• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .
              • القسم الفرعي : القرآن والمجتمع .
                    • الموضوع : کيفيّة تأسيس عقليّة الطفل .

کيفيّة تأسيس عقليّة الطفل

الطفل يمکن اعتباره اللبنة الأولی لبناء الإنسان الصالح الذي يکون المجتمع المتين والسليم ، إذ أنّ الإنسان يبدأ طفلاً قبل أن يصبح رجلاً أو امرأةً وهذه هي السنة المعهودة التي وضعها الله لبناء الإنسان تکوينه فلا غرابة في ذلك ولا مناص لمناقشة هذه المراحل وتسلسلها لأنّها من أراده البارئ عزّ وجلّ ولله في خلقه شؤون .

ولکن لمّا کان الطفل هو اللبنة الأولی لوجود کلّ إنسان فهنا تستطيع أن نقول بأنّ لها الحقّ في أن نقوّي هذه اللبنة وننشئها تنشئةً صحيحةً کي تکون أساساً متيناً يوضع لبناءٍ کبيرٍ قادمٍ .

فلو افترضنا أنّ معدّل عمر الإنسان 65 عاماً فإذا ما قمنا بتنشئة الطفل عقلياً وفکريّاً وجسديّاً خلال الشر سنوات الأولی من عمر الطفل فإنّنا سنضمن خمس وخمسون عاماً من عمر الإنسان يقضيها أو يعيشها عيشةً سويّة ومرضية ، وتکون بعيدةً عن المعصية والانحراف والکسل وعدم الفائدة أفضل من أن نهمل الطفل خلال سنين عمره الأولى فلا نحصل من هذه الخمس والستون عاماً ربّما سوی علی خمسة عشر عاماً ، أو عشرين عاماً ذات فائدة.

فيجب علی کلّ أسرةٍ لها أطفالٌ أن تقوم بواجباتها تجاه هؤلاء الأطفال لاسيّما وإنّ عالمنا اليوم علی رغم التطوّر الذي وصل إليه إلاّ أنّ هذا التطوّر مصحوبٌ بمخاطر ومهالک قد تقود الطفل إلی الضالة أو الانحراف فيجب علی الأسرة أن تعلّم الطفل حبّ الله أوّلاً وأن يکون هذا الطفل عارفاً ومدرکاً بأنه خلق ليعبد الله أوّلاً (وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعبُدُون) (الذاريات /65).

فإنّ عبادة الله تکون العقال الذي يعقل الطفل من الانحراف أو التصرّف الخاطئ کما يجب علی الأبوين والذين هم قطبي الأسرة لکلّ طفلٍ أن يعلّموهم حسن التصرّف والتمييز بين الصحّ والخطأ وکيفيّة اجتناب الخطأ وعدم الوقوع فيه ، کما يجب عليهم التحذير من مرافقة أصدقاء السوء الذين غالبا ما يقوم البعض مهم بجرّ هؤلاء الأطفال إلی طريق الضلالة کما يجب أن ننصح هنا الآباء من أن يوجّهوا أبنائهم کيفيّة استخدام وسائل العصر المتطوّرة مثل: الإنترنت والستلايت والجهاز الجوال (الموبايل) إذ إنّ هذه الوسائل هي عبارةٌ عن سلاح ذو حدّين ففيها جانبٌ إيجابي کبيرٌ لا يمکن نکرانه وفيها جانبٌ سلبيٌّ يجب علی الآباء توخّي عواقبه بأن يسدوا النصح لأبنائهم ويراقبوا تصرّفاتهم دون إحساس الابناء بعدم الثقة فيهم.

کما لا يجب إغفال دور الرياضة في تنشئة الطفل لما لها من فوائد جسيمة علی حياة الطفل والإنسان عموماً کما ورد في الحديث الشريف للرسول الکريم : (العقل السليم في الجسم السليم)، وکذلك قوله : (علّموا أبنائکم السباحة والرماية ورکوب الخيل).

وهذا دليلٌ علی أنّ الرياضة من السنّة ولا يمکن الاستغناء عنها وبهذا فإذا اتّبعنا الخطوات التي ذکرناها لتنشئة الطفل فإنّنا سوف نحصل علی طفلٍ سليمٍ معافی الجوارح مستقرّ الأفکار ثابت الخطی وصحيح البدن فيکون رکن بناءٍ من الأرکان التي يقوم عليها المجتمع لا رکن هدمٍ وعالةٍ عليه .

منقول من مجلة أنوار التنزيل


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=993
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 04 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29