00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .

        • القسم الفرعي : الأخلاق في القرآن .

              • الموضوع : المثل الخامس: الإنفاق .

المثل الخامس: الإنفاق

يقول الله تعالى في الآية 261 من سورة البقرة:

(مَثَلُ الّذِيْنَ يُنْفِقُونَ أمْوَالَهُم فِي سَبِيْلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّة أنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَة مِائَةُ حَبَّة وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ واللهُ وَاسِعٌ عَلِيْمٌ) .

تصوير البحث

تحدثت الآية الشريفة عن (الإنفاق) وذكرت مثالا رائعاً للانفاق في سبيل الله.

إنَّ الفقر معضلة، والبشر لا زال يعاني منها في مختلف مجتمعاته، وهي مشكلة ترجع في الحقيقة إلى عدم التوزيع العادل للثروة، الأمر الذي يؤدي إلى تقسيم البشر إلى فقير وغني.

التاريخ يشهد بأنَّه كانت هناك شخصيات مثل قارون تمتلك ثروات عظيمة، بحيث حمل مفتاح مخازن ثروته يحتاج إلى طاقة عدة أشخاص أقوياء(1). وفي مقابل هؤلاء كان هناك أشخاص بحاجة إلى قرص من الخبز يقضوا بها ليلتهم. إنَّ هذه المشكلة اشتدت في عصرنا الحاضر.

كمثال على ما نقول: إن بعض الإحصائيات حكت عن أن نسبة 80% من ثروة الكرة الأرضية يمتلكها نسبة 20% من الناس فإذا كان مجموع البشر في الكرة الأرضية عبارة عن خمس مليارات; فان 80% من الثروة تحت تصرف مليار من البشر و20% من الثروة العالمية يتقاسمها أربعة مليارات.

وبعبارة أخرى: إذا كان مجموع شعوب الدول الصناعية يقدر بمليار فهذا المليار يملك أربعة أخماس من ثروة الكرة الأرضية وما تبقى من البشر فلهم خمس تلك الثروة.

والمدهش هنا أنّ هذه النسبة وتلك المفارقات تزداد يوماً بعد آخر ولصالح الأغنياء.

طرق علاج الفقر

لحل هذه المعضلة قدّم العلماء منذ القدم علاجات، والبشرية جربت علاجين مختلفين.

الأول: يعتقد الاشتراكيون والشيوعيون أنَّ الفقر مشكلة نجد جذورها في الملكية الخاصة، فاذا ما اجتثثنا جذور هذه المشكلة فانَّ المشكلة ستُحل.

إنّ أصحاب هذه الفكرة جربوا هذا العلاج مدة سبعين عاماً، قتلوا خلالها الملايين من البشر، وارتكبوا جرائم كثيرة وتحلموا التكاليف الباهظة وواعدوا الناس وعوداً كاذبة كثيرة، وأمّلوهم بحياة متعالية، وتحدثوا مع الناس عن جنة الأرض، بل اعتبروا جنة الأنبياء هي نتيجة أعمالهم و.. إلاّ أنهم اعترفوا بفشلهم بعد هذه التجربة وتلاشى نظامهم، الأمر الذي أراح الناس الذين كانوا يرضخون تحت حكومتهم.

الثانى: رسمت الدول الرأسمالية خططاً أخرى لرفع معضلة الفقر، فشكلوا لأجل ذلك مؤسسات ومنظمات كثيرة، مثل: الهلال الأحمر وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وصندوق التعاون ومؤسسات الإعانات الاقتصادية والغذائية للدول الفقيرة، وخصصوا لأجل ذلك ميزانيات، لكنها جميعاً كانت تعاني من نقطتي ضعف:

الأولى: إجراءاتها محدودة وقليلة وغير متناسبة مع نفوس الدول الفقيرة، ولذلك لم تحدث تغييراً في مستوى الفقر في هذه الدول.

الثانية: كثيراً ما تقترن هذه الإعانات بأغراض سياسية، فإذا اقتضت مصالح هذه الدول الإعانة أعانوا وإلا امتنعوا عن الإعانة، وأحياناً يعترف بعض مسئولي هذه الدول بهذه الأمور(2).

وعلى هذا فان العلاج الثاني ما حل عقدة من عقد الفقر العالمي.

علاجات الإسلام

إنّ العلاج الآخر لمعضلة الفقر هو وصايا الإسلام، فإنَّ العمل بها يؤدي إلى ملء فجوة الفقر وتقليل الفاصلة بين الطبقات الفقيرة والغنية.

لقد حصل هذا في عهد الرسول(صلى الله عليه وآله) فإنَّ العمل بها حصل لاول مرة في التاريخ في ذلك العهد وكانت نتيجة ذلك هو مجتمع غير مقسم إلى طبقات، أو مجتمع مع مفارقات طبقية محدودة جداً.

إذا تمكنا اليوم تطبيق هذه الوصايا والأوامر الإلهية في مجتمعنا هذا بل وفي المجتمعات البشرية لكانت الثروة موزعة على البشر بشكل عادل ولصغرت الفجوة بين الفقير والغني في مجتمعات الكرة الأرضية.

الإنفاق طريق لرفع الفقر

الإنفاق هو احد الوصايا والأوامر الإلهية القيمة التي هي موضوع بحثنا هنا. إنَّ القرآن المجيد أكَّد كثيراً على موضوع الإنفاق وقد كان هذا الأمر موضوعاً لكثير من آياته، والآيات التي تضمنت مادة الإنفاق تقدر بسبعين آية، وإذا أضفنا إليها الآيات التي أشارت لهذا الموضوع من دون أنْ تأتي بمادة الإنفاق، فالعدد يتجاوز عن هذا الحد بكثير.

أمر الله في القرآن الإنسان أنْ يدفع مقداراً مما كان من نصيبه في هذه الحياة الدنيا. الآية 19 من سورة الذاريات أمرت بهذا بتعبير جميل: (وَفِي أمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ والمَحْرُومِ)، وبناء على هذه الآية فان للفقراء والمساكين حقاً في أموال الناس.

ولأجل تشجيع الناس على الإنفاق جاء القرآن بآيات عبرت عن الأمر بتعابير جميلة:

1- يقول الله في الآية 96 من سورة النحل: (مَا عِنْدَكُم يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاق).

يا له من تعبير جميل! فالعبارة تضم معان كثيرة رغم صغرها. وهي تعني أنّ الإنسان إذا صرف الملايين من أمواله فان تلك الملايين تعد نافدة ومستهلكة، بينما إذا صرف اقل مقدار من أمواله إنفاقا في سبيل الله فإنَّ ذلك سيبقى في خزينة الله الغيبية ولا ينفد، وهذا خلاف ما يتصوره أكثر الناس.

2- جاء في الآية 89 من سورة النمل: (مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) ونفسها في سورة القصص الآية 84.

وحسب ما صرحت به هذه الآية، فإنَّ الصدقة والإنفاق لا يذهبان سدى فحسب، بل يمنح الله عليهما شيئاً أفضل منهما عوضاً عن ذلك.

3 - الآية 160 من سورة الأنعام رفعت من قيمة الإنفاق لتصرح بما يلي: (مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمْثَالِهَا).

الآية تحدثت عن الحسنات عموماً، وباعتبار أنَّ الإنفاق من الحسنات العظيمة فهي تشمله. وحسب ما صرحت به، فإنَّ للإنفاق عشرة أضعاف من الثواب والأجر.

أمّا الآية المبحوث هنا (261 من سورة البقرة) فقد رفعت مستوى الإنفاق إلى أعلى مستوى ممكن، فمثلت الإنفاق بالسنابل التي تضمّ حبات كثيرة وكل حبة تنبت سنابل كثيرة، وهي بذلك تشير إلى التضاعف التصاعدي للثواب المترتب على الإنفاق. ولكي تجيب الآية عن بعض التساؤلات التي تتراود في أذهان البعض عن مصدر هذه المعطاءات أشارت إلى أن ذلك كله من كنوز الله العظيمة، وهو واسع وأوسع من أنْ يتصور.

خطابات الآية

1- المراد من (في سَبِيلِ اللهِ).

إنَّ اصطلاح (فِي سَبِيْلِ اللهِ) استخدم أكثر من 45 مرة في القرآن، واصطلاح (عَنْ سَبِيْلِ اللهِ) استخدم 25 مرة. وقد أُريد من (سَبِيْلِ اللهِ) الجهاد في كثير من الموارد كما في الآية الشريفة 169 من سورة آل عمران التي جاءت لبيان المقام الرفيع للشهداء: (وَلاَ تَحَسَبَنَّ الَّذِيْنَ قُتِلُوا فِي سَبِيْلِ اللهِ أمْوَاتاً بَلْ أحْياءٌ عِنْدَ رَبِهِمْ يُرْزَقُونَ) فقد أريد من (سَبِيْلِ اللهِ) هنا الجهاد كما أريد منه هذا المعنى في موارد كثيرة أخرى.

إلاَّ أنَّ (سبيل الله) اختلف معناه في الآية 26 من سورة (صلى الله عليه وآله): (وَلاَ تَتَّبِع الهَوَى فَيضِلَّكَ عَنْ سِبِيلِ اللهِ..) فقد نهت الآية النبي داود(عليه السلام) عن إتباع الهوى في القضاء ودعته للقضاء في سبيل الله، أي القضاء العادل والذي يصل المحق إلى حقه من خلاله.

وعلى هذا; فلا نصحح ما ادعاه البعض من أنَّ المراد من (فِي سَبِيْلِ اللهِ) هو الإنفاق لأجل الجهاد فقط; وذلك لأنَّ المُراد منه مطلق سبيل الله سواء كان في الجهاد العسكري أو الجهاد الثقافي أو الجهاد العمراني أو تأسيس مكتبة أو إعانة المحتاجين أو بناء المستشفيات والمستوصفات أو تأسيس صندوق للقروض أو غير ذلك.

بالطبع، إنَّ رعاية الأولويات والضروريات أمر مهم وفي محله، كما أنَّ الإبداع في هذا المجال سوف يؤدي إلى جذب الناس إلى هذه الأعمال بشكل واسع، نأتي هنا بنموذجين لهذه المقولة:

الأول: صندوق إعانة عوائل السجناء

مهما كان سبب سجن الرجل فإنه غالباً ما يكون معيلا لعائلته. وخلال فترة حبسه - بخاصة إذا كانت طويلة - تواجه عائلته مشاكل جمة، فمن جانب تهددهم مشكلة الفقر المالي، ومن جانب آخر تترصدهم المشاكل الاجتماعية والأخلاقية، وهنا إذا لم نلتفت إلى الأوضاع التي تعيشها عوائل السجناء ولم نجد حلا لها فإنَّ عملية حبس رب العائلة سوف تورث بالقوة سجناء ومجرمين آخرين. ومن المؤسف أنَّ هذا الأمر لم يُلتفت إليه في المجتمع وقلما نجد شخصاً يفكر فيه.

إذا قمنا بمثل العمل الذي حصل في بعض المحافظات وهو تأسيس صندوق القرض الحسن فإنَّ عملنا هذا سيكون علاجاً لكثير من المشكلات الخاصة بعوائل السجناء وبالسجناء أنفسهم، وبذلك نقي المجتمع من كثير من الشذوذ والجرائم المحتمل وقوعها.

إنَّ شخصا إذا كان سجيناً بسبب دين في ذمته يعطى من هذا الصندوق قرضاً لكي يطلق سراحه، وبعد أن يحصل على عمل شريف يقوم بالدفع لهذا الصندوق. وبذلك نكون قد عالجنا مشكلته ومشكلة عائلته وأنقذناهم من المشاكل الأخلاقية والاجتماعية التي تترصدهم.

الثاني: جمعية إعانة مرضى الكلية

هناك الكثير ممن يعانون من أمراض الكلية وقد يحتاج بعضهم للديلزة أكثر من مرة في الأسبوع وخلال هذه الفترة يعانون آلاماً حادة. وأكثر هؤلاء يشفون إذا ما زرعت لهم كلية جديدة، لكنهم في الغالب غير قادرين على دفع مبلغ الكلية الجديدة، وفي هذه الحالة إذا تشكلّت جمعية لإعانة هؤلاء المرضى المحتاجين لأجل زرع كلية فإن الجمعية ستقوم بعمل جبار في سبيل إنقاذهم من الآلام التي يعانون منها، كما تخرج عوائلهم من حالة الاضطراب والقلق.

ويمكن تأسيس جمعيات مشابهة لهذه الجمعية تعم منافعها قطاعات ومجالات أخرى، وذلك سعياً لتقليل المشاكل الاجتماعية والمالية عن الناس.

2- المراد من «الحبّة» في الآية الشريفة

هناك بحوث كثيرة قام بها المفسرون متناولين فيها موضوع الحبة والمراد منها.

قيل: معنى ذلك أنَّ الله يقوم بهذه المضاعفة لمن يشاء، وهي قد تصل إلى سبعمائة ضعف(3).

إنّ هذا المثل قد لا يكون له وجود في الخارج لكن هذا لا يضر، فإنَّ شأن أكثر الأمثال هو هذا سواء كانت بالفارسية أو العربية أو بأي لغة أخرى. فالعنقاء وغيرها من الحيوانات التي لا وجود لها في الخارج تستخدم في الأمثال.

لكن بما أنَّ المثل صدر من الله الحكيم والعالم، فلابد وأن يكون له وجود خارجي.

ولاجل ذلك قال البعض: المراد من الحبة في المثل هو حبة الدِّخن لا حبة القمح; لأنَّ حبة الدخن قد تنتج سبعمائة حبة. لكن بما أنَّ مزارعاً بوشهرياً (مدينة في جنوب إيران) استطاع في السنوات الأخيرة ان ينتج 4000 حبة من حبة واحدة، لذلك فسرنا الحبة هنا بالقمح، وأمكننا القول بان لذلك وجوداً خارجياً(4).

3 - المراد من (يضاعف) في الآية الشريفة

هل المراد من عبارة (واللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ) أنَّ الله يمنح للمحسن والمنفق ما يشاء من دون حساب بأن يمنح الشخص (أ) ضعفين من الثواب بينما يمنح الشخص (ب) ثلاثة أضعاف؟ أو أنَّ المضاعفة لها حساب خاص وقواعد خاصة؟

إنّ حكمة الله تقتضي بأن لا يكون منح الثواب بشكل اعتباطي ومن دون حساب، بل جعل الأمر مرتبطاً بمفارقات من قبيل درجة الاخلاص وكيفية الانفاق ومورده وشخصية المُنْفِق والمنفَق عليه، أي أنَّ ثواب الشخص الذي انفق خالصاً لوجه الله يختلف عن ثواب الشخص الذي لم يبلغ تلك الدرجة من الاخلاص، والشخص الذي ينفق سراً ومن دون منة واذى يختلف ثواباً عن الشخص الذي ينفق علناً، فهما يقعان في مرتبتين لا مرتبة واحدة. والمسلم الذي ينفق قرصاً من قرصي الخبز اللذين يمتلكهما يختلف عن المسلم الذي ينفق قرصاً وهو يملك عشرة أقراص من الخبز. كما أنَّ الشخص الذي يعين عائلة مسكينة لم يتفوهوا بحاجتهم لاحد يختلف عن الشخص الذي يعين عائلة طلبت الاعانة منه.

أرفع نموذج للإنفاق في القرآن

في القرآن سورة باسم (الدهر) أو (الإنسان) أو (الابرار) نزلت في شأن الانفاق الخالص، وقد ادرجت هذه السورة اجمل نعم الجنة للمنفقين.

العامة والخاصة نقلوا أنَّ السورة نزلت في الامامين الحسن والحسين(عليهما السلام) حيث مرضا فنذر الامام علي(عليه السلام) صيام ثلاثة ايام لشفائهما، فالتحقت فاطمة(عليها السلام) بهذا النذر، ثم فضة كذلك. وبعد الشفاء صام الجميع وقد اعدت فاطمة في اليوم الاول خمسة اقراص من خبز الشعير وعند الافطار طرق فقير الباب طالباً العون فاعطى الجميع اقراصهم له وافطروا على الماء فحسب. وفي اليوم الثاني جاءهم يتيم، وفي اليوم الثالث جاءهم اسير، وقد أعطوهما مثل ما اعطوا الفقير في الليلة الاولى، وفي اليوم الرابع نزلت هذه السورة في حقهم،(5) وفيها توصيف وتمجيد للانفاق ووعود بنعم عظيمة في الجنة.

وعلى هذا، فإنّ هذه العائلة حصلت على ثواب عظيم اثر انفاقها لخمسة عشر قرصاً من الخبز.

تقول الايات 9 و10 من سورة الدهر: (إنَّمَا نُطْعِمَكُم لِوَجْهِ اللهِ لاِ نُرِيْدُ مِنْكُم جَزَاءً وَلاَ شُكُوْراً إنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوْساً قَمْطَرِيْراً).

النموذج المذكور وغيره من النماذج التي اثرناها عن المعصومين(عليهم السلام)، هي في الحقيقة موارد نتأسى بها نحن المسلمون لنسير قدماً نحو مجتمع اسلامي مقبول خلو من المفارقات الإقتصادية.

مما يمكن أنْ يُستشف من الاحاديث والروايات هو: أنَّ عدم الفقر والحاجة من خصائص المجتمع الاسلامي المطلوب.

أي أنَّا إذا بلغنا يوماً مستوى اقتصادياً رفيعاً وتنمية صحيحة بحيث توزع الثروة في المجتمع الاسلامي توزيعاً عادلا في جميع البلاد الاسلامية فانا قد بلغنا - من الناحية الاقتصادية - مستوى المجتمع الاسلامي المطلوب.

إنَّ هذه العقيدة ليست شعراً ولا شعاراً ولا كلاماً عاطفياً وذات صبغة احساسية بل إنَّه مضمون رواية منقولة عن الامام الصادق(عليه السلام): محمد بن مسلم من اصحاب الامام الصادق(عليه السلام)ينقل عن الامام قوله: «إنَّ الله عزوجل فرض للفقراء في مال الأغنياء ما يسعهم ولو علم أنَّ ذلك لا يسعهم لزادهم. إنهم لم يؤتوا من قبل فريضة الله عزوجل ولكن اوتوا من منع من منعهم حقهم لا مما فرض الله لهم ولو أنَّ الناس ادوا حقوقهم لكانوا عايشين بخير»(6).

المجتمع الذي يضمُّ فُقَرَاء، لا يكون الفقراء المتضرّرين الوحيدين من هذا المجتمع، بل اضرار الفقر تعم جميع المجتمع، فإنَّ الفقر منشأ كثير من الذنوب منها: السرقة والاعمال المنافية للعفة وغير ذلك.

وقد جاء في رواية أخرى للامام الصادق(عليه السلام): «ولو أنَّ الناس ادوا زكاة اموالهم ما بقي مسلم فقيراً محتاجاً لاستغنى بما فرض الله وأنَّ الناس ما افتقروا ولا احتاجوا ولا جاعوا ولا عروا الا بذنوب الأغنياء».(7)

وحسب هذه الرواية فإنَّ الحقوق الشرعية الواجبة مثل الخمس والزكاة تسد حاجة المحتاجين، واذا ما تم العمل بهذه الواجبات، فإنَّ هذه المعضلة ستُجتث جذورها بالكامل.

يطرح هنا تساؤل وهو: ما الحاجة إلى الانفاق والتبرعات المستحبة إذا كانت التبرعات الواجبة تعمل عملها وتسد حاجة الفقراء إلى المال؟ وعلى هذا فما دور الآية 261 من سورة البقرة في هذا المجال؟

يمكننا الاجابة عن هذا السؤال بطريقتين:

الاولى: قد يتخلّف بعض المتمولين والاغنياء عن وظائفهم الشرعية ولا يدفع ما عليه من الزكاة الواجبة - كما هو الحال في الوقت الحاضر فان كثيراً من المتمولين غير موفقين في دفع ما عليهم من الزكاة الواجبة، وفي هذه الحالة يأتي دور الصدقات والتبرعات المستحبة لتملأ الفراغ الناشئ عن عدم دفع الاغنياء لما عليهم من صدقات واجبة.

وعلى هذا، فالمحسنون من المؤمنين يقومون بدور الاغنياء العصاة ويتحملون نتائج عصيانهم، هذا اضافة إلى ما يتحملون من دفع الصدقات الواجبة عليهم.

الثانية: إنّ الزكاة وغيرها من التبرعات الواجبة والمفروضة على الاغنياء تسد الحاجة الضرورية للفقراء إذا ما دفعت. واما الانفاق فدوره يبرز في التوسيع على الفقراء ليبلغ بهم مستوى رفاهي نسبي ومعتد به.

في النتيجة: إذا اخذنا بنظر الاعتبار مستوى الفقر ونوعيته في المجتمع يمكننا الحكم في ضوئه على مستوى اقترابنا من المجتمع الاسلامي المطلوب.

4- دراسة المشبَّه في آية الانفاق

للمفسرين رأيان في تحديد المشبّه في الآية 261 من سورة البقرة، فبعض قال بأنه المال المنفق، حيث شُبِّه بالحبة المباركة التي تنتج سبعمائة حبة.

وقال بعض آخر: بأنَّ المشبَّه هو المنفِق الذي ينمو ويتكامل إلى مستوى رفيع جداً.

اكثر المفسرين يعتقد بأنَّ المشبَّه هو المال المنفق ويقدرون جملة محذوفة هنا لتكون حقيقة الآية كالتالي: (مثل اموال الذين ينفقون..).

ونحن نعتقد أنَّ الآية لا تحتاج إلى التقدير، وحسب الظاهر فإنَّ المشبَّه هو الإنسان المنفِق الذي تعلو شخصيته وتتكامل وتنمو إلى مستوى سبعمائة ضعف، ومصداق هذا الاعتقاد هو الايات والروايات التي دلت على أنَّ الإنسان كالنبات ينمو ويتكامل.

أولا: يقول الله في الايات 17 و18 من سورة نوح: (واللهُ أنْبَتَكُم مِنَ الأرْضِ نَبَاتاً ثم يُعيدُكُمْ فيهَا ويُخْرِجُكُمْ إخْرَاجاً) فقد شُبّه الإنسان هنا بالنبات الّذي يُزرع لينمو ويتكامل ثم يجف ثم يحيا مرة أخرى ثم يجف ثم يحيا وهكذا...

ثانياً: يقول الله في الآية 37 من سورة آل عمران: (فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُول حَسَن وأنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَريا...) فقد استخدم هنا مادة الانبات للاشارة إلى تربية مريم من قبل زكريا، والشاهد هو تشبيه تربية الإنسان بتنمية الزرع بعد انباته.

ثالثاً: جاء في حديث نقل عن الرسول(صلى الله عليه وآله): «إياكم وخضراء الدمن!» قيل وما خضراء الدمن؟ قال: «المرأة الحسناء في منبت السوء»(8) فقد شبه الإنسان هنا بالنبات الذي قد ينبت في مكان سيء.

من جانب آخر، انَّ في هذا الحديث خطاباً واضحاً ووصية مهمة للشباب المقبلين على تشكيل عائلة. ففي هذا الحديث يوصي الرسول(صلى الله عليه وآله) المؤمنين أنْ لا يجعلوا الجمال المقياس الوحيد لانتخاب الزوجة بل اضافة اليه ينبغي النظر إلى العائلة، أي المكان الذي تربت فيه الزوجة، وذلك رغم أنَّ الجمال بحد ذاته قيمة إلاّ أنّه يرضي الزوج في الفترة الوجيزة الاولى من الحياة المشتركة، أمّا القيم الأساسية والمهمة في الحياة العائلية، وهي التربية والثقافة والفكر والقيم المكتسبة في البيت فيبرز دورها في المراحل اللاحقة من حياة الإنسان. والجميلة إذا لم تتميز بسيرة حسنة واخلاق جميلة بدلت محيط العائلة المقدس إلى جهنم يصعب تحملها.

كما شاهدنا في الايات والروايات السابقة، فإنَّ الإنسان شبّه بالنبات الذي ينمو ويتكامل، وبهذا يمكن أنْ نستدل على أنَّ المُراد من المشبَّه في الآية هو الإنسان نفسه. وفي النتيجة يكون مفهوم الآية كالتالي: أيها الإنسان أنت كالنبات والإنفاق بمثابة الماء الذي يسقي النبات ليمنحه حياة ونمواً. وبعبارة أخرى: إنَّ الانفاق يُحيي في الإنسان الصفات العليا مثل السخاء والعطاء والمروة والانصاف والشجاعة وغير ذلك.

إنَّ هذه الصفات في البداية تكون (فعلا) أو عملا مجرداً، واذا ما تكررت تصبح عادة وفي صورة الاستمرار تصبح (حالات) وفي النهاية تكون (ملكة)(9) وجزءاً من وجود الإنسان.

وعلى هذا، فالانفاق، قبل ان تكون له عوائد مادية، له مردودات معنوية، وكلما كان الانفاق عن اخلاص اشد وكلما كان اطهر وانسب كلما كانت هذه المردودات اكثر وأوسع. وقد نكون جميعاً جربنا عطاءنا مسكيناً لم يصّرح بحاجته لنا مقداراً من المال (رغم حاجتنا له) وجدنا في ذلك لذة معنوية احسسناها بكل وجودنا، وبلغنا إثر ذلك هدوءاً باطنياً وحالة روحانية ومعنوية خاصة.

ذلك هو النمو والتعالي الذي تشير اليه الآية من خلال مثلها. إنَّ الله القادر والحكيم بامكانه أنْ يغني الجميع ويجتث جذور الفقر من المجتمعات، لكنه شاء أن تكون هناك فجوة بين الفقراء والأغنياء يسعى المؤمنون في ملئها ليروا آثار أعمالهم الحسنة وبركات انفاقهم في الدنيا ويشعروا بهذه الاثار ويبلغوا اثر ذلك الدرجات العليا من الكمال والمعنوية. وعلى هذا فلا نمن على الله بالانفاق ولا على المنفق عليه، بل الله هو الذي يمن علينا أنْ وفقنا لهذا العمل العظيم

(اللهم وفقنا لما تحب وترضى).

ومن مجموع ما مضى يمكننا ان نفسر الآية 261 من سورة البقرة بصراحة من دون حاجة إلى تقدير جملة محذوفة. رغم ذلك فانا لا نصر على تفسيرنا بل نعتبر أنَّ كلا التفسيرين مقبولان، أي يمكننا القول: الآية تفيد أنَّ مال الفرد المنفق ينمو كما أنَّ شخصيته تنمو من خلال نمو وتكامل خصالها الحسنة.(10)

نمو المال المنفق في كلام الرسول(صلى الله عليه وآله)

في مجال نماء المال المنفق، للرسول(صلى الله عليه وآله) كلام جميل ننقله هنا: «ما تصدق احد بصدقة من طيب - ولا يقبل الله الا الطيب - إلاَّ أخذها الله الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون اعظم من الجبل».(11)

في هذه الرواية نرى عدة نقاط أهلا للإنتباه:

الاولى: الرواية صرحت بأنَّ الله ياخذ الصدقة بيمينه وهذا أمر يطرح تساؤلا: هل لله جسم وأعضاء؟

من البديهي أنّ الله غير مجسم، وتعبير (الاخذ باليمين) كناية عن قدرة الله الكاملة، وذلك لأنَّ اليمنى عند الإنسان غالباً اقوى، لذلك كان مفهوم العبارة أنَّ الله يأخذ الصدقة بقدرة كاملة مع احترام.

الثانية: انّ ما يحضى بالأهمية في الإسلام هو كيفية العمل ودوافعه لا كميته وظاهره. وعلى هذا، فإنّ اعطاء تمرة حلال لمسكين من دون منة ولا أذى افضل عند الله من تمر كثير غير حلال أو تزامن مع منة أو أذى.

الثالثة: وفقاً لهذه الرواية، فإنّ المال المنفق ينمو إلى سبعمائة ضعف أو أكثر. وعلى هذا الأساس، فإنَّ المال يبقى عند الله ينمو ويرد إلى صاحبه يوم القيامة ليكون سبباً لانقاذه من نار الجحيم.

(الانفاق) في تعابير القرآن الجميلة

لاجل بيان اهمية الانفاق في الإسلام وقيمته في القران، وردت في القرآن تعابير كثيرة عن هذا الأمر، وهي اهل للالتفات والدقة نكتفي هنا بذكر نموذجين منها:

الأول: جاء في الآية الشريفة 245 من سورة البقرة ما يلي: (مَنْ ذَا الّذِي يَقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فيُضَاعِفَهُ لَهُ أضْعَافاً كَثِيْرَةً) .

التعبير بالقرض الحسن عن الانفاق تعبير بديع ومدهش. كيف يمكن لله القادر والمالك لكل شيء أنْ يقترض من الإنسان الفقير والمحتاج لربه في كل حركاته وسكناته وحتى في الشهيق والزفير؟ ومع لحاظ أنَّ القرض الربوي في الإسلام حرام فإنّ التعبير عن الانفاق بالقرض الحسن لا يكشف إلاّ عن اهمية الانفاق وتشجيع للعباد لاجل اداء هذا العمل بإخلاص.

ويبدو أنَّ ذكر هذه النقطة ضروري، وهي أنَّ (القرض الربوي) ناظر إلى العباد وسلوكهم بينما القرض الحسن ناظر إلى رب العباد، وهو يعني أنَّ من يقرض الله قرضاً فالله يرجعه مع اضعاف مضاعفة. والنقطة المدهشة كثيراً هنا هي أنَّ يَد الفقير - حسب الآية والروايات المذكورة - هي يد الله، وبيته هو بيت الله. وفي الحقيقة ان ما يوضع في يد الفقير يوضع في يد الله، ولذلك كانت الروايات توصينا بأنْ نضع ايدينا في مستوى ادنى من يد الفقير عند التصدق إليه، لأجل أنْ يَأخذها من أيدينا، ولأنَّ يده هي يد الله وقدرته الكاملة، وهو الذي يستلم المال من المتصدق. حذارا أن تصدر منا اهانة أو تحقير لفقير.

وقد تكررت العبارة المذكورة هنا في الآية 11 من سورة الحديد، كما قد اضيف لها جملة أخرى: (مَنْ ذَا الذي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضَاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أجْرٌ كَرِيمٌ...) .

الثاني: جاء في الآية 92 من سورة آل عمران: (لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شِيء فإنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ...) .

وكذا جاء في الآية الشريفة 267 من سورة البقرة (يَا أيَّها الَّذِينَ آمنُوا أنْفِقُوا مِنْ طَيّباتِ مَا كَسَبْتُم وَمِمَّا أخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأرْضِ)، أي عليكم أن لا تنفقوا الا من الطيبات فلا تنفقوا من الاشياء التي لا فائدة فيها أو مضرة مثل الملابس الخلقة أو الفواكه والمأكولات الفاسدة وما شابه ذلك، بل تذهب الآية إلى ابعد من ذلك لتأمر بانفاق ما يحبه الإنسان، والذي هو أهل لان يعطى بيد الله، فإنَّ غير ذلك ليس أهلا لوضعه بيد الله، فالانفاق بالاكل ينبغي أنْ يكون من النوع الذي يحبه المنفق له ولعياله وفي الملابس من النوع الذي يحب لبسه المنفق واهل بيته.

إنَّ نظام القيم الحاكم في الإسلام يحكى عن منح الإسلام القيمة والاهمية لكيفية العمل لا كميته ومقداره، ولهذا يضاعف الله أجرة تمرة واحدة ألف ضعف، بينما لا يفعل ذلك في تمرة أُخرى; لأنَّها قد لا تكون مكتسبة من حلال أو قد تنفق بنية الرياء وما شابه. ننقل هنا حكاية عن الرسول(صلى الله عليه وآله) تكشف عن دقائق الانفاق:

كان الرسول يعدُّ العدة لاحد غزواته وكان المسلمون يتبرعون لاجل هذه الغزوة.. فجاء رجل فتصدق بشيء كثير فقالوا: مراء، وهذا القول صدر من المنافقين الذين لا يامن احد من لسانهم، وجاء أبو عقيل، الذي ما كان مورده يسعه للتصدق فاضطر للعمل ليل نهار لاجل الاشتراك في هذه التعبئة الجماهيرية، بنصف صاع فقال المنافقون: إنّ الله لغني عن صدقة هذا، فنزلت الآية 79 من سورة التوبة: (الّذِيْنَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ والّذينَ لاَ يَجِدُونَ إلاّ جُهْدَهُم فَيَسْخَرُونَ مِنْهُم سَخِرَ اللهُ مِنْهُم وَلَهُمْ عَذَابٌ ألِيْمٌ)(12).

________________

1. لقد جاءت قصة قارون في القرآن المجيد في سورة القصص الآية 76 فما بعد، ومنها الآية التالية: (وآتَيْنَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا انْ مَفَاتِحَهُ لتَنُوأ بالعُصْبَة أُولِى القُوَّة...) وقصة قارون من قصص القرآن الجميلة والمليئة بالعبر.

2. كما شهدنا ذلك في حرب البوسنة وفي شتائها القارص، إذا اعترف بعض رؤساء هذه الدول بعدم وجود مصالح لها في البوسنة لكي تتدخّل عسكرياً في النزاع الدائر هناك.

3. الميزان 2: 387، طبعة جامعة المدرسين في الحوزة العلمية - قم.

4. تفسير الأمثل 2: 206.

5. التبيان ج 9: 211.

6. وسائل الشيعة ج 6، ابواب ما تجب فيه الزكاة، الباب 1 الحديث 2، وكذا من لا يحضره الفقيه ج 2، ابواب الزكاة، الباب 1 (علة وجوب الزكاة) الحديث 4، وكذا الكافي ج3 (كتاب الزكاة) باب فرض الزكاة، الحديث الاول.

7. وسائل الشيعة ج 6 ابواب ما تجب فيه الزكاة، الباب الاول، الرواية السادسة.

8. وسائل الشيعة ج 41، أبواب مقدمات النكاح، الباب 7، الحديث 7. والدمن تعني المزبلة.

9. ان الملكة تعني (الصفة الراسخة في البدن)، وتوضيح ذلك: إذا حصلت للانسان هيئة خاصة من جراء فعل ما قيل لهذه الهيئة: (كيفية نفسانية)، واذا كانت هذه الكيفية سريعة الزوال قيل لها: (حال)، واذا كانت بطيئة الزوال كانت ملكة أو عادة (موسوعة دهخدا ينقلها عن الجرجاني).

10. الاستاذ كغيره من محققي علم الاصول يجوّز استعمال اللفظ في اكثر من معنى واحد. وبناء على هذا الرأي يتمكن المتكلم النطق بلفظ وارادة عدة معاني منه. وللمزيد راجع انوار الاصول 1:141 فما بعدها.

11. صحيح مسلم 2: 702، وقد جاء نفس المضمون في روايات اهل البيت (عليهم السلام) في وسائل الشيعة ج 6، ابواب الصدقة الباب 7، الحديث 5 - 8.

12. انظر الامثل 6: 130 -133.

منقول من مركز آل البيت العالمي للمعلومات

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/05/10   ||   القرّاء : 5062





 
 

كلمات من نور :

من أراد أن يتكلم مع ربه فليقرأ القرآن .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 حفل المعايدة في دار السيدة رقية (ع)

 الرسولُ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في القُرآن الكريم

 الإساءة إلى النبي (ص) عبر التاريخ

 قصة النبي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق (ع) ( القسم الاول )

 الجمال الثابت في القرآن الكريم*

 الأخلاق في القرآن الكریم (1)

 وفد جمعية الثقلين الخيرية بالكويت يزور الدار

 وقفة فاحصة عند لفظة ( فلا جناح عليه ) من آية السعي

 الشيخ صالح الجدعان في ضيافة الدار

 أحسن القصص / إخراج إبراهيم (عليه السّلام)

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15418458

  • التاريخ : 29/03/2024 - 11:09

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 تفسير كنز الدقائق ( الجزء الأول )

 تفسير العياشي ( الجزء الأول )

 تفسير الصافي ( الجزء الخامس )

 عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل

 حلاوة التجويد في تلاوة القرآن المجيد

 القرآن حكمة الحياة

 مبدأ الرفق ومسؤولية الأب اتجاه الأسرة

 التبيان في تفسير القرآن (الجزء الرابع)

 بحث في رسم القرآن الكريم

 مراحل تدريس علوم القرآن الكريم

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 تفسير «اليوم أحلّ لكم الطيبات و...»

 الشباب في القرآن

 كيفية تحصيل ملكة التقوى

 ما هو دليل عدم ذكر اسم علي (عليه السلام) في القرآن الكريم ؟

 من هم اولو الأمر في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسولَ وأُولي الأمر منكم ؟ هل هم الحكّام أم الأئمّة الاثنا عشر ؟ أم مَن ؟ وإذا كان المراد الأئمّة فلماذا لم يُذكروا في قوله تعالى: « فإنْ تنازعتم في شيء فرُدّوه إلى الله والرسول » ؟

 ما المراد من العلی فی صدق الله العلي العظيم؟

 هل يجوز ختم القرآن الكريم مع التسجيل الصوتي ؟

 هل يجوز للمراة الحائض مسّ القران الكريم ؟

 سبب خوف موسى (عليه السلام)

 للقرآن ظاهر و باطن بل بطون...

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24561)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12749)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9630)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9058)

 الدرس الأول (8106)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7829)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7301)

 الدرس الأوّل (7293)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7293)

 درس رقم 1 (7228)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6592)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4836)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4080)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3832)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3528)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3357)

 الدرس الأول (3198)

 تطبيق على سورة الواقعة (3057)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3023)

 الدرس الأوّل (2968)



. :  ملفات متنوعة  : .
 عام الانسجام

 سورة الفجر

 سورة المؤمنون

 سورة النبأ

 سورة الدخان

 الصفحة 289

 سورة نوح

 الصفحة 79

 سورة الاسراء

 الصفحة 458 (ق 1)

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8839)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8246)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7338)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7010)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6816)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6680)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6607)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6581)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6579)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6354)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3045)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2746)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2561)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2369)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2288)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2284)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2240)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2239)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2230)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2226)



. :  ملفات متنوعة  : .
 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس العاشر

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني

 سورة الاحزاب ـ السيد حسنين الحلو

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net