقة الموت قال، من قتل لم يذق الموت، ثم قال: لابد من ان يرجع حتى يذوق الموت.

465 - عن محمد عن يونس عن بعض اصحابنا قال: قال لى ابوجعفر عليه السلام: (كل نفس ذائقة الموت او (و - ظ) منشورة)(1) نزل بها على محمد صلى الله عليه وآله وسلم انه ليس احد من هذه الامة الا وينشرون، فاما المؤمنون فينشرون إلى قرة عين، واما الفجار فينشرون إلى خزى الله اياهم.

466 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن هشام بن سالم عن ابيعبدالله عليه السلام قال: لما مات النبى صلى الله عليه وآله سمعوا صوتا ولم يروا شخصا، يقول: (كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز) وقال: ان في الله خلفا من كل هالك، وعزاء‌ا من كل مصيبة، ودركا ممافات فبالله فثقوا، واياه فارجوا وانما المحروم من حرم الثواب.

467 - محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة عن الحسين بن المختار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء‌هم جبرئيل عليه السلام والنبى صلى الله عليه وآله مسجى وفى البيت على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فقال: السلام عليكم يا اهل بيت الرحمة (كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحيوة الدنيا الامتاع الغرور) ء ان في الله عزوجل عزاء‌ا من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا لمافات، فبالله فثقوا واياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب، هذا آخر وطيى من الدنيا قالوا: فسمعنا الصوت ولم نر الشخص.

468 - عنه عن سلمة عن على بن سيف عن أبيه عن أبى اسامة زيد الشحام عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء‌ت التعزية أتاهم آت يسمعون حسه ولايرون شخصه، فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته (كل نفس ذائقة الموت فانما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحيوة

___________________________________

(1) وفى المصدر (كذا نزل).

[419]

الدنيا الامتاع الغرور) ان في الله عزوجل عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا لما فات، فبالله فثقوا واياه فارجوا فان المحروم من حرم الثواب والسلام عليكم.

469 - عنه عن سلمة عن محمد بن عيسى الارمنى عن الحسين بن علوان عن عبدالله ابن الوليد عن ابى جعفر عليه السلام قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله أتاهم آت فوقف بباب البيت فسلم عليهم ثم قال: السلام عليكم يا آل محمد (كل نفس ذائفة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحيوة الدنيا الامتاع الغرور) في الله عزوجل خلف من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودرك لمافات، فبالله فثقوا وعليه فتوكلوا وبنصره لكم عند المصيبة فارضوا، فانما المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولم يروا أحدا فقال بعض من في البيت: هذا ملك من السماء بعثه الله عزوجل اليكم ليعزيكم، وقال بعضهم: هذا الخضر عليه السلام جاء‌كم يعزيكم بنبيكم صلى الله عليه وآله.

470 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبى المعزا قال: حدثنى يعقوب الاحمر قال: دخلنا على أبى عبدالله عليه السلام نعزيه باسمعيل فترحم عليه ثم قال: ان الله عزوجل نعى إلى نبيه صلى الله عليه وآله نفسه، فقال: (انك ميت وانهم ميتون) وقال: (كل نفس ذائقة الموت) ثم انشأ يحدث فقال: انه يموت اهل الارض حتى لايبقى أحد، ثم يموت اهل السماء حتى لايبقى احد الا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل عليهم السلام، قال: فيجئ ملك الموت حتى يقوم بين يدى الله عزوجل فيقال له: من بقى؟ - وهو اعلم - فيقول: يارب لم يبق الا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل فيقال له: قل لجبرئيل وميكائيل فليموتا، فيقول الملئكة عند ذلك يا رب رسوليك وامينيك؟ فيقول: انى قد قضيت على كل نفس فيها الروح الموت، ثم يجئ ملك الموت حتى يقف بين يدى الله عزوجل فيقال له: من بقى؟ - وهو اعلم - فيقول: يا رب لم يبق الا ملك الموت وحملة العرش، فيقول: قل لحملة العرش: فليموتوا، قال ثم يجئ كئيبا حزينا لايرفع طرفه، فيقال من بقى؟ وهو اعلم، فيقول: يارب لم يبق الاملك الموت: فيقال له: مت يا ملك الموت فيموت ثم يأخذ الارض بيمينه

[420]

والسموات بيمينه(1) ويقول: أين الذين كانوا يدعون معى شريكا؟ أين الذين كانوا يجعلون معى الها آخر؟.

471 - في تفسير على بن براهيم حدثنى أبى عن سليمان الديلمى عن أبى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: اذا كان يوم القيامة يدعى محمد صلى الله عليه وآله فيكسى حلة وردية ثم يقام عن يمين العرش ثم يدعى بابراهيم عليه السلام فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار العرش، ثم يدعى بعلى عليه السلام فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين النبى صلى الله عليه وآله، ثم يدعلى باسمعيل فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار ابراهيم ثم يدعى بالحسن عليه السلام فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين أميرالمؤمنين عليه السلام، ثم يدعى بالحسين عليه السلام فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين الحسن عليه السلام، ثم يدعى بالائمة فيكسون حللا وردية فيقام كل واحد عن يمين صابه، ثم يدعى بالشيعة فيقومون امامهم، ثم يدعى بفاطمة صلوات الله عليها ونسائها من ذريتها وشيعتها فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم ينادى مناد من بطنان العرش من قبل رب العزة والافق الاعلى: نعم الاب أبوك يا محمد وهو ابراهيم، ونعم الاخ أخوك وهو على بن ابى طالب، ونعم السبطان سبطاك وهما الحسن والحسين، ونعم الجنين جنينك وهو محسن، ونعم الائمة الراشدون ذريتك وهم فلان وفلان، ونعم الشيعة شيعتك، الا ان محمدا ووصيه و سبطيه والائمة من ذريته هم الفائزون ثم يؤمربهم إلى الجنة وذلك قوله: فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز.

472 - في امالى الصدوق (ره) باسناده إلى النبى صلى الله عليه وآله قال حاكيا عن الله جل جلاله فبعزتى حلفت وبجلالى أقسمت انه لايتولى عليا عبد من بادى الا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة ولايبغضه عبد من عبادى ويعدل عن ولايته الا ابغضته وادخلته النار وبئس المصير، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

473 - في الكافى سهل بن زياد عمن حدثه عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الايمان

___________________________________

(1) اشارة إلى قوله تعالى في سورة الزمر (والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه).

[421]

البر بالاخوان والسعى في حوائجهم، وان البار بالاخوان ليحبه الرحمن، وفى ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران ودخول الجنان، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

474 - في عيون الاخبار في باب ماكتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل وعلة الزكوة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الاغنياء لان الله تعالى كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمانة والبلوى كما قال عزوجل: لتبلون في أموالكم باخراج الزكوة وفى انفسكم بتوطين الانفس على الصبر.

475 - في تفسير العياشى عن أبى الخالد الكابلى قال: قال على بن الحسين عليهما السلام لوددت انه اذن لى فكلمت الناس ثلثا ثم صنع الله بى ما أحب - قال بيده على صدره - ئم قال: ولكنها عزمة من الله أن نصبر، ثم تلاهذه الاية ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور وأقبل يرفع يده ويضعها على صدره.

476 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: واذ اخذالله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولاتكتمونه وذلك ان الله أخذ ميثاق الذين اوتوا الكتاب في محمد لتبيننه اذا خرج، ولاتكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم يقول: نبذوا عهدالله وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس مايشترون.

477 - في مجمع البيان عن على عليه السلام قال: ما أخذالله على اهل الجهل ان يتعلموا حتى اخذ على اهل العلم ان يعلموا.

478 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن اميرالمؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله الملحدين في آيات الله ولقد احضروا الكتاب كملا مشتملا على التأويل، والتنزيل، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ ولم يسقط منه حرف الف ولالام، فلما وقفوا على مابينه الله من اسماء اهل الحق والباطل وان ذلك ان ظهر نقض ماعهدوه، قالوا: لاحاجة لنافيه نحن مستغنون عنه بما عندنا

[422]

ولذلك قال: (فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس مايشترون) ثم رفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم ما لايعلمون تأويله إلى جمعه وتأويله وتضمينه من تلقائهم ما يقيمون به دعائم كفرهم، فصرح مناديهم: من كان عنده شئ من القرآن فلياتنابه وكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله، والفه على اختيارهم وتركوا منه ماقدروا انه لهم وهو عليهم، وزاد واما [ فيه ] ظهر تناكره وتنافره وانكشف لاهل الاستبصار عوارهم وافتراؤهم.

479 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قول: فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب يقول: ببعيد من العذاب.

480 - في تهذيب الاحكام محمد بن على بن محبوب عن العباس بن معروف عن عبدالله بن المغيرة عن معاوية بن وهب قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول وذكر صلوة النبى صلى الله عليه وآله قال: كان يؤتى بطهور فيخمر عند رأسه ويوضع سواكه تحت فراشه، ثم ينام ماشاء‌الله، واذا استيقظ جلس ثم قلب بصره في السماء ثم تلا الايات من آل عمران ان في خلق السموات والارض الاية ثم يستن(1) ويطهر ثم يقوم إلى المسجد فيركع اربع ركعات على قدر قرائة ركوعه، وسجوده على قدر ركوعه يركع حتى يقال متى يرفع رأسه، ويسجد حتى يقال متى يرفع رأسه؟ ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء‌الله، ثم يستيقظ فيجلس فيتلوا الايات فيتقلب بصره في السماء ثم يستن ويتطهر ويقوم إلى المسجد، فيصلى اربع ركعات كما ركع قبل ذلك، ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء‌الله ثم يستيقظ فيجلس فيتلو الايات من آل عمران، ويقلب بصره في السماء ثم يستن ويتطهر ويقوم إلى المسجد فيوتر ويصلى الركعتين ثم يخرج إلى الصلوة.

481 - في مجمع البيان روى الثعلبى في تفسيره باسناده عن محمد بن الحنفية عن أبيه على بن أبيطالب عليهم السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان اذا قام من الليل يسوك ثم ينظر إلى السماء ثم يقول ان في خلق السموات والارض إلى قوله فقنا عذاب النار وقد اشتهرت الرواية عن النبى صلى الله عليه وآله انه لما نزلت هذه الايات قال ويل لمن لاكها(2) بين

___________________________________

(1) اى يستاك.

(2) لاك اللقمة: مضغها وأدارها في فمه.

[423]

فكيه ولم يتأمل مافيها.

وورد عن الائمة من آل محمد الامر بقراء‌ة هذه الايات الخمس وقت القيام بالليل للصلوة وفى الضجعة بعد ركعتى الفجر.

482 - في كتاب معانى الاخبار خطبة لعلى عليه السلام يذكر فيها نعم الله عزوجل عليه وستسمعها انشاء الله تعالى بتمامها عند قوله تعالى (واما بنعمة ربك فحدث) وفيها يقول عليه السلام: الاوانى مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم إلى قوله وانا الذاكر يقول الله عزوجل الذين يذكرون الله قياما وقعودا و على جنوبهم.

483 - في الكافى على عن ابيه عن ابن محبوب عن ابن حمزة عن ابى جعفر (ع) في قول الله عزوجل: (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) قال: الصحيح يصلى قائما وقعودا، المريض يصلى جالسا، و (على جنوبهم) الذى يكون أضعف من المريض الذى يصلى جالسا.

484 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى الباقر (ع) قال لايزال المؤمن في صلوة ما كان في ذكر الله قائما كان او جالسا أو مضطجعا، ان الله تعالى يقول (الذين يذكرون - الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار).

485 - وباسناده إلى عبيدة عن ابيه وابن ابى رافع كلام يحكيان فيه ذهاب على عليه السلام بالفواطم من مكة إلى المدينة ملتحقا بالنبى صلى الله عليه وآله حين هاجر، ومقارعته عليه السلام الفرسان من قريش، وفيه ثم سار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان(1) فلزم فيها قدر يومه وليلته، ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين، وفيهم ام ايمن مولاة رسول - الله صلى الله عليه وآله فصلى ليلته تلك الليلة، والفواطم امه بنت أسد، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، وفاطمة بنت الزبير، يصلون ليلتهم ويذكرونه قياما وقعودا وعلى جنوبهم، فلن يزالوا كذلك حتى طلع الفجر، فصلى عليه السلام صلوة الفجر ثم سار لوجهه فجعل وهم يصنعون ذلك منزلا بعد منزل، يعبدون الله عزوجل ويرغبون اليه كذلك حتى قدم المدينة، وقد

___________________________________

(1) ضجنان: اسم جبل بينه وبين مكة خمسة وعشرون ميلا.

[424]

نزل الوحى بما كان من شأنهم قبل قدومهم: (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) إلى قوله فاستجاب لهم ربهم انى لااضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى الذكر: على، والانثى فاطمة، بعضكم من بعض يقول: على من فاطمة أو قال الفواطم، وهم من على فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلى وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجرى من تحتها الانهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب.

قال عزمن قائل ويتفكرون في خلق السموات والارض.

486 - في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد حديث يقول فيه عليه السلام لما نظرت إلى جسدى فلم يمكننى فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول، ودفع المكاره عنه وجر المنفعة اليه، علمت ان لهذا البنيان بانيا، فأقررت به مع ما ارى من دوران الفلك بقدرته وانشاء السحاب وتصريف الرياح ومجرى الشمس والقمر والنجوم، وغير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات، علمت ان لهذا مقدرا ومنشئا.

487 - في نهج البلاغة قال عليه السلام ايها الناس سلونى قبل ان تفقدونى فلانا بطرق السماء اعلم منى بطرق الارض.

488 - في تفسير العياشى عن يونس بن ظبيان قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله وما للظالمين من انصار قال مالهم من ائمة يسمونهم باسمائهم.

489 - عن عمرو بن عبدالرحمن بن كثير عن ابيعبدالله عليه السلام في قوله: ربنا اننا سمعنا مناديا ينادى للايمان ان آمنوا بربكم فآمنا قال هو اميرالمؤمنين عليه السلام نودى من السماء ان آمن بالرسول وآمن به.

490 - في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة يوم الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام وليكن من دعائك في دبرهاتين الركعتين ان تقول (ربنا اننا سمعنا مناديا ينادى للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا) إلى قوله (انك لاتخلف الميعاد) إلى ان قال ربنا اننا سمعنا بالنداء وصدقنا المنادى رسول الله، اذ نادى بنداء عنك بالذى أمرته به أن يبلغ ما انزلت

[425]

اليه من ولاية ولى امرك.

قال عزمن قائل فاستجاب لهم ربهم انى لااضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى.

491 - في عيون الاخبار باسناده إلى محمد بن يعقوب النهشلى قال قال على ابن موسى الرضا عن ابيه موسى بن جعفر عن ابيه جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن على عن ابيه على بن الحسين عن أبيه الحسين بن على عن أبيه عن بن ابيطالب عليهم السلام عن النبى صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن ميكائيل عن اسرافيل عن الله جل جلاله انه قال انا الله لا اله الا انا خلقت الخلق بقدرتى فاخترت منهم من شئت من انبيائى واخترت من جميعهم محمد حبيبا وخليلا وصفيا، وبعثته رسولا إلى خلقى، واصطفيت له عليا فجعلته له أخو وصيا ووزيرا ومؤديا عنه من بعده إلى خلقى وخليفتى على عبادى إلى قوله جل شأنه وحجتى في السموات والارضين على جميع من فيهن من خلقى لا اقبل عمل عامل منهم الا بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولى.

492 - في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر أميرالمؤمنين وأصحابه المؤمنين فقال والذين هاجروا واخرجوا من ديارهم يعنى اميرالمؤمنين عليه السلام وسلمان وأباذر حين اخرج وعمار الذين أوذوا في الله واوذوا في سبيلى وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيآتهم ولادخلنهم جنات تجرى من تحتها الانهار ثوابا من عندالله والله عنده حسن الثواب.

493 - في تفسير العياشى الاصبغ بن نباتة عن على عليه السلام قال: قال رسول - الله صلى الله عليه وآله في قوله (ثوابا من عندالله وما عندالله خير للابرار) قال أنت الثواب وانصارك الابرار.

494 - عن محمد بن مسلم عن ابيجعفر عليه السلام قال: الموت خير للمؤمن لان الله يقول: وما عند الله خير للابرار [ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام انت الثواب و اصحابك الابرار ](1).

495 - عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى:

___________________________________

(1) مابين المعقفتين غير موجود في المصدر.

[426]

اصبروا يقول عن المعاصى، وصابروا على الفرايض واتقوا الله يقول، أئمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، ثم قال: واى منكر أنكر من ظلم الامة لنا، وقتلهم ايانا ورابطوا يقول في سبيل الله ونحن السبيل فيما بين الله وخلقه، ونحن الرباط الادنى، فمن جاهد عنا فقد جاهد عن النبى صلى الله عليه وآله وما جاء به من عندالله لعلكم تفلحون يقول.

لعل الجنة توجب لكم ان فعلتم ذلك، ونظيرها من قول الله: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال اننى من المسلمين) ولو كانت هذه الاية في المؤذنين كما فسرها المفسرون لفاز القدرية وأهل البدع معهم.

496 - عن يعقوب السراج قال: قلت لابيعبدالله عليه السلام، تبقى الارض يوما بغير عالم منكم يفزع الناس اليه؟ قال، فقال لى، اذا لايعبدالله، يابا يوسف لاتخلوا الارض من عالم منا ظاهر يفزع الناس اليه في حلالهم وحرامهم، وان ذلك لمبين في كتاب الله، قال الله، (يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) اصبروا على دينكم وصابروا عدوكم ممن يخالفكم، ورابطوا امامكم، (واتقوا الله) فيما أمركم به وافترض عليكم.

497 - وفى رواية اخرى عنه (اصبروا) على الاذى فينا، قلت، (وصابروا) قال، عدوكم مع وليكم (ورابطوا قال، المقام مع امامكم (واتقوا الله لعلكم تفلحون) قلت، تنزيل ! قال، نعم.

498 - عن بريد عن أبى جعفر عليه السلام في قوله، (اصبروا) يعنى بذلك عن المعاصى (وصابروا) يعنى التقية (ورابطوا) يعنى الائمة.

499 - في تفسير على بن ابراهيم قوله، (اصبروا وصابروا ورابطوا) فانه حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن ابن مسكان عن ابيعبدالله عليه السلام قال، اصبروا على المصائب، وصابروا على الفرائض، ورابطوا على الائمة.

500 - وحدثنى أبى عن الحسن بن خالد عن الرضا عليه السلام قال، اذا كان يوم القيامة نادى مناد، اين الصابرون؟ فيقوم فئام من الناس، ثم ينادى أين المتصبرون؟ فيقوم فئام من الناس، قلت.

جعلت فداك وما الصابرون؟ فقال، على أداء الفرايض.والمتصبرون

[427]

على اجتناب المحارم.

501 - حدثنى أبى عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليمانى عن أبى الطفيل عن أبى جعفر عن أبيه على بن الحسين عليهما السلام انه قال - وقد ذكر عنده عبدالله بن عباس - واما قوله.

(يا ايها الذين آمنوا اصبروا) الاية ففى أبيه نزلت وفينا ولم يكن الرباط الذى أمرنا به وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

502 - في اصول الكافى بعض اصحابنا رفعه عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقى عن ابيعبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام.

ان الله تبارك وتعالى لما خلق نبيه ووصيه وابنه وابنيه وجميع الائمة عليهم السلام وخلق شيعتهم اخذ عليهم الميثاق.

وان يصبروا ويصابروا ويرابطوا وان يتقوا الله.

503 - على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن عبدالله بن ابى يعفور عن ابيعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (اصبروا وصابروا ورابطوا) قال: اصبروا على الفرايض.

504 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن عبدالرحمن بن ابى نجران عن حماد بن عيسى عن ابى السفاتج عن ابيعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (اصبروا وصابروا ورابطوا) قال: اطبروا على الفرائض، وصابروا على المصائب، ورابطوا على الائمة عليهم السلام.

505 - على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبى عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد عن أبان بن أبى مسافر عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا) قال: اصبروا على المصائب.

506 - وفى رواية ابن أبى يعفور عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اصبروا على المصائب.

507 - في مجمع البيان (اصبروا وصابروا ورابطوا) اختلف في معناها إلى قوله: وقيل، معنى رابطوا اى رابطوا الصلوات ومعناها انتظروها واحدة بعد واحدة، لان

[428]

المرابطة لم يكن حينئذ، روى ذلك عن على عليه السلام.

508 - وروى عن ابى جعفر عليه السلام انه قال: معناه اصبروا على المصائب، وصابروا على عدوكم، ورابطوا عدوكم.

509 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن أحمد بن أبى عبدالله عن أبيه قال: جاء جبرئيل عليه السلام إلى النبى صلى الله عليه وآله فقال له النبى: يا جبرئيل ما تفسير الصبر؟ قال: يصبر في الضراء كما يصبر في السراء، وفى الفاقة كما يصبر في الغنى، وفى البلاء كما يصبر في العافية، فلا يشكو خالقه عند المخلوق مايصيبه من البلاء، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

510 - وباسناده إلى ابن أبى حمزة عن أبى بصيرر قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل، (يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) فقال: اصبروا على المصائب، وصابروهم على التقية، ورابطوا على من تقتدون به، (واتقوا الله لعلكم تفلحون).

511 - في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام قال: اذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس، وليقرأ اذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران وآية الكرسى وانا انزلناه في ليلة القدر وام الكتاب، فان فيها قضاء حوائج الدنيا والاخرة.

[429]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21404457

  • التاريخ : 20/04/2024 - 06:43

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net