قصّة إسلام الداعية البريطاني يوسف إسلام
ولد (کات ستيفنز عام 1947 بلندن في بيت مسيحيِّ متعدد المذهب، فقد کان أبوه يونانيّاً أرثوذكسيّاً،بينما والدته سويديّةٌ كاثوليكيّةٌ. بدء حياته في الغناء، ووصلت إحدى أغنياته ضمن أفضل10أغنيات في بريطانيا آنذاك، فذاعت شهرته وأصبح متالقا في أوروبا كلها أثناء ستينيّات القرن الماضي ولم يكن قد تعدّى الثانية والعشرين من عمره بعد!
وعندما أتمّ عامه الثاني والعشرين أصيب بمرض السلّ الذي أقعده في الفراش معزولاً عن الناس في أحد المستشفيات لمدةّ عامٍ تقريباً عكف فيه على القراءة في كتب الفلسفة والتصوّف الشرقيّ وتمنّى لو أنّه يعرف الطريق إلى اليقين الروحي إذ كان يشعر بأن حياته بها شيءٌ غير مكتملٍ على الرغم من النجاح الذي حققه، وفي النهاية قرّر أن يعود إلى الغناء ولكنّ بمفاهيم جديدةٍ تتّسق مع ما قرأه في أثنا المرض منها (الطريق لمعرفة الله)و(ربّما أموت اليلة).وقد حقّقت أغنياته نجاحاً كبيراً وتوجه بعدها إلى البوذية ظلنّاً منه أنّ السعادة هي أن تتنبّأ بالغد لتتجنّب شروره، فصار قدرياً وآمن بالنجوم وقراءة الطالع، ثم انتقل للشيوعيّة ظلنّاً منه أنّ السعادة هي تقسيم ثروات العالم على الجميع، ولكنّه شعر أنّها لا تتّفق مع الفطرة وهي نهاية المطاف هداه الله تعالى إلى الإسلام وحسن إسلامه وغيّر اسمه إلى (يوسف إسلام) فأسّس المدرسة الابتدائية الإسلاميّة ثم المدرسة الثانويّة الإسلاميّة للبنين والبنات في شمال لندن وهما أوّل مدرستين إسلاميّتين بريطانيّتين.
وعن قصّة إسلامه يتحدّث يقول:
(كلّ ما أريد أن أقوله هو كلّ ما قد عرفتموه،لنؤكّد ما قد عرفتموه: رسالة النبيّ محمد‘ التي أنزلها الله تعالى دينٌ حقٌّ، نحن كبشرٍ قد أعطينا الأدلّة على الخالق الذي وضعنا في قمّة المخلوقات. لقد خُلق الإنسان ليكون خليفةً في الأرض ومن المهم أن ندرك التزامنا بأن نخلّص أنفسنا من كلَّ الأوهام ونجعل حياتنا إعداد للحياة الآخرة وأي شخصٍ يفقد هذه الفرصة لن يعطى فرصةً لأن يعود مرّةً أخرى لأنّه ورد في القران الكريم:{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} (المؤمنون/99). لقد نشأت في العالم المتقدّم بكلَّ الرفاهية والحياة المترفة، ولدت في بيت مسيحيًّ ونحن نعرف بأنّ كلّ طفل يولد على الفطرة ووالديه يجعلانه في هذا الدين أو ذاك كما قال رسول الله‘ : (كلّ مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهوّدانه أو ينصرانه أو يمجّسانه). لقد بدأت بالأغاني ولكن لديّ شعورٌ عميقٌ بالإنسانيّة، الشعور بأنّه إذا أصبحت غنيّاً سأساعد المحتاجين. وكان هدفي في الحياة فقط أن أرضي هذا الجسد، لقد أدركت الآن بأنّ هذه المحنة هي نعمةٌ من الله، فرصةٌ لأ ن أفتح عينيّ، وبدأت أبحث عن الأجوبة في ذلك الوقت.وهكذا اهتدى الى الاسلام وصار من الدعاة الى الدين الحنيف. الداعية الإسلاميّ البريطانيّ(يوسف إسلام) كان قد وجه دعوة الى الحافظين(منتظر ومحمد باقر المنصوري) عام2001 في لندن لإقامة برنامج قرآني في مدرسته الإسلاميّة في لندن واثناء لقاء هما طلب منهما ان يقرءا له من سورة قوله تعالى{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}(فصلت /30)
منقول من مجلة أنوار التنزيل
