تنوع امثال القرآن
تنوع امثال القرآن
بقلم : محمد عبدالجليل المكراني
من الأسئلة التي يطرحها الكثير لماذا يستخدم القرآن أمثلة متنوعة فتارة يمثل بالحيوان وأخرى بالصالحين أو الفاسدين وأخرى بالنباتات أو نور الشمس وما شابه ، فما سبب هذا التنوع؟
لعل الجواب يكون أنّ ذهنية الأشخاص تختلف كاختلاف أشكالهم فشخصيات الأفراد وقدراتهم على الاستيعاب والتحليل مختلفة، وإذا أراد المتكلم أن يتوقف ويؤثر في المخاطبين فعليه صياغة كلامهم بقوالب مختلفة ومتنوعة ناظراً في ذلك إلى جميع قابليات المخاطبين؛ لأنّ المنهج والأسلوب قد يكون مؤثراً في الشباب والجيل الجديد وغير مؤثر في الكهول أو بالعكس أو مؤثراً في النساء دون غيرهم وهكذا ..
ومن الأمثلة على ذلك :
لقد تحدث القرآن عن نفسه بأنحاء مختلفة ففي مورد يقول : (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) [المائدة : 15] فشبه نفسه بنور الشمس حيث ينفذ في كل مكان ويؤثر أثره حيث ينفذ .
وفي مورد آخر يشبه نفسه بالشجرة وذات الجذور والأصل الثابت كقوله تعالى : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) [إبراهيم : 24 ].
علماً أنه في بعض التفاسير المقصود من الكلمة الطيبة تارة القرآن الكريم، وفي تفسير آخر الكلمة الطيبة هم محمد وآله .
