00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الدهر  

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1383 ]

سورة الدهر (1) [ مدنية، وهي إحدى وثلاثون آية ] (2)

 بسم الله الرحمن الرحيم (هل أتى على الأنسان) استفهام تقرير وتقريب، ولذلك فسر بقد. (حين من الدهر): طائفة من الزمان (لم يكن شيئا مذكورا) قال: (كان مقدورا غير مذكور) (3). وفي رواية: (كان مذكورا في العلم ولم يكن مذكورا في الخلق) (4). (إنا خلقنا الأنسان من نطفة أمشاج): أخلاط. قال: (ماء الرجل والمرأة اختلطا جميعا) (7). (نبتليه): نختبره (فجعلناه سميعا بصيرا) ليتمكن من استماع الايات ومشاهدة الدلائل. (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) قال: (عرفناه، إما آخذا وإما تاركا) (8)

__________________________

(1) - في(ج):(سورة الأنسان).

(2) - ما بين المعقوفتين من(ب).

(3) - الكافي 1: 147، الحديث: 5، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - مجمع البيان 9 - 10: 406، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.

(5) - القمي 2: 398، عن أبي جعفر عليه السلام.

(6) - الكافي 1: 163، الحديث: 3، التوحيد: 411، الباب: 64، الحديث: 4، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1384 ]

وفي رواية: (إما آخذ فشاكر، وإما تارك فكافر) (3). (إنا أعتدنا للكافرين سلاسل) بها يقادون وأغلالا بها يقيدون وسعيرا بها يحرقون. (إن الأبرار يشربون من كأس): من خمر (كان مزاجها): ما يمزج بها كافورا لبرده (عينا يشرب بها) القمي: أي: منها (4). (عباد الله يفجرونها تفجيرا يجرونها) حيث شاؤوا، إجراء سهلا. قال: (هي عين في دار النبي صلى الله عليه وآله، يفجر إلى دور الأنبياء والمؤمنين) (5). (يوفون بالنذر) بيان لما رزقوه لأجله، وهو أبلغ في وصفهم بالتوفر على أداء الواجبات، لأن من وفى بما أوجبه على نفسه كان أوفى بما أوجبه الله عليه. (ويخافون يوما كان شره مستطيرا): شدائده فاشيا منتشرا غاية الانتشار. قال: (كلوحا عابسا) (6). (ويطعمون الطعام على حبه): حب الطعام. قال: (يقول على شهوتهم للطعام وإيثارهم له) (7). (مسكينا) قال: (من مساكين المسلمين) (8). (ويتيما). قال: (من يتامى المسلمين) (9). (وأسيرا) قال: (من أسارى المشركين) (10). (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا). قال: (يقولون إذا أطعموهم ذلك. قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم، فأخبر الله بإضمارهم يقولون: لا نريد جزاء تكافوننا به، ولا شكورا تثنون علينإ

__________________________

(1) - القمي 2: 398، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - العرف: الريح طيبة أو منتنة، وأكثر استعماله في الطيبة، القاموس المحيط 3: 178(عرف).

(3) - القمي 2: 398.

(4) - الأمالي(للصدوق): 215، المجلس: 44، قطعة من حديث: 11، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام.

(5) - إلى 9 - الأمالي(للصدوق): 215، المجلس: 44، قطعة من حديث: 11، عن أبي عبد الله عليهما السلام.(*)

[ 1385 ]

به، ولكنا إنما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه) (1). (إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا): يعبس فيه الوجوه قمطريرا: شديد العبوس. في المجمع: قد روى الخاص والعام: (إن الايات من هذه السورة، وهي قوله: (إن الأبرار يشربون) إلى قوله: (وكان سعيكم مشكورا) نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وجارية لهم تسمى فضة. والقصة طويلة، جملتها: إنه مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما ووجوه العرب، وقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا ! فنذر صوم ثلاثة أيام إن شفاهما الله سبحانه، ونذرت فاطمة عليها السلام، وكذلك فضة، فبرءا وليس عندهم شئ، فاستقرض علي عليه السلام ثلاثة أصوع من شعير من يهودي - وروي: أنه أخذها ليغزل له صوفا - وجاء به إلى فاطمة، فطحنت صاعا منها فاختبزته، وصلى علي عليه السلام المغرب وقربته إليهم، فأتاهم مسكين يدعو لهم، وسألهم فأعطوه، ولم يذوقوا إلا الماء. فلما كان اليوم الثاني أخذت صاعا فطحنته واختبزته، وقدمته إلى علي عليه السلام، فإذا يتيم بالباب يستطعم، فأعطوه ولم يذوقوا إلا الماء. فلما كان اليوم الثالث عمدت إلى الباقي فطحنته واختبزته، وقدمته إلى علي عليه السلام، فإذا أسير بالباب يستطعم، فأعطوه ولم يذوقوا إلا الماء. فلما كان اليوم الرابع - وقد قضوا نذورهم - أتى علي ومعه الحسن والحسين عليهم السلام إ أقول: وردت هذه القصة بأنحاء أخر (3)، اختلافها لا يؤثر في المعنى المطلوب منها،

__________________________

(1) الامالي(للصدوق): 215، المجلس: 44، قطعة من حديث 11، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهم السلام.

(2) - مجمع البيان 9 - 10: 404، الكشاف 4: 197، البيضاوي 5: 165، تفسير الكبير 30: 244، روح المعاني 29: 157.

(3) - الأمالي(للصدوق): 212، المجلس: 44، الحديث: 11، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام، المناقب 3: 373، عن أبي جعفر عليه السلام، مجمع البيان 9 - 10: 404، عن ابن عباس.(*)

[ 1386 ]

والمذكور أشهر. (فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا) قال: (نضرة في الوجوه، وسرورا في القلوب) (1). (وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) قال: (جنة يسكنونها، وحريرا يفترشونه ويلبسونه) (2). (متكئين فيها على الأرائك) قال: (الأريكة: السرير عليه الحجلة) (3). (لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا) قيل: يعني إنه يمر عليهم هواء معتدل، لا حار محمي ولا بارد مؤذي (4). (ودانية عليهم ظلالها): قريبة منهم (وذللت قطوفها تذليلا): سهل التناول. قال: (من قربها منهم، يتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار بفيه وهو متكئ) (5). (ويطاف عليهم بانية من فضة وأكواب) القمي: الأكواب: الأكواز العظام التي لا إذان لها ولا عرى (8). (كانت قواريرا). (قواريرا من فضة) أي: تكون جامعة بين صفاء الزجاجة وشفيفها، وبياض الفضة ولينها. قال: (ينفذ البصر في فضة الجنة كما ينفذ في الزجاج) (9). (قدروها تقديرا) قيل: أي: قدروها في أنفسهم، فجاءت مقاديرها وأشكالها كما

__________________________

1 و 2 و 3 - الأمالي(للصدوق): 215 - 216، المجلس: 44، قطعة من حديث: 11، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام.

(4) - البيضاوي 5: 165.

(5) - الكافي 8: 99، قطعة من حديث: 69، عن أبي جعفر عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.

(6) - القمي 2: 399.

(7) - مجمع البيان 9 - 10: 410، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1387 ]

تمنوه (1). والقمي: يقول: صنعت لهم على قدر رتبتهم، لا تحجر فيها ولا فضل (2). (ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا): ما يشبه الزنجيل في الطعم. قيل: كانت العرب يستلذون الشراب الممزوج به (3). (عينا فيها تسمى سلسبيلا) قيل: لسلاسة انحدارها في الحلق وسهولة مساغها، على أن تكون الباء زائدة. والمراد به: أن ينفى عنها لذع الزنجبيل (4). قال النبي صلى الله عليه وآله: (أعطاني الله خمسا وأعطى عليا خمسا. أعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل) (5). (ويطوف عليهم ولدان مخلدون) قيل: أي: دائمون (6). والقمي: مسورون (7). (إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا) من صفاء ألوانهم وانبثاثهم في مجالسهم، وانعكاس شعاع بعضهم إلى بعض. (وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا) قال: (لا يزول ولا يفنى) (8). وفي رواية: (يعني بذلك ولي الله، وما هو فيه من الكرامة والنعيم والملك العظيم، وإن الملائكة من رسل الله ليستأذنون عليه، فلا يدخلون عليه إلا باذنه) (9). (عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق): يعلوهم ثياب الحرير الخضر، ما رق منها

__________________________

(1) - البيضاوي 5: 165.

(2) - القمي 2: 399. 3 و 4 - البيضاوي 5: 165.

(5) - الخصال 1: 293، الحديث: 57، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.

(6) - البيضاوي 5: 165.

(7) - القمي 2: 399.

(8) - مجمع البيان 9 - 10: 411، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(9) - الكافي 8: 98، ذيل الحديث: 69، عن أبي جعفر عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، القمي 2: 248، ذيل الاية: 20، من سورة الزمر، عن أبي جعفر، عن أمير المؤمنين، عن رسول الله صلوات الله عليهم.

(9) - مجمع البيان 9 - 10: 411، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1388 ]

وما غلظ. قال: (يعلوهم الثياب فيلبسونها) (1). (وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا). قال: (وعلى باب الجنة شجرة، إن الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من الناس، وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية. قال: فيسقون منها شربة، فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد، ويسقط عن أبشارهم الشعر، وذلك قول الله عزوجل (وسقاهم ربهم شرابا طهورا) (2). وفي رواية: (يطهرهم عن كل شئ سوى الله) (3). (إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا): غير مضيع. (إنا نحن نزلنا عليك القران تنزيلا): مفرقا منجما. قال: (بولاية علي عليه السلام) (4). (فاصبر لحكم ربك) بتأخير نصرتك على الأعداء (ولا تطع منهم اثما أو كفورا). (واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا) القمي: بالغداة ونصف النهار (5). (ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا). سئل: وما ذلك التسبيح ؟ قال: (صلاة الليل) (6). (إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا). (نحن خلقناهم وشددنا أسرهم): وأحكمنا ربط مفاصلهم بالأعصاب. القمي: أي:

__________________________

(3) - الكافي 8: 96، ذيل الحديث: 69، عن أبي جعفر عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.

(4) - مجمع البيان 9 - 10: 411، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(5) - الكافي 1: 435، قطعة من حديث: 91، عن الكاظم عليه السلام.

(6) - القمي 2: 399.

(7) - مجمع البيان 9 - 10: 413، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.(*)

[ 1389 ]

خلقهم (1). (وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا) في الدنيا والاخرة. (إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا: تقرب إليه بالطاعة. قال: (الولاية) (2). (وماتشاءون إلا أن يشاء الله). سئل عن المفوضة، قال: (كذبوا: بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله عز وجل، فإذا شاء شئنا، ثم تلا هذه الاية (3). (إن الله كان عليما حكيما): لا يشاء إلا ما يقتضيه علمه وحكمته. (يدخل من يشاء في رحمته) بالهداية والتوفيق للطاعة. قال: (في ولايتنا) (4). (والظالمين أعد لهم عذابا أليما).

__________________________

(1) - القمي 2: 399.

(2) - الكافي 1: 435، قطعة من حديث: 91، عن الكاظم عليه السلام.

(3) - الغيبة: 247، ذيل الحديث: 216، الخرائج والجرائح 1: 459، ذيل الحديث: 4، عن القائم عليه السلام.

(4) - الكافي 1: 435، قطعة من حديث: 91، عن الكاظم عليه السلام.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21402940

  • التاريخ : 19/04/2024 - 18:29

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net