00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .

        • القسم الفرعي : علوم القرآن الكريم .

              • الموضوع : مدخل إلى لغة القرآن (*) ـ القسم الأوّل ـ .

مدخل إلى لغة القرآن (*) ـ القسم الأوّل ـ

 ـ القسم الأوّل ـ

محمد باقر سعيدي روشن

باحث وأستاذ جامعي

تعدّ مسألة لغة الدين والنصوص الدينية من موضوعات‌ البحث‌ المهمّة‌ فـي الدراسـات‌ الدينية الحديثة. والموضوع الذي نبحثه هنا يحمل في ثناياه تساؤلات عديدة تتعلّق بأمور من قبيل: أساليب‌ اللغة الدينية (هل يستخدم الديـن مفردات اللغة المتداولة في بيان مقاصده، أم أنّ له أساليبه‌ الخاصّة؟)، وكفاءة لغة الدين (هل‌ نـتوقّع‌ أن يكون للغة الدين نـفس الدور والوظـيفة التي يضطلع بها العلم في مفهومه الواسع، أم لا؟)، ومستوى لغة الدين (فهل أنّ‌ اللغة الدينية من منظار المعنى المعرفي اللغوي ذات اتّجاه واحد، أم لها أوجه متعدّدة؟)، واختصاصها‌ بعصرها وشمولها الزماني (هل لغة الدين وليدة وأسيرة ثقافة عـصرها الذي‌ ظهرت فيه، أم لا؟).

وكما يظهر، فإنّ التساؤلات الثلاثة الأخيرة تحمل طابعاً معنويّاً معرفيّاً وتأويليّاً، كما يرتبط بالمعرفة اللغوية. في حين يتمحور التساؤلان الأوّلان‌ حول‌ لغة الدين، خصوصاً وأنّ‌ أكثر الرؤى الغربية حول لغة الدين الحديثة قد اهتمّت بتقييم دور ووظـيفة اللغـة الدينية وبيان مكانتها بالنسبة إلى العلم.

إنّ أهمّية التحقيق في لغة الدين- وخصوصاً لغة‌ القرآن-تكمن‌ بالنسبة للمحقّق المسلم في‌ كونه يسعى إلى معرفة ما إذا كان ممكناً تطبيق أحد الاتّجاهات السائدة في الغرب حول‌ اللغة الديـنية- من قـبيل: العبثية، الوظيفية، الرمزية، الواقعية الانتقادية وأمثال ذلك- على‌ لغة القرآن؟

ومن‌ ناحية‌ أخرى، فإنّه بالنظر إلى طبيعة القرآن نفسه ومقتضياته الذاتية، واشتماله‌ على الظهر والبطن، والمحكم والمتشابه، وأوصاف الكثيرة لما في عالم الوجود من جليل‌ ودقيق، وأسلوبه المتداخل فـي المـطالب، وما‌ إلى ذلك... كلّ ذلك يؤدّي إلى ضرورة‌ معرفة نوع‌ لغة‌ القرآن، وما هو دورها ونطاق عملها، وكيف يمكن التوصّل إلى مقاصدها؟

إنّ الفكرة الأساس لهذا المقال تقوم على حقيقة أنّ القرآن‌ يختلف‌ في‌ بنيته ومـحتواه عـن‌ سائر النـصوص الدينية الموجودة، ولذلك‌ فلا‌ يـمكن أن يـكون نـموذجاً مناسباً لتطبيق الرؤى‌ السائدة في اللغة الدينية الجديدة في الغرب.

إنّ لغة القرآن- في نفس الوقت الذي تتّسم‌ فيه‌ بالتأثير‌ والتحريض- لها وظيفتها الواقعية والتعليمية. وعلى الرغـم مـن اسـتخدام القرآن‌ لقواعد النظام اللغوي المتعارف لدى العقلاء، ولكنّه- وبـسبب رسـالته الشمولية والخالدة-يتمتّع بخصائص تدعو كاتب هذه السور إلى تسمية‌ لغته‌ بلغة‌ العرف الخاصّ ولغة الهداية.

مفهوم اللغة

تعني اللغة-بمعناها الخاص-الوسيلة الخاصّة التي يـستخدمها‌ أبـناء‌ شـعب أو بلد ما للتخاطب في ما بينهم، فهي واحدة من عجائب الفطرة المـليئة بالأسرار، أي: قدرة الذهن‌ على إيجاد‌ التواصل‌ وإيصال المطالب إلى الآخرين. قال تعالى:

﴿الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ1.

ويعتبر التكلّم والتـحدّث هـو التـجسيد والظهور الخارجي لهذه القدرة2، كما تعدّ‌ الحروف‌ والكتابة‌ بديلاً عن التحدّث.

اللغة الدينية

كان المسلك التـقليدي عـند اليهود والنصارى-في ما يتعلّق باللغة الدينية-قائماً‌ بشكل‌ عامّ على رؤيتين، هما: التفسير اللفظي، والتفسير التأويلي، إذعاناً منهما بواقعية مضامين ومـفهوم‌ الكتاب المـقدّس. ولكـن بعد‌ ظهور‌ الاتّجاهات‌ الحديثة والفلسفات الجديدة في العصر الحديث، حدث تحوّل أساسي في مـا يـتعلّق بـالخطاب الديني واتّجاهات‌ اللغة الدينية لدى‌ الغرب. ويمكن بيان هذه الاتّجاهات من خلال أربعة أقسام:

1- الرؤية الوضـعية، والاعـتقاد‌ بـانعدام‌ المعنى‌ في اللغة الدينية؛ حيث ذهب فلاسفة حلقة فيينا إلى اعتماد إمكانية الإثبات من خلال التجربة كـأساس فـي‌ إثبات‌ المعنى لجميع‌ المفردات. وتذهب هذه الجماعة إلى اللامعرفة (Non Cognitivist)  في ما يتعلّق‌ باللغة الدينية.

2- الرؤية الوظيفية‌ في التـعامل مـع مـفاهيم الدين واللغة الدينية. وأبرز ممثّليها هم‌ فيتجنشتاين المتأخّر، وفيليبس، وفان بورن‌ وغيرهم.

3- الرؤية الرمزية-أو المعرفية غير الواقـعية-في اللغـة الدينية. ويمثّلها بول تيليش، آرنست كاسيرر، كارل بارت وبولتمان.

4- الرؤية الواقعية الانتقادية للغة الدينية. ويمثّلها الكانتيون الجـدد، أمثال: ألستون، إيان‌ باربور، جون هـيج وغيرهم.

وفـي ما يلي توضيح مختصر لكلّ‌ من‌ هذه الاتّجاهات.

لقد أدّى الاتّجاه المادّي في عصر التنوير الفرنسي والنزعة التـجريبية‌ لديـفيد‌ هيوم، وفلسفة كانت الاستعلانية، والاندفاع نحو الطبيعية‌ التكاملية‌ في‌ القرن التاسع عـشر، إلى نزوع جـماعة مـن الفلاسفة نحو‌ اعتبار‌ التجربة معياراً لإثبات كلّ حقيقة، واعتبار الحوار العلمي طريقاً لكلّ اللغات المفيدة، واعـتبار كـلّ‌ مـا‌ لا يخضع للتجربة فاقداً للمعنى‌ ومفتقراً للأهمّية المعرفية.

ومن‌ هنا، فقد‌ ذهب الوضعيون في حلقة فـيينا إلى اعتبار‌ المفردات الأخلاقية والميتافيزيقية والدينية مجرّد عبارات ترتبط بالإحساس والمزاج.

وقد‌ تعرّض‌ فلاسفة حلقة فيينا-جرّاء طرحهم لهـذه النـظرية-إلى‌ انتقادات ومصاعب‌ جمّة، منها النقد‌ النقضي‌ لهذه النظرية، حيث طولبوا بإثباتها عن‌ طريق‌ التجربة أيـضاً، مع أنّـها ليست من الأمور التي يمكن أن تخضع للتجربة، فتكون فـاقدة للمـعنى على مذهبهم‌3.

وعلى إثر الجدل والخلاف‌ الذي‌ احتدم‌ بـين أفـراد حلقة‌ فيينا‌ حول ملاك المعنى، لم يجدوا مفرّا‌ً من‌ الاكتفاء بتعريف هذا المبدأ على أنـّه مـجرّد توصية لا أكثر4.

النظرية الوظيفية

نظراً لإخفاق النظرية الوضـعية‌ فـي‌ إعطاء رؤيـة شـمولية عـن مفردات الواقع‌ التي‌ لا تخضع‌ للشروط‌ المادّية، فقد‌ ظـهر‌ اتـّجاه آخر في ما‌ يتعلّق باللغة يعمل على تحليل أنواع وظائف‌ المفردات المختلفة، بدلاً مـن الخـوض في إفادتها للمعنى أو عدمه. وقد‌ بـحث هذا الاتّجاه- الذي برز بـعد الوضـعية‌ المنطقية، مناقضا‌ً لها‌ إلى حدّ‌ مـا- في مـسألة إفادة‌ المعنى ضمن إطار أوسع من سابقه، ولم يقتصر في إثباته على حدود التجربة الحسّية.

وقـد كـانت (الألعاب اللغوية) أو (الرؤية الوظيفية‌ للّغة) هي‌ التعبير‌ الرائج للنـظرية الثـانية لفيتجنشتاين، أحد الفـلاسفة التحليليين‌5. وكان يـعتقد‌ بـأنّ‌ وظيفة‌ اللغة‌ ليست‌ تـصوير‌ عـالم‌ الواقع، بل إنّ اللغة تقوم بدور يشبه اللعب. ومن هذا المنطق، فإنّ لكلّ من العلم والفنّ‌ والفـلسفة والديـن والعرفان وما شابهها عالماً ولغة خـاصّة‌ بـه، وعلينا أن نـصبّ اهـتمامنا على وظائف اللغة دون البحث عن المـعنى. إذن: لا يمكن التعامل مع نموذج لغوي على أنّه‌ النموذج الوحيد المقبول لكلّ أنواع الألعاب اللغوية. ووفقاً للمـسلك الوظـيفي، فإنّ اللغة تعتبر فاقدة للمعنى إذا‌ لم تكن لها وظـيفة خـاصّة فـي المـجتمع اللغوي‌6.

ولكـن-وفقاً لتعبير جان سـيرل- فإنّ أكـثر جوانب رؤية فيتجنشتاين تثبيطاً للأمل هو مناهضتها للتنظير في ما يتعلّق بكيفية عمل اللغة وعلاقتها بالعلم. وعـليه‌ فـإنّ الاسـتنتاج‌ القائل بأنّ علينا-كي نفهم الكلام الديني-أن نضع مـثل هـذا المـعيار لنـعرف دور هـذا الكـلام‌ في حياة الناس، إنّما هو تغافل عن حقيقة أساسية؛ ذلك أنّنا‌ إذا‌ لم ندرك أنّ لغة الدين‌ تدّل‌ على ما هو أبعد منها، لما غدا بإمكاننا إدراك دورها في حياة الناس، والناس إنّما يشتركون في لعـبة اللغة؛ لاعتقادهم بوجود واقعية أخرى خارجها تمنحها المعنى والهدف‌7.

وعلى هذا، فقد اعتبر مسلك التحليل‌ اللغوي- أو‌ الوظيفي- الذي تمّ بيانه بهدف‌ المحافظة على حدود اللغة الدينية نوعاً من التهرّب من الإجابة عن التساؤل الأساس، واسـتسلاماً للنـظرية الوضعية، واعتبار اللغة الدينية غير قابلة للإدراك‌8.

وبعبارة أخرى، فإنّ هذه الرؤية تنبع‌ من‌ المبدأ القائل بأنّ الدين والمعتقدات الدينية ليست سوى نوع من الإحساس الداخلي وإظهار الإحساس، دون أن يكون لها واقعية عينية أو بـعد مـعرفيّ، وتقوم هذه النظرية على دعوى أنّ جميع المفردات‌ الدينية‌ تحمل طابعاً أمرياً، وتوصي بسلوك أخلاقي معين. ولكن يمكن إثبات عدم صحّة هذا الادّعاء بالرجوع‌ إلى النـصوص الديـنية نفسها، والمفردات الدينية‌ يمكن تـقسيمها إلى مـجموعتين: الإخبارية والأمرية.

أمّا الإخبارية منها فتختصّ بالحديث عن اللّه‌ والعالم‌ والإنسان والمواضيع التاريخية والدنيا والآخرة والملائكة والشياطين وما إلى ذلك. ولا ‌‌يخفي‌ على أحد ما لهذه المفردات‌ من دور في نـشر المـعرفة وإظهار الواقع.

وأمّا‌ المجموعة‌ الأمـرية‌ الديـنية، فهي من قبيل الأوامر والنواهي والنصائح الأخلاقية وغير ذلك؛ فرغم أنّ دلالاتها التطبيقية لا‌ تشتمل على مضمون توصيفي ولا دور في نشر المعرفة، ولن يمكن للمتأمّل أن‌ يعثر على جذور لهذه‌ المفردات‌ في الواقع العيني، وأنّها قـد أمـر بها بهدف الوصول إلى غايات أو انطلاقاً من مبادئ خاصّة بها، فإنّ الأمر بعبادة اللّه إنّما يكون له مفهوم منطقي فقط عندما يتمّ الإذعان بالوجود العيني للّه عزّ‌ وجلّ.

إنّ التحليل العقلي لهذا الموضوع يكمن في تبيين العلاقة بين (الواجب) و (الوجود).

وطبقا للتـحليل الفـلسفي، فإنّ (الواجبات) و (غير الواجبات) الأخلاقية والإيـمانية تنبثق من‌ الواقعيات والموجودات؛ فحينما يقال: (اعبد اللّه)، فإنّ هذه العبارة تحمل في طياتها عدّة قضايا أخرى: إحداها: (إنّ هناك‌ حقيقة‌ متعالية باسم مـبدأ عالم الوجود، وهو يستحقّ‌ العبادة). والأخرى: (إنّ الإنسان إذا أراد التقرّب من اللّه، فعليه أن يعبده).

وبناء على مـا ذكـر، فإنّ وجود اللّه يمثّل مبدا لهذه القضية، بينما يمثّل تحقّق إحدى‌ الواقعيات الخارجية- أي‌ كمال‌ الإنسان-غاية لها، وهما يعدّان من نتائج تـحليل ‌مـسألة (اعبد اللّه)9.

نظرية اللغة الرمزية

نتيجة لإخفاق المسالك الوضعية في قضية انعدام المعنى لدى اللغة الدينية، وكذلك النـزعة الوظيفية تـجاه اللغـة الدينية، والتي فشلت في‌ بحثها‌ عن استخدامات غير معرفية لها، وعجزهما عن تبيين اللغة الديـنية بصورة منطقية، فقد اتّجه أكثر فلاسفة الدين إلى النظر إلى اللغة الدينية من جهة نشرها للمعرفة.

لقد ذهـب البعض منهم إلى ضرورة‌ أن‌ يـكون‌ هذا المعنى رمزياً(Symbolic) ، مع‌ احتواء‌ هذه‌ الرؤية‌ الرمزية على مسالك مختلفة، من قبيل: النماذج الدينية والحكايات‌ والاستعارات والتشبيهات وغيرها، وتعريفها على أنّها الجوهر الأساس للخطاب الديني.

وقد‌ نشأ‌ هذا‌ الاتّجاه-على الخصوص-بسبب الاعتقاد بكون اللّه موجوداً (متعالياً) أو (مختلفاً كـلّياً)، وإنّ‌ اللغة‌ البشرية إنّما تناسب الكلام عن الحقائق العادية، دون الحقائق‌ المتعالية والمختلفة. وعليه، لا يمكن استخدام هذه اللغة للتعبير عن اللّه المختلف‌ تماماً‌ عن‌ كلّ‌ ما نعرفه.

إنّ أكثر التوضيحات عن هذا الاتّجاه شيوعاً هي التي‌ تـفسرّها على أساس أنّ البيانات‌ الكلامية هي تقارير رمزية عن الأهداف الأخلاقية والرؤى والقيم10.

ومع غضّ النظر‌ عن‌ ضعف‌ المفاهيم لدى بعض الأديان، فإنّ العامل الآخر الذي كان له‌ دوره في ظهور‌ مثل‌ هذا المسلك هو الضعف الميتافيزيقي فـي ثـقافة الغرب، وخلط المصداق‌ بالمفهوم في مسألة وجود اللّه. لقد تصوّرت هذه‌ النزعة‌ أنّه‌ إذا ثبت (الوجود) للّه، فإنّه‌ سيغدو محدوداً كسائر الموجودات، أو إذا وصف اللّه بـ(الخالق) فإنّه سيحدّ بحدود المكان‌ والزمان.

كما لا‌ يمكن إنكار حقيقة أنّ النزعة التجريبية في العصر الحـديث- والتـي كانت تدعو إلى‌ فحصّ كلّ‌ شيء‌ من‌ خلال منظار التجربة-قد كان لها تأثير كبير في ظهور مثل هذه‌ الرؤية. إنّ الكثير من متألّهي‌ العصر‌ الحديث- والذين كانوا يريدون التمسّك بانتماءاتهم‌ الدينية، وفي الوقت نـفسه أن لا يـتخلّفوا عـن‌ ركب‌ العلوم‌ التجريبية- وجدوا أنفسهم‌ مضطرّين إلى تـفسير المـفاهيم الإلهـية والدينية والغيبية، والقصص الغريبة والحوادث‌ العجيبة الموجودة‌ في نصوصهم الدينية، ومعجزات الأنبياء... بوصفها تعابير وإشارات‌ رمزية ذات بعد مجازي وغير‌ واقعي.

والملفت‌ في هذه الرؤية أنـّها-كسائر الرؤى المـتقدّمة- تتجاهل كـلّ أنواع الحقائق الدينية؛ إذ إنّ الذاهبين إلى هذه الآراء‌ يصرّحون: أوّلاً: بأنّ‌ جـميع النـصوص الدينية كانت ذات بعد رمزي ولا علاقة لها بالواقع، وأنّ‌ مفاهيم‌ مثل‌ التجسّد وأمثالهما أساليب لبيان القيم الأخلاقية والتضحية من أجل‌ الآخرين.

وثانياً: بأنّ الرمـوز تـساعدنا على خوض‌ تجربة‌ اللقاء باللّه، دون أن تدلّ على وجود واقعية في اللّه بأي نـحو من الأنحاء، وأنّه‌ لا توجد أي نسبة منطقية بين هذه المفردات، ولا يمكن البحث عن صدقها وكذبها الحقيقي، بل يمكن‌ حتى للمـفردات المـتناقضة أن تكون ذات‌ فائدة من الناحية الرمزية لجعل الإنسان أمام أمر‌ مقدّس‌ وجـهاً لوجه!

وفـي الصفحات التالية من هذا‌ المقال‌ سنبحث‌ في تحليل هذا الموضوع. أمّا الآن، فنلقي‌ نظرة على مواطن‌ نشوء‌ الآراء الجديدة.

أسباب ظهور الآراء الجـديدة حـول اللغـة الدينية

 1- ضياع الوحي الأصلي

رغم أنّ الفكرة التقليدية‌ السائدة‌ في المجتمعات اليهودية والمسيحية‌ تعتبر‌ العـهد القـديم‌ والجـديد‌ إلهاما‌ً إلهياً نزل على الأنبياء والقدّيسين، إلاّ‌ أنّ‌ واقع الأمر هو أنّ هذين العهدين‌ ليسا عين الوحـي الإلهـي الذي نـزل على موسى‌ وعيسى (ع)، وإنّما هو سرد تاريخي‌ لديانة بني إسرائيل وما‌ وقع‌ لهم من أحـداث، وقـد كتبها‌ رجال‌ عاديون خلال فترة زمنية امتدّت‌ مئات السنين.

ومع ذلك لم يخلُ العهدان من مقتطفات‌ مـن‌ الأوامـر والشـرائع والآداب‌ الدينية‌ التي‌ صدع‌ بها أنبياء بني‌ إسرائيل، وبذلك اكتسبت قيمتها الدينية.

ومع‌ غصّ الطرف عـن الحـقيقة أنّ الأناجيل قد تمّ اختيارها بوصفها كتب القوانين‌ وأعمال الرسل‌ ورسائل بولس، وحـصولها على الاعـتراف الرسمي‌ من‌ بين عشرات‌ الأناجيل‌ الأخرى‌ في‌ القرن الرابع الميلادي، وورودها‌ في العهد الجديد؛ فإنّها ذات صبغة خـاصّة متأثّرة بـالتركيبة الفكرية لبولس اليوناني، العدوّ العتيد للمسيح والنصارى‌11، وهذه‌ التركيبة الفكرية‌ هي مزيج من الأورفـيزمية12 والمـيترائيزمية13 والنـزعات‌ الغنوصية14.

2- غموض المفاهيم‌ الدينية

إنّ‌ الإشكال‌ المتقدّم قد أدّى‌ بدوره‌ إلى ظهور معضلات أخرى، منها: طرح المسالك‌ البشرية المشوّهة بديلاً عن الوحـي، وتـلوّث المـفاهيم الدينية السامية بالأوهام البشرية وتسويقها‌ باسم‌ الوحي.

2- 1- الإله المجسّم:

وفي هذه النصوص البشرية نـرى أحـياناً‌ نزول‌ اللّه‌ إلى الأرض‌ على هيئة رسم وصورة مادّية، فتصوّره في موضع وهو يصارع نبيه يعقوب وينهزم أمـامه!15 وفـي أحيان أخرى- وفي أسطورة تثليثية توحيدية مبهمة لا يمكن فهمها- تصوّر لنا اللّه‌ صورة الأب‌ والابـن والروح القدس‌16، أو «الحكمة أصبحت جسماً»17، أو«... أنت هو المسيح ابن‌ اللّه الحـي»18، أو «لأنّك أخـفيت هـذه عن الحكماء والفقهاء وأعلنتها للأطفال»19.

وعلى الرغم مـن وجـود الهرطقات في هذه العقائد المتناقضة، فلا‌ يزال‌ هناك من الكتّاب‌ من يصرّ عليها ويعتبر المـصدر الوحـيد المصون عن الخطأ في مـجال مـعرفة اللّه‌20.

«يمكننا أن ندرك وجـود اللّه الواحـد عـن طريق الاستدلال المنطقي، إلاّ أنّ وجود التثليث فـي اللّه‌ الواحد‌ يمكن إدراكه عن طريق المكاشفة الإلهية... ويجب الإذعان بأنّ‌ التثليث الأقدس هـو أحـد الأسرار الإلهية، وقد يذهب البعض إلى اعـتباره لغزاً تامّاً، بل قد يـعتبرونه‌ تـناقضاً. إنّ‌ هذه الحقيقة رغم اكتنافها بـالأسرار، إلاّ‌ أنـّها‌ ليست من صنع‌ البشر، بل هي مكاشفة إلهية»21.

2- 2- عدم قدسية الأنبياء:

وفي هذه الرؤية تعدّ قراءة الطـالع والبخت والكهانة والسفسطة والسحر والشعبذة وأمـثالها‌ كـشعب مـختلفة من تلقّي‌ الوحـي. كما‌ تـعتبر هذه الرؤية الأنبياء أنـاساً عـاديين، يصحّ‌ في حقّهم الوقوع في المعاصي والأعمال المنافية للأخلاق، كما يمكن أن يرتكبوا الاعتداء على أعراضهم وأعراض الآخرين!22 كما إنّ الخـديعة والاحتيال والكذب والنفاق‌ أمور متعارفة‌ في أعمالهم‌32.

ولهـم سـوابق مظلمة وشـاذّة وقـد تـجاوزوا الحدود في القتل وإيـذاء الآخرين، ومع ذلك‌ تحدث لهم المكاشفات فجأة وتصلهم رسالة السماء!24 وأحياناً يذهب كتّاب هذه النصوص‌ إلى اعـتبار الوحـي‌ النازل قبل عيسى (ع) خدعة من‌ قبل اللّه؛ فقد ورد مـثلاً: لقد خـدع اللّه النـاس قـبل المـسيح بأن نصب لهـم‌ حـبال الشريعة والتكاليف‌25.

2- 3- الإبهام في مفهوم الوحي:

إنّ خلاصة القول بشكل عامّ هي‌ أنّ‌ المراد‌ من الوحي هو الإلهام‌26، كما ذهـب البـعض‌ الآخر مـن الكتّاب-بعد الإشارة إلى الوحي التاريخي-إلى وجود أساليب مـختلفة مـن طـرق‌ الحصول على الوحـي أيـضاً، ومنها أدوات التقنين القديمة، مثل: علم النجوم وقراءة البخت‌ وتفسير الأحلام والقرعة‌ وقراءة الطالع والرؤيا والاستماع إلى كلام اللّه والحكمة، وذلك‌ استناداً إلى النصوص المقدّسة27.

كما يذهب اليهود والنصارى إلى اعتبار الوحي مجرّد خواطر قلبية ومكاشفات بـاطنية عادية‌ تحصل لجميع الناس، وخاصّة‌ السحرة‌ وقرّاء الفال والطالع والحكماء. وبذلك، فإنّ‌ هذه المكاشفات الباطنية والشخصية استتبعت تفسيراً إنسانياً، وما كان ينقل إلى المخاطبين‌ لم يكن سوى ظلال لتلك المكاشفات‌28.

إنّ هذا المسلك لم يعتبر الوحي كلاما‌ً خـالصاً للّه أبـداً، بل يراه مزيجاً من فعل اللّه وتأثير الإنسان، وإنّ الكتاب المقدّس قد كتب بيد إنسانية من أوّله إلى آخره، وهو حصيلة هذه‌ التجارب الإلهية وحوادث بها الوحي، دون أن يكون‌ إملاء‌ لكتاب لا يتطرّق إليه‌ الباطل والخطأ29.

«لقد أدخل مؤلّفو الكـتاب المـقدّس- بغية إيصال الحقائق الروحانية- في كتاباتهم الكثير من‌ الأساطير والأمور الخارقة والقصص الإعجازية. إنّ وظيفة مفسّر الكتاب المقدّس أن‌ يتجاوز هذه الأساطير للوصول‌ إلى الحقائق الروحانية التي أرادهـا اللّه لنا»30.

ومـن جهة أخرى، فإنّ اعتبار المعجزة- التي هـي ظـاهرة تفوق الطبيعة- بديلاً في عرض‌ القوانين والنظام الطبيعي للعالم، وعدّها مناقضة للنظام الحاكم على الطبيعة، هو أيضاً من‌ جملة سلوكيات‌ علماء‌ أهل الكتاب في هذا المجال. في حين تقع المـعجزة فـي طول القوانين‌ الطبيعية لا في عـرضها، وهـي ليست معارضة لها، بل هي قانون في امتدادها، وحقيقة المعجزة تعني تقييد القانون الحاكم على عالم‌ الوجود‌ بقانون‌ أسمى وأقوى منه31.

2- 4- ماهية الإنسان‌ المدنّسة:

من‌ التعاليم‌ المعروفة في الكتاب المقدّس أنّ البشرية قد حكم عـليها بـالذنب والدنس‌ بسبب معصية آدم وحوّاء. ومن هذا الوجه كان غسل‌ التعميد‌ واجبا‌ً للتطهّر من النجاسة وقذارة الذنب الذي اقترفه أبو‌ البشر‌ وأمّهم، وانتقل إليهم عبر الأجيال‌32.

«كما لاحظنا، فإنّ آدم أب لكلّ الأجيال البشرية، وإنّنا جميعاً قد ولدنـا مـنه بالطريقة الطبيعية وعـليه، نكون‌ جميعاً‌ قد ولدنا مذنبين؛ لأنّ آدم قد أذنب قبل أن ينجب أوّل‌ أولاده».

إنّ الكتاب المقدّس يثبت المعصية للجميع بصراحة: «وأقضى قضاءهم إذا أخـطأوا إليك؛ لأنّه ليس إنسان لا يخطئ»33، «إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم‌ جدّ‌ اللّه»34 وعلى هـذا، فليس بـإمكان الإنـسان أن يجد طريقه إلى الخلاص والنجاة، لذا‌ أرسل اللّه ابنه وضحّى به‌ لإنقاذ الناس‌35.

«ولكنّه الآن قد أظهر أمره عند انقضاء الدهور؛ ليبطل الخطيئة بـذبيحة‌ نفسه»36.

«لأنّ ‌ابـن‌ الإنسان أيضاً لم يأت ليخدم، بل ليخدم، وليبذل نفسه فدية عن‌ الكثيرين»37.

ولم تكتف‌ مسيحية‌ بولس‌ بهذا الحـدّ، بل رفـضت جـميع التكاليف والآداب والشرائع، واستبدلتها بالحرّية المطلقة، واعتبرت موت‌ عيسى(ع) كفّارة‌ لجميع‌ الذنوب.

«إنّ اللّه لا يسعه الصفح عن المذنب بمجرّد التـوبة؛ لأنّ هذا غير ممكن ولا‌ ينسجم‌ مع‌ عدل اللّه؛ فإنّ اللّه إنّما يمكنه العفو إذا دفع المذنب غرامة أو فـدية. ولكي‌ يتمكن‌ من‌ العـفو دون المـساس بعدله، فقد دفع المسيح بموته كفّارة المذنبين»38.

2- 5- المنع من كشف الحقيقة:

«وأخذ الربّ الإله‌ آدم‌ ووضعه في جنّة عدن ليعملها ويحفظها، وأوصى الربّ الإله آدم‌ قائلاً: من جميع‌ شجر‌ الجنّة‌ تأكل أكلاً، وأمّا شجرة معرفة الخير والشـرّ فلا تأكل منها؛ لأنّك يوم تأكل منها تموت‌ موتاً»39.

«وكانت الحية أحيل جميع الحيوانات البرّية التي عملها الربّ الإله، فقالت للمرأة؛ أحقّاً قال اللّه‌ لا‌ تأكلا‌ من كلّ شجر الجنّة؟ فقالت المرأة للحية: من ثمر شجر الجنّة نأكل، وأمـّا ثمر الشـجر التي في وسط‌ الجنّة‌ فقال‌ اللّه: لا تأكلا منه ولا تمسّاه لئلاّ تموتا، فقالت الحية للمرأة: لن تموتا، بل اللّه عالم‌ أنّه‌ يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كاللّه عارفين‌ الخير والشرّ»40.

3- مواجهة العقل للإيمان، والعلم للدين:

لقد أرست‌ المسيحية‌ البولسية المـعترف بـها رسمياً صرح تفكيرها منذ البدء على العواطف‌ والإيمان النابع‌ من‌ الأحاسيس بدلاً من التدين العقلاني، وذلك كي‌ لا‌ يكون‌ فيها أي نوع‌ من التناقض مع العقائد اليونانية‌ المشركة‌ ذات الآلهة المتعدّدة.

إنّ جميع الأفكار الشـركية السـابقة قد ظهرت في عقيدة بولس- وهو‌ المفكر‌ اليونانيّ‌ النزعة-على شكل التجسيد والفداء‌ والصليب ومثلّث‌ الأب‌ والابن وروح القدس، وهو سرّ‌ لا‌ سبيل إلى حلّه.

وقد قامت المسيحية السائدة- منذ البداية على رفض العقل والاكتفاء‌ بالوحي، وسمّت‌ التعقّل جـهالة. وقـد تـساءل ترتوليان (150-230) بصراحة: أية‌ علاقة لأثينا (مظهر التعقّل) بأورشليم (مظهر المسيحية)؟! أمّا القـدّيس‌ أوغـسطين، فلا‌ يـسعى إلى الإيمان عن‌ طريق العقل، بل‌ يسعى‌ إلى العقل عن طريق الإيمان.

4- تهافت النصوص المقدّسة:

يؤمن جميع المعتقدين بالأديان السماوية-ابتداء-بأنّ كلام اللّه‌ وأنبيائه لا يمكن أن‌ يكون متهافتا‌ً أو‌ متناقضاً؛ وذلك اسـتناداً إلى عـلم‌ اللّه وحكمته المطلقة‌ وعصمة أنبيائه في‌ استلام وتبليغ رسالته.

غير أنّه نـظراً إلى حـقيقة أنّ الكتاب المقدّس-بعهديه القديم‌ والجديد-كان حصيلة فهم‌ وإدراك وأذواق‌ وأمزجة مئات‌ الناس‌ الذين‌ تحدوهم مختلف الدوافع، وأنّه-وكما قال جـيمز في مـقدّمة قـاموس الكتاب المقدّس- قد استغرق تأليفه ألفاً وخمسمائة سنة، فمن الطبيعي إذاً أن‌ تـظهر‌ الكثير من التناقضات في هذه الكتابات. وعلاوة‌ على الاختلاف‌ المهمّة‌ في‌ الأسلوب، نجد الكثير من‌ الاختلاف‌ والتعارض في محتويات هـذه الأسـفار أيضاً.

إنّ الاخـتلاف بين العلم والدين، وتعميم التجريبية، والاستنتاجات الميتافيزيقية‌ من‌ النظريات‌ العلمية‌ الجديدة، وحـركة الإصـلاح الديني، وظهور الفلسفات المختلفة، كلّها‌ من‌ آثار‌ وتبعات‌ تلك‌ التمهيدات‌ الفكرية الدينية التي وولدت الآراء الحديثة حول اللغة الدينية في أحـضانها أيضاً.

النصوص الديـنية الإسـلامية وخلفياتها الفكرية والثقافية: بعد الانتهاء ممّا قدّمناه سابقاً، نصل إلى الإجابة عن التساؤل‌ الثاني.

لقد اتّضح مـن المـطالب السـابقة أنّ الاتّجاهات الغربية المعاصرة حول اللغة الدينية كانت‌ تقوم على أساس فرضية مسبقة تقول بـالتعارض بـين المـوضوعات الدينية والعلمية. إنّ هذه‌ الفرضية-سواء كانت بسبب محدودية الأساليب العلمية‌ وانحصارها بالأسلوب التجريبي‌ وتجاهل الأطر العـقلية فـي فهم حقائق الوجود، أم بسبب صعوبة المفاهيم الدينية التي تسدّ الطريق أمام التفسير العقلائي-أدّت إلى ظـهور اتـّجاهات مـن قبيل: العبثية أو المصلحية الصرفة للمقولات الدينية، أو الرمزية، أو‌ الواقعية‌ الانتقادية.

وأمّا لو افترضنا عدم وجود مثل هذه الخلفيات فـي مـحيط دين ما، أي عدم وجود التعارض بين العلم والدين، وقلنا بعدم انحصار سبل‌ المعرفة‌ بـالأسلوب التـجريبي، وقـبلنا بوجود وفاعلية‌ الأساليب‌ الأخرى- أمثال العقل والكشف والوحي- في معرفة حقائق‌ الوجود.. ومن جهة أخرى: لو افترضنا أيضاً أنّ النصوص الديـنية والمـفاهيم المنبثقة عنها لم‌ تبتل بما ابتلت به النصوص‌ الدينية‌ الغربية.. فهل يجب تحميل نـفس‌ تـلك‌ الآراء عـليها أيضاً، دون أن يكون هناك مهرب منها؟ لا شك أنّ الجواب سيكون بالنفي.

هوّية القرآن الكريم

إنّ نظرة سريعة إلى هوية القـرآن الكـريم وكـيفية جمعه تثبت أنّه-وخلافها للعهدين‌ اللذين تمّ جمعهما‌ من‌ صدور رجال مختلفين فـي أزمـنة وأمكنة متعدّدة-لم يصل إلاّ على لسان نبي واحد، وهو محمّد بن عبد اللّه(ص) عندما كان في الأربعين من عـمره فـي 27 رجب سنة 609 للميلاد، وقد بدأ‌ الوحي‌ بكلمة (اقرأ):

﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾42.

وهـذا‌ هـو الذي عـليه اعتقاد المسلمين‌43.

وقد تمّ التأكيد في نصّ القـرآن‌ على هذه‌ المسألة، وهي أنّ الوحي النازل على محمّد(ص) قد نزل من عند اللّه بمعناه ولفظه. قال تعالى:

﴿وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾44.

وقال تعالى:

﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾45.

وقال تعالى:

﴿وَقُرْآَنًًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾46.

وكان النـبي مـحمّد (ص) يجيب المعترضين على الوحي الذين‌ يريدون تـبديله بالقول:

﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلْ لَوْ شَاءَ اللهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾47.

وتثبت الأدلّة التاريخية المتواترة-مضافاً إلى اهتمام آحاد‌ المسلمين‌ بحفظ القرآن‌ واستظهاره- أنّ النبي محمّد (ص) كان يأمر أصـحابه الذيـن يعرفون الكتابة بكتابة آيات‌ القرآن. وطبقاً للدراسات التـاريخية التـي قام بـها عـلماء المـسلمين48 والمستشرقون، فقد بلغ‌ عدد كتّاب الوحـي أكثر من أربعين رجلاً49، ويمكن ذكر‌ أسماء‌ بعض منهم: كعلي بن أبي‌ طالب(ع) وأبّي بن كعب وزيـد بـن ثابت.

وقد عمد كتّاب الوحي إلى كتابة آيـات القـرآن بـدقّة على جـلود الحيوانات والأدم‌ واللخـاف وجـريد النخل‌ والورق، وبذلك تمّ تدوين النصّ العربي للقرآن، والذي أطلق عليه‌ اسم القرآن-دون ترجمته-في حياة النبي(ص)، وألّف أكبر وأبـرز نـصّ سـماوي وثقافي‌ ومعنوي أنزله اللّه إلى البشر. وقد حظي‌ هـذا‌ المـوضوع‌ بـأهمّية قـصوى لدي المـسلمين، حتّى‌ إنّهم لم‌ يكتفوا‌ بضبط‌ السور، بل اهتمّوا حتى بضبط عدد الآيات وكلمات القرآن وحروفه‌ لمنع أي إضافة أو نقصان‌50.

 

للبحث تتمّة...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) بتصرّف يسير.

1. سورة الرحمن‌ 55: الآيات 1-4.

2 .زبان وتفكر: 211.

3. عقل واعتقادات ديني: 267.

4. فلسفه تحليلي وفلسفة زبان: 490.

5. فلسفة تحليلي: 101.

6. فلاسفه بزرگ: 435، لودفيغ‌ فيتگنشتاين: 59.

7. فلاسفه بزرگ: 635، فلسفه معاصر: 611-331.

8. عقل واعتقادات ديني: 372.

9. فلسفه اخلاق: 42‌ و72؛ علم‌ ودين: 282 و287.

10.   The Encyclopedia of  philosophy  7: 961-371، عقل واعتقادات ديني: 572-082.

11. الغلاطيون 1: 41.

21. مذهب يوناني غامض قـديم، كان يعتقد بالذنب ونجاة الإنسان‌ من‌ الذنب وتناسخ الأرواح والتجسّم‌ الثانوي‌ للروح.

13. مذهب يقوم‌ على عبادة‌ الشمس، انتشر في بلاد الرافدين في العصور‌ المسيحية‌ الأولى.

14. الغنوصية: مجموعة مذاهب ونزعات دينية تقوم على الثنوية وتميل إلى الزهد‌ والمعرفة الباطنية، راجع: تحليل وحي از ديدگاه اسـلام‌ ومـسيحيت: 521، 137 و207.

15. العهد القديم، سفر‌ التكوين 42: 30-32.

16. العهد الجديد، متّي 91: 82؛ قرنتيان الثاني‌ 31: 41؛ كولسيان‌ 61: 1؛ العبرانيون 1: 20

17. يوحنّا الأوّل: 1 و3.

18. متّى 61: 71.

19. متّى 52: 11.

20. الهيات مسيحي: 17.

21. الهيات مسيحي: 78 و88.0

22. سفر التكوين 9: 02-72؛ 91: 03، 43، 53، 83‌ و94. 32

23. سفر التكوين: 72؛ صموئيل الثاني: 11، 31، 81؛ الملوك الأوّل: 31؛ إرميا 32: 21؛ إرميا‌ 2: 8.

24. أعمال الرسل: 7، 8‌ و9؛ أهل غلاطية‌ 1: 41.

25. أهل غلاطية 3: 2.

26. قاموس كتاب مقدس: 509.

27. معجم اللاهوت‌ الكتابي: 61.

28. علي عتبة الكتاب المقدّس: 136 و140.

29. علم ودين: 248 و270.

30. الهيات المسيحي: 36.

31. معجزه‌ شناسي: 47 و77.

32. متّى 82: 91؛ مرقس‌ 61: 61.

33. الملوك الأوّل 8: 64.

34. رسالة بولس إلى أهل أرومية‌ 3: 32: الهيات‌ مسيحي: 261 و871.

35. الهيات مـسيحي: 34‌ و402.

36. العبرانيين 9: 62.

37. مرقس 1: 54.

38. الهيات مسيحي: 220.

39. التكوين 2: 61-81.

40. التكوين 3: 1-6.

41. عقل ووحـي در قرون وسطى: 4، 5 و9.

42. سورة العلق 69: الآيات 1-5.

43. الإتقان في علوم‌ القرآن: النوع‌ 61.

44. سورة الأعراف 7: الآية 25.

45. سورة الزخرف 34: الآيتان‌ 3 و4؛ راجع‌ كتاب‌ مجمع البيان في‌ تفسير‌ القرآن 9: 60.

46. سورة الإسراء 71: الآية 601؛ راجع كتاب مجمع البيان في تفسير القرآن 6: 786.

47. سورة يونس 01: الآيـتان 51 و61؛ مـناهل‌ العرفان‌ في علوم القرآن 1: 50-51.

48. تاريخ قرآن: 262.

49. در آستانه قرآن: 21‌ و72.

50. المعجم الإحصائي‌ لألفاظ‌ القرآن‌ 1: 53.

-----------------

مصادر البحث

1-القرآن الكريم.

2-نهج البلاغة.

3- الكتاب المقدّس (العهد القديم والعـهد الجـديد)؛ برعاية جـمعية توزيع الكتب المقدّسة.

4- آشنايي با قرآن-معرفة القرآن؛ مرتضى المطهّري، انتشارات صدرا-طهران، 1370 ش.

5- الإتقان في علوم القرآن؛ جلال الدين السـيوطي، انتشارات بيدار-قم.

6- أصول الكـافي؛ محمّد بن يعقوب الكليني، ترجمه‌ للفارسية‌ السيد‌ جواد المصطفوي، انتشارات‌ علمية إسلامية-طهران.

7- الهيات مسيحي-علم اللاهوت‌ المسيحي؛ هنري‌ تيسون، ترجمه‌ للفارسية طاووس‌ ميكائيليان، انتشارات حيات أبدي.

8- البيان في تـفسير القـرآن؛ السيد أبو القاسم الخوئي، المطبعة العلمية-قم، 1394 هـ.

9- پيام قرآن-رسالة القرآن؛ ناصر مكارم الشيرازي، مدرسة الإمام على بن أبـي طـالب‌ (ع)- قم، الطبعة‌ الخامسة- 1374‌ ش.

10- تاريخ قرآن-تاريخ القرآن؛ محمود راميار، أمير كبير-طهران، 1369 ش.

11-تحليل زبـان قـرآن‌ وروش‌شناسي فهم آن، الدكتور محمّد باقر سعيدي روشن پژوهـشگاه‌ حوزة ودانـشگاه، پژوهشگاه فرهنگ وانديشه اسلامي، چاپ سوم، 1387 ش.

12-تحليل وحي از ديدگاه‌ اسلام‌ ومسيحيت-دراسة الوحي من منظار الإسلام والمـسيحية؛ محمّد باقر سـعيدي روشن، مؤسّسة الثقافة‌ والفكر، 1375 ش.

13- تفسير تسنيم، آية اللّه جـوادي آمـلي، انتشارات اسراء، ج 1، قـم، 1387 ش.

14- الحكمة المـتعالية فـي الأسفار العقلية الأربعة؛ محمّد صدر الدين الشـيرازي، مكتبة‌ المـصطفوي- قم، 1363 ش.

15- در آستانه قرآن-في حضرة القرآن؛ روجيه بلاشير، ترجمه للفارسية محمود راميار، مكتب‌ نشر الثقافة الإسلامية-طهران، 1356 ش.

 16-الرسائل؛ المولى هادي‌ السـبزواري، بإشراف جـلال الدين الآشتياني، أسوه-طهران، 1370  ش.

 17-زبان وتفكر-اللغة والتفكير؛ محمّد رضا البـاطني، فرهنگ معاصر ايران-طهران، 1369ش.

 18-شرح حديث عـقل‌ وجـهل-شرح‌ حديث العقل والجهل؛ السيد روح اللّه الخميني، نسخة خطّية مـوجودة فـي مؤسّسة تنظيم وآثار‌ الإمام‌ الخميني رحمه اللّه.

 19-شرح مبسوطه منظومه-شرح المنظومة المفصّل؛ مرتضى المطهّري، انتشارات حكمت، 7631 ش.

20- شرح المـقاصد؛ التفتازاني، منشورات الشـريف الرضي، ايران، قم.

21- عقل واعتقادات‌ ديني-العقل‌ والعقائد الدينية؛ مايكل بـيترسون وآخـرون، ترجمه للفـارسية أحمد النراقي وآخرون، طرح نـو-طهران، 1376 ش.

 22-عقل ووحـي‌ در‌ قرون وسطى-العقل والوحي فـي القـرون الوسطى؛ أتين هنري جيلسون، ترجمه‌ للفارسية شهرام بازوكي، مؤسّسة الدراسات والتحقيقات‌ الثقافية-طهران، 1371 ش.

23- علم ودين-العلم والدين؛ إيان باربور، ترجمه للفارسية بهاء الديـن خـرّمشاهي، نشر دانشگاهي-طهران، 1374 ش.

24- على عتبة الكتاب المقدّس؛ جورج‌ سابا، منشورات‌ المكتبة البـولسية-بيروت، 1987 م.

 25-فلاسفه بـزرگ-الفلاسفة العظام؛ براين مـيغي، ترجمه للفـارسية عـزّت اللّه فولادوند، طرح‌ نو-طهران، 1374 ش.

26- فلسفه اخلاق-فلسفة الأخلاق؛ محمّد‌ تـقي‌ مصباح‌ اليزدي، اطّلاعات-طهران، 1370 ش.

 27-فلسفه تحليلي-الفلسفة التحليلية؛ عبد اللّه نصري-تقريرات درس الأستاذ الدكتور مهدي الحائري اليزدي، المؤسّسة الثقافية للعلم والفكر‌ المعاصر-طهران، 1379 ش.

28- فلسفه معاصر-الفلسفة المـعاصرة؛ فريدريك كـابلستون، ترجمه للفارسية علي أصغر حلبي، زوّار-طهران، 1631 ش.

 29-قاموس كتاب مـقدس-قاموس الكـتاب‌ المـقدّس؛ جيمز‌ هـاكس، انتشارات‌ أساطير- طهران، 1377 ش.

30- قرآن در اسـلام-القرآن في الإسلام؛ محمّد حـسين الطـباطبائي، دار الكتب الإسلامية- طهران، 1353 هـ

 31-لودويك ويتگنشتاين-لودفيغ فيتجنشتاين؛ ويليام دونالد هاديسون، ترجمه للفارسية مصطفى، ملكيان، گروس-طهران، 1378 ش.

 32-مجمع البيان‌ في تفسير القرآن؛ الفضل بن الحسن الطبرسي، دار المعرفة-بيروت، 1986 م.

 33-معجزه‌شناسي-علم المـعجزة؛ محمّد بـاقر سـعيدي روشن، أكاديمية‌ الثقافة‌ والفكر الإسلامي‌ - طهران، 1379 ش.

34- المعجم الإحصائي لألفاظ القـرآن؛ محمود الروحـاني، مؤسّسة الطـباعة والنـشر للحـضرة الرضوية المـقدّسة- مشهد، 1366-1386 ش.

45- معجم اللاهوت الكتابي؛ أشرف‌ على الترجمة ونقدها علميا نيافة المطران نجيب أنطونيوس، دار المشرق-بيروت، 1991 م.

 36-معيار العلم في‌ فنّ‌ المنطق؛ أحمد بن محمّد الغزّالي، قدّم له وعلّق‌ عليه‌ وشرحه على أبو ملحم، دار ومكتبة الهلال-بيروت، 1993م.

37 - مقدّمة جامع‌ التـفاسير؛ الحسين بن محمّد الراغب الإصفهاني، تحقيق الدكتور أحمد حسن‌ فرحات، دار الدعوة-الكويت، 1984 م.

38- مناهل العرفان في علوم‌ القرآن؛ محمّد‌ حسين الطباطبائي، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 3791 م.

39- نهاية الحكمة؛ محمّد‌ حسين الطباطبائي، دار‌ التبليغ‌ الإسلامي-قم، 1335.

 The Encyclopedia of Philosophy 40-

41-موسوعة الفلسفة؛ باول‌ إدواردز، ماكميلان-نيويورك، 1967 م.

42- فلسفة تحليلي وفلسفة زبان-الفلسفة التحليلية وفلسفة اللغة؛ ك. س. دانلون، ترجمه‌ للفارسية شـابور اعـتماد ومراد‌ فرهادبور، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي-طهران، مجلّة أرغنون، العددان 7 و8، شتاء 1374 ش.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقالات مرتبطة:

مدخل إلى لغة القرآن (*) ـ القسم الثاني ـ 

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/30   ||   القرّاء : 3829





 
 

كلمات من نور :

القرآن ربيع القلوب .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 القرآن والكتب السماوية

 الدار تشارك في الحفل الختامي للمسابقات القرآنية في محافظة قم المقدسة

 ورشة عمل في الصوت والنغم

 وفد من دار السيدة رقية (ع) يزور العتبات المقدّسة والمؤسسات القرآنية بالعراق

 آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري رحمه الله

 معطيات آية المودة ( المحاضرة الخامسة)

 نصب العداء لأهل البيت عليهم السلام ودوره في صناعة الإرهاب (فاجعة كربلاء أُنموذجاً) (*)

 باقة من الدروس التخصصية في علوم القرآن تطلقها الدار

 المسابقة القرآنية الثانية في دار السيدة رقية (ع)

 أركان الصلاة أربعة: محمد وعلي وفاطمة والحسين

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15415556

  • التاريخ : 28/03/2024 - 22:48

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 تفسير الصافي ( الجزء الثالث)

 المرحلة التمهيدية للقراءة الصحيحة للقرآن الكريم

 دروس في تدبر القرآن جزء عمَّ الجزء الثلاثون

 تأثر الأحكام بعصر النص

 التبيان في تفسير القرآن ( الجزء الاول)

 تفسير القرآن الكريم المستخرج من آثار الإمام الخميني (ره) - المجلد 3

 التبيان في تفسير القرآن ( الجزء السابع)

 تفسير الصافي ( الجزء الثاني)

 التجويد

 تفسير القرآن الكريم المستخرج من آثار الإمام الخميني (ره) - المجلد 2

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 علاج التعلّق بالدنيا

 اللّه أشمل أسماء الله تعالى!

 بالنسبة لطلاب او الطالبات دون سن 15 سن هل...

  معنى قوله تعالى (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) )

 شخص يقرأ القرآن ويخطأ أحياناً أخطاء لفظية ، فهل واجب على من يسمعه أن يصحح له الخطأ ؟ علماً أن القارئ أكبر سناً من المستمع .

 عذاب القبر

 هل يوجد حياة قبل آدم وبعد يوم القيامة ؟

 حول جملة من آيات القَسَم

 أثر العقوق في التنزّل الروحي

 معنى أنّ القرآن لا يفهمه إلا النبي (صلّى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام)

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24560)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12749)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9630)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9058)

 الدرس الأول (8106)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7829)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7301)

 الدرس الأوّل (7293)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7293)

 درس رقم 1 (7227)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6592)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4836)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4079)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3831)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3527)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3357)

 الدرس الأول (3198)

 تطبيق على سورة الواقعة (3056)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3023)

 الدرس الأوّل (2968)



. :  ملفات متنوعة  : .
 الدرس التاسع

 سورة النجم

 سورة آل عمران

 سورة الحجرات

 الواقعة

 77- سورة المرسلات

 سورة السجدة

 الدرس السادس

 الدرس الثاني

 سورة الشرح

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8839)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8245)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7337)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7010)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6816)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6680)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6606)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6581)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6578)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6354)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3045)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2745)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2560)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2369)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2287)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2282)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2240)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2239)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2230)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2226)



. :  ملفات متنوعة  : .
 سورة الرعد 15-22 - الاستاذ رافع العامري

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي

 سورة الانفطار، التين ـ القارئ احمد الدباغ

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 تواشيح السيد مهدي الحسيني ـ مدينة القاسم(ع)

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 الفلم الوثائقي حول الدار أصدار قناة المعارف 2

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net