00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : مؤلفات الدار ونتاجاتها .

        • القسم الفرعي : مقالات المنتسبين والأعضاء .

              • الموضوع : الإمام الرضا (عليه السلام) وعلاقته بالقرآن الكريم .

الإمام الرضا (عليه السلام) وعلاقته بالقرآن الكريم

 

إعداد: اللجنة العلمية في دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / السيد حكمت الموسوي

كان الإمام علي بن موسى الرضا كأجداده وآبائه الطاهرين (عليهم السلام) عاشقاً للقرآن الكريم؛ كثير الأنس به والتفاعل معه، مستغرقاً جلّ أوقاته المباركة بقراءة آياته؛ متدبّراً ومتأمّلاً في معانيها ومستلهماً من أنوار القرآن وفيوضاته، ويقول المؤرخون: إنه كان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن فإذا مر بآية فيها ذكر الجنة أو النار بكى، وسأل الله الجنة، وتعوذ به من النار [عيون أخبار الرضا (ع) للشيخ الصدوق: ج1، ص196].

ومن جملة مناقبه ومزاياه (عليه السلام) في علمه وتعلّقه بالقرآن الكريم وتدبّره في معاني آياته ما رواه الشيخ الصدوق (قدس سره) عن إبراهيم بن العباس أنه قال: ما رأيت الرضا (عليه السلام) سئل عن شيء قط إلا علمه، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته وعصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب فيه، وكان كلامه كلّه وجوابه وتمثيله بآيات من القرآن، وكان يختمه في كل ثلاث، ويقول: لو أردت أن أختمه في أقل من ثلاث لختمت، ولكن ما مررت بآية قط إلا فكرت فيها، وفي أي شيء أنزلت، وفي أي وقت، فلذلك صرت أختم في ثلاثة أيام [الأمالي للشيخ الصدوق: ص758]، فقد كان يجد في تلاوته لذّة ومتعة لا يجاريها شيء.

ولا ريب في ذلك ولا شك، فهو إمام من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) الذي نزل فيه القرآن، وأهل البيت أدرى بما فيه، وهو (عليه السلام) من الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً فمدحهم القرآن الكريم بالقول: [إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا] {الأحزاب:33}، وجعل حبّهم ومودّتهم أجراً للنبي (صلى الله عليه وآله) وفرضاً على جميع الناس فقال جلّ شأنه: [قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى] {الشُّورى:23}، وتفسير القرآن الكريم عندهم، وعلومه تنبع من بيوتهم المباركة (عليهم السلام) [فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآَصَالِ] {النور:36}.

نماذج من تعلّقه (عليه السلام) وتفاعله مع القرآن الكريم

للإمام الرضا (عليه السلام) تعاليم راقية وأساليب تربوية حكيمة عند تلاوته لسور القرآن الكريم معقّباً بها، وتمثّل تلك التعاليم ـ بحقّ ـ أنموذجاً رائعاً ونهجاً عظيماً لمن يريد أن يربّي نفسه ويطبّعها على محبّة القرآن الكريم وعشقه، ولمن أراد أن يسير على خطى هذا الإمام العظيم، ومن ذلك ما قاله الشيخ الصدوق بذكر صور ونماذج من أحوال الإمام (عليه السلام) في هذا الشأن: ... وكان عليه السلام يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع صلاته باللّيل والنهار، وكان إذا قرأ قل هو الله أحد قال سرّاً: الله أحد، فإذا فرغ منها قال: كذلك الله ربّنا ثلاثاً، وكان إذا قرأ سورة الجحد قال في نفسه سرّاً: يا أيها الكافرون، فإذا فرغ منها قال: ربّي الله وديني الإسلام ثلاثاً، وكان إذا قرأ والتين والزيتون قال عند الفراغ منها: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين، وكان إذا قرأ لا أقسم بيوم القيامة قال عند الفراغ: سبحانك اللّهمّ، وكان يقرأ في سورة الجمعة: قل ما عند الله خير من اللّهو ومن التجارة للّذين اتقوا والله خير الرازقين، وكان إذا فرغ من الفاتحة قال: الحمد لله ربّ العالمين، وإذا قرأ سبّح اسم ربّك الأعلى، قال سرّاً: سبحان ربّي الأعلى، وإذا قرأ يا أيها الذين آمنوا قال: لبّيك اللّهمّ لبّيك سرّاً، وكان عليه السلام لا ينزل بلداً إلا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم فيجيبهم ويحدّثهم الكثير [عيون أخبار الإمام الرضا (عليه السلام): ج1، ص196].

ونلاحظ في صدر كلامه (عليه السلام) مدى اهتمامه الواسع بالبسملة من خلال ذكرها في جميع الصلوات والجهر بها، وهي قوله تعالى [بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ]، ونهى الناس عن عدم الجهر بأعظم آية في كتاب الله كما وصفها (عليه السلام) بقوله: ما بالهم قاتلهم الله عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها [مواهب الرحمن في تفسير القرآن 1 / 20، عنه: حياة الإمام الرضا (عليه السلام) للشيخ باقر شريف القرشي، ج1، ص297]، كما كان دأب ونهج أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) من تعظيمها.

وفي أحاديث أخرى عن الإمام الرضا (عليه السلام) وضّح فيها بعض أسرار البسملة وشؤونها، منها ما رواه الشيخ الصدوق قائلاً: عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام أنه قال إن بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها قال وقال الرضا عليه السلام كان أبي عليه السلام إذا خرج من منزله قال بسم الله الرحمن الرحيم خرجت بحول الله وقوته لا بحولي وقوتي بحولك وقوتك يا رب متعرضاً به لرزقك فأتني به في عافية [عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج1، ص9].

نماذج من تفسيره (عليه السلام) لآيات من القرآن الكريم

 ومن جملة الاهتمام الواسع الذي أولاه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وخصوصاً الإمام الرضا (عليه السلام)، ممّا له دلالة واضحة على غزارة علم الإمام والدقّة في تفسير آيات الكتاب العزيز والذي يتشعّب في الحقيقة عن محبّته وعشقه (عليه السلام) له، ننقلها من عدّة مواضع من كتاب (عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للشيخ الصدوق: ج1 و2):

1- قال (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: [وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ] {البقرة:17}: ان الله تبارك وتعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه ولكنه متى علم أنهم لا يرجعون عن الكفر والضلال منعهم المعاونة واللطف وخلى بينهم وبين اختيارهم.

2- وسئل عن الله عز وجل: هل يجبر عباده على المعاصي؟ فقال: بل يخيرهم ويمهلهم حتى يتوبوا، فقال السائل: فهل يكلف عباده ما لا يطيقون؟ فقال: كيف يفعل ذلك؟ وهو يقول: [وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ] {فصِّلت:46}. ثم قال عليه السلام: حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: من زعم أن الله تعالى يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم ما لا يطيقون فلا تأكلوا ذبيحته ولا تقبلوا شهادته ولا تصلوا ورائه ولا تعطوه من الزكاة شيئاً.

 3 - قوله تعالى: [وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ] {البقرة:35}: سأل عبد السلام بن صالح الهروي الإمام الرضا (عليه السلام) فقال له: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحواء ما كانت؟ فقد اختلف الناس فيها فمنهم من يروي أنها الحنطة، ومنهم من يروي أنها العنب ومنهم من يروي أنها شجرة الحسد؟ فقال (عليه السلام): كل ذلك حق، فقال عبد السلام: ما معنى هذه الوجوه على اختلافها؟ فقال (عليه السلام): يا بن الصلت إن شجرة الجنة تحمل أنواعاً، وكانت شجرة الحنطة، وفيها عنب، وليست كشجرة الدنيا.

4 - قوله تعالى: [وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ] {البقرة:67- 70}. روى أحمد بن أبي نصر البزنطي، قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: إن رجلاً من بني إسرائيل قتل قرابة له ثم أخذه وطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل ثم جاء يطلب بدمه فقالوا لموسى عليه السلام ان سبط آل فلان قتلوا فلاناً فأخبرنا من قتله قال ائتوني ببقره [قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ] ولو أنهم عمدوا إلى أي بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم [قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ] يعنى لا صغيرة ولا كبيرة { عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} ولو أنهم عمدوا إلى أي بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم [قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ] ولو أنهم عمدوا إلى أي بقرة لأجزأتهم ولكن شدّدوا فشدّد الله عليهم [قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} فطلبوها فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل فقال لا أبيعها إلا بملاء مسكها  ذهبا فجاؤوا إلى موسى عليه السلام فقالوا له ذلك فقال اشتروها فاشتروها وجاؤوا بها فأمر بذبحها ثم أمر أن يضرب الميت بذنبها فلما فعلوا ذلك حيي المقتول وقال يا رسول الله ان ابن عمي قتلني دون من يدعي عليه قتلي فعلموا بذلك قاتله فقال رسول الله موسى بن عمران عليه السلام لبعض أصحابه ان هذه البقرة لها نبأ فقال وما هو قال إن فتى من بني إسرائيل كان باراً بأبيه وانه اشترى تبيعاً فجاء إلى أبيه ورأي أن المقاليد تحت رأسه فكره ان يوقظه فترك ذلك البيع فاستيقظ أبوه فأخبره فقال له أحسنت خذ هذه البقرة فهي لك عوضاً لما فاتك قال فقال له رسول الله موسى بن عمران عليه السلام انظروا إلى البر ما بلغ بأهله.

5 - عن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: [كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ] {المطَّففين:15}  فقال: ان الله تعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده ولكنه يعني انهم عن ثواب ربهم محجوبون. قال: وسألته عن قول الله عز وجل: [وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا] {الفجر:22} فقال: ان الله تعالى لا يوصف بالمجيء والذهاب تعالى عن الانتقال إنما يعني بذلك وجاء أمر ربك والملك صفاً صفاً. قال: وسألته عن قول الله عز وجل: [هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمَامِ وَالمَلَائِكَةُ] {البقرة:210}  قال: يقول: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام وهكذا نزلت. قال: وسألته عن قوله تعالى: [الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ] {التوبة:79}  وعن قوله: [اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ] {البقرة:15} وعن قوله: [وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ] {آل عمران:54}  وعن قوله: [يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ] {النساء:142}: فقال إن الله لا يسخر ولا يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع ولكنه تعالى يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر الخديعة تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

6 - عن الريان بن الصلت قال: حضر الرضا عليه السلام مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعه من علماء أهل العراق وخراسان فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية: [ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا] {فاطر:32}  فقالت العلماء: أراد الله عز وجل بذلك الأمة كلها فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال الرضا عليه السلام: لا أقول كما ولكني أقول: أراد الله عز وجل بذلك العترة الطاهرة فقال المأمون: وكيف عنى العترة من دون الأمة؟ فقال له الرضا عليه السلام: انه لو أراد الأمة لكانت أجمعها في الجنة لقول الله عز وجل: (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال عز وجل: (جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب) الآية فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم فقال المأمون: من العترة الطاهرة؟ فقال الرضا عليه السلام: الذين وصفهم الله في كتابه فقال عز وجل: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وهم الذين قال رسول الله (ص): انى مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي إلا وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفون فيهما أيها الناس لا تعلموهم فإنهم اعلم منكم قالت العلماء: أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة أهم الأل أم غير الال؟ فقال الرضا عليه السلام: هم الال فقالت العلماء: فهذا رسول الله (ص) يؤثر عنه أنه قال: أمتي آلى وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه آل محمد أمته فقال أبو الحسن عليه السلام: أخبروني فهل تحرم الصدقة على الال فقالوا: نعم قال: فتحرم على الأمة قالوا: لا قال: هذا فرق بين الال والأمة ويحكم أين يذهب بكم أضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون اما علمتم انه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم؟ قالوا: ومن أين يا أبا الحسن؟ فقال من قول الله عز وجل: (ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون) فصارت وراثه النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين اما علمتم ان نوحا حين سأل ربه عز وجل: (فقال رب ان ابني من أهلي وان وعدك الحق وأنت احكم الحاكمين) وذلك أن الله عز وجل وعده ان ينجيه وأهله فقال ربه عز وجل: (يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ) فقال المأمون: هل فضل الله العترة على سائر الناس؟ فقال أبو الحسن: ان الله عز وجل ابان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه فقال له المأمون: وأين ذلك من كتاب الله؟ فقال له الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل: (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذريه بعضها من بعض والله سميع عليم) وقال عز وجل في موضع آخر: (أم يحسدون الناس على ما آتيهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) ثم رد المخاطبة في اثر هذه إلى سائر المؤمنين فقال: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) يعنى الذي قرنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليهما فقوله عز وجل: (أم يحسدون الناس على ما آتيهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) يعنى الطاعة للمصطفين الطاهرين فالملك هيهنا هو الطاعة لهم فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله عز وجل الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنا عشر موطنا وموضعا. فأول ذلك قوله عز وجل: (وانذر عشيرتك الأقربين) ورهطك المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابته في مصحف عبد الله بن مسعود وهذه منزله رفيعه وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الال فذكره لرسول الله (ص) فهذه واحده. والآية الثانية - في الاصطفاء قوله عز وجل: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد إلا معاند ضال لأنه فضل بعد طهارة تنتظر فهذه الثانية. وأما الثالثة فحين ميز الله الطاهرين من خلقه فامر نبيه بالمباهلة بهم في آية الابتهال فقال عز وجل: يا محمد: (فمن حاجك فيه من بعد جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنه الله على الكاذبين) فبرز النبي (ص) عليا والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم وقرن أنفسهم بنفسه فهل تدرون ما معنى قوله: (وأنفسنا وأنفسكم)؟ قالت العلماء: عنى به نفسه فقال أبو الحسن عليه السلام: لقد غلطتم إنما عنى بها علي بن أبي طالب عليه السلام ومما يدل على ذلك قول النبي (ص): حين قال: لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي يعنى علي بن أبي طالب عليه السلام وعنى بالأبناء الحسن والحسين عليهما السلام وعنى بالنساء فاطمة عليها السلام فهذه خصوصيه لا يتقدمهم فيها أحد وفضل لا يلحقهم فيه بشر وشرف لا يسبقهم إليه خلق إذ جعل نفس علي عليه السلام كنفسه فهذه الثالثة.

وأما الرابعة فإخراجه (ص) الناس من مسجده ما خلا العترة حتى تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس فقال: يا رسول الله: تركت عليا وأخرجتنا؟ فقال رسول الله (ص): ما انا تركته وأخرجتكم ولكن الله عز وجل تركه وأخرجكم وفي هذا تبيان قوله (ص) لعلى عليه السلام: أنت منى بمنزله هارون من موسى قالت العلماء: وأين هذا من القرآن؟ قال أبو الحسن: أوجدكم في ذلك قرآنا واقرأه عليكم قالوا: هات قال: قول الله عز وجل: (وأوحينا إلى موسى وأخيه ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبله) ففي هذه الآية منزله هارون من موسى وفيها أيضا منزله علي عليه السلام من رسول الله (ص) ومع هذا دليل واضح في قوله رسول الله (ص) حين قال: ألا ان هذا المسجد لا يحل لجنب إلا لمحمد (ص) وآله قالت العلماء: يا أبا الحسن هذا الشرح والبيان لا يوجد إلا عندكم معاشر أهل بيت رسول الله (ص) فقال: ومن ينكر لنا ذلك ورسول الله يقول: انا مدينه العلم وعلى بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها؟ ! ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره إلا معاند والله عز وجل والحمد على ذلك فهذه الرابعة.

والآية الخامسة قول الله عز وجل: (وآت ذا القربى حقه)  خصوصيه خصهم الله العزيز الجبار بها واصطفاهم على الأمة فلما نزلت هذه الآية على رسول الله (ص) قال: ادعوا إلى فاطمة فدعيت له فقال: يا فاطمة قالت: لبيك يا رسول الله فقال: هذه فدك  مما هي لم يوجف عليه بالخيل ولا ركاب وهي لي خاصه دون المسلمين وقد جعلتها لما امرني الله تعالى به فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسة.

والآية السادسة قول الله عز وجل: (قل لا أسئلكم عليه اجرا إلا المودة في القربى)  وهذه خصوصيه للنبي (ص) إلى يوم القيامة وخصوصية للآل دون غيرهم وذلك أن الله عز وجل حكى في ذكر نوح في كتابه: (يا قوم لا أسئلكم عليه مالا ان اجرى إلا على الله وما انا بطارد الذين آمنوا انهم ملاقوا ربهم ولكني أريكم قوما تجهلون)  وحكى عز وجل عن هود أنه قال: (قل لا أسئلكم عليه اجرا ان اجرى إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون)  وقال عز وجل لنبيه محمد (ص): قل يا محمد (لا أسئلكم عليه اجرا إلا المودة في القربى) ويفرض الله تعالى مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين ابدا ولا يرجعون إلى ضلال ابدا وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوا له فلا يسلم له قلب الرجل فأحب الله عز وجل ان لا يكون في قلب رسول الله (ص) على المؤمنين شئ ففرض عليهم الله مودة ذوي القربى فمن اخذ بها وأحب رسول الله (ص) وأحب أهل بيته لم يستطع رسول الله (ص) ان يبغضه ومن تركها ولم يأخذ بها وابغض أهل بيته فعلى رسول الله (ص) ان يبغضه لأنه قد ترك فريضة من فرائض الله عز وجل فأي فضيله وأي شرف يتقدم هذا أو يدانيه؟ فأنزل الله عز وجل هذه الآية على نبيه (ص) (قل لا أسألكم عليه اجرا إلا المودة في القربى) فقام رسول الله (ص) في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس ان الله عز وجل قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ فلم يجبه أحد فقال: يا أيها الناس انه ليس من فضه ولا ذهب ولا مأكول ولا مشروب فقالوا: هات إذا فتلا عليهم هذه الآية فقالوا: أما هذه فنعم فما وفى بها أكثرهم وما بعث الله عز وجل نبيا إلا أوحى إليه ان لا يسال قومه اجرا لأن الله عز وجل يوفيه اجر الأنبياء ومحمد (ص) فرض الله عز وجل طاعته ومودة قرابته على أمته وأمره ان يجعل اجره فيهم ليؤدوه في قرابته بمعرفه فضلهم الذي أوجب الله عز وجل لهم فإن المودة إنما تكون على قدر معرفه الفضل فلما أوجب الله تعالى ذلك ثقل ذلك لثقل وجوب الطاعة فتمسك بها قوم قد اخذ الله ميثاقهم على الوفاء وعاند أهل الشقاق والنفاق وألحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الذي حده الله عز وجل فقالوا: القرابة هم العرب كلها وأهل دعوته فعلى أي الحالتين كان فقد علمنا أن المودة هي للقرابة فأقربهم من النبي (ص) أولاهم بالمودة وكلما قربت القرابة كانت المودة على قدرها وما انصفوا نبي الله (ص) في حيطته ورأفته وما من الله به على أمته مما تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه ان لا يؤذوه في ذريته وأهل بيته وان يجعلوهم فيهم بمنزله العين من الرأس حفظا لرسول الله فيهم وحبا لهم فكيف؟! والقرآن ينطق به ويدعو إليه والاخبار ثابته  بأنهم أهل المودة والذين فرض الله تعالى مودتهم ووعد الجزاء عليها فما وفى أحد بها فهذه المودة لا يأتي بها أحد مؤمنا مخلصا إلا استوجب الجنة لقول الله عز وجل في هذه الآية: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه اجرا إلا المودة القربى) مفسرا ومبينا ثم قال أبو الحسن عليه السلام: حدثني أبي عن جدي عن آبائه عن الحسين بن عليهم السلام قال: اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله (ص) فقالوا: إن لك يا رسول الله (ص) مؤنه في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا مأجورا اعط ما شئت وامسك ما شئت من غير حرج قال: فأنزل الله عز وجل عليه الروح الأمين فقال: يا محمد: (قل لا أسألكم عليه اجرا إلا المودة في القربى) يعنى ان تودوا قرابتي من بعدى فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول الله (ص) على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعد ان هو إلا شئ افتراه في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيما فأنزل الله عز وجل هذه الآية: (أم يقولون افتراه قل ان افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو اعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم)  فبعث عليهم النبي (ص) فقال: هل من حدث؟ فقالوا: أي والله يا رسول الله لقد قال بعضنا: كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول الله (ص) الآية فبكوا واشتد بكاؤهم فأنزل عز وجل: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون)  فهذه السادسة. وأما الآية السابعة فقول الله عز وجل: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) قالوا: يا رسول الله قد عرفنا التسليم فكيف الصلاة عليك؟ فقال: تقولون اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد  فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف؟ فقالوا: لا فقال المأمون: هذا مما خلاف فيه أصلا وعليه اجماع الأمة فهل عندك في الال شئ أوضح من هذا في القرآن؟ فقال أبو الحسن: نعم أخبروني عن قول الله عز وجل: (يس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم) فمن عنى بقوله يس؟ قالت العلماء: يس محمد (ص) لم يشك فيه أحد قال أبو الحسن: فإن الله عز وجل اعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه الا من عقله وذلك أن الله عز وجل لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء صلوات الله عليهم فقال تبارك وتعالى: (سلام على نوح في العالمين)  وقال: (سلام على إبراهيم)  وقال: (سلام على موسى وهارون)  ولم يقل: سلام على آل نوح ولم يقل: سلام على آل إبراهيم ولا قال: سلام على آل موسى وهارون وقال عز وجل: (سلام على آل يس)  يعنى آل محمد صلوات الله عليهم فقال المأمون: لقد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه فهذه السابعة. وأما الثامنة فقول الله عز وجل: (واعلموا إنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى)  فقرن سهم ذي القربى بسهمه وبسهم رسول الله (ص) فهذا فضل أيضا بين الال والأمة لأن الله تعالى جعلهم في حيز وجعل الناس في حيز دون ذلك ورضى لهم ما رضى لنفسه واصطفاهم فيه فبدء بنفسه ثم ثنى برسوله ثم بذي القربى في كل ما كان من الفئ والغنيمة وغير ذلك مما رضيه عز وجل لنفسه فرضى لهم فقال وقوله الحق: (واعلموا إنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى) فهذا تأكيد مؤكد واثر قائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق (الذي لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) وأما قوله: (واليتامى والمساكين) فإن اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم ولم يكن له فيها نصيب وكذلك المسكين انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم ولا يحل له اخذه وسهم ذي القربى قائم إلى يوم القيامة فيهم للغنى والفقير منهم لأنه لا أحد اغنى من الله عز وجل ولا من رسول الله (ص) فجعل لنفسه منها سهما ولرسوله (ص) سهما فما رضيه لنفسه ولرسوله (ص) رضيه لهم وكذلك الفئ ما رضيه منه لنفسه ولنبيه (ص) رضيه لذي القربى كما اجراهم في الغنيمة فبدء بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم وقرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله (ص) وكذلك في الطاعة قال: (يا أيها آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم)  فبدء بنفسه ثم برسوله ثم باهل بيته كذلك آية الولاية: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)  فجعل طاعتهم مع طاعة الرسول مقرونه بطاعته كذلك ولايتهم مع ولايه الرسول مقرونه بولايته كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه الغنيمة والفئ فتبارك الله وتعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت؟ ! فلما جاءت قصه الصدقة نزه نفسه ورسوله ونزه أهل بيته فقال: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله)  فهل تجد في شيء من ذلك أنه سمى لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى لأنه لما  نزه نفسه عن الصدقة ونزه رسوله ونزه أهل بيته لا بل حرم عليهم لأن الصدقة محرمه على محمد (ص) وآله وهي أوساخ أيدي الناس لا يحل لهم لأنهم طهروا من كل دنس ووسخ فلما طهرهم الله عز وجل واصطفاهم رضى لهم ما رضى لنفسه وكره لهم ما كره لنفسه عز وجل فهذه الثامنة. وأما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله عز وجل: (فاسألوا أهل الذكر كنتم لا تعلمون)  فنحن أهل الذكر فاسألونا ان كنتم لا تعلمون فقالت العلماء: إنما عنى الله بذلك اليهود والنصارى فقال أبو الحسن عليه السلام: سبحان الله ! وهل يجوز ذلك إذا يدعونا إلى دينهم ويقولون: انهم أفضل من دين الاسلام؟ ! فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوه يا أبا الحسن؟ فقال أبو الحسن: نعم الذكر رسول الله ونحن أهله وذلك بين في كتاب الله عز وجل حيث يقول في سوره الطلاق: (فاتقوا الله يا أولى الألباب الذين آمنوا قد انزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات) فالذكر رسول الله (ص) ونحن أهله فهذه التاسعة. وأما العاشرة فقول الله عز وجل في آية التحريم: (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم) الآية  فاخبروني هل تصلح ابنتي وابنة ابني وما تناسل من صلبي لرسول الله (ص) ان يتزوجها لو كان حيا؟ قالوا: لا قال: فاخبروني هل كانت ابنه أحدكم تصلح له ان يتزوجها لو كان حيا؟ قالوا: نعم قال: ففي هذا بيان لانى انا من آله ولستم من آله ولو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم كما حرم عليه بناتي لانى من آله وأنتم من أمته فهذا فرق بين الال والأمة لأن الال منه والأمة إذا لم تكن من الال فليست منه فهذه العاشرة. وأما الحادية عشره فقول الله عز وجل في سوره المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون: (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله وقد جائكم بالبينات من ربكم) إلى تمام الآية فكان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه ولم يضفه إليه بدينه وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله (ص) بولادتنا منه وعممنا الناس بالدين فهذا فرق بين الال والأمة فهذه الحادية عشره. وأما الثانية عشره فقوله عز وجل: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها)  فخصصنا الله تبارك وتعالى بهذه الخصوصية إذ أمرنا مع الأمة بإقامة الصلاة ثم خصصنا من دون الأمة فكان رسول الله (ص) يجيء إلى باب علي وفاطمة عليهم السلام بعد نزول هذه الآية تسعه أشهر كل يوم عند حضور كل صلاه خمس مرات فيقول: الصلاة رحمكم الله وما أكرم الله أحدا من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها وخصصنا من دون جميع أهل بيتهم فقال المأمون والعلماء: جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن هذه الأمة خيرا فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلا عندكم.

 

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/10   ||   القرّاء : 6414





 
 

كلمات من نور :

تعلّموا القرآن ، فإنّ مثل حامل القرآن ، كمثل رجل حمل جراباً مملوءاً مسكاً ، إن فتحه فتح طيباً ، وإن أوعاه أوعاه طيباً .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 85 ـ في تفسير سورة البروج

 انهاء تصوير عمل إنشادی عن القرآن فی القطيف

 قصة أصحاب الفيل

 الشيخ محمد الشهاب في زيارة للدار

 عرض الروايات على القرآن الكريم

 رواية حفص بـين يديك (القسم الثاني)

 أستاذ معهد علوم القرآن في ضيافة الدار

 النبي عزير (ع)

 مقابلة مع الدكتور البستاني حول الفهم المتجدد لآيات الكتاب المجيد في ضوء منهج التفسير البنائي

 لقاء مع الحافظ أحمد العبد الله

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15418032

  • التاريخ : 29/03/2024 - 09:11

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 الحقائق القرآنية

 تفسير العياشي ( الجزء الثاني)

 بين التجويد القرآني والتذوق الموسيقي

 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء السادس عشر

 التبيان في تفسير القرآن ( الجزء الخامس)

 القرآن باب معرفة الله

 السعادة و النجاح تأملات قرآنية

 تفسير آية الكرسي ج 1

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 التفسير البنائي للقرآن الكريم ـ الجزء الثاني

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 ما هو المراد من التوحيد الصفاتي؟

 معنى «لا إكراه في الدين»

 هل يوجد حياة قبل آدم وبعد يوم القيامة ؟

 ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) تشمل زوجات الرسول(ص) ؟ أم لا؟

 هل الشيخ المفيد يقول بنقصان القرآن الكريم؟

 ماهية الجنة الآدمية

 ما معنى الحکمة في القرآن وفرقها عن العلم؟

 هل يجوز ختم القرآن الكريم مع التسجيل الصوتي ؟

 ما الفرق بين حقِّ الحرف ومستحقِّه؟

 هل يجوز للمراة الحائض مسّ القران الكريم ؟

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24560)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12749)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9630)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9058)

 الدرس الأول (8106)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7829)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7301)

 الدرس الأوّل (7293)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7293)

 درس رقم 1 (7228)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6592)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4836)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4080)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3832)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3528)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3357)

 الدرس الأول (3198)

 تطبيق على سورة الواقعة (3057)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3023)

 الدرس الأوّل (2968)



. :  ملفات متنوعة  : .
 الصفحة 262

 الصفحة 150

 سورة التحريم

 7- سورة الاعراف

 الصفحة 96

 الصفحة 403

 حب آل النبي ـ عامر الكاظمي

 سورة الغاشية

 سورة القصص

 سورة المزمل

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8839)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8246)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7338)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7010)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6816)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6680)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6606)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6581)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6578)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6354)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3045)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2746)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2561)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2369)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2288)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2284)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2240)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2239)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2230)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2226)



. :  ملفات متنوعة  : .
 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 الفلم الوثائقي حول الدار أصدار قناة المعارف 1

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس العاشر

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثامن

 الفلم الوثائقي حول الدار أصدار قناة المعارف 2

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net