00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الانسان 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الخامس )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة الانسان

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرء هل اتى على الانسان في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين ثمانمأة عذراء وأربعة آلاف ثيب وحوراء من الحور العين، وكان مع محمد صلى الله عليه وآله.

2 - في مجمع البيان وقال ابوجعفر عليه السلام: من قرء سورة هل اتى في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين مأة عذراء وأربعة آلاف ثيب وكان مع محمد صلى الله عليه وآله.

3 - أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة هل اتى كان جزائه على الله الجنة وحريرا.

4 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى على بن عمر العطار قال: دخلت على ابى الحسن العسكرى عليه السلام يوم الثلثاء فقال لم ارك امس؟ قال: كرهت الحركة في يوم الاثنين قال: يا على من احب ان يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرء في اول ركعة من صلاة الغداة: " هل اتى على الانسان " ثم قرء ابوالحسن عليه السلام " فوقاهم الله

[468]

شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا ".

5 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) في سورة الانسان مكية في قول ابن عباس وضحاك وقال قوم: هى مدنية وهى احدى وثلاثون آية بلا خلاف يقول على بن موسى بن طاوس: ومن العجب العجيب أنهم رووا من طريق الفريقين ان المراد بنزول سورة هل اتى على الانسان مولانا عليا وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، وقد ذكرنا في كتابنا هذا بعض روايتهم لذلك، ومن المعلوم ان الحسن والحسين عليهما السلام كانت ولادتهما بالمدينة ومعهذا فكأنهم نسوا ما رووه على اليقين، وأقدموا على القول بأن هذه السورة مكية وهو غلط عند العارفين.

6 - في مجمع البيان حدثنا السيد أبوالحمد مهدى بن نزار الحسنى إلى قوله: وباسناده عن سعيد بن المسيب عن على بن أبى طالب عليه السلام انه قال: سألت النبى صلى الله عليه وآله عن ثواب القرآن فأخبرنى بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السماء فأول ما نزل عليه بمكة فاتحة الكتاب ثم اقرأ باسم، إلى أن قال: واول ما نزل بالمدينة سورة الانفال ثم البقرة ثم آل عمران ثم الممتحنة ثم النساء ثم اذا زلزلت ثم الحديد ثم سورة محمد ثم الرعد ثم سورة الرحمن ثم هل اتى إلى قوله: فهذا ما انزل بالمدينة.

7 - في اصول الكافى أحمد بن مهران عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى عن على بن اسباط عن خلف بن حماد عن ابن مسكان عن مالك الجهنى قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قوله: هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فقال: كان مقدرا غير مذكور.

8 - في تفسير على بن ابراهيم " هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " قال: لم يكن في العلم ولا في الذكر، وفى حديث آخر كان في العلم ولم يكن في الذكر.

9 - في مجمع البيان وروى العياشى باسناده عن عبدالله بن بكير عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قوله: " لم يكن شيئا مذكورا " قال: كان شيئا ولم

[469]

يكن مذكورا.

10 - وباسناده عن سعيد الحذاء عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان مذكورا في العلم ولم يكن مذكورا في الخلق.

11 - وعن عبدالاعلى مولى آل سام عن ابى عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " فقال: كان شيئا ولم يكن مذكورا.

12 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه أن النبى صلى الله عليه وآله قال لعلى عليه السلام: قل: ما اول نعمة أبلاك الله عزوجل وأنعم عليك بها؟ قال: أن خلقنى جل ثناؤه ولم اك شيئا مذكورا، قال: صدقت.

13 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: امشاج نبتليه قال: ماء الرجل والمرأة اختلطا جميعا.

14 - في نهج البلاغة عالم الغيب من ضمائر المضمرين إلى أن قال عليه السلام: ومحط الامشاج من مشارب الاصلاب.

15 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن الطيار عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا قال: عرفناه اما آخذا واما تاركا.

16 - في اصول الكافى باسناده إلى حمران بن اعين قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قوله عزوجل: " انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا " قال: اما آخذ فهو شاكر واما تارك فهو كافر.

17 - في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبى عمير قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله: " انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا " قال: اما آخذ فشاكر واما تارك فكافر.

18 - في مجمع البيان قد روى الخاص والعام أن الايات من هذه السورة و هى قوله: ان لابرار يشربون إلى قوله: وكان سعيكم مشكورا نزلت في على وفاطمة

[470]

والحسن والحسين عليهم السلام وجارية لهم تسمى فضة، وهو المروى عن ابن عباس مجاهد وابى صالح والقصة طويلة جملتها أنهم قالوا: مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما ووجوه العرب وقالوا: يابا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا؟ فنذر صوم ثلاثة ايام ان شفاهما الله سبحانه، ونذرت فاطمة عليها السلام وكذلك الفضة فبرء‌ا وليس عندهم شئ، فاستقرض على عليه السلام ثلاثة اصوع من شعير من يهودى وروى انه اخذها ليغزل له صوفا، وجاء به إلى فاطمة فطحنت صاعا منها فاختبزته وصلى على عليه السلام المغرب وقربته اليهم فأتاهم مسكين يدعوهم وسألهم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء، فلما كان اليوم الثانى اخذت صاعا وطحنته واختبزته وقدمته إلى على عليه السلام فاذا يتيم بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء، فلما كان اليوم الثالث عمدت الباقى فطحنته واختبزته وقدمته إلى على عليه السلام فاذا اسير بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء، فلما كان اليوم الرابع وقد قضوا نذورهم اتى على ومعه الحسن والحسين عليهم السلام إلى النبى صلى الله عليه وآله وبهما ضعف فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله ونزل جبرئيل بسورة هل اتى.

19 - وفى رواية عطاء عن ابن عباس ان على بن ابى طالب عليه السلام آجر نفسه ليقسى نخلا بشئ من شعير ليلة حتى أصبح فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الحريرة(1) فلما تم انضاجه اتى مسكين فأخرجوا اليه الطعام ثم عمل الثلث الثانى فلما تم انضاجه اتى يتيم فسأل فأطعموه، ثم عمل الثلث الثالث فلما تم انضاجه اتى اسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا(2) يومهم ذلك ذكره الواحدى في تفسيره.

20 - وذكر على بن ابراهيم ان أباه حدثه عن عبدالله بن ميمون عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كان عند فاطمة عليها السلام شعير فجعلوه عصيدة(3) فلما انضجوها ووضعوها بين ايديهم جاء مسكين فقال المسكين: رحمكم الله فقام على عليه السلام، فأعطاه ثلثا فلم

___________________________________

(1) الحريرة: دقيق يطبخ بلبن أو دسم.

(2) طوى فلان: جاع ولم يأكل شيئا.

(3) العصيدة: دقيق يلت بالسمن ويطبخ.

[471]

يلبث أن جاء يتيم فقال اليتيم: رحمكم الله فقام على عليه السلام فأعطاه الثلث، ثم جاء اسير فقال الاسير: رحمكم الله فأعطاه على عليه السلام الثلث وما ذاقوها، فأنزل الله سبحانه الايات فيهم، وهى جارية في كل مؤمن فعل ذلك لله عزوجل.

21 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وروى ابوصالح ومجاهد والضحاك والحسن وعطا وقتادة ومقاتل والليث وابن عباس وابن مسعود وابن جبير وعمرو ابن شعيب والحسن بن مهران والنقاش والقشيرى والثعلبى والواحدى في تفسيرهم وصاحب أسباب النزول والخطيب المكى في الاربعين وابوبكر الشيرازى في نزول القرآن في أمير المؤمنين عليه السلام والاشنهى في اعتقاد أهل السنة وأبوبكر محمد بن أحمد بن الفضل النحوى في العروس في الزهد وروى أهل البيت عليهم السلام عن الاصبغ بن نباتة وغيرهم عن الباقر عليه السلام واللفظ له في قوله تعالى: " هل اتى على الانسان حين من الدهر " انه مرض الحسن والحسين عليهما السلام فعادهما رسول الله في جميع اصحابه وقال لعلى: يا ابا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا عافاهما الله، فقال: أصوم ثلاثة ايام وكذلك قالت فاطمة والحسن والحسين وجاريتهم فضة فبرئا فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق على إلى جار له من اليهود يقال له فنحاص بن الحارا وفي رواية شمعون بن حاريا يستقرضه وكان يعالج الصوف، فأعطاه جزة من صوف(1) وثلاثة أصوع من شعير، وقال: تغزلها ابنة محمد فجاء بذلك فغزلت فاطمة ثلث الصوف ثم طحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها على عليه السلام اذا مسكين على الباب يقول: السلام عليكم يا أهل بيت محمد انا مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده وقال: فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين - اما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين - يشكو الينا جائع حزين * كل امرئ بكسبه رهين

___________________________________

(1) الجزة: صوف شاة في السنة

[472]

فقالت فاطمة: امرك سمعا يا ابن عم وطاعة * ما في من لؤم ولا وضاعة - أطعمه ولا أبالى الساعة * ارجوا اذا اشبعت ذا مجاعة - ان ألحق الاخيار والجماعة * وادخل الخلد ولى شفاعة ودفعت ما كان على الخوان اليه وباتوا جياعا، واصبحوا صياما ولم يذقووا الا الماء القراح، فلما أصبحوا غزلت الثلث الثانى وطحنت صاعا من الشعير وعجنته و خبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم وكسر على لقمة اذا يتيم على الباب يقول السلام عليكم أهل بيت محمد، انا يتيم من يتامى المسلمين أطعمونى مما تأكلون اطعمكم الله من موائد الجنة فوضع اللقمة من يده وقال: فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبى ليس بالذميم - قد جاء‌نا الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم فهو رحيم - موعده في جنة النعيم * حرمها الله على اللئيم فقالت فاطمة: انى اعطيه ولا ابالى * واوثر الله على عيالى - امسوا جياعا وهم اشبالى ثم دفعت ما كان على الخوان اليه وباتوا جياعا، لا يذوقون الا الماء القراح، فلما اصبحوا غزلت الثلث الباقى وطحنت الصاع الباقى وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها على عليه السلام اذا اسير من اسراء المشركين على الباب يقول: السلام عليكم أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا فوضع على عليه السلام اللقمه من يده وقال:

فاطم يا بنت النبى أحمد *** بنت نبى سيد مسدد

هذا اسير للنبى المهتدى *** مكبل في غلة مقيد(1)

يشكوا الينا الجوع قد تقدد *** من يطعم اليوم يجده في غد

عند العلى الواحد الممجد

___________________________________

(1) الكبل: القيد أو اعظم ما يكون من القيود.

[473]

فقالت فاطمة:

لم يبق مما كان غير صاع *** قد رميت كفى مع الذراع

وما على رأسى من قناع *** الاعباء نسجه بصاع

ابناى والله من الجياع *** يا رب لا تتركهما ضياع

ابوهما للخير ذو اصطناع *** عبل الذراعين شديد الباع(1)

واعطته ما كان على الخوان وباتوا جياعا، واصبحوا مفطرين وليس عندهم شئ، فرآهم النبى صلى الله عليه وآله جياعا فنزل جبرئيل عليه السلام ومعه صحفة(2) من الذهب مرصعة بالدر والياقوت مملوة من الثريد وعراقا(3) تفوح منها رائحة المسك و الكافور، فجلسوا وأكلوا حتى شبعوا ولم تنقص منها لقمة، وخرج الحسين ومعه قطعة عراق فنادته امرأة يهودية يا اهل بيت الجوع من اين لكم هذا أطعمنيها؟ فمد يده الحسين ليطعمها فهبط جبرئيل واخذها من يدها ورفع الصحفة إلى السماء، فقال النبى صلى الله عليه وآله: لو لا ما أراد الحسين من اطعام الجارية تلك القطعة لتركت تلك الصحفة في أهل بيتى يأكلون منها إلى يوم القيامة، ونزل: يوفون بالنذر وكان الصدقة في ليلة خمس وعشرين من ذى الحجة، ونزلت " هل اتى " في اليوم الخامس و العشرين منه.

22 - وباسناده عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن على بن أبى طالب عليهما السلام قال: كل ما في كتاب الله عزوجل من قوله: " ان الابرار " فوالله ما أراد به الا على بن أبى طالب وفاطمة وانا والحسين، لانا نحن ابرار بآبائنا

___________________________________

(1) يقال: رجل عبل الذرعين ااى ضخمهما.

والباع: قدر مد اليدين وربما عبر بالباع عن الشرف والفضل والقدرة.

(2) الصحفة: قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة، قال الكسائى: اعظم القصاع الجفته ثم القصعة تشبع العشرة، ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم المئكلة تشبع الرجل او الثلاثة، ثم الصحفة تشبع الرجل.

(3) العراق - بالضم - جمع العرق: العظم الذى اخذ عنه اللحم.

[474]

وامهاتنا، وقلوبنا عملت بالطاعات والبر، ومبراة من الدنيا وحبها واطعنا الله في جميع فرائضه، وآمنا بوحدانيته وصدقنا برسوله.

23 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد نزل فيه وفى ولده ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا إلى آخر السورة غيرى؟ قالوا: لا.

24 - في امالى الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام في قوله عزوجل: " يوفون بالنذر " قالا: مرض الحسن والحسين عليهما السلام وهما صبيان صغيران فعادهما رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه رجلان فقال: ياابا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا ان الله عافاهما؟ فقال: اصوم ثلاثة ايام شكرا لله عزوجل، وكذلك قالت فاطمة عليها السلام وقال الصبيان: ونحن ايضا نصوم ثلاثة ايام، وكذلك قالت جاريتهم فضة، فألبسهما الله عافية فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق على عليه السلام إلى جار له من اليهود يقال له شمعون يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطينى جزة من صوف تغزلها لك ابنة محمد بثلاثة اصوع من شعير؟ قال: نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة عليها السلام فقبلت وأطاعت، ثم عمدت فغزلت ثلث الصوف ثم اخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصا، وصلى على عليه السلام مع النبى صلى الله عليه وآله المغرب ثم اتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها على عليه السلام اذا مسكين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده ثم قال:

فاطم ذات المجد واليقين *** يا بنت خير الناس اجمعين

أما ترين البائس المسكين *** جاء إلى الباب له حنين

يشكو إلى الله ويستكين *** يشكو الينا جائعا حزين

كل امرئ بكسبه رهين *** ميفعل الخير يقف سمين

[475]

موعده في جنة دهين(1)*** حرمها الله على الضنين

وصاحب النجل يقف حزين *** تهوى به النار إلى سجين

شرابه الحميم والغسلين

فأقبلت فاطمة تقول:

امرك سمع يابن عم وطاعة *** ما بى من لؤم ولا ضراعة(2)

غذيت باللب وبالبراعة *** ارجو اذا اشبعت من مجاعة

ان ألحق الاخيار والجماعة *** وادخل الجنة في شفاعة

وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعا، وأصبحوا صياما لم يذوقوا الا الماء القراح، ثم عمدت إلى الثلث الثانى من الصوف فغزلته ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة اقراص لكل واحد قرصا، وصلى على عليه السلام المغرب مع النبى صلى الله عليه وآله ثم أتى منزله، فلما وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها على عليه السلام اذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة، فوضع على عليه السلام اللقمة من يده ثم قال: فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبى ليس بالزنيم(3) - قد جاء‌نا الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم فهو رحيم - موعده في جنة النعيم * حرمها الله على اللئيم - وصاحب البخل يقف ذميم * تهوى به النار إلى الجحيم - شرابه الصديد والحميم

___________________________________

(1) قوله عليه السلام " دهين " كناية عن النضارة والطراوة كانه يصب عليه الدهن يقال " قوم مدهنون " عليهم آثار النعم.

(2) الضراعة: الذل والاستكانة والضعف.

(3) الزنيم: اللئيم الذى يعرف بلؤمه.

[476]

فأقبلت فاطمة عليها السلام وهى تقول:

فسوف أعطيه ولا ابالى *** وأوثر الله على عيالى

امسوا جياعا وهم أشبالى *** أصغرهما يقتل في القتال

بكربلا يقتل باغتيال *** لقاتليه الويل مع وبال

يهوى في النار إلى سفال *** كبوله زادت في الاكبال

ثم عمدت فأعطته جميع ما على الخوان وباتوا جياعا لم يذوقوا الا الماء القراح، وأصبحوا صياما وعمدت فاطمة عليها السلام فغزلت الثلث الباقى من الصوف وطحنت الصاع الباقى وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، لكل واحد قرصا، وصلى على عليه السلام المغرب مع النبى صلى الله عليه وآله ثم اتى منزله فقرب اليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها على عليه السلام اذا أسير من اسراء المشركين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعمونا؟ فوضع على عليه السلام اللقمة من يده ثم قال:

فاطم يا بنت النبى أحمد *** بنت نبى سيد مسدد

قد جاء‌ك الاسير ليس يهتدى *** مكبلا في غله مقيد

يشكو الينا الجوع قد تقدد *** من يطعم اليوم يجده في غد

عند العلى الواحد الموحد *** ما يزرع الزارع سوف يحصد

فأطعمى من غير من انكد(1) فأقبلت فاطمة عليها السلام وهى تقول:

لم يبق مما كان غير صاع *** قد دبرت كفى مع الذراع(2)

شبلاى والله هما جياع *** يا رب لا تتركهما ضياع

وما على رأسى من قناع *** الاعبا نسجتها بصاع

___________________________________

(1) نكد عيشتهم: اشتد وعسر.

(2) الدبر: الجرح.

[477]

وعمدوا إلى ما كان على الخوان فأعطوه وباتوا جياعا وأصبحوا مفطرين، وليس عندهم شئ، قال شعيب في حديثه وأقبل على بالحسن والحسين عليهما السلام نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وهما يرتعشان كالفراخ(1) من شدة الجوع، فلما بصر بهم النبى صلى الله عليه وآله قال: يا أبا الحسن شد ما يسوء‌نى ما ارى بكم انطلق إلى ابنتى فاطمة فانطلقوا وهى في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع، وغارت عيناها(2) فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله ضمها اليه وقال: واغوثا بالله أنتم منذ ثلاث فيما أرى فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد خذ ما هيأ الله لك في أهل بيتك، فقال وما آخذ جبرئيل قال: " هل اتى على الانسان حين من الدهر " حتى بلغ " ان هذا كان لكم جزاء، وكان سعيكم مشكورا " وقال الحسن بن مهران في حديثه: فوثب النبى حتى دخل منزل فاطمة عليها السلام فراى ما بهم فجمعهم ثم انكب عليهم يبكى و يقول: انتم منذ ثلاث فيما أرى وأنا غافل عنكم؟ ! فهبط جبرئيل عليه السلام بهذه الايات ان الابرار يشربون من كاس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا قال: هى عين في دار النبى صلى الله عليه وآله تفجر إلى دور الانبياء و المؤمنين يوفون بالنذر يعنى عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وجاريتهم ويخافون يوما كان شره مستطيرا يقول عابسا كلوحا(3)

25 - في كتاب الخصال في احتجاج على عليه السلام على أبى بكر قال: انشدك بالله أنا صاحب الاية " يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا " ام أنت؟ قال: بل انت.

26 - في اصول الكافى أحمد بن ادريس عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام في قول الله عزوجل: " يوفون بالنذر " الذى أخذ عليهم من ولايتنا.

___________________________________

(1) الفراخ جمع الفرخ: ولد الطائر.

(2) غارت عينه: دخلت في الرأس وانحسفت.

(3) الكلوح بمعنى العبوس.

[478]

27 - على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضى عليه السلام قال: قلت قوله: " يوفون بالنذر " قال: يوفون لله بالنذر الذى أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا.

28 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " يوفون بالنذر ويخا فون يوما كان شره مستطيرا " قال: المستطير العظيم.

29 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبى المغرا عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال قلت: قوله: ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا قال: ليس من الزكوة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

30 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد عن أبى الحسن عليه السلام قال: ينبغى للرجل ان يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته، وتلا هذه الاية " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا " قال: الاسير عيال: الرجل ينبغى للرجل اذا زيد في النعمة ان يزيد أسرائه في السعة عليهم، ثم قال: ان فلانا انعم الله عليه بنعمة فمنعها اسراء وجعلها عند فلان فذهب بها قال معمر: وكان فلان حاضرا.

31 - في كتاب الخصال عن المنكدر باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خيركم من أطعم الطعام وافشى السلام وصلى والناس نيام.

32 - عن أحمد بن عمر الحلبى قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: أى الخصال بالمرء أجمل؟ قال: وقار بلا مهانة وسماح بلا طلب مكافاة، وتشاغل بغير متاع الدنيا.

33 - في مجمع البيان " ويطعمون الطعام على حبه " اى على حب الطعام، وفى الحديث عن أبى سعيد الخدرى أن النبى صلى الله عليه وآله قال: ما من مسلم أطعم مسلما على جوع الا أطعمه الله من ثمار الجنة، وما من مسلم كسا أخاه على عرى الا كساه الله من خضر الجنة، ومن سقى مسلما على ظمأ سقاه الله من الرحيق.

[479]

34 - وفيه وقال أهل التحقيق، القرض الحسن يجمع عشرة أوصاف، إلى قوله: وان يتصدق وهو يحب المال ويرجو الحياة، لقوله صلى الله عليه وآله لما سئل عن أفضل الصدقة ان تعطيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى اذا بلغت التراقى قلت: لفلان كذا ولفلان كذا.

35 - في امالى الصدوق (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا اعنى قوله: عابسا كلوحا: " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا " يقول: على شهواتهم للطعام وايثارهم له مسكينا من مساكين المسلمين، ويتيما من يتامى المسلمين، واسيرا من اسارى المشركين، ويقولون اذا أطعموهم: انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله باضمارهم، يقولون: لا نريد جزاء تكافوننا به، ولا شكورا تثنون علينا به، ولكنا انما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.

36 - في كتاب الخصال عن أحمد بن عمران الحلبى قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: أى الخصال بالمرء أجمل؟ قال: وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافاة، و تشاغل بغير متاع الدينا.

37 - في الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبى الحسن على بن يحيى عن أيوب بن اعين عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يؤتى يوم القيامة برجل فيقال له: احتج فيقول: يا رب خلقتنى وهديتنى فأوسعت على، فلم أزل أوسع على خلقك وأيسر عليهم لكى تنشر على هذا اليوم رحمتك وتيسره؟ فيقول الرب جل ثناؤه وتعالى ذكره: صدق عبدى ادخلوه الجنة.

38 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرون عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: ان موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى لا يطول في الدنيا أملك وذكر حديثا قدسيا طويلا وفيه يقول عزوجل: فاعمل كأنك ترى ثواب عملك لكى يكون أطمع لك في الاخرة لا محالة.

[480]

39 - في نهج البلاغة هذا ما أمر به عبدالله على بن أبيطالب امير المؤمنين ابتغاء وجه الله ليولجنى به الجنة، ويعطينى الامنة.

40 - وفيه: وليس رجل فأعلم أحرص على جماعة امة محمد والفتها منى، ابتغى بذلك حسن الثواب وكريم المآب.

41 - في امالى الصدوق رحمه الله باسناده إلى النبى صلى الله عليه وآله قال: من صام يوما تطوعا ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة.

42 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى على بن عمر بن العطار قال: دخلت على ابى الحسن العسكرى عليه السلام يوم الثلثاء فقال: لم أرك امس؟ قال: كرهت الحركة في يوم الاثنين، قال: يا على من أحب ان يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرء في اول ركعة من صلوة الغداة هل اتى على الانسان ثم قرء أبوالحسن عليه السلام فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا.

43 - في امالى الصدوق (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه اعنى قوله وطلب ثوابه قال الله تعالى ذكره: " فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة " في الوجوه وسرورا في القلوب وجزاهم بما صبروا جنة يسكنونها وحريرا يفترشونه ويلبسونه متكئين فيها على الارائك والاريكة السرير لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا قال ابن عباس: بينا أهل الجنة في الجنة اذا رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان فيقول أهل الجنة: يا رب انك قلت في كتابك " لا يرون فيها شمسا " فيرسل الله جل اسمه اليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه بشمس ولكن عليا وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما، ونزلت " هل اتى " فيهم إلى قوله: " وكان سعيكم مشكورا "

44 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا " قال: ذلك في الدنيا قبل القيامة، وذلك ان في القيامة لا يكون غدو وعشى، لان الغدو والعشى انما يكون في الشمس والقمر وليس في جنان الخلد ونيرانها شمس ولا قمر.

45 - حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن ابى الحسن الرضا عليه السلام انه قال: ان

[481]

الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له وضوء‌هما من نور عرشه وحرهما من جهنم فاذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما، وعاد إلى النار حرهما.

فلا يكون شمس ولا قمر، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

46 - في كتاب الخصال عن أبى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: في الشمس أربع خصال: تغير اللون، وتنتن الريح، وتخلق الثياب، وتورث الداء.

47 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحاق المدنى عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن قول الله عزوجل: ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذى يشتهيه من الثمار بفيه وهو متكئ وان الانواع من الفاكهة ليقلن لولى الله يا ولى الله كلنى قبل ان تأكل هذه قبلى.

48 - في مجمع البيان كانت تلك الاكواب قواريرا اى زجاجا قوارير من فضة قال الصادق عليه السلام: ينفذ البصر في فضة الجنة كما ينفذ في الزجاج.

49 - في كتاب الخصال عن ابى صالح عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: اعطانى الله تعالى خمسا وأعطى عليا خمسا: أعطانى الكوثر واعطاه السلسبيل، الحديث.

50 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالله بن مرة عن ثوبان قال يهودى للنبى صلى الله عليه وآله: فما اول ما يأكل اهل الجنة اذا دخلوها؟ قال: كبد الحوت قال: فما شرابهم على أثر ذلك؟ قال: السلسبيل قال صدقت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

51 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: ولدان مخلدون قال: مستورون.

52 - في كتاب معانى الاخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن الحسن بن موسى الخشاب عن يزيد بن اسحاق عن عباس بن يزيد قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام - وكنت عنده ذات يوم: - اخبرنى عن قول الله عزوجل:

[482]

واذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ما هذا الملك الذى كبر الله عزوجل حتى سماه كبيرا؟ قال: اذا ادخل الله أهل الجنة الجنة ارسل رسولا إلى ولى من اوليائه فيجد الحجبة على بابه، فتقول له: قف حتى نستأذن لك، فما يصل اليه رسول ربه الا باذن، فهو قوله عزوجل: " واذا رايت ثم رايت نعيما وملكا كبيرا ".

53 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحاق المدنى عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن قول الله عزوجل: " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا " فقال: يا على ان الوفد لا يكون الا ركبانا إلى قوله: فقال على عليه السلام يا رسول الله اخبرنا عن قول الله عزوجل: " غرف مبنية من فوقها غرف " بماذا بنيت يا رسول الله؟ فقال يا على تلك غرف بناها الله عزوجل لاوليائه بالدر والياقوت والزبرجد، سقوفها الذهب محبوكة بالفضة(1) لكل غرفة منها الف باب من ذهب، على كل باب منها ملك موكل به فيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بالوان مختلفة وحشوها الكافور والعنبر وذلك قول الله عزوجل " وفرش مرفوعة " اذا ادخل المؤمن إلى منازله في الجنة ووضع على راسه تاج الملك والكرامة البس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظومة في الاكليل(2) تحت التاج قال: فألبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة وضروب مختلفة منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الاحمر، فذلك قوله عزوجل: " يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير " فاذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا، فاذا استقر لولى الله عزوجل منازله في الجنان استأذن عليه الموكل بجنانه ليهنئه بكرامة الله عزوجل اياه، فيقول له خدام المؤمن من الوصفاء

___________________________________

(1) الحبك: الشد والاحكام وتحسين اثر الصنعة في الثوب.

(2) الاكليل: تحت التااج وشبه العصابة تزين بالجواهر.

[483]

والوصائف:(1) مكانك فان ولى الله قد اتكى على اريكته وزوجته الحوراء تهيأ له، فاصبر لولى الله قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمة لها تمشى مقبلة وحولها وصائفها وعليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد، وهى من مسك وعنبر، وعلى رأسها تاج الكرامة وعليها نعلان من ذهب مكللتان بالياقوت واللؤلؤ شراكهما ياقوت أحمر، فاذا دنت من ولى الله فهم أن يقوم اليها شوقا فتقول له: يا ولى الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب فلا تقم، انا لك وأنت لى، فيعتقان مقدار خمسمأة عام من أعوام الدنيا لا يملها ولاتمله، قال: فاذا فتر بعض الفتور من غير ملالة نظر إلى عنقها فاذا عليها قلائد من قصب من ياقوت احمر وسطها لوح صفحته درة مكتوب فيها: أنت يا ولى الله حبيبى وانا الحوراء حبيبتك اليك تناهت نفسى والى تناهت نفسك، ثم يبعث الله اليه ألف ملك يهنونه بالجنة ويزوجونه بالحوراء قال: فينتهون إلى أول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب جنانه استأذن على ولى الله فان الله بعثنا نهننه، فيقول لهم الملك: حتى أقول للحاجب فيعلمه مكانكم، قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلاثة جنان حتى ينتهى إلى اول باب فيقول للحاجب: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين ليهنئوا ولى الله وقد سألونى أن آذن لهم عليه، فيقول الحاجب: انه ليعظم على أن استأذن لاحد على ولى الله وهو مع زوجته الحوراء، قال: وبين الحاجب وبين ولى الله جنتان قال: فيدخل الحاجب إلى القيم فيقول له: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العزة يهنئون ولى الله فاستأذن [ لهم فيتقدم القيم إلى الخدام فيقول لهم: ان رسل الجبار على باب العرصة وهم الف ملك ارسلهم الله يهنئون ولى الله ] فأعلموه بمكانهم [ قال: فيعلمونه فيؤذن للملائكة فيدخلون على ولى الله وهو في الغرفة ولها الف باب وعلى كل باب من ابوابها ملك موكل.

فاذا اذن للملائكة بالدخول على ولى الله فتح كل ملك بابه الموكل به ] قال: فيدخل القيم كل ملك من باب من ابواب الغرفة قال: فيبلغونه رسالة الجبار جل

___________________________________

(1) الوصفاء جمع الوصيف: الخادم والخادمة.

[484]

وعز وذلك قول الله عزوجل: " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب " من ابواب الغرفة " سلام عليكم " إلى آخر الاية قال: وذلك قوله عزوجل: " واذا رأيت ثم رايت نعيما وملكا كبيرا " يعنى ذلك ولى الله وما هو فيه من الكرامة و النعيم والملك العظيم الكبير، ان الملائكة من رسل الله عز ذكره يستأذنون عليه فلا يدخلون عليه الا باذنه، فذلك الملك العظيم الكبير، قال: والانهار تجرى من تحت مساكنهم وذلك قول الله عزوجل: " تجرى من تحتهم الانهار ".

54 - في مجمع البيان " واذا رايت ثم رايت نعيما وملكا كبيرا " لا يزول ولا يفنى عن الصادق عليه السلام.

55 - وعن ابى الدرداء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يذكر الناس فذكر الجنة وما فيها من الازواج والنعيم وفى القوم اعرابى فجثا لركبتيه وقال: يا رسول الله هل في الجنة من سماع؟ قال: نعم، يا اعرابى، ان في الجنة نهرا حافتاه الابكار من كل بيضاء يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط، فذلك افضل نعيم الجنة.

56 - عن ابى امامة الباهلى ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما من عبد يدخل الجنة الا ويجلس عن راسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين يغنيانه بأحسن صوت سمعه الانس والجن وليس بمزمار الشيطان ولكن بتحميد الله وتقديسه.

57 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابى بصير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام جعلت فداك يابن رسول الله شوقنى فقال: يابا محمد ان من أدنى نعيم أهل الجنة أن يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدينا، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

58 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف يتنعم أهل الجنة بما فيها من النعيم وما منهم أحد الا و قد افتقد ابنه وأباه أو حميمه أو امه، فاذا افتقدوهم في الجنة لم يشكوا في مصيرهم إلى النار فما يصنع بالنعيم من يعلم أن حميمه في النار يعذب؟ قال عليه السلام: ان أهل العلم

[485]

قالوا: انهم ينسون ذكرهم وقال بعضهم انتظروا قدومهم ورجوا ان يكونوا بين الجنة والنار في أصحاب الاعراف.

59 - في مجمع البيان: عاليهم ثياب سندس خضر وروى عن الصادق عليه السلام في معناه تعلوهم الثياب فيلبسونها.

60 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحاق المدنى عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن قول الله عزوجل: " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا " فقال: يا على ان الوفد لا يكونون الا ركبانا، اولئك رجال اتقوا الله فأحبهم الله عز ذكره، واختصهم ورضى أعمالهم فسماهم المتقين، ثم قال له: يا على اما والذى فلق الحبة وبرئ النسمة انهم ليخرجون من قبورهم وان الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق العز، عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت، وجلائلها الاستبرق والسندس وخطمها جذل الارجوان(1) تطير بهم إلى المحشر مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله يزفونهم زفا(2) حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة الاعظم، وعلى باب الجنة شجرة ان الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من الناس، وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية، قال: فيسقون منها شربة فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد، ويسقط عن ابشارهم(3) الشعر وذلك قول الله عزوجل: وسقاهم ربهم شرابا طهورا من تلك العين المطهرة قال: ثم يصرفون إلى عين اخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون فيها وهى عين الحياة

___________________________________

(1) " مكللة " اى محفوفة.

وقوله " جلائلها " كذا في الاصل وتوافقه المصدر ايضا لكن في تفسير على بن ابراهيم " جلالها " وهو بالكسر جمع جل بالضم: وهو للدابة كالثوب للانسان نصان به " والاستبرق ": الديباج الغليظ.

والسندس: الديباج الرقيق.

والخطم، اللجام.

والجذل - بالكسر والفتح -: أصل الشجرة يقطع وقد يجعل العود جذلا.

والارجوان معرب ارغوان.

(2) اى يذهبون بهم على غاية الكرامة كما يزف العروس زوجها، أو يسرعون بهم.

(3) جمع بشرة.

[486]

فلا يموتون ابدا، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

61 - في اصول الكافى عن بعض اصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضى عليه السلام قال: قلت: انا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا قال: بولاية على تنزيلا.

قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم.ذا تأويل.

62 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: بكرة واصيلا قال: بالغداة ونصف النهار ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا قال: صلوة الليل.

63 - في مجمع البيان " وسبحه ليلا طويلا " وروى عن الرضا عليه السلام انه سأله احمد بن محمد عن هذه الاية وقال: ما ذلك التسبيح؟ قال: صلوة الليل.

64 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض اصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضى عليه السلام قال: قلت: ان هذه تذكرة قال: الولاية.

65 - في الخرائج والجرائح عن القائم عليه السلام حديث طويل فيه يقول لكامل بن ابراهيم المدنى: وجئت تسأل من مقالة المفوضة، كذبوا بل قلوبنا اوعية لمشية الله عزوجل، فاذا شاء شئنا، والله يقول: وما تشاؤن الا أن يشاء الله.

66 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) حديث طويل يقول عليه السلام ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره وفعلهم فعله وكل ما يأتونه منسوب اليه، واذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لانه يتوفى الانفس على يد من يشاء، ويعطى ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء، وان فعل امنائه فعله، كما قال: وما تشاؤن الا ان يشاء الله.

67 - في نهج البلاغة وان الله يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة.

68 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضى عليه السلام قال: قلت: يدخل من يشاء في

[487]

رحمته قال: في ولايتنا، قال: والظالمين اعدلهم عذابا اليما الا ترى ان الله يقول: " وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " قال: ان الله أعز وأمنع من أن يظلم، وأن ينسب نفسه إلى الظلم، ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته، ثم انزل بذلك قرآنا على نبيه فقال: " وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " قلت: هذا تنزيل؟ قال نعم.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21393643

  • التاريخ : 16/04/2024 - 03:57

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net