• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المشرف العام .
              • القسم الفرعي : مقالاته .
                    • الموضوع : ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله .

ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

بقلم: سماحة الشيخ عبدالجليل أحمد المكراني

بسم الله الرحمن الرحيم

وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على نبيّنا محمّد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن آبائه الصادقين (عليهم السلام)، قال: "قال رسول الله: إنّ الله تبارك وتعالى جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا يُحصي عددها غيره، فمَن ذكر فضيلةً من فضائله مقرّاً بها غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ولو وافى القيامة بذنوب الثقلين". [الأمالي (الصدوق): 201].

إنّ التذكير بفضائل المعصومين (عليهم السلام) من الأُمور الحسنة الممدوحة، والتي أكّد عليها الإسلام وحثّ المسلمين على العناية بمحافلها ومجالسها بمذاكرة هذه الفضائل ونشرها، كما هو الوارد عن أهل البيت (عليهم السلام) في ذلك؛ لما فيها من تأديةٍ لبعض حقوقهم (عليهم السلام) من جانب، وتزيين هذه المجالس بالمكارم والرفعة والكمال من جانب آخر.

ولقد أشرقت شخصيّة الإمام علي (عليه السلام) في أُفق التاريخ منذ ولادته في الكعبة المشرّفة، وأصبح أكثر تألّقاً وسطوعاً كلّما تقدم الزمن، حتى ملأت فضائله ومناقبه وسيرته العلويّة فضاء الدنيا وأرضها وسماءها، وكأنّها الشمس الساطعة التي تمنح الحياة والنور دون انطفاء.

ونشير في هذا المختصر من الكلمات إلى واحدة من فوائد ذكر هذه الفضائل، وهي التأسّي بصاحبها وجعله أُسوةً جديرة بالاتّباع، فهو الداعي إلى الله، والمعلّم والمربّي في سلوكه الذي يُحتذى في كلّ ما يقوم به.

وإنّ لهذه الأُسوة دوراً كبيراً في تربية النفوس وتعليمها، وبناء الشخصيّة الإيمانيّة الصالحة، فمن خلالها يكتسب الناس الفضائل والأخلاق الحسنة التي تُساعد في زيادة درجات الكمال في المجتمع الإسلامي.

إنّ صفحة المناقب الشخصيّة والفضائل الذاتيّة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) تكشف عن صفحة أُخرى له، هي صفحة السلوك المتمثّلة بالعمل في الدنيا والمعاملة مع المجتمع. والعلاقةُ مع أمير المؤمنين (عليه السلام) يجب أن تكون في إطار الصفحة السلوكيّة، فإنّ معنى جعل فضائله أُسوةً هو اكتساب العمل الرفيع منه، والسلوك الصحيح الذي نهج عليه، فلا يكون الحديث عن فضائله ومناقبه مفيداً ومثمراً إلاّ إذا أثمرت تلك الفضائل أثرها في النفوس، وظهرت واضحةً جليّةً في السلوك والعمل.

من هنا ينبغي أن يكون ذكر مناقب أهل البيت (عليهم السلام) ليس ترفاً فكرّياً فحسب، وإنّما تطبيقٌ لسيرتهم ومنهجهم في الحياة، فإنّ ذلك هو معنى الإحياء لهم والتذكير بأمرهم اللذين يشير إليهما الإمام الصادق (عليه السلام) في حديثه مع داود بن سرحان: "يا داود، أبلغ مواليَّ عنّي السلام، وأنّي أقول: ... فإنّ في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياءنا، وخير الناس من بعدنا مَن ذاكر بأمرنا، ودعا إلى ذكرنا". [الأمالي (الطوسي): 224].


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2581
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 02 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29