• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : الثقافة .
              • القسم الفرعي : الأخلاق والإرشاد .
                    • الموضوع : الشهيد الحاج محسن حاجي حسني كارگر موصياً قرّاء القرآن .

الشهيد الحاج محسن حاجي حسني كارگر موصياً قرّاء القرآن

 

يا قرّاء القرآن، انتبهوا ... فالطريق وعرة

بسم الله الرحمن الرحيم

في البدء أؤكّد أنّ كلامي هذا موجه لبعض القرّاء وليس للكل، إلى هذا البعض الذي أساء إلى سمعة القرآنيّين، إلى هؤلاء الذين أضاعوا الهدف، فهم لا يعلمون لأي سبب يتلون القرآن الكريم، إلى مَن أضاع الأخلاق والتقوى واتبع الجاه والمال.

منذ فترة وأنا في صدد بيان بعض الحقائق المرّة حول الوضع الحالي لأخلاق بعض القرّاء، هذه الحقائق مؤلمة بمقدار جعلني أتراجع كثيراً عن كتابة هذا المقال ولعدّة مرّات، ولكن الأمور وصلت إلى مستوى من الخطورة؛ بحيث أثارت الكثير من التساؤلات بين عوام الناس، فضلاً عن أصحاب الشأن القرآني، وهذه التساؤلات هي: ماذا يدور في جلسات القرآن الكريم؟! ما هي المواضيع التي يتكلّم فيها قرّاء القرآن الكريم؟! ما هي الأمور المهمة عندهم؟ ما هي نظرتهم الحقيقية حول تلاوة القرآن الكريم؟ هل يهتمون بالأخلاق والآداب الواجب مراعاتها من قبل قارئ القرآن؛ بقدر ما يهتمون بمقام الرست والسيكا والحجاز؟ لماذا يقرأون القرآن أساساً؟

لقد أصبح القليل من الأشخاص الذين يدخلون الوسط القرآني يتتلمذون، فالكثير يعتبر نفسه أستاذاً، ويحسب نفسه الأفضل، ويتّهم الآخرين بعدم الكفاءة، لقد شاهدت لمرّات عديدة بعض القرّاء يغتاب بعضهم الآخر في الجلسات، وعندما يتلو أحدهم، يبدأ الآخرون بالهمز واللمز والسخرية، لقد رأيت بأمّ عيني أنّ قارئاً للقرآن يتلو في الجلسة لكي يرغم أنف قارئ آخر في التراب، أو أنّ بعضهم يفرح لأنّ القارئ الفلاني لم يتلُ بالشكل المطلوب، ونرى التلميذ يسيء الأدب إلى أستاذه، لقد انتهكت الحرمات، إلى أين نحن ذاهبون؟!

وفي خضم هذه المشاكل نرى القرآن الكريم متعجباً حيراناً يبكي على هجران القرّاء له، وكأنّ لسان حاله ينطق: أيّها القراء، لماذا هجرتموني وأنا الأصل، وتمسكتم بالفرع؟! ماذا تعلّمتم مني؟! أوليس الله تعالى أرسل رسوله ليتمّم مكارم الأخلاق، وأنا كتابه المنزل لهداية الناس، بينما اتخذتموني حرفة لكم؟! أين الأخلاق؟! أين الآداب؟! أين القيم والمبادئ؟! هل هي في جمال التلاوة فقط؟!

تعالوا لنرى قراء آخر الزمان، لنشاهد نار الحسد كم هي منتشرة عند بعضهم، ولنسمع أحدهم يقول بسخرية: استمعوا إلى نشازات هذا القارئ، ليضحك الآخرين، وبالكاد نعثر على شخص واحد يتمعّن في معاني القرآن الكريم.

في المسابقات، نرى الاعتراضات غير المهذبة وغير المحترمة على هيئة التحكيم من قبل بعض المشاركين لأجل نصف درجة، وفي سبيل المشاركة في الرحلات التبليغية خارج البلاد ولحج بيت الله الحرام، نرى الكثير من المشاجرات وأنواع الغيبة والتهم المتبادلة بين بعض القرّاء.

لماذا نقرأ القرآن؟ ألِكَي يحسد بعضنا بعضاً؟! لكي يتهم بعضنا بعضاً؟! لكي يغتاب بعضنا بعضاً؟! لكي نسيء الأدب لأساتذتنا؟! ما فائدة التلاوة التي لا تؤثّر على أخلاق وأفعال قارئها؟!

هذه آلام وسطنا القرآني في الوقت الحاضر، والتي لا يشفيها أيّ دواء، إلا بالرجوع إلى أنفسنا، والتفكير في الحديث الشريف "رب تال للقرآن، والقرآن يلعنه" [مستدرك الوسائل، ج4، ص249]، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأقول في النهاية: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة الأعراف، 23].

اعذروني على قساوة كلامي، هذا بلطيف أخلاقكم.

 

 

محسن حاجي حسني كاركر

18-5-2012 م

"تمّت الترجمة بتصرف"


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2038
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28