00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .

        • القسم الفرعي : الأخلاق في القرآن .

              • الموضوع : الجهة الاخلاقية في شهر رمضان .

الجهة الاخلاقية في شهر رمضان

آية الله السيد حسين الياسين

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وآله الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم إلى قيام يوم الدين.

موضوعنا هو الاخلاق وارتباط الاخلاق في شهر رمضان أو بالصوم وقبل الحديث حول هذا الارتباط نبدأ حديثا بمقدمة حول الاخلاق واهميتها. تلك الاهمية التي تنبع من آثارها في المجتمع الانساني وألتي ركزت عليها الآيات والروايات كثيراً، فما هي الاخلاق؟

الاخلاق جمع خُلْق، الخُلق ـ بالضم ـ يقابل الخَلق ـ بالفتح ـ والخَلق هو الصورة الخارجية للانسان والخُلق هو الصورة الباطنية له. ويعبر عنه بهيئة وصورة النفس ـ وقد يقال بأن الخُلق والخليقة بمعنى واحد ومن قول الشاعر:

ومهما تكن عند امرئي من خليقةٍ

وان خالها تخفى على الناس تُعلم

وهذه الصورة الباطنية: تارة تصد عنها افعال محمودة وحسنة فيقال عنها: خلقٌ حسن ويقال عن صاحبها خلقِه حسنٌ: وتارة تصدر عنها افعال قبيحة ومذمومة فيقال عنها خلق سيء ـ ويقال عن صاحبها خلقه سيء.

وعلى هذا الاساس عرفه علماء الاخلاق فقالوا: الخلق هو صورة أو هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الافعال المحمودة أو المذمومة بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية.

ومن هذا التعريف نلاحظ انهم اخذوا في تلك الصورة امرين:

 1 ـ لا بدية الرسوخ في تلك الصورة والصفة. فمجرد ان يبذل الانسان مالاً لحاجة عارضة ولباعث معين من دور ثبوت ورسوخ لا يصح أن يقال عنه ـ خلقه السخاء ـ أو أنه سخي.

وعلى هذا الانسان لا يعد البخيل سخيّاً وان اعطى. ويعد غيره سخيّاً وان لم يعطي لمانع من الموانع كفقد المال وذلك لأنه يمتلك تلك الصورة الراسخة.

2 ـ لا بدية السهولة وعدم التكلف، فان من لا توجد فيه هذه الصفة لا يقال خلقه كذا وكذا ـ ومن ذلك من يكلف بذل المال فانه لا يقال خلقه السخاء ـ وهذا التعريف مستوحى من فلاسفة اليونان على ما يبدو ـ امثال ارسطو طاليس وجالينوس ـ ولديهم خلاف وبحث حول اتصاف النفس الناطقة بالاخلاق ولو جزئياً وعدمه. وانها مختصة بالنفس التي لا نطق لها ولا ادراك ـ الحيوانات ـ كما يوجد بحث حول ـ عدم الحاجة إلى عدم الفكر والروية ـ وهل أنه يلازم عدم الاختيار أو لا ؟ والبحث في ذلك لا مجال له. وان ما يجب الاشارة إليه: اننا اذا لاحظنا الروايات والنصوص الدينية نجد انه لا يجب ان نربط الخلق بالنفس على النحو المتقدم وبالتالي ننفي اطلاق الخلق على الفعل كما فعلوا. بل يمكن القول باختلاف الموارد فقد يكون في بعضها معبراً عن صفة باطنة وراسخة من قبيل الملكة. وقد يكون في بعضها الآخر معبراً عن نفس الافعال التي يقوم بها الانسان ولذلك نجد في بعض الروايات الخلق السيء والحسن على نفس الفعل صدر عن صورة راسخة اولاً، هذا وقد تثار نقطة هامة في المقام. وهي اننا اذا افترضنا الاخلاق عبارة عن تلك الصورة الراسخة في النفس. فكيف يمكن التصرف فيها ومحاولة تغييرها من السوء إلى الحسن ـ وبعبارة البعض ان صورة الباطن كصورة الخارج فكما لا يمكن تغيير الثانية كذلك لا يمكن الاولى.

أو يقال بأن القلب يميل دائماً إلى الآمال والخطوط العاجلة فمحاولة ردعه عن ذلك شبه مستحيل وتضييع للعمر خصوصاً اذا لاحظنا هذه القوى العاثية تحيط به من قبيل قوة الغضب والشهوة وما إلى ذلك. وقد يؤخذ من جهود الانبياء و أتعابهم التي اصطدمت باصرار الكافرين وتعنتِ الضالين فلم تنفع في انتشالهم من ضلالهم وغيهم ـ ذريعة لعدم جدوى لمحاولات التربوية والاخلاقية.

فهذا نوح (عليه السلام) بعد ان لبث في قومه ألف سنة الا خمسين عاماً ـ يدعوهم إلى الطريق السوي ـ عاد بعد هذا العهد الطويل في يأس من هدايتهم. ففي القرآن الكريم أنه (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا) إلى آخر الآيات.

ومثله غيره من الانبياء (عليهم السلام) ـ حتى نبينا (صلى الله عليه وآله) حيث تحدثنا الآية الشريفة عن قومه ـ قائلةً ـ (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ).

والخلاصة ان عملية التغيير لو لم تكن مستحيلة ـ بل شاقة وصعبة ـ وتضييع للعمر مادام القلب لا يلتفت الا إلى الآمال أو الحظوظ العاجلة.

لكن لا ينبغي ان نستسلم لمثل هذه الشبهات، فالظاهر الذي لا يمكن تغييره انما هو في تلك الامور التكوينية التي تمت وكملت وخرجت من عالم الشأنية إلى عالم الفعل. إذ لا يمكن ان يجعل حينئذاك من الشمس قمراً ومن الشجر حجراً ومن فلان المولود على هيئة معينة ولونٍ معين غير ذلك. ان هذه امور تمت وخلقت وتعدت مرحلة الشانية إلى الفعلية. أما غيرها من الشياء والتي يكون وجودها على نحوٍ خاص أي لها شأنية لا تزال بعد. وفيها قوة لان تتحول إلى مرحلة اخرى من الفعلية. كما هو الحال في البذرة والنواة ـ فهذه يمكن التغيير فيها مع المعالجات والخلق من هذا القبيل فانه قابل لان يتصرف فيه الانسان ألى التكامل أو العكس.

فقوة الغضب يمكن ان ترد إلى الاعتدال وهكذا سائر القوى الراسخة في النفس هذا مع أن التغيير المراد في الخلق ليس قلعه وازالته من النفس ليقال بأنه مستحيل أو صعب جداً لا يمكن ان يزيل قوة الغضب عن نفسه لكنه قادر على أن يوجد تلك القوة إلى الطريق المستقيم ويسيرها إلى ما فيه منفعة ومصلحة ـ فيجعل من غضبه غضباً لله ولرسوله ـ ومن يقرأ حياة الإمام على$ يجد درساً هاماً في هذا المجال. فقد روي انه (عليه السلام) لما صرع عمرو بن عبد ود وجلس على صدره ساء ذلك عمرو بن عبد ود الذي يعد بطل الابطال يومئذٍ فبصق في وجه الإمام(عليه السلام) فغضب الإمام (عليه السلام) وأراد أن يحتز رأسه. لكنه(عليه السلام) ملك نفسه ولم يفعل حتى هدأ غضبه. ثم احتز رأسه،ولما سئل عن ذلك قال بأنه اراد ان يقتله غضباً لله ولرسوله. وليس غضباً لنفسه، نعم هذا العمل هو السبب الذي جعل من ضربة علىٍ(عليه السلام) يوم الخندق تعادل اعمال الثقلين إلى يوم القيامة كما في الحديث الشريف.

اذن الغضب كقوة وصفة كانه في النفس ربما لا يمكن قلعها لكن يمكن تسيرها وتوجيهها والاستفادة منها في الجهاد في سبيل الله وفي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وامثال ذلك.

ومثلها قوة الشهوة فليس المطلوب ان تنهى هذه الشهوة كلياً لان ذلك معناه انهاء النسل وانقراضه وانما المطلوب هو تسيير هذه الشهوة بالشكل الواجب والصحيح فلا تتعدى تلك الحدود التي حددت شرعياً واخلاقياً كأن تصرف تلك القوة والطاقة في مثل ألزواج لا مطلق الروابط أو الروابط المطلقة.

ـ أهمية الاخلاق ـ بعد ان تعرفنا على مفهوم الاخلاق ننتقل إلى نقطة أخرى مهمة. وهى ـ أهمية الاخلاق ـ ودورها في حياة الانسان. ونحن بعد أن بينا ان الاخلاق بحسب النظرة الدينية قد تكون افعالاً خارجية وقد تكون مجرد صفات نفسية وانها تارة توكن محمودة وتارة تكون مذمومة، نستطيع ان ندرك انها علأى هذا ذات ابعاد واسعة وليس من الصحيح ان تحدد في تلك الحدود المصطلحة التي هي عبارة عن زهد وتواضع ونحو ذلك بل هي أوسع من ذلك ولها عنوان عام يرتبط بجميع مجالات الحياة فيضم فيما يضم الواجبات والمحرمات ايضاً.

ومادامت ترتبط بجميع ميادين الحياة تبرز اهميتها واضحة، وعلى اساس هذه الشمولية صح تقسيمها إلى الاخلاق المرتبطة بالله تعالى أي اخلاق العبد مع ربه ولا تختص مثل هذه بالشكر مثلاً بل يدخل تحتها ماله ربط بالله تعالى ومن ذلك الواجبات والمحرمات فالصلاة والصوم والاعمال العبادية الاخرى كلها وأن كانت واجبة فقهيّاً الا انها اخلاق نتيجة كونها ـ من الافعال الممدوحة علملاً وهكذا المعاصي وعدم اطاعة الله تعالى فانها بنحو ما بينا تدخل تحت عنوان الاخلاق ولكن من جهة انها من الأفعال المذمومة عقلاً. والى الاخلاق المرتبطة بذات الشخص ـ وهي تلك الاخلاق التي توجد التكامل في ذات الشخص وتهذيب نفسه كالعلم مثلاً. فهذه تدخل تحت العنوان العام للاخلاق لانها عبارة امور ممدوحة، ومحمودة ـ وفي قبالها تلك الصفات المذمومة التي تؤثر على روح الانسان سلباً من قبيل التفكير في المعصية بما هو تفكير مثلاً ففي بعض الروايات ما مضمونه أن عيسى(عليه السلام) كان يقول لبني اسرائيل ان موسى(عليه السلام) كان ينهاكم عن الزنا وأنا انهاكم عن التفكير فيه فان ألقلبَ كالبيت فيه الدخان.

اذن التفكير في المحرمات والمعاصي مثلاً ـ أو النية بعد ذاتها لها تأثير في الانسان لما لها من ارتباط بروحه كفردٍ وتشخص.

والى الاخلاق المرتبطة بالمجتمع ـ بإنسان وآخر من قبيل الغيبة والنميمه والكذب على الاخرين ونحو ذلك من الصفات المذمومة ومن قبيل صلة الارحام واكرام الايتام ونحو ذلك من الصفات والافعال المحمودة التي لها مردودها الاجتماعي، ولا مانع بأن تتداخل هذه الاقسام فقد يكون بعض الافعال والصفات من القسم الاول والثاني بل والثالث بلحاظ ارتباط بعلاقة العبد مع ربه من جهة وبعلاقته مع ذاته ـ وبعلاقته مع الآخرين كما في الغيبة ونحوها.

وعلى هذا الاساس تتضح اهمية الاخلاق اكثر فأكثر لانها لا تحد بحدود علاقة أو مجالٍ معين بل انها شاملة لجميع روابط ومجالات الانسان.

ومن هنا ـ وبالرغم من أن الله تعالى زود الانسان بالعقل ليكون حاكماً ومميزاً لبين ما هو الحسن وما هو القبيح إلا أنه قد تخفى على العقل بعض الامور الدخلية في الحسن والقبح ولذلك ارسل الانبياء(عليهم السلام) لتنبيه الناس إلى ما هو الحسن وما هو القبيح ومن هنا قال(صلى الله عليه وآله) (بعثت بالاخلاق) أو (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) فالانبياء(عليهم السلام) كل همهم وكل جهدهم تزكية الامم والوصول بها إلى المستوى الاعلى من الكمال وهذا ليس بالامر الهين بل له دوره. فكل مجتمع اذا سادت فيه الاخلاق الكريمة يتقدم إلى الإمام اما اذا سادت فيه الاخلاق السيئة فانه سيتراجع إلى الوراء كما قال الشاعر.

ان همُ ذهبت اخلاقهم ذهبوا *** وانما الامم الاخلاق ما بقيت

وبقدر ما للامة من اخلاق تقاس حضارتها لذلك نجد أن بعض الامم لا تعتبر متحضرة نتيجة ما يعرف عنها من الهمجية وسوء المعاشرة وما إلى ذلك وعلى العكس نجد بعض الامم ذات حضارة ورقي. نتيجة ما يعرف عنها من اخلاق طيبة.

والشواهد التاريخية كثيرة نجدها متمثلة في مثل قوم عاد وهود ولوط ـ وغيرهم، هذا بالنسبة للقسم الاول وكذلك استحقت الوبال وحق عليها العذاب لعدم تمسكها بمكارم الاخلاق ـ وكثير من الامم على هذه الشاكلة ومصيرها الحتمي نفس المصير لمن سبقها ـ سنة الله (وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا).

وفي المقابل نجد نماذج مجدها القرآن الكريم من قبيل أصحاب الاخدود والحواريين وامثالهم ممن مضى على نهج الانبياء(عليهم السلام) والتزام الاخلاق الكريمة.

وفي الروايات الشريفه الكثير من التركيز على الاخلاق مثلاً في بعض الروايات ان الدين هو الخلق الحسن ـ (فقد جاء رجل إلى النبي(صلى الله عليه وآله) من بين يديه فقال يا رسول الله ما الدين؟ فقال حسن الخلق ثم أتاه من قبل يمينه فقال يا رسول الله ما الدين فقال حسن الخلق ثم اتاه من قبل يساره فقال يا رسول الله ما الدين فقال حسن الخلق ثم اتاه من ورائه فقال يا رسول الله ما الدين فالتفت اليه فقال اما تفقه هو ان لا تغضب)

وفي رواية: ان حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم.

وفي رواية: ما يتقدم المؤمن على الله عز وجل بعمل بعد الفرائض أحب إلى الله تعالى من ان يسع الناس بخلقه.

وعنه (صلى الله عليه وآله) اكثر ما تلج به امتي الجنة تقوى الله وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الاعمار.

وفي المقابل تعبر روايات أخرى عن سوء الخلق بأنه الشوم أو أنه يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ـ بل ورد عنه (صلى الله عليه وآله) قوله: أبى الله عزّ وجلّ لصاحب الخلق السيء بالتوبة قيل وكيف ذلك يا رسول الله قال اذا تاب من ذنبٍ وقع في ذنب اعظم منه.

وهناك الكثير من الروايات في هذا المجال، وهذه وان كانت تتحدث عن جانب من جوانب الأخلاق الواسعة، التي تقدم الحديث عنها إلا انها تبقى تؤكد اهميته الأخلاق في الحياة. وتركز على الاخلاق المحمودة.

ولا عجب فلقد مدح الله النبي(صلى الله عليه وآله) على خلقه الكريم فقال (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).

يمدحه على تلك الاخلاق التي لولاها لما اثر الاسلام في الناس آنذاك الامر الذي اكده تعالى في قوله (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ).

اذن هذه الصفات لها اهميتها ولو تفحصنا الآيات القرآنية لوجدنا اكثر القرآن يرتبط بالاخلاق والامور التربوية ـ بل هدف القرآن هو تربية الامة تحت ظل الهدى ـ (هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) لما فيه من دواءٍ روحي اساساً.

ولذلك فان التدبر في القرآن الكريم يربي الانسان وينمي في روح الأخلاق وما تكرار الآيات القرآنية الواعظة إلا تأكيد لما ذكر وزرع للقيم الاخلاقية في نفوس المسلمين.

(رمضان وارتباطه بالاخلاق) والآن لنأتي إلى الموضوع الأساس وهو أن رمضان أو الصوم. له الارتباط التام بالاخلاق بل هو في الواقع موقف يقف فيه الانسان من اجل تنمية اخلاقه والتزود بما يطهر به نفسه ويزكيها لذلك علينا أن نلحظ بعض المفاهيم الاخلاقية التي ارتبطت بالصوم وارتبط بها.

1 ـ التقوى، للتقوى ارتباط قويٌ بالصوم وقد أكد ذلك قوله سبحانه، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) فقد ربط الصيام بالتقوى وجعل طريقاً اليها، ومن لابد أن نتعرف على هذه الغاية واهميتها لنتضح أهمية الصوم، فما هي التقوى: انها إما عبارة عن صفة وحالة في النفس تمنع الانسان من المعاصي وتدفعه إلى اداء الواجبات. أو عبارة من عملية الاحتراز والاتقاء بفعل الواجبات والابتعاد عن المحرمات وعلى كلا الامرين يتضح أن امراً كهذا له اهمية كبرى وبالتالي تنعكس تلك الاهمية على الصيام باعتبار ارتباط بها ومدخليته في تحققها. أجل أن التقوى غاية عظيمة طالما ركز عليها القرآن ـ والانبياء(عليهم السلام) فهذا نوح(عليه السلام) يخاطب قومه (أَلَا تَتَّقُونَ) ومثله لوط (عليه السلام) وهذا ابراهيم (عليه السلام) يخاطب قومه (اعبدوا الله واتقوه) وهكذا صالح(عليه السلام) (والى ثمود أخاهم صالحا قال لقومه الا تتقون) ومثله هود(عليه السلام) وكل الانبياء(عليهم السلام) فان هدفهم الأساس هو التقوى ـ يريدون تركيزها في حياة المجتمع والانسان، واذا كانت بهذه الاهمية فمن الطبيعي أن يهتم سبحانه بكل ما يؤدي اليها ويحافظ عليها ـ كالصوم، فان للصوم دوره في تحصيل هذه الحالة. اذ ان الانسان وهو يقوم به كواجب ديني يحارب الشهوة ويسيطر عليها حتى لو كان في منتهى الرغبة ومن دون رقيب لماذا، لأنه يخاف الله ويريد اطاعته، هذه الحالة تولد عنده صفة التقوى بل هي عين التقوى بلاشك، وحينما تتحقق التقوى وتتواجد بين أفراد المجتمع يُصبح المجتمع مجتمعاً سامياً ومتكاملاً ومن دونها يعود مجتمعاً مسافلاً حيث يموت الضمير الانساني بفقدانها. وهذا امر طبيعي فان المجتمع الذي لا يخاف الله سبحانه يعود مجتمعاً تسوره الجناية والمفاسد الاجتماعية ـ لفقدان الرادع ـ لذلك يقول الإمام علي(عليه السلام) (ان التقوى حصن عزيز) يعني أنه يحصن الانسان ويمنعه عن الوقوع في المفاسد وبالتالي يكون المجتمع الذي تسوده التقوى الانسان، ويمنعه عن الوقوع في المفاسد وبالتالي يكون المجتمع الذي تسوده التقوى محصناً، مضافاً إلى مالها من ثمار مهمة أشار اليها القرآن الكريم منها ـ غفران الذنوب ـ قال تعالى (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ).

ومنها الهداية وايضاح الطريق قال تعالى (تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً) ومنها المحبة الالهية، قال تعالى (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ).

ومنها انها تجعل العبد طرفاً بعون الله وسنده ـ قال تعالى ـ (أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).

ومنها فتح البركات ـ قال تعالى ـ (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ).

ومنها وراثة الجنة قال تعالى (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا) ومنها اخراج الانسان من الطريق المسدود المفرج له باذن الله سبحانه، قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وهناك الكثير من الآيات المرتبطه بالتقوى والتي تدلنا على اهميتها وبالتالي اهمية الصيام المرتبط بها.

2 ـ الصبر، فقد ربط القرآن الكريم الصوم بالصبر أيضاً وذلك لما للصبر من اهمية في الحياة فبالصبر تنفتح الطرق المغلقه أمام الانسان وبالصبر يستطيع الانسان ان يدك جبال الهموم والمصاعب التي تغترض طريقة ـ ولذلك كان الصبر عون الانبياء في رسالاتهم فتراهم يقولون (لنصيرن على ما آذيتمونا) ونراهم (صَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ) ونالوا بهذا الصفة ما نالوا من مقام قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا) فقد نال ابراهيم(عليه السلام) الإمامة العليا بعد أن صبر في مهمته وامتحانه ونبينا كذلك فقد اوذي كثيراً من جهال قومه حتى قال (ما اوذي نبي مثلما اوذيت) لكنه صبر على كل ذلك وعاملهم بالحسنى.

ومن هنا جاءت الآيات والروايات تؤكد اهميته الصبر وثماره ـ كقوله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) وقوله تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ).

وفي الحديث الشريف (ان الصبر كنـزٌ من كنوز الجنة) والصبر من اسس الايمان ـ أو من اركان الايمان والصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد، والايمان هو الصبر.

ولكي نؤمن بهذه الحقيقة وكيف ان الصبر له هذا المستوى من الاهمية ـ لابد من التوحيد إلى أمرين:

أ ـ تلك الرواية التي تقسم الصبر إلى ثلاثة اقسام: صبر على المصيبة ـ أو عند المصيبة ـ وصبرٌ على الطاعة وصبرٌ عن المعصية، فهذه الرواية تجعل للصبر شمولية لجميع احوال الانسان وتدخله في جميع مجالاته الحياتية اذ الانسان لا يخلو من أحدى هذه الحالات فهو اما في طريق معصيته أو في طريق طاعة أو في مصيبة من المصائب وحيث يرتبط الصبر بجميع مجالات الحياة تتأكد كد اهميته ويصبح هو الايمان حقيقة فالذي يوجد عنده الصبر يمثل هذا المستوى لا بما يتبادر منه أي المقاومة عند المصيبة فقط مثل هذا كامل الايمان بلا شك.

ب ـ ارتباط الصبر بكثير من المفاهيم الاخلاقية ـ ويمكن القول بأن الكثير من المفاهيم الاخلاقية مصاديق للصبر فمثلاً حينما يصبر الانسان في حالة الغضب يقال عنه انه حليم اذن الحلم هو مصداق للصبر أو مترتب عليه، والصبر عند مراودة النفس لا ذاعة السر ـ يقال عنه ـ الكتمان ـ والصبر عند توفر الميولات الدنيوية وشهواتها يقال عنه زهد ـ والصبر في الحرب في سبيل الله يسمى شجاعة وجهاداً والصبر في عملية البذل والعطاء ـ يسمى كرماً وسخاءاً ـ وهكذا بالنسبة لكثير من المفاهيم الاخلاقية اذن بما أن الصبر له هذا القدر من الاستيعاب للمفاهيم الاخلاقية تكون له اهمية كبرى، هذا ولكن ربما قال قائل، ما ربط الصوم بالصبر.

والجواب: ان ربط الصوم بالصبر واضح خصوصاً مع ملاحظة الآية الكريمة (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ) حيث فسر الصبر فيها بالصوم.

لقد فسر الصبر بالصوم. وهذا يعني ان الصبر هو عين الصوم وليس مجرد مقدمة لتحققه. وذلك لأن عملية الصوم في الواقع تحتاج إلى صبر بالغ ومتنوع بل هي في حدذاتها صبر. فالصائم يصير ويصمد تجاه شهواته الجسدية المعينة وعن الاكل والشرب وهذا بحاجة إلى ارادة وقوة واذا ما وجدت هذه الارادة يصل الانسان إلى الكمال ويواجه المصاعب بسهولة ـ فمن صبر ظفر.

والصبر مفتاح الفرج وبدونه لا يمكن ذلك، وما قضية طالوت وجالوت التي ذكرها القرآن الكريم الا شاهد على ذلك لقد ابتلاهم الله تعالى بنهر، وطلب منهم عدم الشرب منه. والالتزام بالصبر، ولكن البعض شرب منه ولم يستطع الصبر ـ وكانت العاقبة وحين التقت الصفوف ان قالوا (لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ) اما الذين صبروا فكان النصر حليفهم.

والمتتبع للآيات والروايات يجد آثاراً وثماراً أخرى للصبر من قبيل صحبة الله ومعيته ـ قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).

والحب الالهي ـ قال تعالى: (وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).

وحسن العاقبة ـ قال تعالى: (وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا).

والثواب المضاعف ـ قال تعالى (أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا).

وقال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).

3 ـ الشكر: فقد جاء ربط الصوم بهذا المفهوم في احدى آيات الصوم وهي: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

والشكر له من الاهمية ما لسابقيه بل له ميزة خاصة هنا وهي الارتباط الخاص بالله تعالى ـ أي أنه من المفاهيم الاخلاقية المرتبطة بالانسان وربه، والتي هي وظيفة من وظائف العبد تجاه ربه بحكم العقل. وعلى اساس قاعدة لزوم تشكر المنعم اذا قيل باستقلاليتها أو باعتبار أولها إلى لزوم دفع الضرر يلحاظ ان عدم الشكر يعرض الانسان لقطع المنعم نعمته وزوالها، وهو ضرر ـ ولو كان محتملاً يجب دفعه.

وللشكر صور متنوعة فتارة يكون باللسان وتارة بالعمل وتارة بالقلب، وله بحوث واسعة تعرض لها علماء الاخلاق ويكفينا في بيان اهميته ما جاء حول الشكر من قبيل (ان بالشكر تدوم النعم) وان ا لله تعالى ابتلى قوماً بنعم فلم يشكروه فكانت وبالاً عليهم، ولذلك رغب الله تعالى على الشكر قائلاً وسيجزي الشاكرين ومدح عباده الشاكرين ـ فقال عن نوح(عليه السلام) (إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) وفي رواية ان عائشة قالت للنبي(صلى الله عليه وآله) (لم تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال يا عائشة الا اكون عبداً شكوراً).

هذا يعني ما يرتبط بالمفاهيم الاخلاقية التي ربط القرآن بينهما وبين الصوم واما تلك التي ربطتها بالصوم ـ الاحاديث والروايات فهي متنوعة ويتسم الغالب منها بالربط الطلبي ـ أي الطلب من الانسان الصائم أن يوجد حالة الربط بين ما يقوم به من صوم وبين المفاهيم الاخلاقية ـ من قبيل ما جاء عن الرسول(صلى الله عليه وآله) من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً على الصراط يوم تزل فيه الاقدام وما عن الصادق(عليه السلام) اذا صمت فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك... وقال لا يكون يوم صومك كيوم فطرك ودع المراء واذى الخادم وليكن عليك وقار الصيام، فان رسول الله(صلى الله عليه وآله) سمع امرأة تسب جاريتها وهي صائمة فدعى بطعام فقال لها كلي، فقالت اني صائمة فقال كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك أن الصوم ليس من الطعام والشراب فقط.

وعن الصادق(عليه السلام) قال رسول انه(صلى الله عليه وآله) الصوم جنة أي ستر من آفات الدنيا وحجاب من عذاب الآخرة فاذا صمت فانو بصومك كف النفس عن الشهوات وقطع الهمة عن خطرات الشيطان فانزل نفسك منزلة المرضى لا تشهير طعاماً ولا شراباً متوقعاً في كل لحظة شفاءك عن مرض الذنوب وطهر باطنك من كل كدر وغفلة وظلمة تقطعك عن معنى الاخلاص لوجه الله، إلى غير ذلك من النصائح والتوجيهات المهمة.

والنتيجة ان علينا في هذا الشهر العظيم الاهتمام بالجهة الاخلاقية المرتبطه به حتى نستفيد منه تمام الاستفاده. فانه فرصة للانسان كي يغير فيه اخلاقه إلى الافضل فانها ان لم تتغير فيه فمن الصعب تغيرها في سائر الشهور وأن حصول هذا التغير دليل على قبول الصوم. وعن ذلك يقول السيد الإمام (رحمه الله) .

في شهر رمضان شهر الله ينبغي ان تعلموا ان أبواب رحمة الله لعباده مفتوحة وان الشياطين والمرده مغلولة فاذا لم تستطيعوا في هذا الشهر اصلاح نفوسكم وتهذيبها ومراقبتها واذا لم تتمكنوا من قطع علاقاتكم المادية بالدنيا واذا لم تتمكنوا من سحق كل الاهواء النفسية البغيضة.. فإن من الصعب جداً ان تقدروا على ذلك بعد انتهاء شهر الصيام ويقول(رحمه الله) ـ اذا انقضى شهر رمضان ولم تجدوا أي تغيير في سلوككم عما قبل شهر الصوم فاعلموا انكم لم تقوموا بالصوم المطلوب منكم بل هذا الصوم يكون كصوم الحيوانات.

وفقنا الله جميعاً إلى طاعته والتمسك بحبل اهل البيت (عليهم السلام) والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2008/09/03   ||   القرّاء : 5788





 
 

كلمات من نور :

قارئ القرآن والمستمع ، في الأجر سواء .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 تفسير القرآن الكريم

 الإمام الحسين (عليه السّلام) في القرآن (1)

 إحياء مصيبة السيدة رقية بنت الحسين

 أثر علماء الشيعة في بناء علم التفسير*

 الدار تقيم مسابقتها القرآنية السنوية الثامنة

 جمعية القرآن الكريم في لبنان

 أحسن القصص / إخراج إبراهيم (عليه السّلام)

 زيارة الشيخ حيدر اللّواتي للدار

 تأملات وعبر من حياة نبي الله هود (عليه السلام)*

 قسم التحقيق في جامعة المصطفى (ص) العالمية في ضيافة الدار

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15492001

  • التاريخ : 19/04/2024 - 23:02

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 الأخطاء الشائعة في تلاوة القرآن على رواية حفص

 تبيين القرآن

 رسالة التدبر الترتيبي في القرآن - أسس ومبادئ ومنهج

 الفتح الرباني في علاقة القراءات بالرسم العثماني

 أسئلة قرآنية

 السعادة و النجاح تأملات قرآنية

 تفسير النور - الجزء التاسع

 منار الهدى في بيان الوقف والابتداء

 التبيان في تفسير القرآن ( الجزء الثامن )

 حث الصحبة على رواية شعبة

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 شخص تنطبق عليه حالة كثير الشك في قراءة السورة التي بعد الفاتحة ، فعندما يتيقن بشك ( هل قرأ السورة ، أو لا ) .. فهل يبني على حالة كثير الشك ويمضي ولا يلتفت ، أو انه يقرأ سورة من القرآن بانيا على أن قراءة القرآن في الصلاة غير مبطلة للصلاة ؟

 في معنى التأويل

 ما هي الأسباب الكامنة وراء استخدام هكذا أساليب لمواجهة للدين الإسلامي؟ وما هي الاتهامات التي ذكرها القرآن الكريم؟

 ما هي أهمّية الصلاة وما هي آثارها على الفرد والمجتمع؟

 ما معنى الصف في قوله تعالى: "{وَجَاء رَبُّکَ وَالْمَلَکُ صَفّاً صَفّاً} [سورة الفجر، 22]؟

  ما حكم تلاوت القرآن الكريم مصاحبا لموسيقى كتلك التي تصاحب بعض الأدعية و ما حكم انشاد أو تأدية شعر يحتوي على آيات من الذكر الحكيم ؟

 من هم اولو الأمر في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسولَ وأُولي الأمر منكم ؟ هل هم الحكّام أم الأئمّة الاثنا عشر ؟ أم مَن ؟ وإذا كان المراد الأئمّة فلماذا لم يُذكروا في قوله تعالى: « فإنْ تنازعتم في شيء فرُدّوه إلى الله والرسول » ؟

 كيف يستدل القرآن الكريم على التوحيد؟

 ما معنى (مكر الله) في قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}

 ما الفائدة من القلقلة؟

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24601)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12778)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9655)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9082)

 الدرس الأول (8134)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7857)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7333)

 الدرس الأوّل (7331)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7330)

 درس رقم 1 (7257)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6606)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4848)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4088)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3844)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3537)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3366)

 الدرس الأول (3215)

 تطبيق على سورة الواقعة (3067)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3038)

 الدرس الأوّل (2982)



. :  ملفات متنوعة  : .
 الجزء 10 - الحزب 20 - القسم الأول

 الاسراء الكهف الطارق الضحى الاشراح الكوثر

 سورة البقرة والطارق والانشراح

 109- سورة الكافرون

 الصفحة 158

 الانعام 60 - 86

 الاسراء 23 - 38

 الصفحة 578 (ق 1)

 الصفحة 168

 سورة الواقعة

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8862)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8264)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7367)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7039)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6841)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6705)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6630)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6605)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6600)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6378)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3056)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2758)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2572)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2379)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2299)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2296)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2250)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2247)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2244)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2234)



. :  ملفات متنوعة  : .
 سورة الانفطار، التين ـ القارئ احمد الدباغ

 الفلم الوثائقي حول الدار أصدار قناة المعارف 3

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس التاسع

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السادس

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net