• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : دروس الدار التخصصية .
              • القسم الفرعي : بيانات قرآنية .
                    • الموضوع : حرمة العلاقات مع الكافرين .

حرمة العلاقات مع الكافرين

إعداد اللجنة العلمية

في دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم

تضمّنت هذه الدراسة مجموعة من البيانات المهمّة في الجانب التفسيري والعقدي والتربوي، بالإضافة إلى بيانات أهمّ المصادر الشيعيّة ـ (نهج البلاغة والصحيفة السجّاديّة) ـ تحت عنوان: البيانات العلويّة من النهج والصحيفة السجّاديّة.

كما لا تخلو هذه الدراسة من التحقيق في بعض الأهداف الرئيسة للدار، وهي الإشارة إلى أهمّ الدروس المرتبطة بعلم وفنّ التجويد القرآني.

ولم يكن العمل في هذه الدراسة مقتصـراً على عقل واحد أو فكر شخص لوحده، بل كان مخاضاً لعمل جماعي اتفقت كلمة القائمين عليه، وبعد أن اكتملت الفكرة ونضجت شُرع بالعمل للقيام بإعداد هذه الدراسة القرآنيّة المعاصرة لأجل تحقيق أهدافها المنشودة، حيث وُزّعت الأدوار كلٌّ بحسب اختصاصه ومعرفته ومجاله. فتولّى القيام بهذا العمل ثُلّة من الأساتذة المختصّين في مختلف المجالات العلمية:

1ـ الدكتور الشيخ شاكر الساعدي في بيان النكات العقدية.

2ـ سماحة الشيخ سهيل السهيل في بيان النكات الفقهية.

3ـ الأستاذ السيد حكمت الموسوي في بيان النكات التربوية.

4ـ الأستاذ حيدر الكعبي في مادة التجويد.

5ـ الأستاذ الحافظ حميد الكناني في إبراز البيانات العلوية من (نهج البلاغة والصحيفة السجادية).

وقام الأستاذان أحمد فرج الله وعصام العلي بمراجعة الكتاب تصحيحاً وتقويماً للنصّ.

والشيخ أحمد الخليفة بمتابعة سير العمل خلال فترة إعداده.

البيان السادس

حرمة العلاقات مع الكافرين

الآيات (28ـ32) من سورة آل عمران

﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ * قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ * قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾

الآيات المتقدمة تنهى عن اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين ظاهراً وباطناً، إلاّ في حالة واحدة وهي التقية في الظاهر، ومعنى الاتخاذ مطاوعتهم والتأثّر بهم في شؤون الحياة وتصـرفاتهم في ذلك، وأن يأتمر المسلمون بأمرهم وينتهوا بنهيهم، قال تعالى: ﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً﴾ [آل عمران/ 28]، خاصّة وأنّه قد ورد في ذيل هذه الآية الكريمة تحذير شديد من أن يكون الباطن موافقاً للظاهر في حال التقية؛ وذلك لأنّ من أقدم عند التقية على إظهار الموالاة ربما يصبح هذا الإقدام سبباً لحصول الموالاة لهم في الباطن، بل في بعض الآيات الكريمة وصل الأمر إلى حرمة الركون والميل النفسـي لهم، قال تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ [هود/ 113].

ثم بيّنت الآيات الكريمة المتقدّمة ـ بعد التحدث عن ظاهرة اتخاذ الأعداء ـ ما يترتب على ذلك من نتائج دنيوية وأخروية وخيمة على الفرد والأمّة، لذا أردفت بعدها بالوعد ودعوى المؤمنين إلى اتباع أوامر الله سبحانه ونواهيه، معتبرة ذلك من علائم محبّة المؤمن وعلاقته به سبحانه وتعالى، والتي تحقق له المنازل القربية وغفران الذنوب ودرجات الرضا والمحبة من قبل المولى تبارك وتعالى، قال جلّ وعلا: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31].

البيانات التفسيرية

﴿لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ﴾

إنّ العلاقات السياسيّة مع الكفّار يجب ألاّ تؤدّي إلى العلاقة القلبيّة والعاطفيّة معهم. ولو عمل المسلمون بذلك لما كان حالهم على ما هم عليه الآن.

﴿إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً﴾

أي لا يتخذ المؤمن الكافر ولياً في شيء من الأشياء إلاّ تقيّةً، وهي المداراة ظاهراً والمعاداة باطناً.

﴿يَعْلَمْهُ اللهُ﴾

الإيمان بالعلم الإلهي أساس إحياء الوجدان الديني، وهو في الوقت نفسه مانع من الوقوع في دائرة الذنوب والمعاصي وتبريرها.

﴿تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا﴾

هناك الكثير من الأعمال يرتكبها الإنسان في حياته الدنيا، لكنّه ينفر ويشمئز منها في الآخرة.

5ـ قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): جُعلت فداك! إنّا نسمّي بأسمائكم وأسماء آبائكم، فينفعنا ذلك؟ فقال: «إي والله، وهل الدين إلاّ الحب. قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [آل عمران/ 31]» [مستدرك الوسائل12/ 219].

6ـ الإيمان بالله عزَّ وجلّ يستلزم اتّباعَ أوليائه ﴿فَاتَّبِعُونِي﴾.

البيانات العقائدية

1ـ التأكيد على وجوب البراءة من أعداء الدين وعدم تولّيهم، وأنّ التقيّة من مقتضى إيمان العبد.

2ـ مشروعيّة التقيّة لا تكون إلاّ في حال الضرورة.

3ـ الاعتقاد بأنّ الله تعالى عالم بكلّ شيء، وأنّه سبحانه لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض.

4ـ أنّ تجسّم الأعمال في الآخرة من مقتضى العدل الإلهي وحكمته.

5ـ التأكيد على رحيمية ورحمة الله بالمؤمنين، وأنّه شديد العقاب بالكافرين.

6ـ أنّ من ثمرات محبّة النبي (صلّى الله عليه وآله) واتّباعه محبّةَ الله تعالى ومغفرتَه.

7ـ أنَّ وجوب الطاعة لله تعالى ولرسوله وجوبٌ إرشادي؛ لكونه واجباً بحكم العقل قبل حكم الشرع.

البيانات الفقهية

1 ـ التقيّة جائزة في كلّ مورد يخاف فيه المؤمن على نفسه أو ماله أو عرضه.

2ـ لا تجوز مودّة الكفّار ولا اتّخاذهم أولياء. نعم يجوز ذلك تقيّة وخوفاً [القواعد الفقهيّة ـ الشيخ مكارم الشيرازي 1/ 389].

3 ـ تجوز المهادنة مع الكفّار المحاربين إذا اقتضتها مصلحة الإسلام أو المسلمين، ولا فرق في ذلك بين كونها مع العوض أو بدونه، بل لا بأس بها مع إعطاء ولي الأمر العوض لهم إذا كانت فيه مصلحة عامة. نعم، إذا كان المسلمون في مكان القوّة والكفّار في مكان الضعف بحيث يعلم الغلبة عليهم لم تجز المهادنة [منهاج الصالحين ـ السيد الخوئي 1/ 400].

البيانات التربوية

1ـ أنّ مجرّد الميل النفسي الصرف إلى المنحرفين يجرّ الفرد ويستدرجه إلى الوقوع في المخالفة بنحو خفي لا يتوجّه إليه بسهولة، فهو من الاستدراج الخفي البالغ الخطورة.

2ـ إذا أدرك الفرد جيّداً بأنّ الله تعالى مطّلع عليه بشكل كامل حتّى في مجال العواطف والأحاسيس والمشاعر، فإنّه سوف لا يقدم على المعصية، وبالتالي يربّي نفسه على عدم الوقوع في المخالفة ويروّضها على ذلك.

3ـ أنَّ الإنسان ـ عادةً ـ يأنس بالاُمور المادّيّة والقضايا المحسوسة والملموسة لديه، وتجسيم الأعمال أوقع في النفس وأكثر تأثيراً، الأمر الذي يساعد الإنسان على تقريب الفكرة وفهمها بشكل أفضل.

4ـ توجيه الحبّ والميل النفسي نحو الله تعالى لا غير، ومجرّد الميل غير كافٍ في ذلك، بل يجب أن يكون منوطاً بالاتّباع والعمل طبق الأوامر الصادرة منه سبحانه.

5ـ أنَّ من موارد الأوامر المباشِرةِ الدلالةَ على الأهمّيّة القصوى للموضوع، كما إذا كان هذا الموضوع بدرجة من الأهمّيّة بحيث يمثّل القانون بأكمله.

البيانات العلوية من النهج والصحيفة السجادية

1ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «... لَهُمْ بِكُلِّ طَرِيقٍ صَرِيعٌ وَإِلَى كُلِّ قَلْبٍ شَفِيعٌ، وَلِكُلِّ شَجْوٍ دُمُوعٌ، يَتَقَارَضُونَ الثَّنَاءَ وَيَتَرَاقَبُونَ الْجَزَاءَ، إِنْ سَأَلُوا أَلْحَفُوا، وَإِنْ عَذَلُوا كَشَفُوا، وَإِنْ حَكَمُوا أَسْرَفُوا، قَدْ أَعَدُّوا لِكُلِّ حَقٍّ بَاطِلاً، وَلِكُلِّ قَائِمٍ مَائِلاً، وَلِكُلِّ حَيٍّ قَاتِلاً، وَلِكُلِّ بَابٍ مِفْتَاحاً، وَلِكُلِّ لَيْلٍ مِصْبَاحاً، يَتَوَصَّلُونَ إِلَى الطَّمَعِ بِالْيَأْسِ لِيُقِيمُوا بِهِ أَسْوَاقَهُمْ وَيُنْفِقُوا بِهِ أَعْلاقَهُمْ، يَقُولُونَ فَيُشَبِّهُونَ وَيَصِفُونَ فَيُمَوِّهُونَ، قَدْ هَوَّنُوا الطَّرِيقَ وَأَضْلَعُوا الْمَضِيقَ، فَهُمْ لُمَةُ الشَّيْطَانِ وَحُمَةُ النِّيرَانِ، أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ» [نهج البلاغة ـ الخطبة/ 194].

2ـ قال (عليه السلام): «... فَارْعَوْا عِبَادَ اللهِ مَا بِرِعَايَتِهِ يَفُوزُ فَائِزُكُمْ، وَبِإِضَاعَتِهِ يَخْسَرُ مُبْطِلُكُمْ، وَبَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ مُرْتَهَنُونَ بِمَا أَسْلَفْتُمْ، وَمَدِينُونَ بِمَا قَدَّمْتُمْ. وَكَأَنْ قَدْ نَزَلَ بِكُمُ الْمَخُوفُ فَلا رَجْعَةً تَنَالُونَ وَلا عَثْرَةً تُقَالُونَ، اسْتَعْمَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ بِطَاعَتِهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ، وَعَفَا عَنَّا وَعَنْكُمْ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ» [نهج البلاغة ـ الخطبة/ 190].

3ـ من دعاء للإمام زين العابدين (عليه السلام): «اللَّهُمَّ افْلُلْ بِذَلِـكَ عَدُوَّهُمْ، وَاقْلِمْ عَنْهُمْ أَظْفَارَهُمْ، وَفَرِّقْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَسْلِحَتِهِمْ، وَاخْلَعْ وَثَائِقَ أَفْئِدَتِهِمْ، وَبَاعِدْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَزْوِدَتِهِمْ، وَحَيِّرْهُمْ فِي سُبُلِهِمْ، وَضَلِّلْهُمْ عَنْ وَجْهِهِمْ، وَاقْـطَعْ عَنْهُمُ الْمَدَدَ، وَانْقُصْ مِنْهُمُ الْعَدَدَ، وَامْلأْ أَفْئِدَتَهُمُ الرُّعْبَ، وَاقْبِضْ أَيْـدِيَهُمْ عَنِ البَسْطِ، وَاخْـزِمْ أَلْسِنَتَهُمْ عَنِ النُّطْقِ، وَشَـرِّدْ بهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ، وَنَكِّـلْ بِهِمْ مَنْ وَرَاءَهُمْ، وَاقْـطَعْ بِخِزْيِهِمْ أَطْمَـاعَ مَنْ بَعْدَهُمْ.

اللَّهُمَّ عَقِّمْ أَرْحَامَ نِسَائِهِمْ، وَيَبِّسْ أَصْلاَبَ رِجَالِهِمْ، وَاقْطَعْ نَسْلَ دَوَابِّهِمْ وَأَنْعَامِهِمْ، لاَ تَأذَنْ لِسَمَائِهِمْ فِي قَطْر، وَلاَ لأرْضِهِمْ فِي نَبَات. اللَّهُمَّ وَقَوِّ بِذَلِكَ مِحَالَّ أَهْلِ الإسْلاَمِ، وَحَصِّنْ بِهِ دِيَارَهُمْ، وَثَمِّرْ بِـهِ أَمْوَالَهُمْ، وَفَرِّغْهُمْ عَنْ مُحَارَبَتِهِمْ لِعِبَادَتِكَ، وَعَنْ مُنَابَذَتِهِمْ للْخَلْوَةِ بِكَ، حَتَّى لا يُعْبَدَ فِي بِقَاعِ الأرْضِ غَيْرُكَ، وَلاَ تُعَفَّرَ لأحَدٍ مِنْهُمْ جَبْهَةٌ دُونَكَ.

اللَّهُمَّ اغْزُ بِكُلِّ نَـاحِيَـةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَنْ بِـإزَائِهِمْ مِنَ الْمُشْـرِكِينَ، وَأَمْدِدْهُمْ بِمَلائِكَةٍ مِنْ عِنْدِكَ مُرْدِفِينَ حَتَّى يَكْشِفُـوهُمْ إلَى مُنْقَطَعِ التُّـرابِ قَتْـلاً فِي أَرْضِكَ وَأَسْراً، أَوْ يُقِرُّوا بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ.

اللَّهُمَّ وَاعْمُمْ بِذَلِكَ أَعْدَاءَكَ فِي أَقْطَارِ الْبِلاَدِ مِنَ الْهِنْدِ وَالرُّومِ وَالتُّـرْكِ وَالْخَزَرِ وَالْحَبَشِ وَالنُّـوبَةِ وَالـزِّنْـجِ والسَّقَالِبَةِ وَالدَّيَالِمَةِ وَسَائِرِ اُمَمِ الشِّـرْكِ الَّذِينَ تَخْفَى أَسْمَاؤُهُمْ وَصِفاتُهُمْ، وَقَدْ أَحْصَيْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ، وَأَشْرَفْتَ عَلَيْهِمْ بِقُدْرَتِكَ.

اللَّهُمَّ اشْغَلِ الْمُشْـرِكِينَ بِالمُشْـرِكِينَ عَنْ تَنَاوُلِ أَطْرَافِ الْمُسْلِمِينَ، وَخُذْهُمْ بِـالنَّقْصِ عَنْ تَنَقُّصِهِمْ، وَثَبِّطْهُمْ بِـالْفُـرْقَـةِ عَنِ الاحْتِشَادِ عَلَيْهِمْ.

اللَّهُمَّ أَخْلِ قُلُوبَهُمْ مِنَ الأمَنَـةِ وَأَبْدَانَهُمْ مِنَ الْقُوَّةِ، وَأَذْهِلْ قُلُوبَهُمْ عَنِ الاحْتِيَالِ، وَأَوْهِنْ أَرْكَانَهُمْ عَنْ مُنَازَلَةِ الرِّجَالِ، وَجَبِّنْهُمْ عَنْ مُقَارَعَةِ الأبْطَالِ، وَابْعَثْ عَلَيْهِمْ جُنْداً مِنْ مَلاَئِكَتِكَ بِبَأسٍ مِنْ بَأْسِكَ كَفِعْلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ؛ تَقْطَعُ بِهِ دَابِرَهُمْ، وَتَحْصُدُ بِهِ شَوْكَتَهُمْ، وَتُفَرِّقُ بهِ عَدَدَهُمْ.

اللَّهُمَّ وَامْزُجْ مِيَاهَهُمْ بِالْوَبَاءِ، وَأطْعِمَتَهُمْ بِالأدْوَاءِ، وَارْمِ بِلاَدَهُمْ بِـالْخُسُوفِ، وَأَلِـحَّ عَلَيْهَا بِـالْقُذُوفِ، وَافْـرَعْهَا بِالْمُحُولِ، وَاجْعَلْ مِيَرَهُمْ فِي أَحَصِّ أَرْضِكَ وَأَبْعَـدِهَا عَنْهُمْ، وَامْنَـعْ حُصُونَهَا مِنْهُمْ، أَصِبْهُمْ بِالْجُوعِ الْمُقِيمِ وَالسُّقْمِ الألِيمِ» [الصحيفة السجّاديّة ـ الدعاء/ 67].

ملاحظات في الوقف والوصل والابتداء

يكون الوقف الكافي في الآية: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ على كلمة ﴿أَمَدًا بَعِيدًا﴾، وإذا لم يتيسّـر ذلك في التلاوة فالوقف على ﴿مِنْ سُوءٍ﴾ مستحسن. وأمّا البدء من الآية التي تليها فيعتبر من الوقف المرخّص به، وهو صحيح.

ومن الممكن أيضاً تلاوة هذه الآية بهذه الصورة، وهي أن نقف على كلمة ﴿مُحْضَرًا﴾ ونبدأ بالقراءة من ﴿وَمَا عَمِلَتْ﴾ إلى ﴿بَعِيدًا﴾، وفي هذه الحالة سنقف وقفاً كافياً على كلمة ﴿مُحْضَرًا﴾ ونبتدئ من كلمة ﴿وَمَا عَمِلَتْ﴾، أي ﴿وَمَا عَمِلَتْ﴾ مبتدأ و﴿تَوَدُّ...﴾ خبرها، لكن الطريقة الاُولى للتلاوة أصحّ وأفضل.

أسئلة المناقشة

س1: إلى مَن تشير هذه الآية: ﴿إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً﴾؟

س2: اذكر باختصار أهمَّ الثمرات التي يمكن أن يجنيها الإنسان من حبّه للنّبي.

س3: هل تجوز مودّة الكفّار واتخاذهم أولياءَ في المجتمع؟

س4: متى تجوز المهادنة مع الكفّار والمحاربين؟

س5: ما هي المرحلة التي يصل إليها الفرد بحيث لا يقدم معها على المعصية؟

س6: في أي وقت يكون الوقف الكافي على كلمة ﴿أَمَدًا بَعِيدًا﴾؟ وأين يُستحسن هذا الوقف؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقالات مرتبطة:

دور المساجد في إحياء الذكر الإلهي

ضرورة بعثة الأنبياء (عليهم السلام) وأهميتها

نبذ الإشاعات والتحذر منها

الصبر وحكمة الابتلاءات

الصبر وحكمة الابتلاءات


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2430
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 12 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29