• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : إعلام الدار .
              • القسم الفرعي : الاحتفالات والأمسيات .
                    • الموضوع : دروس تخصصية في التجويد خلال لقاء الدار القرآني الثاني للعام ١٤٤١هـ .

دروس تخصصية في التجويد خلال لقاء الدار القرآني الثاني للعام ١٤٤١هـ

أقيم اللقاء القرآني الثاني للعام الجاري ١٤٤١هـ في دار السيّدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم مساء يوم الأحد المصادف ٢ / جمادى الأول ، بإشراف الخبير القرآني الأستاذ القدير الحاج فلاح النجفي (كسمائي)، حيث حضر الأمسية جمع من الأساتذة والمنتسبين والضيوف الكرام.

وتخلّل اللّقاء المبارك جملة من الفقرات قدّم لها الأستاذ القرآني محمد أمير كسمائي، وكان من ضمنها:

1- تلاوات قرآنية عطرة بصوت الأساتذة القرّاء: محمد أمير كسمائي، حسين جوان، عمار الصالحي ، علي الكعبي.

2- دروس تخصّصية في علم التجويد بعد كل تلاوة، للأستاذ فلاح كسمائي.

3- أسئلة في الحفظ للطالب الحافظ السيد محمد تقي آل حسن من طلاب الدار من قبل الحضور الكرام.

وقد تفضّل الأستاذ القدير فلاح النجفي (كسمائي) بإعطاء دروس حول علم التجويد والوقف والابتداء، نذكر منها:

حجم الصوت وتقسيمات الحروف

١. أساس التجويد هو الصوت، وحجمه يؤثّر ـ قطعاً ـ على أداء الحروف، خصوصاً بصفتي الاستعلاء والاستفال. كما أنّ الصوت الحزين يتجلّى أحياناً بالاستفادة من الحروف المستفلة.

٢. مخرج الحرف هو محل تکامل صوته، وهناك سيرة لتشكيل الحرف، والنَّفَس هو ما تحدث علیه السیرة ويكوّن الحروف.

والحرف إمّا شديد، أو راخٍ. والصوت إمّا مفخّم، أو مرقَّق. وهنا يؤثّر حجم الصوت في الحرف، فمَن كان صوته كبير الحجم فمن الممكن أن يؤثّر في صفات الصوت.

مثل: حرف الألف في {تَبارَكَ}.

ومَن كان كذلك فعليه أن يراقب ألا يكون التفخيم أكثر من اللازم.

وبعض الحروف تحتاج إلى دقّة أكثر. ولأداء بعض الحروف يلزم التمرين مع الدقّة.

سؤال: حروف الشدّة أيّها أثقل في الأداء؟

إن قلنا هو حرف الضاد فصحيح أنه صعب الأداء، لكن أكثر الحروف تبدّلاً بالنسبة للّهجات العربية هو حرف الجيم؛ حيث أبدل الجهر بالهمس وكذا المخرج؛ فاستحدثت ـ بمرور الزمن ـ صور لنطق حرف (الجيم) بعيدة عنه مثل: (چ – ژ – ي).

لذا، تنبّه إلى هذا الأمر الخليل الفراهيدي، فقد أحسّ ـ بشرحه للصفات والمخارج ـ أنّ بعض الحروف قد أبدلت على طول الزمن.

الحروف في تركيبة الجهاز الصوتي

 منظومة الجهاز الصوتي تتشكّل من عضلات من خلال عملية أداء النطق، ويأخذ اللّسان معها حالات بعُشرٍ من الثانية أو أقلّ من ذلك، وكذا الأوتار والشهيق والزفير...، وهنا يتكامل الصوت. وهي بدورها تأخذ من الإنسان طاقة وجهداً؛ لذا فإنّ الإنسان يشعر بالتعب حين الكلام.

وبعض الحروف تحتاج إلى طاقة أكثر في أدائها. والذال من الحروف الجهرية التي تذهب إلى الهمس وهو الثاء.

والظاء أيضاً فيها صفة الاستعلاء. وأمّا الذال والثاء ففيهما الجهر والهمس، بالترتيب. والهمس أسهل من الجهر على طاقة الأوتار الصوتية.

هذا ما يسبب خلط الذال بالثاء مثل {الذين}؛ الذ(ث)ين، حيث تُقرأ الذال هنا مع حرف الثاء خطأً.

التمايز بين القراءة المرتَّلة والمجوّدة

هناك اختلاف بين القراءة المرتَّلة والمجوَّدة بالاصطلاح؛ حيث كانت القراءة بالترتيل في معناه اللغوي. مصطلحات مراتب القراءة المذكورة في الكتب القديمة، ظهرت من أوائل القرن الثالث والرابع الهجري، حيث نبّهوا إلى سرعة القراءة أو طريقة القراءة، وهي: التحقيق، والتدوير (الترتيل)، والحدر.

مناشئ السرعة في القراءة

المدود الطويلة عند حمزة وورش، في المدّ المتصل والمنفصل، كلّها تكون 6 حركات طويلة.

والبعض الآخر كانت المدود عنده متوسطة وطويلة .

وبعضهم جاءوا بها قصيرة 2-4 حركات، ما عدا المدّ اللازم فهو 6 حركات.

وفي رواية السوسي عن أبي عمرو قرأ الآية {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا} بإدغام الكافين فقط (كي نسبحكّ كثيراً)، وكذا {قَدْ جَاءَكُمْ} قرأها: (قجّاءكم).

هذا الأمر سبّب نوعاً من السرعة في القراءة.

وخلال تطوّر الكتب وامتدادات القرون، صارت هذه صفة للقراءة وأصبحت التسميات: التحقيق (بطيء)- التدوير (متوسط) – الحدر (سريع).

لكنّ الترتيل إنما هو في الكيفية وليس الكمّية؛ كما نقل عن أمير المؤمنين عليه السلام في تفسير {ورتل القرآن ترتيلا} أنه (أداء الحروف ومعرفة الوقوف)، وهذا هو الأساس.

القراءة السريعة أو الترتيل بدأ منذ حقبة الخمسينات من القرن العشرين على يد الدكتور سعيد اللبيب في مصر وكان ضمن لجنة شكلت للحِفاظ على المصاحف كي يصنعوا مصحفا مقروءا كما كان يوجد المصحف المكتوب.

وكذا تنبّه الحصري إلى محاولات تحريف القرآن من المحرّفين، حيث كانت التوجّهات إلى القراءة السريعة بدل القراءات المجلسية أو المحفلية، فكانت الطريقة السريعة والطريقة البطيئة.

والطريقة السريعة استفيد منها في صلاة التراويح والعيد و... ، أمّا القراءة المحفلية فبقيت على حالها، خصوصاً في مصر.

رأى الدكتور سعيد اللبيب أن يسجّل مصحفاً مرتلاً لمشاهير القراءة ويبثّها على إذاعة القرآن الكريم في مصر حيث بدأت حدود سنة 1964 م، فاختار أشهر وأتقن من كان من القرّاء (الشيخ خليل الحصري) ومن كان عالماً في علوم القراءة؛ لأجل تسجيل القرآن مرتلاً متقناً.

حينئذ سمي هذا التسجيل بـ (المصحف المرتّل) واشتهر هذا الاسم وتعمم على الأسلوب القراءة التدويرية أو السريعة.

بُعدان للتلاوة

حاز الترتيل على أبعاد ميّزته عن القراءة المحفلية، كالبُعد الاتقاني، حيث كان فيه البُعد التجويدي بشكل ملحوظ، وكذا العناية بالوقف والابتداء والقراءات.

وأمّا البُعد الفنّي فكانت ميزة التلاوة المجوَّدة، فدخلت فيه عناصر كالتنغيم والخبرة وغير ذلك.

وقد حازت فكرة الدكتور سعيد اللبيب على الموافقة.

وكان من أجمل ما سُجّل من القراءات المرتّلة هي للقارئ محمد صديق المنشاوي.

ونوع ثانٍ كان الغالب في صلاة التراويح كقراءة العفاسي والغانمي و...

ونوع ثالث يمكن أن نطلق عليه الترتيل المحفلي ظهر للمرة الأولى في الجمهورية الإسلامية في إيران، وامتاز بالإتقان والجمالية. وهو ما يقرأ في شهر رمضان في العتبات والمزارات والمساجد والذي يبث في الاذاعات والتلفاز.

ونختصر البحث بالقول: إنّ الاتقان في القراءة الترتيلية هو الهدف الأوّل منها؛ أي: ضبط عِلمَي التجويد والوقف والابتداء، كما يراعى في الترتيل جانب (الطُرُق)، وسوف نبيّنه ـ إن شاء الله ـ في الجلسة القادمة، مع بيان كيفية نطق حرف (الضاد).

أمّا القراءة المحفلية فالأهمية الخاصة فيها تقع على الصوت والنغمات والاختلاف الكبير والواسع هو مسألة الوقف والابتداء، كما بيّنّا.

 ويرجع الوقف والابتداء إلى التفسير والنحو، كالاختلاف في رجوع الضمير في قوله تعالى: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} [الحج: 78] على قولين: إلى الله تعالى، أو إلى إبراهيم (عليه السلام)، فيدخل هنا التفسير والأمور النحوية في ترجيح القول الصحيح.

والحمد لله رب العالمين

إعداد وتلخيص: السيد حكمت الموسوي


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2559
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 01 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18