00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة القلم 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الخامس )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة القلم

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبدالله عليه السلام قال: من قرء سورة ن والقلم في فريضة او نافلة آمنه الله عزوجل من ان يصيبه فقرا ابدا، واعاذه الله اذا مات من ضمة القبر.

2 - في مجمع البيان ابى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن قرء سورة ن والقلم اعطاه الله ثواب الذين حسن اخلاقهم.

3 - في كتاب الخصال عن محمد بن سالم رفعه إلى امير المؤمنين عليه السلام قال: قال عثمان بن عفان: يا رسول الله ما تفسير ابجد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: تعلموا تفسير ابجد فان فيه الاعاجيب كلها، وهل للعالم جهل تفسيره؟ فقال: يا رسول الله ما تفسير ابجد؟ قال: اما الالف فآلاء الله إلى قوله عليه السلام: واما النون فنون والقلم وما يسطرون، فالقلم قلم من نور وكتاب من نور في لوح محفوظ يشهده المقربون.

4 - عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان لرسول الله صلى الله عليه وآله عشرة اسماء خمسة في القرآن وخمسة ليست في القرآن، فأما التى في القرآن محمد واحمد و عبدالله ويسن ون.

5 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يحيى بن ابى العلا الرازى عن ابى

[388]

عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سئل عن قوله عزوجل: ن والقلم وما يسطرون واما " ن " فكان نهرا في الجنة اشد بياضا من الثلج واحلى من العسل، قال الله عزوجل له: كن مدادا فكان مدادا، ثم أخذ شجرة فغسرها بيده ثم قال: واليد القوة وليس بحيث تذهب اليه المشبهة ثم قال لها: كونى قلما ثم قال له اكتب فقال له: يا رب وما اكتب؟ قال: ما هو كائن إلى يوم القيامة، ففعل ذلك ثم ختم عليه وقال: لا تنطقن إلى يوم الوقت المعلوم.

6 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثورى عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما " ن " فهو نهر في الجنة قال الله عزوجل اجمد فجمد فصار مدادا، ثم قال عزوجل للقلم: اكتب فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، فالمداد مداد من نور والقلم قلم من نور واللوح لوح من نور، قال سفييان: فقلت له: يابن رسول الله بين لى امر اللوح والقلم والمداد فضل بيان وعلمنى مما علمك الله فقال: يابن سعيد لولا انك أهل للجواب ما أجبتك، فنون ملك يؤدى إلى القلم وهو ملك، والقلم يؤدى إلى اللوح وهو ملك، واللوح يؤدى إلى اسرافيل، واسرافيل يؤدى إلى ميكائيل، وميكائيل يؤدى إلى جبرئيل، و جبرئيل يؤدى إلى الانبياء والرسل صلوات الله عليهم، قال قال لى: قم يا سفيان فلا آمن عليك.

7 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن عبدالرحيم القصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن " ن والقلم " قال: ان الله خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا فجمد النهر وكانت أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب قال: يا رب ما اكتب؟ قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، فكتب القلم في رق اشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش ثم ختم على فم القلم فلم ينطق بعد ولا ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذى منه النسخ كلها أولستم عربا؟ فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه: انسخ ذلك الكتاب، أوليس انما ينسخ من كتاب

[389]

آخر من الاصل، وهو قوله: انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ".

8 - حدثنى أبى عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليمانى عن أبى الطفيل عن أبى جعفر عن أبيه على بن الحسين عليهم السلام انه قال وقد ارسل اليه عن ابن عباس يسأله عن العرش -: واما ما سأل عنه من العرش مم خلقه الله فان الله خلقه أرباعا لم يخلق قبله الا ثلاثة اشياء: الهواء والقلم والنور، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

9 - حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن هشام عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب فكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة.

10 - في مجمع البيان وقيل " ن " لوح من نور وروى مرفوعا إلى النبى صلى الله عليه وآله.

11 - وقيل هو نهر في الجنة قال له الله: كن مدادا فجمد وكان أبيض من اللبن وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب فكتب القلم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة عن أبى جعفر الباقر عليه السلام.

12 - في بصائر الدرجات محمد بن عبدالجبار عن البرقى عن فضالة عن ربعى عن القاسم بن محمد قال ان الله تبارك وتعالى أدب نبيه فاحسن تأديبه، فقال: " خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين " فلما كان ذلك أنزل الله انك لعلى خلق عظيم.

13 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن ابى زاهر عن على بن اسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن ابى اسحاق النحوى قال: دخلت على ابى عبدالله عليه السلام فسمعته يقول: ان الله عزوجل ادب نبيه على محبته فقال " وانك لعلى خلق عظيم " والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن ابى نجران عن عاصم بن حميد عن ابى اسحاق قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ثم ذكر نحوه.

14 - وباسناده إلى الفضيل بن يسار قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول لبعض اصحاب قيس الماصر: ان الله عزوجل ادب نبيه فأحسن ادبه، فلما اكمل له الادب

[390]

قال: " انك لعلى خلق عظيم " والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

15 - وباسناده إلى اسحق بن عمار عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى ادب نبيه صلى الله عليه وآله فلما انتهى به إلى ما اراد قال الله له " انك لعلى خلق عظيم " والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

16 - وباسناده إلى بحر السقا قال: قال لى أبوعبدالله عليه السلام: يا بحر حسن الخلق يسر ثم قال: الا اخبرك بحديث ما هو في ايدى أحد من اهل المدينة؟ قلت، بلى، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالس في المسجد اذا جاء‌ت جارية لبعض الانصار وهو قائم فأخذت بطرف ثوبه فقام لها النبى صلى الله عليه وآله فلم تقل شيئا ولم يقل لها النبى صلى الله عليه وآله شيئا حتى فعلت ذلك ثلاث مرات، فقام لها النبى صلى الله عليه وآله في الرابعة وهى خلفه واخذت هدبة(1) من ثوبه ثم رجعت فقال لها الناس: فعل الله بك وفعل؟ جلست رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث مرات لا تقولين له شيئا ولاهو يقول لك شيئا فما كانت حاجتك اليه؟ قالت: ان لنا مريضا فارسلنى اهلى لاخذ هدبة من ثوبه يستشفى بها، فلما اردت اخذها رآنى فقام فاستحييت ان آخذها وهو يرانى واكره ان استأمره في اخذها فأخذتها.

17 - وباسناده إلى محمد بن سنان عن اسحاق بن عمار عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان الخلق منيحة(2) يمنحها الله عزوجل خلقه فمنه سجية ومنه نية(3) فقلت: فايهما افضل؟ فقال: صاحب السجية وهو مجبول لايستطيع غيره، وصاحب النية يصبر على الطاعة تصبرا فهو افضلهما.

18 - وباسناده إلى ابى عثمان القابوسى عمن ذكره عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان الله عزوجل اعار اعدائه اخلاقا من اخلاق اوليائه لتعيش اوليائه مع

___________________________________

(1) الهدبة خمل الثوب.

(2) المنيحة: العطية.

(3) السجية: الطبعية، قوله " ومنه نية " اى يكون عن قصد واكتساب وتعمد قاله الفيض (ره) في الوافى.

[391]

اعدائه في دولاتهم.

وفى رواية اخرى: ولولا ذلك لما تركوا وليا لله عزوجل الا قتلوه.

19 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حبيب الخثمعى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: افاضلكم أحسنكم اخلاقا الموطئون اكنافا الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم(1).

20 - فيمن لايحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام ماحد حسن الخلق؟ قال: تلين جانبك وتطيب كلامك وتلقى أخاك ببشر حسن.

21 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى بريد بن معاوية عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل انزل حورا من الجنة إلى آدم عليه السلام فزوجها أحد ابنيه وتزوج الاخر إلى الجن فولدتا جميعا فما كان من الناس من جمال وحسن خلق فهو من الحوراء، وما كان فيهم من سوء الخلق فمن بنت الجان وأنكر أن يكون زوج بنيه من بناته.

22 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: " انك لعلى خلق عظيم " قال: هو الاسلام.

وروى ان الخلق العظيم هو الدين العظيم.

23 - في امالى شيخ الطائفة باسناده إلى الصادق عليه السلام انه قال: وكان فيما خاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله ان قال له: " يا محمد انك لعلى خلق عظيم ".

قال:

___________________________________

(1) الاكناف - بالنون جمع الكنف بمعنى الجانب والنحاية، يقال: رجل موطئ الاكناف اى كريم مضياف، وذكر ابن الاثير في النهاية هذا الحديث هكذا " الا اخبركم باحبكم إلى واقربكم منى مجلسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا الموطوؤن أكنافا الذين يألفون ويؤلفون " قال: هذا مثل وحقيقة من التوطئة وهى التمهيد والتذلل، وفراش وطئ: لا يؤذى جنب النائم.

والاكناف: الجوانب، اراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن منها من يصاحبهم ولا يتأذى.

[392]

السخا وحسن الخلق.

24 - في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن عثمان بن حماد عن عمرو بن ثابت عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اغسلوا ايديكم في اناء واحد تحسن اخلاقكم.

25 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " وانك لعلى خلق عظيم " يقول: على دين عظيم.

26 - في كتاب الخصال عن موسى بن ابراهيم عن أبيه باسناده رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ان ام سلمة قالت له: بابى أنت وامى المرأة يكون لها زوجان فيموتان فيدخلان الجنة.

لايهما تكون؟ فقال: يا ام سلمة تخير أحسنهما خلقا وخيرهما لاهله، يا ام سلمة ان حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والاخرة.

27 - في عيون الاخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه السلام من أخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من شئ في الميزان أثقل من حسن الخلق.

28 - في مجمع البيان وروى عنه صلى الله عليه وآله قال: انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق.

29 - وقال: ادبنى ربى فأحسن تأديبى.

30 - في محاسن البرقى عنه عن ابيه عمن حدثه عن جابر قال: قال ابوجعفر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن خلص ودى إلى قلبه الا وقد خلص ود على إلى قلبه، كذب يا على من زعم انه يحبنى ويبغضك، قال: فقال رجلان من المنافقين: لقد فتن رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الغلام فانزل الله تبارك وتعالى: فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون ودوا لو تدهن فيدهنون ولاتطع كل حلاف مهين فانزلت فيهما إلى آخر الاية.

31 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون " هكذا نزلت في بنى امية بأيكم اى حبتر وزفر وعلى عليه السلام.

وقال الصادق عليه السلام: لقى عمر امير المؤمنين عليه السلام فقال: يا على بلغنى انك تتأول هذه الاية في وفى صاحبى: " فتسبصر ويبصرون بأيكم المفتون "؟ قال أمير المؤمنين

[393]

عليه السلام: افلا اخبرك يا ابا حفص ما نزل في بنى امية؟ قوله: " والشجرة المعلونة في القرآن " قال عمر: كذبت يا على، بنو امية خير منك واوصل للرحم.

32 - حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن خالد عن الحسن ابن على الخزاز عن ابان بن عثمان عن عبدالرحمان عن ابى عبدالله عن ابى العباس المكى قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان عمر لقى عليا فقال: انت الذى تقرأ هذه الاية " بايكم المفتون " تعرض بى وبصاحبى؟ قال: افلا اخبرك بآية نزلت في بنى امية: " فهل عسيتم ان توليتم " إلى قوله: " وتقعطوا ارحامكم " فقال عمر: بنو امية اوصل للرحم منك ولكنك اثبت العداوة لبنى امية وبنى عدى وبنى تيم.

33 - في روضة الكافى الحسين بن محمد الاشعرى عن معلى بن محمد عن الوشا عن ابان عن عبدالرحمان بن ابى عبدالله وذكر كما في تفسير على بن ابراهيم الا ان فيه فقال: كذبت، بنو امية " اء ".

34 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: فلا تطع المكذبين قال في على عليه السلام ودوا لو تدهن فيدهنون اى احبوا ان تغش في على عليه السلام فيغشون معك ولاتطع كل حلاف مهين قال: الحلاف: الثانى، حلف لرسول الله صلى الله عليه وآله انه لا ينكث عهدا هماز مشاء بنميم قال: كان ينم على رسول الله صلى الله عليه وآله ويهمز بين اصحابه.

35 - في كتاب الخصال عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ثلاثة لا يدخلون الجنة السفاك الدم، وشارب الخمر، ومشاء بنميمة.

36 - عن على بن ابى طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الا اخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: المشاؤن بالنميمة، المفرقون بين الاحبة الباغون للبراء العيب.

37 - في من لايحضره الفقيه يا على كفر بالله العظيم من هذه الامة عشرة: العياب، والساعى في الفتنة الحديث.

38 - في تفسير على بن ابراهيم: مناع للخير قال: الخير امير المؤمنين عليه السلام معتد اثيم اى اعتدى عليه وقوله: عتل بعد ذلك زنيم قال: العتل العظيم

[394]

الكفر، والزنيم المدعى، وقال الشاعر.

زنيم تداعاه الرجال تداعيا *** كما زيد في عرض الاديم الاكارع(1).

39 - في مجمع البيان " عتل بعد ذلك " اى هو عتل مع كونه مناعا للخير معتديا اثيما وهو الفاحش السئ الخلق وروى ذلك في خبر مرفوع.

40 - وروى انه سئل النبى صلى الله عليه وآله عن العتل والزنيم فقال: هو الشديد الخلق الشحيح الاكول الشروب الواجد للطعام والشراب الظلوم للناس، الرحيب الجوف.

41 - وقيل: الزنيم هو الذى لا اصل له عن على عليه السلام.

42 - في جوامع الجامع وكان الوليد دعيا في قريش ادعاه أبوه بعد ثمانى عشرة من مولده جعل جفاه ودعوته أشد معايبه، لان من جفا وقسا قلبه اجترأ على كل معصية، ولان النطفة اذا خبثت خبث الناشى منها، ولذلك قال النبى صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنة ولد الزنا ولا ولد ولده.

43 - في مجمع البيان وعن شداد بن اوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنة جواظ ولا جعظرى ولاعتل زنيم قلت: فما الجواظ؟ قال كل جماع مناع، قلت: فما الجعظرى؟ قال: الفظ الغليظ، قلت: فما العتل الزنيم؟ قال: رحب الجوف سئ الخلق أكول شروب غشوم ظلوم.

44 - في كتاب معانى الاخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن احمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: ما معنى قول الله عزوجل: " عتل بعد ذلك زنيم " قال: العتل العظيم الكفر والزنيم المستهزئ بكفره.

45 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: اذا تتلى عليه آياتنا قال على الثانى قال: اساطير الاولين اى اكاذيب سنسمه على الخرطوم قال: في الرجعة اذا رجع أمير المؤمنين عليه السلام ورجع اعداؤه فيسمهم بميسم معه كما توسم البهائم على الخراطيم، الانف والشفتان.

___________________________________

(1) المراد من الاديم في البيت: الجلد دبغ او لم يدبغ.

والاكارع: القوائم من الدابة ويقال للسفلة من الناس الاكارع تشبيها بقوائم الدابة.

[395]

46 - في تفسير العياشى عن أبى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل وفى آخره واما قضى الامر(1) فهو الوسم على الخرطوم يوسم الكافر.

اقول: وقد نقلنا في النمل عند قوله تعالى: " اخرجنا لهم دابة من الارض " الاية احاديث تدل على ان الدابة امير المؤمنين وانه صاحب العصا والميسم ليسم به المؤمن والكافر وان ذلك يكون في الرجعة قبل القيامة.

47 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن عبدالله بن بحر عن على بن الحكم عن أبان بن عثمان عن الفضيل عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الرجل ليذنب الذنب فيدرأ عنه الرزق وتلا هذه الاية اذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون.

48 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامى وما سأل عنه امير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: ثم قام اليه آخر فقال: يا امير المؤمنين اخبرنى عن يوم الاربعاء وتطيرنا منه وثقله واى اربعاء هو؟ قال: آخر اربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل اخاه إلى ان قال: ويوم الاربعاء اصبحت كالصريم.

49 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد باسناده إلى الحسن بن سعيد عن ابى الحسن عليه السلام في قوله: يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود قال: حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا وتدمج(2) اصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود.

50 - في مجمع البيان وروى عن ابى جعفر وابى عبدالله (ع) انهما قالا في هذه الاية: أفحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الابصار وبلغت القلوب الحناجر لما رهقهم من الندامة والخزى والذلة " وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " اى لا يستطيعون الاخذ بما أمروا والترك لما نهوا عنه، ولذلك ابتلوا وفى الخبر انه يصير ظهور المنافقين

___________________________________

(1) كذا في الاصل ولم اظفر على الحديث في مظانه في تفسير العياشى.

(2) دمج الشئ دموجا: اذا دخل في الشئ واستحكم فيه.

[396]

كالسفافيد(1).

51 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود " قال: يكشف عن الامور التى خفيت، وما غصبوا آل محمد حقهم " ويدعون إلى السجود " قال: يكشف لامير المؤمنين عليه السلام فتصير اعناقهم مثل صياصى البقر، يعنى قرونها فلا يستطيعون ان يسجدوا وهى عقوبة، لانهم لم يطيعوا الله في الدنيا في امره وهو قوله: " وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " قال: إلى ولايته في الدنيا وهم يستطيعون.

52 - في جوامع الجامع وفى الحديث تبقى اصلابهم طبقا واحدا اى فقارة واحدة لا تنثنى.

53 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن محمد الطيار قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون قال مستطيعون يستطيعون الاخذ بما امروا به والترك لما نهوا عنه، وبذلك ابتلوا ثم قال: ليس شئ مما امروا به ونهوا الا ومن الله عزوجل فيه ابتلاء وقضاء.

54 - وباسناده إلى المعلى بن خنيس قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: ما يعنى بقوله عزوجل " وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " قال وهم مستطيعون.

55 - وباسناده إلى محمد بن على الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون " قال: تبارك الجبار ثم اشار إلى قدمه فكشف عنها الازار قال: " ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون " قال: افحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الابصار وبلغت القلوب الحناجر شاخصة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون.

56 - وباسناده إلى عبيد بن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: " يوم يكشف عن ساق " قال: كشف ازاره عن ساق ويده الاخرى على

___________________________________

(1) السفافيد جمع السفود - كتور -: حديدة يشوى عليها اللحم.

[397]

رأسه، فقال: سبحان ربى الاعلى.

57 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سفيان بن السمط قال: قال أبوعبدالله عليه السلام اذا اراد الله عزوجل بعبد خيرا فاذنب ذنبا تبعه بنقمة ويذكره الاستغفار واذا أراد الله عزوجل بعبد شرا فاذنب ذنبا تبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى به(1) وهو قول الله عزوجل: سنستدرجهم من حيث لا يعلمون بالنعم عند المعاصى.

58 - في مجمع البيان وروى عن أبى عبدالله عليه السلام انه قال: اذا أحدث العبد ذنبا جدد له نعمة فيدع الاستغفار فهو الاستدراج.

59 - في اصول الكافى ابن أبى عمير عن الحسن بن عطية عن عمر بن يزيد قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: انى سألت الله تبارك وتعالى ان يرزقنى مالا فرزقنى، وانى سألت الله ان يرزقنى ولدا فرزقنى، وسألته أن يرزقنى دارا فرزقنى، وقد خفت ان يكون ذلك استدراجا؟ فقال: اما مع الحمد فلا.

قال عز من قائل فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت.

60 - في تفسير العياشى عن أبى عبيدة الحذاء عن أبى جعفر عليه السلام كتب أمير - المؤمنين عليه السلام(2) قال: حدثنى رسول الله صلى الله عليه وآله ان جبرئيل حدثه أن يونس بن متى عليه السلام بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة وكان رجلا تعتريه الحدة(3) وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوتار النبوة وأعلامها وانه يتفسخ تحتها كما يتفسخ البعير تحت حمله(4) وانه اقام فيهم يدعوهم إلى الايمان بالله و التصديق به واتباعه ثلاثا وثلاثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه الا رجلان اسم احدهما روبيل والاخر تنوخا، وكان روبيل من أهل بيت العلم والنبوة والحكمة وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة وكان تنوخا رجلا مستضعفا

___________________________________

(1) اى يدوم على فعله.

(2) كذا في الاصل لكن في المصدر " وجدنا في بعض كتب...اه ".

(3) اى تصيبه البأس والغضب.

(4) تفسخ الربع تحت الحمل: ضعف وعجز ولم يطقه.

[398]

عابدا زاهدا منهمكا في العبادة(1) وليس له علم ولا حكم وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها، وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه ويأكل من كسبه، وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته، فلما رأى أن قومه لايجيبونه ولا يؤمنون ضجر وعرف من نفسه قلة الصبر، فشكا ذلك إلى ربه وكان فيما شكا أن قال: يا رب انك بعثتنى إلى قومى ولى ثلاثون سنة فلبثت فيهم ادعوهم إلى الايمان بك والتصديق برسالتى واخوفهم عذابك ونقمتك ثلاثا و ثلاثين سنة فكذبونى، ولم يؤمنوا بى وجحدوا نبوتى واستخفوا برسالتى، وقد توعدونى وخفت أن يقتلونى، فأنزل عليهم عذابك فانهم قوم لايؤمنون، فأوحى الله إلى يونس: ان فيهم الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين وانا الحكم العدل، سبقت رحمتى غضبى، لا اعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، و هم يا يونس عبادى وخلقى وبريتى في بلادى وفى عيلتى، احب أن أتأناهم(2) وارفق بهم وانتظر توبتهم وانما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم تعطف عليهم سخاء الرحمة الماسة منهم وتتأناهم برأفة النبوة فاصبر معهم باحلام الرسالة وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوى العالم بمداواة الدواء، فخرجت بهم ولم تستعمل قلوبهم بالرفق، ولم تسسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتنى مع سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك وعبدى نوح كان أصبر منك على قومه وأحسن صحبة واشد تانيا في الصبر عندى، وابلغ في العذر، فغضبت له حين غضب لى وأجبته حين دعانى، فقال يونس: يا رب انما غضبت عليهم فيك وانما دعوت عليهم حين عصوك فوعزتك لا أنعطف عليهم برأفة أبدا، ولا انظر اليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذبيهم اياى، وجحدهم نبوتى، فأنزل عليهم عذابك فانهم لايؤمنون ابدا فقال الله: يا يونس انهم مأة الف أو يزيدون من خلقى يعمرون بلادى ويلدون عبادى ومحبتى أن أتأناهم للذى سبق من علمى فيهم وفيك، وتقديرى وتدبيرى غير علمك وتقديرك، وانت المرسل وانا الرب الحكيم، وعلمى

___________________________________

(1) انهمك في الامر: جد فيه ولج.

(2) من التأنى اى الرفق والمداراة.

[399]

فيهم يا يونس باطن في الغيب عندى لاتعلم ما منتهاه، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له، يا يونس قد أجبتك إلى ما سألت، انزل العذاب عليهم وما ذلك يا يونس بأوفر لحظك عندى ولا أحمد لشأنك وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الاربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فأعلمهم ذلك، فسر يونس ولم يسؤه ولم يدر ما عاقبته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

61 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله اذ نادى ربه وهو مكظوم اى مغموم.

62 - في الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الحجال عن عبدالصمد ابن بشير عن حسان الجمال قال: حملت أبا عبدالله عليه السلام من المدينة إلى مكة، فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال: ذاك موضع قدم رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال: من كنت مولاه فعلى مولاه، ثم نظر إلى الجانب الاخر فقال: ذاك موضع فسطاط أبى فلان وفلان وسالم مولى أبى حذيفة، وأبى عبيدة بن الجراح، فلما أن رأوه رافعا يديه، قال بعضهم لبعض: انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون فنزل جبرئيل عليه السلام بهذه الاية: وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون وما هو الا ذكر للعالمين.

63 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر " قال: لما اخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بفضل أمير المؤمنين عليه السلام " ويقولون انه لمجنون " فقال الله سبحانه: " وما هو " يعنى امير المؤمنين عليه السلام " الا ذكر للعالمين ".

64 - في روضة الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن سلمان عن عبدالله بن محمد الهمدانى عن مسمع بن الحجاج عن صباح المزنى عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد على يوم الغدير صرخ ابليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم في بر ولا بحر الا اتاه فقالوا: ياسيدهم ومولاهم ماذا دهاك؟(1)

___________________________________

(1) مضى الحديث بمعناه في صفحة 147 فراجع

[400]

فما سمعنا لك صرخة اوحش من صرختك هذه؟ فقال لهم: قد فعل هذا النبى فعلا ان تم لم يعص الله أبدا فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لآدم؟ فلما قال المنافقون: انه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون؟ - يعنون رسول الله صلى الله عليه وآله - صرخ ابليس صرخة يطرب فجمع أوليائه فقال: أما علمتم انى كنت لادم من قبل؟ قالوا: نعم قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

65 - في مجمع البيان " ليزلقونك بابصارهم " اى ليزهقونك اى لقتلونك ويهلكونك عن ابن عباس وكان يقرء‌ها كذلك وقيل ليصرعونك عن الكلبى، وقيل يصيبونك بأعينهم عن السدى والكل يرجع في المعنى إلى الاصابة في العين، والمفسرون كلهم على انه المراد في الاية، وأنكر الجبائى ذلك وقال: ان اصابة العين لا تصح، قال على بن عيسى الرمانى: وهذا الذى ذكره غير صحيح لانه غير ممتنع أن يكون الله تعالى اجرى العادة بصحة ذلك لضرب من المصلحة، وعليه اجماع المفسرين، وجوزه العقلاء فلا مانع منه، وجاء في الخبر ان اسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله ان بنى جعفر تصبيهم العين فاسترقى لهم؟(1) قال: نعم لو كان شئ يسبق القدر لسبقه العين.

66 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن بعض اصحابه عن القداح عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين: رقى النبى صلى الله عليه وآله حسنا وحسينا فقال: اعيذكما بكلمات الله التامة وأسمائه الحسنى كلها عامة من شر السامة والهامة، ومن شر كل عين لامة ومن شر حاسد اذا حسد، ثم التفت النبى صلى الله عليه وآله الينا فقال: هكذا كان يعوذ ابراهيم اسماعيل واسحاق عليهم السلام.

___________________________________

(1) الرقية: العوذة وهى التى تكتب وتعلق على الانسان من العين والفزع والجنون واسترقاه: طلب ان يرقيه

[401]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21338294

  • التاريخ : 29/03/2024 - 09:56

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net