00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .

        • القسم الفرعي : علوم القرآن الكريم .

              • الموضوع : الهرمنيوطيقا ومعضلة فهم النص * .

الهرمنيوطيقا ومعضلة فهم النص *

«جرينا في هذا الحقل مع الأستاذ نصر حامد أبو زيد في كتابه «إشكاليّات القراءة وآليّات التأويل». حيث أخذ في النقاش مع دلائل القول بإعضال فهم النصّ، نقاشاً في ضوء النقد النزيه. فكان جديراً مسايرته في هذا المضمار. راجع كتابه ضمن صفحات: 13- 24»

العلامة الشيخ محمّد هادي معرفة (ره)

عنوان أطلقه أصحاب الدراسات اللاهوتيّة؛ تعبيراً عن مجموعة القواعد والمعايير التي يجب أن يتّبعها المفسّر لفهم النصّ الديني، ليكون مضبوطاً وقائماً على أسس حكيمة، دون التبعثر والتشتّت في الآراء والأفهام، وأكثرها اعتباط أو تحكيم للرأي على النصّ.

وقد اتّسع مفهوم هذا المصطلح في تطبيقاته الحديثة، وانتقل من مجال علم اللاهوت إلى دوائر أكثر اتّساعاً، لتشمل كافّة العلوم الإنسانيّة؛ كالتاريخ، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجي، وفلسفة الجمال، والنقد الأدبي، والفولكلور. وإذ كان هذا الاتّساع في مفهوم هذا المصطلح وتطبيقاته، يجعل من الصعب الإلمام بكلّ التفاصيل، فإنّ علينا أن نقنع بالخطوط العامّة لتطوّر هذا العلم، مركّزين على مغزاه بالنسبة لنظريّة تفسير النصوص الأدبيّة- الدينيّة.

الهرمنيوطيقا- إذاً- قضيّة قديمة وجديدة في نفس الوقت. وهي في تركيزها على علاقة المفسّر بالنصّ ليست قضيّة خاصّة بالفكر الغربيّ، بل هي قضيّة لها وجودها الملحّ في تراثنا الإسلامي القديم والحديث على السواء.

وينبغي أن نكون على وعي دائم- في تعاملنا مع الفكر الغربي في أيّ جانب من جوانبه- بأنّنا في حالة حوار جدليّ، وأنّنا يجب علينا أن لا نكتفي بالاستيراد والتبنّي، بل علينا أن ننطلق من همومنا الراهنة في التعامل مع واقعنا الثقافيّ بجانبيه التاريخي والمعاصر.

إنّ صيغة «الحوار الجدلي» ليست صيغة تلفيقية، تحاول أن تتوسّط بين نقيضين، بل هي الأساس الفلسفي لأيّ معرفة، وهي تتعامل مع المعارف الموروثة والمستوردة، القديمة والحديثة، لتختار الأوفر حظّاً من الحقيقة، والأقرب نسباً مع الواقع الراهن.

إنّ أيّ موقف يقوم على الاختيار، موقف نظريّ اجتهاديّ قائم على أساس البحث والنقد، ثمّ انتخاب الأفضل وانتقاء الأكمل، كما قال تعالى: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ [الزمر 39: 17 و18]، وهذا هو مبدأ التعارف مع أعراف مختلف فئات الناس [حسبما ورد في الآية: 13 من سورة الحجرات]، ومن ثمّ فإنّ اختيارنا قائم على الحوار الذي يدعم موقفنا.

هناك في تراثنا الإسلامي العريق، وعلى مستوى تفسير النصّ الديني (القرآن الكريم) تفرقة بائنة بين ما أطلق عليه «التفسير بالمأثور»، وما أطلق عليه «التفسير النظري» القائم على أساس إعمال الرأي والاجتهاد، بما يؤدّي أحياناً إلى تأويل النصّ إلى ما يتجاوز محدودة ظاهر النصّ السطحي.

بينما النوع الأوّل يهدف إلى الوصول إلى معنى النصّ عن طريق تجميع الأدلّة التاريخيّة واللغويّة التي تساعد على فهم النصّ فهماً موضوعيّاً، أي: كما فهمه المعاصرون لنزول هذا النصّ، من خلال المعطيات اللغويّة التي يتضمّنها النصّ‏ وتفهمها الجماعة، وإذا بالنوع الثاني يهدف إلى تأويل النصّ إلى ما يكون علاجاً لقضايا راهنة، وفي مختلف الظروف والشرائط والأحوال، باعتبار أنّ النصّ صدر علاجاً لمشكلة الإنسان في كلّ زمان، ومن غير أن يكون محدوداً بشرائط عصر النزول، الأمر الذي يجعل من القرآن ذات رسالة خالدة، ترافق الإنسان في مسيرته مع الأبد.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ التمايز بين الاتّجاهين - في الواقع العملي - لم يكن حاسماً بمثل هذا الوضوح الذي تطرح به القضيّة على المستوى النظري، فلم تخل كتب التفسير بالمأثور من بعض الاجتهادات التأويليّة، حتّى عند المفسّرين القدماء [كان مجاهد أوّل من أعمل النظر في فهم الآيات إلى جنب روايته لأقوال السلف وآرائهم بالذات، وقد توسّع ابن جرير الطبري في الجرح والتعديل، والأخذ بالترجيح، وإعمال النظر في أكثر من موضع من تفسيره الذي يعدّ من أكبر أمّهات كتب التفسير بالمأثور. راجع ما كتبناه بهذا الشأن في البحث عن التفسير والمفسّرين].

ومن جانب آخر لم تتجاهل كتب التفسير الاجتهادي المعتمد على التأويل وإعمال النظر، لم تتجاهل الحقائق التاريخيّة واللغويّة، وحتّى الأحاديث المرويّة المتّصلة بالنصّ.

وللمعضلة بعد: بعدها الميتافيزيقي (صلة روحيّة مع مبدء الملكوت الأعلى) الذي تنبّه له نبهاء المفسّرين من كلا الفريقين، كيف الوصول إلى المعنى «الموضوعي» للنصّ القرآني ﴿إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة 56: 77- 79]. وهل في طاقة البشر بمحدوديّتهم ونقصهم الوصول إلى «القصد» الإلهي في كماله وإطلاقه؟!

ومن ثمّ شرطوا للفهم الأوفى للنصّ استعدادا ذاتيّا، يحصل بمراوضة التقوى والعزم على الصلاح، لتصقل النفس، وتصفو عن الأكدار المانعة عن تجلّيات الروح، والإفاضة عليها من عالم الملكوت.

الأمر الذي أخذه النبهاء بجدّ، وأكّدوا عليه؛ لتكون عنايته تعالى مرافقة لمزيد فهم كلامه تعالى حيث مغزاه الأصيل.

هذا الراغب الأصبهاني ذكر الشرط لفهم النصّ القرآني أموراً، كان العاشر منها والأهمّ هو: علم الموهبة.. وذلك علم يورثه اللّه من عمل بما علم [كما في الحديث: (من عمل بما علم أورثه اللّه علم ما لم يعلم)]. قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام): (قالت الحكمة: من أرادني فليعمل بأحسن ما علم) [مقدّمة جامع التفاسير للراغب: 94]. قال تعالى: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة 2: 269].

وهذا يعني: الإلهام منه سبحانه يفيض على قلب من يشاء من عباده الصالحين، فما لم يستعدّ المفسّر، ولم يطهّر نفسه من كبائر الأوهام، لم يخلص إلى زلال فهم كلام اللّه المكنون، إذ لا يمسّه إلّا المطهّرون.

ويتجلّى وجود المعضلة في تراثنا النقدي الحديث على المستوى العملي التطبيقي، إذ الوعي بها على المستوى النظري- الاجتهادي- ليس واضحاً كلّ الوضوح. فالنصّ الأدبي يتّسع للعديد من التفسيرات التي تتنوّع بتنوّع اتّجاهات النقّاد ومذاهبهم، هذه الاتّجاهات ليست في حقيقتها سوى صياغة لموقف الناقد الاجتماعي والفكري من واقعه.

وتتمثّل المعضلة الحقيقيّة في أنّ كلّ ناقد يزعم أنّ تفسيره للنصّ هو التفسير الوحيد الصحيح، وأنّ مذهبه النقدي هو المذهب الأمثل للوصول إلى المعنى «الموضوعي» للنصّ كما قصده مؤلّفه. وهكذا لا يكتفي الناقد بتجاهل العلاقة بين موقفه الذاتيّ من الواقع وبين المنهج الذي يتبنّاه لتحليل النصّ، بل يوحّد بشكل صارم بين تفسيره للنصّ والنصّ نفسه، كما أنّه يوحّد بين النصّ بكلّ علاقاته‏ وتشكيلاته اللغويّة والجماليّة وبين قصد المؤلّف.

إنّ ثلاثيّة (المؤلّف - النصّ- الناقد) أو (القصد – النصّ - التفسير) لا يمكن التوحيد الميكانيكي بين عناصرها؛ ذلك أنّ العلاقة بين هذه العناصر تمثّل إشكالية حقيقية، وهي: الإشكاليّة التي تحاول الهرمنيوطيقا- أو التأويليّة إذا شئنا استخدام مصطلح عربي- تحليلها، والإسهام في النظر إليها نظرة جديدة تزيل بعض صعوبات فهمها، وبالتالي تؤسّس العلاقة بينها على أساس جديد.

ومن هنا ينتشي السؤال التالي: ما هي العلاقة بين المؤلّف والنصّ؟

وهل يعدّ النص الأدبي مساوياً حقيقيّاً لقصد المؤلّف العقليّ؟

وإذا كان ذلك صحيحاً، فهل من الممكن أن يتمكّن الناقد أو المفسّر من النفاذ إلى العالم العقليّ للمؤلّف من خلال تحليله الخاصّ للنصّ؟

فإذا كان الجواب إيجابيّاً، وأنّ لذلك مداليل ومقاييس، تعرف بأصول المحاورات العامّة- كما سننبّه- فالأمر ميسّر، ولا موضع للنقاش فيه، وأنّ قضيّة الهرمنيوطيقا (أو العلم بطرائق التأويل الصحيح) هي إمكان هذا الحلّ بطريقة إثباتيّة سليمة. وقد جرت عليه الأعراف العامّة منذ أن تعاهدت البشريّة؛ لإمكان تبادل الأفكار والنوايا عن طريقة اللفظ والكلام.

أمّا إذا أنكرنا التطابق بين قصد المؤلّف والنصّ، فهل هما أمران متمايزان منفصلان تماماً، أم ثمّة علاقة مّا؟

وما هي طبيعة هذه العلاقة؟ وكيف نقيسها؟

وبالتالي ما هو نوع العلاقة بين النصّ والناقد أو المفسّر؟ وما هي إمكانيّة الفهم الموضوعي لمعنى النصّ الأدبي؟

ونقصد بالفهم الموضوعي: الفهم العلمي الذي لا يختلف عليه، أي فهم النصّ كما يفهمه مبدعه، أو كما يريد أن يفهم.

وتتزايد المعضلة تعقيداً إذا تساءلنا عن علاقة ثلاثيّة (المؤلّف- النصّ- الناقد) بالواقع الذي تتمّ فيه عمليّتا الإبداع والتفسير. وتزداد حدّة التعقيد إذا كان النصّ ينتمي إلى زمن مغاير وواقع مختلف لزمن التفسير وواقعه، أي إذا كان المؤلّف والناقد ينتميان إلى عصرين مختلفين، وواقعين متمايزين [أبو زيد، إشكاليات القراءة وآليات التأويل: 15- 17].

غير أنّ هذا الإنكار لا يعود إلى محصّل، بعد أن علمنا أنّ الألفاظ والكلمات هي أدوات آليّة، يستخدمها المؤلّف لإبداء مقاصده حسبما تعارفه عرفه الخاصّ. وبذلك تبدو العلاقة القائمة بين المؤلّف والنصّ علاقة مباشرة، نظير العلاقة القائمة بين العامل والأداة التي يستخدمها في إنجاز عمله، فكلّ أثر تتركه الأداة، إنّما هو أثر مباشر نشأ عن قصد العامل بالذات، ولكن عبر الأداة.

أمّا دور الناقد أو المفسّر فهو دور كاشف، يسعى وراء الكشف عن قصد المؤلّف الذي أوفاه عبر النصّ (الألفاظ والكلمات)، ولا شأن له في تفسير النصّ سوى ما عثر عليه من شواهد ودلائل تهديه إلى مدلول النصّ، حسب الأوضاع والأحوال المكتنفة به حين الصدور محضاً.

وعليه، فإنّ الناقد البصير إنّما يحاول أن يجعل نفسه في بحبوحة من تلك الشرائط والأحوال، وليتمكّن من خلالها الغور إلى أعماق فكرة المؤلّف، حسبما مهّدته له مناسباته الخاصّة وعرفه الخاصّ.

يقول الأستاذ أبو زيد: «لقد حاولت نظريّة الأدب- في مسار تطوّرها التاريخي- أن تعالج جوانب مختلفة من هذه المعضلة، وتوقّفت كلّ نظريّة- في إطار ظروفها التاريخيّة - عند جانب أو أكثر من هذه الجوانب، مؤكّدة أهمّيته على حساب الجوانب الأخرى.. واستعراض سريع لهذه النظريّات يؤكّد أنّ جانب علاقة النصّ بالمفسّر ظلّ جانباً مهملاً، أو غائماً في أحسن الأحوال.

فقد بدأت دراسة الفنّ عامّة، والأدب خاصّة، بتحليل العلاقة بين الإبداع والعالم الواقعي الذي نعيش فيه، وانتهت على يد كلّ من أفلاطون وأرسطو- وحتّى العصر الحديث فيما عرف بالكلاسيكيّة- إلى تأكيد دور الواقع الخارجيّ على حساب الفنّان أو المبدع، فيما عرف بنظريّة المحاكاة. وانتهت هذه النظريّة في تفسير العمل الفنّي والأدبي إلى محاولة البحث عن الدلالات الخارجيّة التي يشير إليها العمل! واتّحدت هذه الدلالات الخارجيّة عند افلاطون مع الحقيقة الفلسفيّة المتوارية وراء عالم الظواهر..» [ أبو زيد، إشكاليات القراءة وآليات التأويل: 17- 18].

وهكذا جرى على منواله أصحاب الفكرة الكلاسيكيّة الحديثة التي يمثّلها المفكّر الألماني «شليرماخر» (1843 م) في موقفه الكلاسيكي بالنسبة للهرمنيوطيقا. ويعود إليه الفضل في أنّه نقل المصطلح من دائرة الاستخدام اللاهوتي، ليكون علماً أو فنّاً لعمليّة الفهم وشروطها في تحليل النصوص. وهكذا تباعد شليرماخر بالتأويليّة بشكل نهائي عن أن تكون في خدمة علم خاصّ، ووصل بها إلى أن تكون علماً بذاتها، يؤسّس عمليّة الفهم، وبالتالي عمليّة التفسير.

وتقوم تأويليّة «شليرماخر» على أساس: أنّ النصّ عبارة عن وسيط لغوي ينقل فكر المؤلّف إلى القارئ، وبالتالي فهو يشير في جانبه اللغوي إلى اللغة بكاملها، ويشير في جانبه النفسي إلى الفكر الذاتيّ لمبدعه. والعلاقة بين الجانبين- فيما يرى شليرماخر- علاقة جدليّة. وكلّما تقدّم النصّ في الزمن صار غامضاً بالنسبة لنا، وصرنا- من ثمّ- أقرب إلى سوء الفهم لا الفهم. وعلى ذلك لا بدّ من قيام «علم» أو «فنّ» يعصمنا من سوء الفهم، ويجعلنا أقرب إلى الفهم «الأمر الذي جهد عليه علماء الأصول منذ عهد بعيد، فوضعوا لفهم النصّ معايير ومقاييس يجمعها قواعد علم الأصول (مباحث حجّية الظواهر) على ما سننبّه».

وينطلق شليرماخر لوضع قواعد الفهم من تصوّره لجانبي النصّ: اللغوي والنفسي. فيحتاج المفسّر للنفاذ إلى معنى النصّ إلى موهبتين: الموهبة اللغويّة، والقدرة على النفاذ إلى الطبيعة البشريّة، وهل يوجد ثمّة قواعد لكيفيّة تحقيق ذلك «الأمر الذي أجاب عليها علماء الأصول إجابة إثباتيّة منذ أمد بعيد، كما عرفت».

هناك إذن في أيّ نصّ جانبان: جانب موضوعيّ يشير إلى اللغة، وهو المشترك الذي يجعل عمليّة الفهم ممكنة، وجانب ذاتيّ يشير إلى فكر المؤلّف، ويتجلّى في استخدامه الخاصّ للّغة. وهذان الجانبان يشيران إلى تجربة المؤلّف التي يسعى القارئ إلى إعادة بنائها، بغية فهم المؤلّف أو فهم تجربته.

هذان الجانبان- الموضوعي والذاتي، أو اللغوي والنفسي- بفرعيهما التاريخي والتنبؤي «حيث المفسّر قد يبدأ بالجانب اللغوي ويقوم بعمليّة إعادة بناء تاريخيّة للنصّ، وهي تعتدّ بكيفيّة تصرّف النصّ في كلّية اللغة، وتعتبر المعرفة المتضمّنة في النصّ نتاجاً للّغة. ولهذه البداية جانب آخر، وهو إعادة البناء التنبّؤي الموضوعي، وهي تحدّد كيفيّة تطوير النصّ نفسه للّغة»، يمثّلان القواعد الأساسية، والصيغة المحدّدة لفنّ التأويل عند «شليرماخر»، وبدونهما لا يمكن تجنّب سوء الفهم.

نعم، إنّ مهمّة الهرمنيوطيقا هي فهم النصّ كما فهمه مؤلّفه، بل حتّى أحسن ممّا فهمه مبدعه «وهو واضع اللغة، أو العرف الذي تعارف استعمال النصّ».

وبذلك حاول «شليرماخر» أن يجعل من الهرمنيوطيقا «فنّاً» مستقلّاً بذاته عن أيّ مجال. فإنّ كلاسيكيّته تتبدّى في حرصه على وضع قوانين ومعايير لعمليّة الفهم، ومن ثمّ لعمليّة تفسير النصوص. إنّه يحاول أن يتجنّب «سوء الفهم المبدئي» في أيّ عمليّة تفسير.

وكذا البدء بالجانب الذاتي له جانبان: الأوّل هو إعادة البناء الذاتي التاريخي، وهو يعتدّ بالنصّ باعتباره نتاجاً للنفس. أمّا الجانب الآخر وهو الذاتي التنبّؤي فهو يحدّد كيف تؤثّر عمليّة الكتابة في أفكار المؤلّف الداخلية.

ولكنّه في هذه المحاولة لتجنّب «سوء الفهم» يطالب المفسّر- مهما كانت الهوّة التاريخيّة التي تفصل بينه وبين النصّ- أن يتباعد عن ذاته وعن أفقه التاريخيّ الراهن؛ ليفهم النصّ فهماً موضوعيّاً تاريخيّاً. إنّه يطالب المفسّر- أوّلاً- أن يساوي نفسه بالمؤلّف، وأن يحلّ مكانه عن طريق إعادة البناء الذاتي والموضوعي لتجربة المؤلّف من خلال النصّ. ورغم استحالة هذه المساواة من الوجهة المعرفيّة، فإنّ شليرماخر يعتبرها الأساس الأصلي للفهم الصحيح.

ومن ثمّ نغمة رومانسيّة تغلف كلاسيكيّة شليرماخر، تتجلّى في اعتباره النصّ تعبيراً عن نفس المؤلّف، وفي مطالبته المفسّر أن يكون ذا طاقة تنبّؤيّة، إلى جانب معرفته باللغة، حتّى يمكنه اكتشاف الجوانب المتعدّدة للنصّ. وبهذه الطاقة التنبّؤيّة يسعى الإنسان لفهم الكاتب إلى درجة أن يحوّل نفسه تماماً إليه، أي يكون هو الكاتب!

هذا هو المنهج الذي رسمه شليرماخر لإمكان فهم النصّ، على ما أراده المؤلّف إرادة جدّ، وراء دلالة النصّ الظاهريّة. وبذلك كان شليرماخر ممهّداً لمن جاء بعده، خاصة «ديلثي» و«جادامر».

إذ بدأ ديلثي ممّا انتهى إليه شليرماخر من البحث عن تفسير وفهم صحيحين في مجال العلوم الإنسانية، بينما بدأ جادامر من معضلة سوء الفهم المبدئي التي حاول شليرماخر- في تأويليّته- أن يتجنّبها. وبهذا يعدّ شليرماخر- بحقّ- أباً للهرمنيوطيقة الحديثة، وللمفكّرين الذين جاءوا بعده، سواء بدأوا من موضع الاتّفاق أم من موضع الاختلاف معه [ المصدر السابق: 23- 24].

ويتلخّص الهرمنيوطيقا في أنّ لفهم النصّ عن طريق التأويل والاجتهاد، في سبيل العثور على مغزاه والبلوغ إلى قصواه، ضوابط وأصولاً ينبغي مراعاتها، ليكون الفهم صحيحاً ومقبولاً إلى حدّ ما.

كما ويذهب شليرماخر إلى أنّ مهمّة المفسّر هو الوصول إلى فكرة المؤلّف، والتي اختلج في باله وأدلى به عبر النصّ إلى القارئين، ليكون دور الناقد والمفسّر دور الكاشف النابه، والذي يسعى بكلّ جهده وراء العثور على حقيقة المراد من النصّ، سعياً على أصول وقواعد تمهّد له سبيل الكشف.

ومن أهمّ هذه القواعد هي معرفة الفضاء الذي عاشه المؤلّف، والذي تجاوبت معه شخصيّته الثقافيّة والفكريّة، حتّى يمكن النفاذ من خلال هذه الفرجة إلى ذهنيّة المؤلّف والأفكار التي كانت تخالج باله.

فعليه أن يجتاز الفجوة التي بينه وبين المؤلّف، ويجعل نفسه في مثل الظروف والشرائط التي اكتنفت المؤلّف في ظرفه الخاصّ، ومن خلال ذلك المنظر فليشاهد العلاقة الرابطة بين المؤلّف والنصّ بوضوح.

الأمر الذي اصطلح عليه «علم الأصول» بقرائن الأحوال، وهي شواهد زمنيّة عاصرت صدور النصّ في ظرفه الخاصّ، واصطلح عليه المفسّرون بمعرفة أسباب النزول، ولولاها لما أمكن فهم كثير من آي القرآن المرتبطة بمناسبات ومؤاتيات كانت قيد التاريخ.

وتوضيحاً لهذا الجانب- وعلى ضوء قواعد علم الأصول- نقول: إنّ للألفاظ الموضوعة دلالة ذاتيّة يعيّنها الوضع اللغوي أو العرف الخاصّ، فإذا قرع سمعك لفظ، وأنت تعرف وضعه اللغوي أو ما تعارف عليه أهل العرف، فإنّ المعنى الموضوع له يتبادر إلى ذهنك لا محالة، ومع غضّ النظر عمّا يختلج ببال لافظه.

ومثل هذه الدلالة الذاتيّة للألفاظ- بما أنّها دلالة لغويّة بحتة- لا تفي علاجاً لمعرفة مراد المتكلّم، مراده الجدّي، ما لم ترفقها أصول «هي أصول وضوابط تكفّل بيانها مباحث حجّية الظهور في علم الأصول» تنفي احتمال الخلاف، وذلك حيث لا تكون هناك قرائن حاليّة أو مقاميّة توجب صرف الكلام عن ظاهره‏ البدائي، ومن ثمّ كانت معرفة الفضاء الذي صدر الكلام في ظلّه ضرورة لإمكان فهم النصّ فهما صحيحاً، ومستنداً إلى ضوابط معرفة الكلام.

هذا، ولا سيّما النصّ القرآني كانت له شاكلته الخاصّة، هي شاكلة خطاب لا شاكلة كتاب «لكلّ من الشاكلتين مميّزاتها الخاصّة- تعرّضنا لها في مجال سابق- وكان من المميّزات الشاخصة لأسلوب الخطاب: الاعتماد على قرائن خارجيّة يعهدها المخاطب، أمّا أسلوب الكتاب فيقضي بإرداف شواهد الدلائل مع النصّ، وفي متناول القارئ أينما حلّ وارتحل عبر الأزمان»، وأسلوب الخطاب يعتمد أحيانا وربّما أكثريا على شواهد الأحوال- وهي المناسبات التي استدعت صدور مثل هذا النصّ- ممّا يقضي بضرورة الوقوف عليها؛ لإمكان فهم النصّ والبلوغ إلى مغزاه.

فالاكتفاء بمدلول النصّ اللغوي، بعيدا عن ملاحظة شواهد الأحوال والمناسبات المعاصرة لنزول القرآن مجازفة خطيرة، ربّما أدّت إلى التحميل على القرآن، وكونه تفسيرا بالرأي.

لغة الوحي ومسألة قراءة النصّ:

هناك رابطة ذاتيّة بين معرفه لغة الوحي ومسألة تأويل النصّ. وهل كان هناك إجمال أو إبهام في لغة الوحي ليعتوره تداور وتدافع في فهمه، أم كان هناك جلاء ووضوح في البيان، كان يسهل تناوله، ويسبر غوره لدى التدبّر والإمعان؟!

لا شكّ أنّ لغة الوحي لغة العرف العامّ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ [إبراهيم 14: 4]،﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [الدخان 44: 58]، ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ [القمر 54: 17]،﴿ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [الزمر 39: 28].

روى أبو الفتح الكراجكي (ت 449 ه) بالإسناد إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله قال: «إنّ اللّه أنزل القرآن عليّ بكلام العرب، والمتعارف من لغتها» [ كنز الفوائد: 285- 286، بحار الأنوار 9: 282 حديث 6].

نعم كانت لدلالة الكلام مراتب متلاحقة، فمن ظاهر سطحيّ فإلى باطن عمقي، وعلى درجات. قال تعالى: ﴿ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا﴾ [الرعد 13: 17]، كلّ يغترف منه بقدر ما استعدّ له، وأعدّ له من طاقات.

قال الراغب الأصبهاني: «القرآن وإن كان هداية للبريّة، فإنّهم لن يتساووا في معرفته، وإنّما يحيطون به بحسب درجاتهم واختلاف أحوالهم.. فالبلغاء تعرف من فصاحته، والفقهاء من أحكامه، والمتكلّمون من براهينه العقليّة، وأهل الآثار من قصصه، ما يجهله غير المختصّ بفنّه. وقد علم أنّ الإنسان بقدر ما يكتسب من قوّته في العلم، تتزايد معرفته بغوامض معانيه» [مقدّمته في التفسير: 45- 46].

قال الإمام الصادق عليه السّلام: «كتاب اللّه عزّ وجلّ على أربعة وجوه: على العبارة، والإشارة، واللطائف، والحقائق. فالعبارة للعوامّ، والإشارة للخواصّ، واللطائف للأولياء، والحقائق للأنبياء» [بحار الأنوار 89: 103 حديث 81].

فالعبارة الظاهرة يفهمها عامّة الناس وعلى مختلف مستوياتهم، فهما مقتصرا على ظاهر الكلام السطحي، والإشارات توحي بدقائق المعاني، حيث يتنبّه لها المتعمّقون، أمّا اللطائف وظرائف التعبير فإنّما يلمسها أصحاب القرائح الوقّادة من ذوي النفوس الطاهرة ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة 56: 79]. وتبقى حقائق شرائع الدين يتحمّلها أصحاب الرسالات إلى الملأ من كافّة الناس.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله: «و هو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم وباطنه علم. ظاهره أنيق وباطنه عميق..

لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة، لمن عرف الصفة..» [الكافي 2: 598- 599 حديث 2].

نعم، له ظاهر لائح وباطن عميق، فظاهره حكم وباطنه علم عريق، يسير مع الأزمان ويتّسع سعة الآفاق، ومن ثمّ فلا تنقضي عجائبه، ولا تنتهي حقائقه عبر الأيام، وهو غضّ طريّ مع كلّ قوم، ومع جميع الأجيال.

قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السّلام: «سأل رجلّ أبا عبد اللّه الصادق عليه السّلام: ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلّا غضاضة؟! قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان، ولناس دون ناس، فهو في كلّ زمان جديد، وعند كلّ قوم غضّ إلى يوم القيامة» [عيون أخبار الرضا 2: 93 حديث 32، بحار الأنوار 2: 280 حديث 44، و89: 15 حديث 8].

وهذه الغضاضة وتلكم الطراوة إنّما هي رهن تلكم المفاهيم العامّة التي انطوت عليها ظواهر التعبير، حيث كان للقرآن ظهر هو قيد التنزيل، خاصّ ومحدود النطاق، وكان له وراء هذا الظاهر المحدود، مفهوم أوسع وأشمل، يجري مع جري الزمان، ويزهو في كلّ صقع، وفي كلّ آن بوجه مشرق ريّان؛ كطلوع الشمس والقمر عبر الأيام.

وقضية الظهر والبطن ممّا أكّد عليه نبيّ الإسلام صلّى اللّه عليه واله في مواقف، مذكّرا ومنبّها للأمّة، ومحرّضا على السعي وراء العثور على تلك المفاهيم العامّة الخابئة وراء ستار اللفظ، والتي كانت تشكّل الهدف الأقصى الذي تستهدفه الآيات.

مسألة الجري والتطبيق:

ومن هنا نشأت مسألة الجري والتطبيق، أي الأخذ بتأويل الكلام إلى مفهومه العامّ، ثمّ تطبيقه على موارد بالذات.

وهذا كأكثر ما ورد من تطبيق عناوين واردة في الآيات، على موارد خاصّة، قد يحسب البعض أنّه تفسير، في حين أنّه تأويل بالآية إلى مفهومها العامّ، ثمّ تطبيق ذلك العامّ المستخرج من بطن الآية، على مورد بالذات، باعتبار أنّه أحد مصاديقه، أو مصداقه الأتمّ.

مثلاً: ورد في الحديث عن الإمام الصادق عليه السّلام ذيل آية ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ﴾ أنّه قال: «نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون» [تفسير العياشي 2: 260 حديث 32، والآية: 43 من سورة النحل 16].

قال المحقّق الفيض الكاشاني: «المستفاد من هذا الحديث: أنّ الآية نزلت خطابا مع المؤمنين لا المشركين.. إذ لا معنى لتكليف المشركين بالسؤال من أئمّة المسلمين فيما تشكّكوا فيه من أمر الرسالة» [تفسير الصافي 1: 925].

لكنّه رحمه اللّه غفل عن أنّه عليه السّلام أخذ من الآية مفهومها العامّ أوّلا، ثمّ طبّق ذلك المفهوم العامّ على أئمّة المسلمين، باعتبارهم أتمّ مصاديقه، لا أنّهم المراد بالآية بالذات.

وهكذا في آية الخمس، حيث قوله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى﴾ [الأنفال 8: 41].

فقد وردت الآية بشأن غنائم الحرب، غير أنّ المستفاد منها- بعد إلغاء الخصوصيّات- أنّ الخمس فريضة في كلّ فائدة يربحها الإنسان من تجارة أو صناعة أو زراعة، وغير ذلك من عوائد المكاسب، بعد وضع المؤن.

روى أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني بالإسناد إلى سماعة قال: سألت أبا الحسن الكاظم عليه السّلام عن الخمس؟ فقال: «في كلّ ما أفاد الناس من قليل أو كثير» [الوسائل 9: 503 حديث 6].

وروى الشيخ أبو جعفر الطوسي بالإسناد إلى عليّ بن مهزيار: أنّه كتب إليه أبو جعفر الجواد عليه السّلام: «.. والغنائم والفوائد- يرحمك اللّه- فهي الغنيمة يغنمها المرء، والفائدة يفيدها، والجائزة التي لها خطر، والميراث...» [المصدر: 502 حديث 5].

معضلة قراءة النصّ

هناك معضلة في قراءة النصوص، ولا سيّما المنتمية إلى وحي السماء. وقد حسب البعض أن لا مفهوم لها ذاتيّا، وإنّما هو حسبما يرتئيه المفسّر من رأي يحمّله على النصّ تحميلا، ومن ثمّ جاء الاختلاف في قراءة النصّ الديني بالخصوص؛ نظراً لاختلاف عقائد وآراء المنتمين إلى تلك الأديان، فكلّ يفسّره حسبما يرتضيه من الرأي المختار عنده، ويرفض قراءة الآخرين.

وما هذا الاختلاف بين أرباب النحل والمذاهب إلّا نتيجة اختلافهم في فهم النصّ، كلّ حسبما بناه من أسس ومباني لفهم الشريعة والدين.. فللمعتزلي فهمه الخاصّ عن القرآن الكريم، وللأشعري فهمه حسبما يرتئيه، كلّ يضرب على وتره، ويحاكي شاكلته التي هو بناها لنفسه.

وفي ذلك يقول بعضهم: «إنّ النظرة الحديثة- في أوساط غير مؤمنة- تعتبر من الألفاظ والكلمات كمرايا يتراءى فيها ذهنيّات المخاطبين بها، فيرون فيها مفروضاتهم هم، والتي حاكوها هم لأنفسهم من ذي قبل.. فيفسّرونها حسب تصوّراتهم ذاتيّاً، كمن يرى نفسه في المرآة لا شيء سواه» [راجع مقال الدكتور أحمد الواعظي مجلّة (حوزة ودانشگاه) الفصليّة، عدد (39) السنة العاشرة، صيف 1384 هـ ش].

وعليه، فالألفاظ والعبارات هي بدورها خلو من أيّ معنى، ولكنّها جاهزة لاستلهام ما يرد عليها من معاني!

وبمثل هذه السفسطة الفاضحة لهج بعض من شغفتهم فلسفة بني الأصفر، زاعمين: أن ليست العبائر بالتي هي حبلى لتلد، وإنّما هي غرثى تهفو إلى ما يغذّيها من معاني، ليكون اللفظ فارغاً يحتمل ما حمّله عليه المفسّرون! وكان المفسّر هو الذي يقوم بإيحاء المعاني وشحنها في النصّ حسبما ما راقه من أهداف وأغراض [هكذا يقول الدكتور عبد الكريم سروش: «عبارات نه آبستن، كه گرسنه معانى‏اند»، ويقول: «متن حقيقتا أمر مبهمى است وچندين معنا برمى‏تابد». انظر قبض وبسط تئوريك شريعت: 287- 288 و394 وپلوراليزم دينى- كيان ش 40: 17].

قلت: ولعمر الحقّ إنّهم في سكرتهم يعمهون، كيف يتصوّرون من لافظ هو ناسج الكلام، لا قصد له وراء لفظه ونسجه سوى الإدلاء بقوالب لفظيّة فارغة، ليشحنها إيحاءات مستوردة؟!

وقد عرفت من كلام شليرماخر- الممهّد لسبيل الهرمنيوطيقا الغربيّ- تأكيده على فرض العلاقة قائمة بين المؤلّف والنصّ، ليكون النصّ معبراً إلى ما يدور بخلد المؤلّف ذاته.

إنّ الكلام لفي الفؤاد وإنّما *** جعل الكلام على الفؤاد دليلاً

وأن لا دور للمفسّر سوى دور كاشف لمفهوم النصّ عن طريق فهم المؤلّف ذاته.

وأين هذا من القول بعزل المؤلّف عن أيّ علاقة بينه وبين مفهوم النصّ، وإيكال الأمر إلى إيحاءات المفسّرين؟!

إن هذا إلّا كلام فارغ، لا محصّل له، ولا معنى معقولاً.

الحاجة إلى التفسير

نعم، كانت الحاجة إلى التفسير من قبل: أنّ الوحي القرآني لمّا كان كتاب هداية وتشريع، فربّما اقتطف من قصص الماضين مواضع العبر منها، كما اقتصر على بيان أصول التشريعات، وأحال التفصيل إلى بيان الرسول، وغير ذلك من أسباب أوجبت إجمالاً أو إبهاماً في طرف من آي الذكر الحكيم، الأمر الذي يقوم بتبيينه وتفصيله المفسّر المضطلع الخبير. وأوّل المفسّرين هو النبيّ الكريم (صلّى اللّه عليه وآله)، حيث قوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل 16: 44].

قال الإمام الصادق (عليه السّلام) في حديثه مع أبي بصير، حيث سأله عن ترك التصريح باسم أولي الأمر الذين أمر اللّه بطاعتهم، قال: «إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله نزلت عليه الصلاة، ولم يسمّ اللّه لهم ثلاثاً أو أربعاً، حتّى كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله هو الذي فسّر ذلك لهم، ونزلت عليه الزكاة، ولم يسمّ لهم من كلّ أربعين درهماً درهم، حتّى كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله هو الذي فسّر ذلك لهم، ونزل الحجّ فلم يقل لهم: طوفوا أسبوعاً، حتّى كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله هو الذي فسّر ذلك لهم.. وهكذا قوله تعالى: ﴿أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله هو الذي بيّن وأوضح من صفات وسمات أولياء الأمور..» [الكافي 1: 286- 287 حديث 1، والآية: 59 من سورة النساء 4]

الكهانة في مجال التأويل

ولعلّ ما ذهب إليه القائل بخلوّ العبائر عن المعاني سوى ما أدلى به المفسّرون، لعلّه ناظر إلى ما تداوله أهل الدمدمة والزمزمة من أصحاب الكهنوت، كانوا يدلون بعبارات ذوات إبهام وإيهام، فليذهب المستمع في تفسيرها وتأويلها حيث شاء أو يرتاح وفق مشتهاه!

والكهانة: عرافة جاهليّة كانت دارجة في أوساط قبائليّة قاحلة، زعموا منها استخدام الجنّ لمعرفة الأمور المغيّبة، فكان إذا ناب أحدهم أمر يريد معرفة دخيلته أو مستقبله منه، ذهب إلى الكاهن أو العرّيف ليخبره بما يهمّه منه. وكان لكلّ كاهن صاحب من الجنّ- فيما زعموا- يحضر إليه فيخبره بما يريد!

والكهانة والعرافة، لفظان لمفهوم واحد. وفرّق بعضهم بينهما بأنّ الكهانة علاج ما سيحدث من أمر خطير، والعرافة علاج حادث راهن. وعلى كلّ حال فالمراد بهما التنبّؤ واستطلاع الغيب، وكانت القبائل المتوحّشة تعتقد في الكهّان القدرة على كلّ شيء، ويحيطون بهم هالة من القداسة الدينيّة، باعتبارهم المراجع في مهامّ الأمور سواء المحسوس منها أم المغيّبات.

فكانوا يستشيرونهم في حوائجهم، ويتقاضون إليهم في خصوماتهم، ويستطبّونهم في علاج أمراضهم، ويستفشونهم فيما أشكل عليهم من مخارج الأمور، كما كانوا يستفسرون منهم عن رؤاهم، ويستنبئونهم عن المستقبل وما سيؤول إليه أمرهم في منطلق الزمان.

وبالجملة، فالكهّان عندهم هم أهل العلم والفلسفة، والطبّ والقضاء والدين، شأن جميع الطبقات من الأمم القديمة، في كلّ أرجاء العالم القديم.

كانوا يعتقدون في الكهنة العلم بكلّ شيء، وأنّ ذلك يأتيهم بواسطة الأرواح، إن خيّرة أو شرّيرة، وكان عبدة الأصنام- وهي عادة متفشّية عند القبائل المتوحّشة- يعتقدون حلول الأرواح في الأصنام وأنّها تبيح أسرار الطبيعة للكهّان والسّدنة، فتقول: إنّ الأصنام تدخلها الجنّ وتخاطب الكهّان، وأنّ الكاهن يأتيه الجنّي بخبر السماء، وربّما عبّروا عنه بالهاتف (عند العرب)، فكلّ ما يصنعه الكاهن إنّما مصدره الغيب. فإذا استطبّه مريض من ألم أو صداع عالجه بالرقى، وإذا استشاره في معضلة خطّ له في الرمل أو نفث في العقد، وإذا تحاكمه متخاصمان رمى لهما بالقداح، وإذا استطلعه شخص أخذ قمقماً جعله بين يديه ونفث فيه، ونحو ذلك من الحركات الوهميّة، وإذا استفسره من رؤيا تمتم وتظاهر باستطلاع الغيب.

وعمدة الكلام: أنّ الكهّان كانت لهم لغة خاصّة، تمتاز بتسجيع وترصيع وترصيف خاصّ، يعرف بسجع الكهّان، فيه من التعقيد والغموض الشيء الأوفر، وهو بيت القصيد.

ولعلّهم كانوا يتوخّون ذلك للتمويه على الناس بعبارات تحتمل غير وجه، كما يفعل بعض مشايخ التنجيم في هذه الأيّام، حتّى إذا لم يصدق تكهّنهم جعلوا السبب قصور الناس في فهم النصّ؟!

ومن أمثلة سجع الكهّان ما يروونه عن «طريفة» كاهنة اليمن، حين خاف أهل مأرب سيل العرم، وعليهم مزيقياء عمرو بن عامر، فإنّها قالت لهم: «لا تؤمّوا مكة حتّى أقول، وما علّمني ما أقول إلّا الحكم المحكّم، ربّ جميع الأمم، من عرب وعجم». قالوا لها: ما شأنك يا طريفة؟! قالت: «خذوا البعير الشذقم، فخضّبوه بالدم، تكن لكم أرض جرهم، جيران بيته المحرّم» [الأغاني 13: 110، وانظر تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 1: 210- 212].

ومن أشهر كهّان العرب سطيح الغسّاني أكهن الناس، فقد كان أنذر لسيل العرم.

قيل من كهانته: تعبيره لرؤيا رآها كسرى فهالته، وكتب إلى عامله بالحيرة أن يوجّه إليه رجلاً من علمائهم من أصحاب العلم بالحدثان، فبعث إليه عبد مسيح بن نفيلة الغسّاني فأخبره كسرى بالخبر، فعجز عن الإجابة، وعرض عليه أن يوجّهه إلى خاله سطيح بالشام فجهّزه، وأتاه وكان محتضراً، فأخبره برؤيا الملك كسرى، فرفع سطيح رأسه وقال: أيا عبد المسيح! على جمل مشيح (أي: سريع) أقبل على طيح، وقد وافى على الضريح (أي: القبر، كناية عن قرب احتضاره). بعثك ملك ساسان، لارتجاج الأيوان، وخمود النيران، ورؤيا المؤبذان: رأى إبلاً صعاباً، تقود خيلاً عراباً، حتّى اقتحمت الواد وانتشرت في البلاد.

أيا عبد المسيح! إذا ظهرت التلاوة (تلاوة نصّ الوحي؛ أي: القرآن) وظهر صاحب‏ الهراوة (العصا الضخمة) وغاضت بحيرة ساوة (!) وخمدت نيران آوه (!).. فليست بابل للفرس مقاماً، ولا الشام لسطيح شاماً، يملك منهم ملوك وملكات، بعدد ما سقط من الشّرفات، وكل ما هو آت آت.. [انظر سيرة الحلبي 1: 75، ودائرة معارف القرن العشرين لفريد وجدي 8: 226]

إلى أمثالها من ترّهات، ولعلّها من المصطنعات، لكنّها هزيلات!!

وبعد، فمن المحتمل القريب أنّ القول بفراغ النصّ عن المعنى، وأن لا إيحاء له سوى ما حمّله عليه السامع ممّا ارتأى، ناظر إلى هذا النمط من الكهانة الجاهليّة، وقد اكتنفتها هالة من القداسة العمياء.

فمن الجفاء العارم مقايسة نصوص الوحي بسفاسف حاكتها أبالسة الجنّ والإنس، هي بالهزء أشبه منه بالجدّ!

أفهل يقاس سفاسف هؤلاء الشّكساء، مع خطب وتعاليم نبيّ اللّه موسى (عليه السّلام) ممّا جاء في التوراة، بارعة ورصينة، وهكذا بشائر المسيح (عليه السّلام) البديعة جاءت مسطورة في الأناجيل، فضلاً عن حكم وآداب رشيدة استوعبها القرآن الكريم بكمال وفصيح بيان؟!

نعم، لا يقاس الحجر بالجوهر، ولا الخزف بالصدف ﴿وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ [العنكبوت: 29]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) من كتاب: التأويل في مختلف المذاهب والآراء‏، العلامة الشيخ محمّد هادي معرفة، ص 153 – 172.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/31   ||   القرّاء : 4123





 
 

كلمات من نور :

زينوا القرآن بأصواتكم .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 التمهيد للعلامة معرفة .. اول كتاب مستقل في العلوم القرآنية لدی الشيعة

 تفسير البسملة

 دور أهل البیت (عليهم السلام) فی بناء الکتلة الصالحة قضیة الإمام المهدي (عليه السلام)

 الدار تستضيف مسؤولاً في جامعة آزاد الاسلامية

 آية الله العظمى السيد يوسف المدني التبريزي في ذمة الخلود

 العفو

 اختتام الدروس الرمضانية عبر البث المباشر لعام ١٤٤١هـ

 ثورة الحسين (ع) هزة ضمير و حياة رسالة

 مختارات ميسَّرة من المفاهيم القرآنية: 4- الدليل الفطري

 84 ـ في تفسير سورة الانشقاق

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15418783

  • التاريخ : 29/03/2024 - 12:18

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 تفسير شبر

 أسئلة قرآنية

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء التاسع عشر

 تفسير القرآن الكريم المستخرج من آثار الإمام الخميني (ره) - المجلد 5

 تفسير القرأن الكريم

 سلامة القرآن من التحريف

 تساؤلات معاصرة (باللغة العربية)

 حث الصحبة على رواية شعبة

 الحفظ الموضوعي

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 معنى قوله تعالى (يخرج من بين الصلب والترائب)

 دراسة التجويد

 ماذا يعني شهادة الله على وحدانية نفسه؟

 هل تنتهي آية الکرسي عند (وهو العلي العظيم) أم عند (وهم فيها خالدون)؟

 هل يجوز تلاوة الايات بدون وضوء؟

 ما هو القصود من «قصد السبيل» في الآية (على اللّه قصد السبيل)؟

 المراتب وعلاقاتها في القرآن الكريم

 هل يوجد حياة قبل آدم وبعد يوم القيامة ؟

 حكم الدخول بالمصحف إلى الحمام

 ما هو الاستدلال الصحيح لبقية وسائر الأئمّة من ولد الإمام الحسين (ع) بأنّ آية التطهير شملتهم وقصدتهم كذلك دون غيرهم؟

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24561)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12749)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9630)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9058)

 الدرس الأول (8106)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7829)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7301)

 الدرس الأوّل (7293)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7293)

 درس رقم 1 (7228)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6592)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4836)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4080)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3832)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3528)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3357)

 الدرس الأول (3198)

 تطبيق على سورة الواقعة (3057)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3023)

 الدرس الأوّل (2968)



. :  ملفات متنوعة  : .
 سورة الماعون

 سورة الكهف ـ سيد

 الدرس الثامن التفسير الموضوعي

 سورة الصف

 سورة الطلاق

 الصفحة 543

 الصفحة 483

 87- سورة الأعلى

 مقام العجم (تواشیح ) كن عن همومك

 الصفحة 575 (ق 2)

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8839)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8246)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7338)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7010)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6816)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6680)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6607)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6581)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6579)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6354)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3045)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2746)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2561)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2369)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2288)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2284)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2240)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2239)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2230)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2226)



. :  ملفات متنوعة  : .
 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي

 خير النبيين الهداة محمد ـ فرقة الغدير

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 سورة الذاريات ـ الاستاذ السيد محمد رضا محمد يوم ميلاد الرسول الأكرم(ص)

 تواشيح السيد مهدي الحسيني ـ مدينة القاسم(ع)

 السيد عادل العلوي - في رحاب القرآن

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net