• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : اللقاءات والأخبار .
              • القسم الفرعي : لقاء مع حملة القرآن الكريم .
                    • الموضوع : لقاء مع الحافظ عبدالله آل يعقوب .

لقاء مع الحافظ عبدالله آل يعقوب

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ

اجری الحوار:السيد:عبدالرحيم التهامي.

دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم

يواصل الموقع الالكتروني التابع لدار السيدة رقية(ع) للقرآن الكريم إجراء سلسلة من الحوارات القرآنية مع أساتذة الدار وطلبتها ومع نخبة من قرّاء و حفاظ العالم الإسلامي.

وتبرز اهميّة هذه الحوارات القرآنية في أنّها تقدم إضاءات وافية على تجارب الحفّاظ وتقرّب مسيرتهم القرآنية للقارئ الكريم، والذي سيجد فيها نماذج جديرة بالاقتداء، خاصّة وأنّ الجيل القرآني المنشود قد يرى في تجارب هؤلاء الحفّاظ والقرّاء ما يشجّعه على الانضمام إلى هذه المسيرة القرآنية المباركة.

كما أنّ الحوارات المخصّصة لأساتذة الدار من شأنها أن تسهم ـ بلا أدنى شك ـ في الكشف عمّا تراكم من خبرة في أساليب التحفيظ والمناهج الدراسية المعتمدة في دار السيدة رقية(ع) للقرآن الكريم والتي بدأت تسجّل حضوراً ملفتاً على الساحة القرآنية، سواءً من خلال الدور التأطيري الذي تضطلع به ، أم بالنظر للإنجاز المشرّف الذي يحرزه طلابها في مختلف المسابقات القرآنية.

 

موقع الدار في حوار مع عبد الله آل يعقوب

 

س ـ في بداية حوارنا التمس منك أن تعرّف نفسك للقارئ الكريم.

• بسم الله الرحمن الرحيم، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

اسمي عبد الله آل يعقوب وعمري 13سنة، أدرس في المرحلة المتوسّطة في الصف الثاني المتوسط.

س- نودّ أن نعرف كيف كانت بدايتك مع القرآن الكريم، وما هي أهم العوامل التي رسّخت قدمك في مسيرتك القرآنية؟

• كانت البداية مع القرآن الكريم من خلال الحفظ في المنزل، حيث قامت والدتي بتحفيظي السور القصار من الجزء الثلاثين، حتى انتهيت إلى سورة البيّنة، ثم توقفت لمدة خمس سنوات تقريباً إلى أن افتتحت هذه الدار المباركة؛ دار السيدة رقية(ع) للقرآن الكريم وحفظت فيها بحمد الله كلّ القرآن الكريم.

س- كيف أسهم التحاقك بدار السيدة رقية(ع) للقرآن الكريم في تنمية استعداداتك والوصول بك لمرحلة حفظ كلّ القرآن الكريم؟

•عندما نأتي إلى الدار و نلتزم بالحفظ فإنّ ذلك يشجعنا أكثر على الحفظ أفضل ممّا لو تم في البيت، لأنّ الحفظ مع الزملاء يكون عاملاً مشجّعاً جداً، كما أنّ الدار قد وفّرت لنا المحفزات الكثيرة كالجوائز وبرنامج الرحلات المفيد لنا ثقافياً وتربوياً.

فمع بداية التحاقي بالدار كنت أحفظ نصف صفحة ثم انتقلت إلى حفظ صفحة واحدة ثم صفحتين في اليوم، كما قمت بمراجعة جزء واحد إلى جزأين، هذا بالإضافة إلى عشرة صفحات حتّى لا ينسيني الحفظ الجديد محفوظاتي السابقة، وبهذه الطريقة أتممت حفظ القرآن الكريم بتوفيق من الله تعالى.

س- هناك معادلة صعبة تضغط على كلّ طالب منتسب لدور القرآن الكريم، وهي صعوبة التوفيق بين الحفظ والبرنامج المدرسي، كيف تعاملت أنت مع هذه المعادلة؟

• لا أنفي أني لمّا التحقت بالدار واجهت صعوبة من ناحية التوفيق بين الدراسة والحفظ، لكن بعدما حقّقت بعض التطوّر والتقدّم لمست أن في مقدوري حفظ صفحة ومراجعة المحفوظ فضلا عن الاهتمام بالدروس والواجبات المدرسية، ومنالطبيعي أن تكون الصعوبة مع بداية كل أمر، لكن مع تحقيق التقدم في نصف سنة أو حتّى  في سنة نستطيع تجاوز هذه الصعوبة بكل سهولة.

س- يعدّ دور الأستاذ حيوياً في تأطير الطالب والوصول به إلى الهدف الكبير وهو حفظ القرآن وإجادة القراءة..ماذا تقول في هذا الشأن؟

• أستاذي هو الشيخ ميثاق الأحمدي الذي حفظت على يديه عشرين جزءاً من القرآن الكريم، هذا بالإضافة إلى أساتذة آخرين كان لهم الفضل في تحفيظي باقي الأجزاء الأخرى من القرآن الكريم.

وكان الأستاذ يشجّعنا ويحثّنا على الحفظ ويحدّثنا عن بعض الأشخاص الذين على رغم من مشاغلهم الصعبة وُفّقوا لحفظ القرآن الكريم، وكان يضرب لنا مثلاً بالشيخ خزعلي الذي تمكّن من حفظ القرآن الكريم وهو في جبهة القتال، هذا فضلا عن أنه كان متقدماً في السّن. لهذا، فنحن نستطيع أن نجد فيه القدوة في حفظ القرآن من خلال التوفيق بين الحفظ وباقي الواجبات الأخرى.

س- هناك رموز عديدة من مشايخ القرّاء، والمتوقع من الحافظ والقارئ أن يكون لديه قدوة ونموذج من بين هؤلاء القرّاء، من هو قارئك المفضّل؟

• على صعيد الترتيل أفضل المرحوم الشيخ محمد صدّيق المنشاوي، لأنّ ترتيله يجمع بين الترتيل الرائع والتنقّل المرن بين المقامات؛ لدرجة أنك لا تشعر بذلك، فتظن أنه يقرأ على نمط واحد بينما هو يتنقل بين المقامات، وهو شيء لا يُلحظ إلاّ مع شديد التأمل.

أما من حيث التلاوة فأميل أيضا إلى القارئ الشيخ مصطفى اسماعيل، والقارئ الشيخ محمد الليثي، وأيضاً القارئ الشيخ محمد رفعت. 

س- هل شاركت في مسابقات قرآنية؟ وكيف تقيّم أهميّة هذه المشاركات؟

• شاركت في مسابقات الألمبيادالخامس عشر و السادس عشر الذي أقامته جامعة المصطفى العالمية، وقد أقيم الأولمبياد السادس عشر قبل أشهر قليلة، كما شاركت في مسابقات داخلية في دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم. 

و أرى أن أهميّة المسابقات القرآنية تدفع بالحافظ إلى التهيؤ والاستعداد وذلك بمراجعة الأجزاء التي حفظها حتى يتمكن من الإجابة عن أسئلة المسابقة بشكل صحيح، وتبقى الإشارة إلى أنّ المسابقات تساعد على تثبيت الحفظ والمراجعة بشكل مفيد جداً.

س- كيف تنظر للآثار الخارجية الأخلاقية وغيرها والتي تؤثّر إيجاباً في حفظ الطالب لكلّ القرآن الكريم؟

• يجب أن تتحسن مع الحفظ أخلاق الحافظ وطباعه؛كما ورد في القرآن الكريم﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ، وكذلك فإنّ للقرآن بركات في شخصية الإنسان وأخلاقه واستقامته، فهو  في لغته يساعدنا في أمور كثيرة كالتعبير الإنشائي، وبهذا  نحصل على الأجر والثواب من جهة وعلى العلم والمعرفة من جهة أخری.

س- هل لديك رغبة الآن في فهم معاني ودلالات ألفاظ الآيات. أم أن ّالمرحلة الآن هي مرحلة تثبيت الحفظ وتحسين التلاوة؟

• في بعض الأحيان عندما كنت أواجه بعض المفردات الصعبة التي لم أستطع تلفّظها بشكل جيد أو أنساها بسرعة لصعوبتها؛ كنت أرجع إلى التفاسير لفهم معناها، ثم أرجع وأحفظها كي تترسّخ في ذهني أكثر.

أما فيما يخصّ التجويد، فبعد حفظي للقرآن الكريم ـ والحمد لله ـ قامت الدار بتخصيص عشر دقائق للتجويد وللتلاوة طيلة أيام الدرس بإشراف الأستاذ حيدر الكعبي، وقد ساعدنا ذلك كثيرا في التجويد و تحسين الصوت بشكل ملحوظ.

س- ما هي طموحاتك القرآنية، وكيف تفكّر في خدمة القرآن والثقافة القرآنية؟

• أطمح إلی أن أحفّظ أخي الصغير القرآن الكريم، وهو قد حفظ حتى الآن جزءاً ونصف الجزء، وعندما أصبحُ طالب علم ـ إن شاء الله ـ فإن حفظي للقرآن الكريم سوف يساعدني في دراستي العلمية.

كما أطمح إلی تحفيظ الصغار القرآن الكريم ـ ولو قصار السّور ـ حتى يصبح لدينا جيل ناشئ حافظ للقرآن أو لبعضه على الأقل.

س- هناك حالة تردّد يعيشها بعض التلاميذ، وهذه الحالة الناشئة من تصور؛ قد يكون خاطئاً؛ وهو أنّ القرآن صعب الحفظ ويحتاج إلیوقت كبيرلحفظه..كيف تعلّق على هذا الأمر؟

• كل شخص قد يتهيّب قبل أن يحفظ القرآن الكريم ويقول بأن الأجزاء طويلة ولا يستطيع حفظ كلّ القرآن الكريم، لكن عندما ينطلق ويحفظ جزءاً معيّناً، أو سورة من السور كسورة البقرة سوف يتشجع لكونه قد حفظ سورة شريفة هي أطول سور القرآن الكريم.

فعلى من لم يشرع بعد في الحفظ أن لا يتهيب الأمر كثيراً، فالقرآن سهل الحفظ، وعندما يكون الحافظ ضمن مجموعة ـ كما عندنا في الدار ـ وحين يجد أن أصدقاءه يحفظون معه فهو أيضاً يتشجّع على الحفظ ولا يشعر بأن طريق حفظ القرآن الكريم طويل إلى الحد الذي يصرفه لبلوغ هذا الهدف الشريف.

س- دور الوقت، وتنظيم الوقت، إلى أي حدّ هذه المسألة مهمّة وحيوية للحافظ وذلك من خلال تجربتك الخاصة؟

• إن مسألة تنظيم الوقت مسألة مهمة جداً في حفظ القرآن الكريم، فلا يجب إهدار الوقت في أمور غير مهمّة، وفي المقابل تخصيص وقت محدود للحفظ؛ فقد لا يتمكن الحافظ من النجاح وقد يمرّ عليه يوم دون أن يتمكن من حفظ شيء، فلا ينبغي إذاً الاستهانة بمسألة تنظيم الوقت بالنسبة للحافظ، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.

س- هل واجهتك ظروف صعبة جعلتك تفكر في التوقّف عند منتصف الطريق وعدم إكمال المسيرة القرآنية؟

• قبل حوالي سنتين كان الأستاذ يلزمنا بحفظ الكثير، وكانت لدي إضافة إلى ذلك واجباتي المدرسية، وحتى أن النهار كان قصيراً جداً، والجوّ كان بارداً وممطراً.. ففكرت أن أوقف حفظ القرآن بشكل مؤقت، لكنّي تمهّلت واستأذنت من الأستاذ أن أوقف الحفظ لمدة أسبوعين، فقبل منّي ذلك، وفعلاً توقّفت لمدة أسبوعين، ولمّا استأنفت الحفظ، وجدت في نفسي إقبالاً على حفظ القرآن والقدرة على الجمع بين الحفظ والمشاغل الأخرى.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1232
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16