00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : تفسير القرآن الكريم .

        • القسم الفرعي : علم التفسير .

              • الموضوع : مدخل جديد لتفسير القرآن ( الحلقة الأولى ) .

مدخل جديد لتفسير القرآن ( الحلقة الأولى )

القسم الاول: التفسير المعادلاتي

غالب حسن

(1) الفكرة

تَسود القرآن الكريم مجموعة كبيرة من المعادلات، هذه المعادلات ذات طبائع متعدّدة متكثرة، فهناك المعادلة الكونيّة والاقتصاديّة والأخلاقيّة والسياسيّة، فالقرآن كثيراً ما يربط بين عنصرين على نحوٍ ما. وهذا هو مقصودنا بالمعادلة.

قال تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ). قال تعالى: (إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ). قال تعالى: (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ).

فنحن هنا امام علاقةٍ ما بين موضوعين (الشكر وزيادة النعم، الركون الى الطغاة والمصير الجهنمي...)، اي اننا في مواجهة معادله. وتتحدّد هويّة المعادلة من الطبيعة العامّة للعناصر المكوّنة لها. كما ان طبيعة العلاقة لها دور في تحديد هذه الهويّة او الصيغة.

المفسرون القدامى والمحدثون كثيراً ما يلتقطون هذه المعادلة او تلك، وكثيراً ما يعملون مشكورين على تشخيص العلاقة بين الشقين، سببيّة ام شرطيّة ام.. ام..، وقد قرّبوا بذلك فهم كتاب الله تعالى للناس وزوّدوا الفكر الانساني بمادّة قرآنيّة غزيرة رائعه. ولكن في الحقيقة ان هذا لا يكفي، ذلك ان المحاولة هذه تعبر عن جهد منصب على المعادلة كهيئة قائمة بذاتها، تتجسد بين شقين، والجهد المذكور يتردّد في فضاء معادلة مُسّماة بموضوعيها في حين ان القضية يجب ان تتخذ طابع المنهج ثم نفسّر المعادلة على ضوءهذا المنهج ذلك ان كل معادلة مجموعة من المقتربات والنقاط والأشارات. للمعادلة طرفاها، وللمعادلة جذرها، وللمعادلة شروطها، وللمعادلة نتائجها. كذلك للمعادلة معاملها. والمعادلة قد ترجع الى ما هو اوسع منها... وهكذا... وعليه: يمكن ان نقول: ان هناك ما نستطيع ان نعنونه بـ(التفسير المعادلاتي للقرآن الكريم).

(2) المنهج

نحاول الان ان نطرح بعض معالم هذا المنهج عبر نقاط متسلسلة، وهي:

أولاً: تحديد المعادلة بطرحها الاوّلي، اي تشخيص الآية ذات البنية المعادلتية المثبتة بطرفيها او شقيها او عنصريها... او كما قلنا: ان هذه المعادلة قد تكون ذا منحى عقيدي اوذا رؤية اجتماعيّة او طرح اقتصادي... وفي الواقع ان اكثر من معادلة ومعادلة في الخطاب القرآني قد تتجسّد في اكثر من آية واخرى، ومن المستحسن هنا اختيار الآية الواضحة البيّنة. ولا مانع بطبيعة الحال درج الآيات الاخرى حَسب تسلسل درجة الصراحة وعمق الانكشاف.

ثانياً: نحاول جهد امكاننا اكتشاف (مُعزّز) للمعادلة المثبتة، وذلك مثلاً ـ اذا وجدت اية تعقد علاقة اثبات بين ضدي موضوعي المعادلة (الآية) التي هي محل التجربة والدراسة والنظر، فالقرآن الكريم يبني علاقة اطراد بين الشكر وزيادة النعم، فهل هناك نص قرآنييوضح هذا الاطراد بين كفران النعمة والقحط مثلا؟.

ثالثاً: لابد ان نقوم بعملية تعريف قرآني دقيق لكل موضوع من موضوعي المعادلة القرآنيّة. بل هو الخطوة الثانية بعد تشخيص المعادله. وفي اعتقادي ان هذه الخطوة فيغاية الضرورة لامكان التسلسل المنطقي الصحيح لفهم المعادلة كفضاء وبناء ونتائج.

ورابعاً: العودة بالمعادلة الى معادلة اوسع، اي نحاول ان نجعل منها مصداقاً او فرداً لبُنية معادلاتيّة ذات مجال اشمل ومضمار اكثر مَدىً.

خامساً: تثبيت جذر المعادلة المسؤول الحقيقي عن انبعاثها وتأسيسها وصيرورتها، ومتابعة حركة المعادلة على ضوء الجذر المؤسّس.

هذه اهم خطوات المنهج. وهي خطوات عامّه. وقد لا نجد كل فقراته موقعاً تطبيقياً في العمليّه. اي في تفسير المعادلة منذ طرحها وحتى اكتشاف جذرها المكوِّن.

(3) نموذج تطبيقي: معادلة اخلاقية

قال تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ).

هذه الآية الشريفة عبارة عن معادلة واضحة. لها طرفان مشخصّان بصراحة، هما على الترتيب:

1 ـ الشكر.

2 ـ زيادة النعم.

وتقرير المعادلة هو:

ان الشكر يؤدي الى زيادة النعم، وبعبارة اكثر انسجاماً مع فكرة المعادلة، ان هنا كعلاقة اطرادية بين الشكر وزيادة النعم. وهو ما يعرف بلغة الرياضيات (المعادلة الأُسيّه)، ومفادها ان اي تغيير طفيف في احد طرفي المعادلة يستتبعه ازدياد مطّرد في الطرف الثاني.

اذن، هذه المعادلة تتقوم بطرفيها من جهة وبطبيعة العلاقة المنعقدة بين هذين الطرفين من جهة اخرى.

وقبل ان نلج في تتبع خطوات العمل. علينا ان نعرف امرين:

اولاً: ما هو الشكر؟

ثانياً: ما هي النعمة؟

الشكر في نطاق الفكر الأخلاقي الاسلامي تصور النعمة واظهارها، ويعود فيالأساس الى اصله اللغوي الذي هو (الثناء) باللّسان على انسان بمعروف يُوليه كما فيمعجم مقايس اللغه. وكما في فروق اللغه: الشكر: هو الاعتراف بالنعمة على جهة التعظيم للمنعم. وعلى هذا الاساس وبلحاظ مجموعة مقتربات لا مجال لبيانها هنا، فان الشكر فيفكرنا الاسلامي على ثلاثة مستويات:

المستوى الأوّل:

الثناء القولي، المدح والإطراء وربما الاعتراف باللّسان، وفي ذلك قوله تعالى: (اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ).

المستوى الثاني:

ابراز النعمة واظهارها للعيان بالمستوى الذي يُبدي نعمة الله للخارج والعيان (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).

المستوى الثالث:

العمل بتعاليم واوامر المنعم، طاعته والسير في فلك ارادته التشريعيّة والاخلاقية والقانونية، وهو ـ كما يبدو ـ مفاد قوله تعالى: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً).

هذه صورة موجزة مكثفة عن معنى الشكر في القرآن الكريم. شكر الله تعالى، ونكتفي بهذا المقدار السريع لانه كمدخل وليس كموضوع.

اما النعمة فهي الحالة الحسنة في اللغة، والنُعماء بازاء الضرّاء. والنُعمى نقيض البؤس، والنّعمة في القرآن الكريم وبلحاظ نسبتها الى الله هي هذه الخيرات والبركات التي يزخربها الوجود، (وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها). ومنها نعمة الايجاد والحياة بكل ما يعنيانه من مفردات ودلالات. ومنها نعمة الايمان والاسلام. ومنها نعمة العقل والبصر والسمع...الخ. وهي كلها من الله وبفضله ورحمته جلّ وعلا.

والى هنا استفدنا مايلي:

انّ شكر الله تعالى، لساناً او اظهاراً او عملاً... يؤدي الى اطّراد النعم واتساعها وتكثرها وتولّدها، وبطبيعة الحال، ان هذا الاطراد يتأثر بمستوى الشكر وبسعته وكمّه وعمقه، فالشكر على مستوى الاظهار أدعى في مدى التأثير من الشكر على مستوى اللّسان، مثلاً، والشكر الذي هو افراز المستويات الثلاثة في آنٍ واحد... اكثر فاعليّة في تحقيق النتائج المترتبة من الشكر الذي هو على مستوى واحد. وهكذا.

اعتقد من هذا العرض السريع المتلاحق الموجز تكون المعادلة قد اكتسبت شيئاً من الوضوح النسبي الذي يؤهلنا للدخول في المرحلة التالية.

* * *

هل هناك ما يعزّز هذه المعادلة في القرآن الكريم؟

في الحقيقة: من السهل جداً العثور على مثل هذا الدليل المعضّد او هذا المعزّز من تضاعيف الخطاب القرآني الكريم.

قال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).

والكفر بنعم الله هو عدم اضافتها لله جلّ وعلا بالشكر لساناً او طاعة او اظهاراً كل على انفراد او معاً، باي صورة كان ذلك. ومن الواضح جداً العلاقة القوية المتينة بين موضوعي المعادلة المطروحه.

* الكفر بالنعمه.

* الجوع والخوف.

وكما هو معروف ان كفران النعمة ضد شكرها او بالأحرى الشكر عليها، كما ان زيادة النعم على الضد تماماً من الجوع والخوف.

 اطراد النعمة اذن هناك ما يُعزز المعادلة التي هي موضوع النموذج (الشكر الجوع) وذلك من خلال العلاقة الثابتة بين نفي العنصرين او الشقين (الكفر والخوف). ويمكننا ان نعثر على اكثر من اية في سياق هذا التعزيز.

هنا سؤال... ولماذا لا نجعل من معادلة هذه الآية هي المشروع، وقوله تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) هي المعزّز؟. وهو سؤال مُسوّغ ومبّرر ومعقول. ولا يوجد اي مانع من القيام بهذه المحاولة كما انها لا تضرّ بالفكرة على الاطلاق، والموقف متروك لذوق الباحث والدارس، ولكن اعتماد الايجاب أولى من السلب في مثل هذه المجالات.

اذن الى هذه اللحظة نكون قد انجزنا الخطوات التالية:

* تشخيص مشروع المعادله: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ). (الشكر الزيادة في النعم).

* تعريف شقي المعادلة: (الشكر: الثناء، الاظهار، الطاعة النعمة: الخير والبركة...).

* العثور على المعزّز: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ). (كفران الجوع والخوف) النعمة.

* * *

وكان الآن طرح السؤال التالي:

هل هناك معادلة اوسع بحيث تحتضن وتتضمّن معادلة المشروع ؟!

وفيه الواقع على مستوى قوله تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ).

يمكن ان يندرج في اطار قوله تعالى في محكم والمتمثل بالرسم (الشكر كتابه الزيادة): (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

كيف؟ ان الشكر وبأيّ مستوى من المستويات فرد من افراد الذكر، او هو ذكر على ايّحال، ذكر لساني او عقلي، بل لعلّه من افضل واشرف انواع الذكر الواردة في الشرع الاسلامي او الفكر الفلسفي.

وانّ اطمئنان القلوب يتجسّد في قضايا كثيرة، ولعلّ من هذه القضايا هو زيادة او اطرادالنعم. قال تعالى: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ). وقال تعالى: (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً). وقال تعالى: (...فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ).

فان وفرة النعمة وتناميها وتكثرها يَسرّ القلوب ويبعث الاطمئنان في صميم الذات الانسانيّة. وهي مسألة حسيّة متوفرة في داخل سلوكنا وتصرّفاتنا، كما ان تراجع النعم وانحسارها يبعث القلق والهم والاضطراب.

اذن وتأسيساً على ما مضى يمكن ان نتصور اندراج المعادلة (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) ضمن اطار اشمل واوسع وارحب، هذا هو قوله تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

لنقرأ:

قال تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

قال تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ).

وبهذا نكون قد انجزنا اربع خطوات...

الخطوة الاولى: طرح المعادلة.

الخطوة الثانيه: التعريف بالشقين.

الخطوة الثالثة: عنصر التعزيز.

الخطوة الرابعه: الاطار الاوسع (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

* * *

ولكل معادلة جذرها الذي تنشأ منه اساس تكويني وتأسيس تنبع من داخله وتستمدمنه حيويتها وزادها. فالمعادلة المطروحة (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) ترتكن الى جذرتأسيسي حيوي ناشط فاعل، له القابليّة على ترسيم وصياغة سلسلة من المعادلات الضخمه.

قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ). هذا هو المنشاء الاولي، الجذر البعيد، القاعدة القصيّة،المنبع الحيوي، انه ذكر الله تبارك وتعالى.

ومن تقدير الرحمة ان تقترن المعادلة المشروع بالجذر على نحو لاصق وتابع ومتفرّع.

قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ).

قال الطبرسي: الذكر: حضور المعنى للنفس وقد يكون بالقلب وقد يكون بالقول، وكلاهما يحضر به المعنى للنفس.

وقال أيضاً: قيل معناه: اذكروني بطاعتي اذكركم برحمتي... عن سعيد بن جبيررحمه الله.

وقيل معناه: اذكروني بطاعتي اذكركم بمعونتي... عن ابن عباس.

ومهما يقال، فان مدى الجذر اوسع ممّا قاله سعيد ومما قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: اذكروني بالاستغفار اذكركم بالتوبة. اذكروني بالشكر اذكركم بالاستزادة. اذكروني بالدعاء اذكركم بالاستجابة... هذا هو مدى الجذر.

نحن هنا نقوم بعمليّة هي اشبه بعمليّة الاشتقاق الرياضي. معرفة معادلاتيّة تتولد بعضها من بعض. لنقراء هذا المسلسل القرآني الرائع:

(اذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ...). (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ....). (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ...).

واذا اردنا ان نوزّع هذه الآيات ضمن عناوين نظميّة مؤسّسه. يمكن ان نطرحها وفق التصور التالي:

اولاً: الجذر: فاذكروني اذكركم....المفسِّر.

ثانياً: المجال: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ....) الاطار الاوسع.

ثالثاً: المصداق: لئن شكرتم لازيدنكم... المعادلة المشتّقة.

وبهذا نكون قد انجزنا الخطوة الخامسة التي هي: (تعيين الجذر المؤسِّس).

وفي الواقع لم يكشف الجذر المذكور بعمليّة تفسير اوّلي سريع، بل امتدّت صلاحيته لمعالجة اقصى اطراف المعادلة / المشروع. اقصد طرف الاستزادة، فان الجذر قد احتاط لها بمبرر ميتافيزيقي يرتبط بالغيب ارتباطاً سببيّاً وثيقاً. قال تعالى: (...وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ).

ان انعكاسات ذكر الله تعالى على الذاكر في مدياتها وَموجها تتجاوز الى حدٍ كبير كل مُعطيات الذاكر بحق الله جل وعلا، بل لا توجد هناك مناسبة للمقارنة او الموازنة بين العطائين أو الأثرين، بل المقارنة منتفية، لإن معطيات اي عبادة انسانية تعود على العابد نفسه وليس لها ايُّعائد على الله تبارك وتعالى... وبهذا نقتنص نقطة التفسير في الجذرللمعادلة المشروع في اقصى طرفيها، ذلك انّ ذكر الله تعالى يتجاوز في استدعاء رحماته وعطائه ما ينتفي معه كل عطاء من جهد الذاكر الى جانب الله سبحانه. فالانسان عندما يشكر الله انما يذكره. وجزأ من الله على ذلك يذكر هذا الشاكر برحمته على مديات غير محسوبه ولا محدودة. قال تعالى: (عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ).

* * *

ترى هل هناك معادلة بلا شروط؟

بطبيعة الحال... لا.

كل معادلة تتحقق على متن الفعل بشروطها. والمعادلة / المشروع لها شروطها الخاصّة التي تنعدم بانعدامها. ويبدو ان اهم شرط في هذا الصدد هو الوعي، ان يعيالانسان الشكر. ان يفقهه بِسِرِّه العميق وبجوهره الذي يتميز به، ثم ان يكون على دراية راقية بمفهوم النعمة، ودراية مداها وانواعها. وقد صوّر أهل البيت ـ عليهم السلام ـ العلاقة الواعية بين الشكر والنعمة في اطار رائع من المعرفة الدقيقة الواعية.

يقول الامام العسكري ـ عليه السلام ـ: ((لا يعرف النعمة الاّ الشاكر ولا يشكر النعمة الاّ العارف)).

وقبل ان اختم هذا البحث السريع يحلو لي ان ادرج هنا المسلسل السابق على لسان أهل البيت عليهم افضل الصلوات:

* ((شكر النعمة اجتناب المحارم وتمام الشكر قول الرجل: الحمد لله رب العالمين)). الصادق عليه السلام.

* ((من شكر النعم بجنانه استحق المزيد قبل ان يظهر على لسانه)). أمير المؤمنين عليه السلام.

* ((انّ الله منّ على قوم بالمواهب فلم يشكروا فصارت عليهم وبالاً)).

* ((لا يعرف النّعمة الاّ الشاكر ولا يشكر النعمة الاّ العارف)). الامام العسكري عليه السلام.

(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)

(4) نموذج تطبيقي: معادلة اجتماعيّة

قال الله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). والمعادلة واضحة، علاقة بين مصير النّعمة من جهة وحقيقة المحتوى الداخلي للانسان من جهة اخرى. علاقة تأثير متبادل.

قال الطبرسي: معناه: بان الله لم يكن يزيل نعمةً انعمها على قومٍ حتى يتغيروا هم عن أحوالهم المُرضية الى احوال لا يجوز لهم ان يتغيروا اليها. وهو ان يستبدلوا المعصية بالطاعة وكفران النعمة بشكرها.

هذه هي المعادلة اذن... طرفان والعلاقة... معادلة كاملة، متوازنة، متعادله.

ترى هل هناك ما يعزّز هذه المعادلة؟.

قال تعالى: (لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ).

الصبر تعبير عن هيئة ذاتية نفسيّة تجسّد الايمان والصدق مع الله والمبادئ، اي عبارة عن محتوى داخلي ذي سياق عقيدي وفكري مشخصٍ. وذي اتجاه مبدئي حازم وحاسم لا يتزعزع، واذا كان هذا هو المحتوى الداخلي، فإن نصر الله هو النعمة التيترتبت كجزاء على تلك المقدّمة. وبذلك تتحقق معادلة واضحة، وهي بلا ريب تعزّزالمعادلة / المشروع. ولو انّ هذا الصبر تحوّل الى جزع وملل وضجر، لتغيّرت النتيجة،واتجهت اتجاهاً مُغايراً.

ترى هل هناك اطار اوسع؟

قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ). فنحن بين يدي معادلة عريضة جداً، فان طرفيها يمكن التعبير عنهما برموز جبريّة كدوال، ولك ان تدرج تحت كل رمز ما تشاء من افتراض، سواء هذا الافتراض ينتمي الى الطرف الاول او الثاني.

* ترى هل هناك جذر مُفسِّر لهذه المعادلة عبر حركتها؟

قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا).

* ما هي ظروف واجواء تحقق المعادلة؟

الإصرار على الخطاء وعدم التبصّر وغلق الاسماع عن آيات الهدى والرشاد، فان مثل هذه الاجواء المشحونة بالعداء للحق والحقيقة توفر عوامل تحقق المعادلة في صميم الواقع. ولعل قوم نوحٍ يجسّدون مثلاً تطبيقياً حيّاً في هذا المجال. وكل قومٍ يقتفون ذات السلوك وذات السيرة. قال تعالى: (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا).

(5) نموذج تطبيقي: معادلة حضارية

من المعادلات الماضية الراسخة في تركيبة وذاتيّة الفكر الاسلامي المستوحى من كتاب الله تلك العلاقة الضروريّة بين نوع الكلمة والوجود، لأن الكلمة في قاموس القرآن وبالتحليل الدقيق عبارة عن (فعل)، عبارة عن ممارسة حيّة تحملُ في طيّها البعيد صبغة قائلها او بالأحرى فاعلها، فالكلمة ليست كياناً لغويّاً مجرّداً. وانما هي تجسّد ارادة. والارادة تفرز اثراً. والاثر يخلق نظيرهُ على امتداد طاقته وحيويته وقدراته.

تأسيساً على ما مضى تتكون لدينا معادلة. تكون فيها (الكلمة) المعادل الموضوعي (للفعل) وهو ما تقرأه في كتاب الله عزّ وجل. يقول تعالى: (طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ...).

وفي الحقيقة ان المعادلة واضحة في الآية الى درجة الاشراق. وبودي ان اقول ان (ك) هنا ليست للتشبيه المجازي بقدر ما هي لتجسيد الواقع او لتجسيد الكلمة كواقع، هذاالواقع يتمثل في النهاية فعلاً سارياً ماضياً منساباً على مدى استعداده الفذ المستمد من نوع الكلمة وهويتها.

انّ الكلمة الطيبة كفؤ الفعل الخيّر.

هذه هي المعادلة في صورتها الاولى...

الآية الشريفة التي تطرح هذه المعادلة تلحقها بالمعزّز الذي من شأنه يفعّل المعادلة فيتضاعيف الاعتقاد وبُنيات التصور. يقول تعالى (كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ).

والمثل المضروب هنا ليس وسيلة تعليمية ولا توضيحيّة بل هو مثل يرتبط بالتجسُّد الفعلي، المثل الشاخص الحاضر الملموس المتوثب.

اذن وبمتابعة السرد السابق نكون قد طوينا مرحلتين بنجاح، تأسيس المعادلة واكتشاف الداعم المؤكدّ او المعزّز... ولكن اين يكمن الإطار الاوسع؟ اين هي المعادلة الاكبر؟

قال تعالى: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ...)... حقاً، انها المجال الذي تجد فيه المعادلة السابقة مكمنها المناسب وحاضنها الحقيقي وراعيها الصادق. فالكلمة الطيبة باعتبارها فعلاً خيراً انما هو من مصاديق ما ينفع الناس، ولنا ان نستوعب هذا التجاذب الحق بين (الاصل الثابت في الارض والفرع الممتد من جهة وهذا المكوث في الارض) فان المعادلة الأوسع قد غذت المعادلة / المشروع بكل روحها وعصارتها وجوّها، اعطتها هويتها الراسخة. وهكذا نكون قد ظفرنا بالخطوة الثالثة...وليس من العسير التقاط الجذر المؤسس الذي هو البداية.

ان الجذر المؤسّس لهذه المعادلة هو الجذر المؤسّس لكثير من المعادلات التي تسودالكتاب العزيز. انه الجذر الذي يؤكد:

(أصالة الحق في الوجود)... قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).

قال تعالى: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ)، (أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ).

واصالة الحق فيما نحن فيه تعني: ان كل ما يتطابق وينسجم مع قوانين الكون والحياة يبقى ويستمر ويعطي ويثري. وذلك بديهي واضح، لانه يجد بسهولة اجواء تحققه وَنموه وتطوره. وكل ما هو خلاف هذه القوانين يهلك ويَبور ويتداعى. قوانين الوجود تتظافرباتجاه الحفاظ والديمومة والعطاء، ولولا هذه الحقيقه لانتهى كل شي منذ امدٍ بعيد. وحتى اذا طراءت على الوجود سلطنة الشر والخراب، فانها سلطنة عابرة تزول وتعود قيادة الخير لتستلم ازمّة الكون. وها نحن نسمع بملئ اذاننا ان الطبيعة راحت تنتقم من مخربيهاومدمّريها، وصيحات الانذار اخذت تجلجل في كل انحاء العالم من اجل انقاذ الحياة...اذن الحق هو الأصيل... وما يمكث في الارض تعبير عن هذا الحق. وبالتالي يفسِّر بشكل طبيعي العلاقة الحيّة بين الكلمة الطيبة (الفعل الخير) والوجود الرحيب. ويتعين (أذن الله) شرط كوني لسريان هذه المعادلة وتحققها.

هكذا نكون قد اكملنا المشوار: المعادلة المشروع، الداعم، المعزّز، الاطار الاوسع، الجذر المؤسس، الشرط الضروري.

(6) البناء الفوقي

هذه ثلاثة نماذج سريعة طرحناها لتطبيق المنهج، وفي القرآن الكريم عشرات بل مئات الشواهد او المعادلات التي تخضع لهذه المسيرة من الفهم والتفسير. الشيء الذينريد الإلماع اليه هنا... ان الدارس يستطيع ان يؤسِّس او يشكل محطاتٍ ضخمة بين خطوات المنهج، ومن خلالها يقوم بعمليات انتاج معرفي غزير وثري، فعلى اعتاب كل خطوة وبين كل خطوة واخرى تستقر حقائق قرآنية تتصل بكل جوانب الحياة، حقائق رائعة ونيرة، ومنها يمكن ان ننسج قوانين واستحقاقات ومعالم وتصورات وافكاراًومفاهيم.

ولنضرب هنا مثالاً سريعاً، لقد استعرضنا معادلة الشكر واطراد النِعم، وتسلسلنا بهدوء من المعادلة الى جذرها المؤسِّس... ولكن على اعتاب هذه المسيرة. يمكننا ان نسجّل الملاحظات التاليه:

* ان الشكر اجمل وأهم وأخطر عمل عبادي فينطاق الممارسة الاسلاميّة الاخلاقيّة.

* ان الشكر من اسباب التواصل والتقادم على صعيد الحياة بل الوجود بمفهومه المعطاء.

* ان الشكر على مستوى الطاعة من ابرز معالم السلوك النبوي الكريم.

ليس هو الشكر الفردي، لان * ان الشكر ضمن المعادلة السابقة (الشكر المعادلة الزيادة) لا تهندس لحياة شخص ومصير فرد بل لتاريخ مجتمع بدلالة الجمع، اي ان الآية تطرح لنا قانوناً تأريخياً وسنّة حضاريّة، يتحدّد بموجبها بعض مسارات التاريخ الانسانيوقد ظلم المفسّرون الآية الشريفة عندما تعاملوا معها من منطلق الاحساس الفرديالطاغي، ومرد هذا الخطأ ليس هو فقدان الوعي بجوهر اللغة بل هو فقر التجربة الحياتيّة التي خاضها المفسّر عبر عمره الطويل. وكثيراً ما نصادف مثل هذا الاخفاق في فهم القرآن الكريم. ولنا في هذه القضية موضوع طويل.

* ان الشكر انما يؤدي هذا الدور لسببين رئسيين: الاول: سبب مادّي يتصل بالجانب التطبيقي لشريعة الله عز وجل، والشريعة في دور التطبيق عمليّة خلق وتجديد وبعث واحياء، اي بناء بكل معنى الكلمة. الثاني: رحمة الله جلّ وعلا التي وعدها الشاكرين من الامم والشعوب والمجتمعات. والشريعة في النتاج الأخير هي اوضح مصاديق هذه الرحمة، ولذا فان الجذر المؤسّس يتجاوز المادّة ليتواصل مع الغيب المطلق.

ترى ماذا نسمّي هذه الاستحقاقات؟

انها ليست معلومات لان المعلومات تُلقى بين يدي القارئ او السامع من طرفٍ آخر.ولا هي تفسير لان التفسير توضيح لمبهم او غامض... انها انتاج معرفي.

ان التسلسل المعادلاتي الذي مرّت بنا بَعضُ امثلته عبارة عن تفسير وفق منهج مُعين الخطوات، لم يأتِ بشي جديد سوى إِظهار التماسك القرآني الفذ، وهو تفسير يخلق حالة من الاطمئنان لدى المسلم في اطّلاعه على منبع المعادلة وكيفيّة شأنها وجريانها. ويضعه في صورة واضحة، امّا هذه اللقطات فهي البناء الفوقي، انّها المعرفة القرآنيّة... فنحن نستلم المعلومات ونتفهم المنهج، ونطلع على التفسير لنخلق المعرفة، لان المعرفة عبارة عن تركيب جديد واكتشافات جديدة من معلومات مُعطاة، بعد اعمال التجريد والفكر والذوق والثقافة. ونحتاج الى عالم فذ يلتقط المعارف من كل مستوى ومن كل خطوة ثم يدمجها في مركب معرفي واحد... اي يسير بنا من التفسير الى انتاج المعرفة.

القسم الثاني: ذكر الله في القرآن

اولاً: مداخل سريعة

مدخل رقم (1)

ذكرتُ الشيء خلاف نسيته، ثم حُمل عليه الذكر باللّسان. التذكير: الوعظ، والذكر أيضاً: الشيء يجري على اللّسان.

قال الفراء: الذكر: ما ذكرته بلسانك وأظهرته، والتذكّر بالقلب. الذكر: العلاء والشرف وان تذكر شيئاً: تنطق به او تتحد ث عنه او تستحضره. وقد يطلق الذكر ويراد به الحديث أو القصة واحيانا الكتب السماوية كالقرآن وغيره. الذكرى: استحضار الشيء في القلب والمعلم به.

هذا هو الذكر في اللغة. ولكن استعراض استعمالات الماد ة، والمقارنة بينها يفيد ان الذكر هو: (الاستحضار، الوعي، الحفظ) وذلك في قبال (الغياب، النسيان، الغفلة).

نتحدّث عن الذكر في القرآن الكريم بلحاظ هذه الافاق من المعنى، اي الاستحضار، وبذلك يتضاد مع الغياب، والوعي وبذلك يتنافى مع الجهل والغفلة والحفظ وبذلك يتقاطع مع النسيان.

مدخل رقم (2)

ذكرُ الله تعالى: استحضارهُ في الفكر، في الذهن، واذا قيل ان معناه: استحضاره فيالقلب فهو لا يخرج عن دائرة (الفكر ـ الذهن)، باعتبار انه عملي ة فكريّة، والقلب فيالقرآن كثيراً ما يعني العقل في حالة تفكر او العقل في حالة وظيفة !! وسواء كان الذكر هذامع اللفظ او بدونه.

ذكر الله: استحضاره عقليّاً، ذهنيّاً، باعتباره جل وعلا خالقاً، رازقاً، رحيماً... الخ والسؤال المطروح، كيف تتم عملية الذكر هذه؟

الطريقة الأولى

يتم استحضار الله تبارك وتعالى عن طريق او بواسطة استحضار نعمه التي يزخر بهاالوجود العظيم، فهذا الاستحضار يقود بالتالي الى الوعي بالله جل وعلا.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ). (أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْئاً). (وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ).

فالامر هنا، استحضار نعم الله، اي وعي عظمتها وجمالها ونفعها واهميتها. ومن ثم معرفة خالقها وبارئها جل وعلا. وقد يُشفع هذا الوعي بذكر لساني خاشع من تسبيح وتحميد وتكبير.

الطريقة الثانية

يتم استحضار الله تعالى في الذهن والفكر بواسطة استحضار آياته الكونية المبثوثة فيهذا العالم المدهش. اي ان التفكر في الآيات يؤدي الى استشعار الوجود الالهي عن وعيوعلم، وكل ذلك مصحوب بالخشوع والخضوع والإنابة.

قال تعالى: (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ). (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ). ان الاستحضار هنا عملي ة فكرية جادة، تستهدف التعرف على الله، خالق هذا الكون ومسيّره.

مدخل رقم (3)

قال تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً). (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ). (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ).

هذا النوع من (الذكر) موجه الى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويتلخص فيضرورة استحضار الجوانب المشرقة في جهاد الانبياء ـ عليهم السلام ـ الذين قادوا التجربة الانسانية عبر مسيرتها الطويلة الشاقة. ذلك من اجل تقوية قلب الرسول من خلال استيعابه للدروس الرائعة التي افرزتها حياة هؤلاء العباد الصالحين.

مدخل رقم (4)

قال تعالى: (وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).

ان الآيات المبيّنة هنا عبارة عن (أحكام شرعية) تتعلق ببعض جوانب الحياة الاجتماعية للانسان، وقد بي نها الله للناس (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)، اي يستحضرونها مع التبصر والتفكر والتدبر لما فيها من خير وصلاح. وكل آيات الله تعالى التشريعية تهدف بناء الحياة الانسانية الطيبة. قال تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ).

وبناءً على هدفية الاحكام الشرعية وغائيتها البناءة، فهي جديرة بالتبصر على ان تكون النظرة اليها شمولية، مترابطة، متفاعلة.

مدخل رقم (5)

قال تعالى: (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ). (نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً). (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى).

الذكر هنا يفيد (الموعظة) التي من شأنها احياء القلوب والضمائر والنفوس، وقد وردالذكر بهذا المعنى كثيراً في القرآن الكريم (الحجر 6، 9 ـ النحل 43،44 ـ القلم 51 ـ القمر 25).

مدخل رقم (6)

يأتي الذكر بمعنى الحكاية والقص ة والحديث عن موضوعٍ ما. قال تعالى: (حتى احدث لك منه ذكرا). اي قصّة وخبراً. (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً) ايقصة وخبرا.

مدخل رقم (7)

ويأتي الذكر بمعنى الشرف. قال تعالى: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ).

مدخل رقم (8)

العلاقة بين الصلاة والذكر صميمية جوهرية، والقرآن الكريم يعرضها في ثلاث صور:

الاولى: تسمى الصلاة ذكراً لاشتمالها على الاذكار القولية، كالتكبير والتسبيح والتهليل والاستغفار وغيرها.

الثانية: انها من مصاديق الذكر. لانها بمجموعها تمثل العبودية الكاملة لله تعالى.

الثالثة: ان تكون مقدمة للذكر.

قال تعالى: (وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي).

مدخل رقم (9)

ويُسمى القرآن ذكراً. قال تعالى: (وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً). (ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنْ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ). (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ).

وقد امر الله تعالى نبيه الكريم بالذكر في اكثر من آية. قال تعالى: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ). جاء في هذا المعنى في الانعام (70) وق (45) والذاريات (55) والطور (29)...وقد اختلف في المقصود... وفي البين ثلاثة اراء:

الاول: تبليغ الوحي.

الثاني: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الثالث: تكليف مخصوص بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

والظاهر هو الثاني بدليل (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى) و (سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى).

من السرد السابق يمكننا ان ندرج المقتربات التالية:

اولاً: ان المعنى الجوهري للذكر هو الاستحضار الذهني، واذا كان هناك ذكر لساني فلابُد ان تصاحبه عملية تفكر ـ كما سنرى.

ثانياً: يطرح القرآن الكريم طريقتين لذكر الله جل وعلا، التفكر في الآلاء والآيات.

ثالثاً: يطلق الذكر في القرآن ويراد به احياناً:

1 ـ الموعظة الحسنة. 2 ـ الأحكام الشرعية. 3 ـ الصلاة. 4 ـ القرآن الكريم. 5 ـ الشرف.

وفي الحقيقة ما يعنينا في الموضوع الذي نحن في صدده هو (المقترب الثاني)، اياستحضار الله في العقل / الذهن. واكثر المداخل الاخرى هي في خدمة هذا المقترب الأساسي، فان هذا الاستحضار هو الغاية من الصلاة والدعاء والقرآن والموعظة الحسنة، ولذا سوف ينصب البحث عليه بالذات.

الذكر بهذا المعنى مشروع قرآني فكري مَعمق، وليس هو نحواً من أنحاء الوعظ العابر، اي مشروع بنائي، مدرسة. ولم يكن اشارة ذات بعد وعظي ونمطي تكراري، والوعظ لم يكن سوى احد المضامين الداخلة في تأسيس المشروع المذكور.

المداخل السالفة مجر د اشارات توضيحي ة للدخول في صميم الموضوع، ولكن هنا كملاحظات اخرى يُستحسن تجليتها مُسب قاً، تُعد هي الاخرى اشارات منهجية ضرورية من اجل استيعاب الذكر في مفهومه الجوهري المطروح.

اولاً: أنواع الذكر:

قالوا ان الذكر على نوعين:

الاول: استحضار الله في القلب / اي العقل، ويُسمّى عند البعض بـ(الذكر القلبي) اوالذكر (الذهني)، ومن الواضح ان عملية التفكر غالبة على هذا النوع من الذكر.

الثاني: استحضار الله في اللسان، ويُسمّى عند البعض بـ(الذكر اللساني). ويذهب المفسرون ان علامة هذا النوع من الذكر تعلقه بالاسم. قال تعالى: (واذكر اسم ربك وتبت ل اليه تبتيلا). (واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا).

وقد تعد دت اراء المفسرين في معنى او بالاحرى في صيغ هذا الذكر وهويته، ومما يذكر في هذا الخصوص:

1 ـ مطلق الذكر اللّساني مثل التسبيح والتهليل والحسن والثناء.

2 ـ الدعاء.

3 ـ بعض الاذكار المخصوصة كالتسبيحات الاربع.

ويرجّح كثير من المفسّرين الرأي الاول، ونحن اذا راجعنا مواطن الذكر اللّساني في القرآن الكريم، سنجد انه ذو مكانه عبادي ة سامية، وذلك من خلال الملاحظات السريعة التالية:

أولاً: الامر المتكرر به، فان هذا التكرار دليل على الاهتمام والعناية، وانه من الشواهد الرئيسية على ضرورته العبادية الربانية.

ثانياً: اقترانه ببعض الممارسات التعب دي ة الاساسية في الاسلام وذلك مثل التسبيح والتبتل وغيرهما.

ثالثاً: التوكيد على الاكثار منه. فقد ورد في هذا نص قرآني صريح. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً...) (وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً...). (وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً).

ولكن من المعروف في الأدبيات الاسلامية ان ذكر الله على اللسان دونما تدبر بعظمته وقدرته يعد مجرّد كلام فارغ، اي لابد ان يصاحب هذا الذكر استحضار ذهني عميق بالاء الله ونعمه. والا بماذا يتعلق هذا الذكر؟! وبهذا التقرير لا يختلف الذكر اللساني عن القلبي إلاّ بهذا الاعلان الصريح، وهذا التقييم ليس جوهرياً. لانه لا يمتلك اصالة الإثبات أبداً. انه تقسيم منهجي مؤقت، فالذكر بالنتيجة، وعلى ضوء الخطاب الاسلامي استحضار ذهني، قلبي، فكري لله سبحانه عبر التفكر بآياته الكونية ونعمه العظيمة، والتمجيد والتسبيح والتكبير والتهليل والاستغفار، إنما هو تعبير مادِّي محسوس عن هذه العملية العقلية الداخلية، وتُسمى ذكراً على النحو المجازي، انها اشارة الى عملية اعمق منها وأدق.

الذكر: معرفة الله بخشوع وخضوع وإنابة، واحياناً يُعبر عن ذلك بصيغ لغوية معينة، ذات قابلية على الاشارة الى تلكم المعرفة الفذة، وهي بلا ريب تعزّز الذكر وتؤكده وتعطيه المزيد من الحيوية والقوة. ان الذكر اللّساني انما هو ذكر عقلي (مُعلن).

ينتظم مشروع الذكر في القرآن الكريم مجموعة معادلات رئيسية، والتدقيق في هذه المعادلات يكشف عن أساس وقاعدة، كما يشكل بالإنسان على قضاءات ونتائج والمطلوب هو الظفر بهذه المعادلات في بنيتها الجاهزة، كما ان الاحاطة الدقيقة بعناصرالاتساق والتجاذب بين المعادلة وقاعدتها وقضاءاتها يؤكد اعجاز هذا الكتاب المقدس.

الذكر ممارسة عبادية عميقة، مشروع عبادي يجسّدُ وعياً ومسؤولية ويترسم هدفاً مركزيا في حياة الانسان، ولهذا تتجاذبه عوامل رفع وطرد. والقرآن استعرض هذه العوامل. ولكن ليس بشكل خاطف، وانما ضمن مسلسل من المستويات والدرجات، لان مثل هذه الممارسة من الصعب جداً ان تدخل ميدان الحياة الانسانية من دون صراع، وهذا الصراع انما يكون في مستواها، والمطلوب استجلاء هذه العوامل ولو بشيء من السعة حيث سنلتقي بمنطق قرآني تترافد قوته الذاتية بشواهد المتانة الفكرية والعقلية.

شيء آخر نجده في مطاوي القرآن وهو يعرض مشروعه العبادي الفكري (الذكر)، ذلك هو الموقف السلبي من الذكر، ضمن سُل م متعانق المصير، فليس هو الموقف الواحدبل هو الموقف المتعدّد المواقع في درجاته وامكاناته.

وبناءً على كل هذا....

سنطرق موضوع الذكر في عدة مجالات ومن اهمها:

الاول: معادلات الذكر (ثلاث معادلات نموذجية).

الثاني: عوامل الجذب والطرد.

الثالث: الموقف السلبي.

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2009/04/18   ||   القرّاء : 6140





 
 

كلمات من نور :

أفضل العبادة قراءة القرآن .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 حديث الدار (27)

 تأملات وعبر من حياة نبي الله موسى (عليه السلام) * - ق 2

 العروة الوثقی.. اول واكبر شبكة قرآنية افغانية على الانترنت

 مَسألةُ التحدّي والمعارَضة في إعجاز القُرآن

 وقفة مع الخصائص الحسينية

 طرق التميّز في درجات القرب الإلهي*

 حديث الدار(1)

 القرآن الكريم سعادة الروح

 الاستِدلال القُرآني منهجُه وممَيّزاتُه (القسم الثاني)

 حديث الدار (21)

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15415847

  • التاريخ : 28/03/2024 - 23:59

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء الثامن عشر

 تفسير النور - الجزء التاسع

 دروس في تدبر القرآن جزء عمَّ الجزء الثلاثون

 التبيان في تفسير القرآن ( الجزء الاول)

 حلاوة التجويد في تلاوة القرآن المجيد

 بحث في رسم القرآن الكريم

 الكافي لاحكام التجويد

 التغني بالقرآن

 الميزان في تفسير القرآن ( الجزء السادس)

 عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 ما هي الشروط اللازمة في تحقّق الإعجاز بالمعنى الاصطلاحي؟

 يعني أن يكتب الحافظ أثناء الحفظ والمرور؟

 عن أكل آدم عليه السلام من الشجرة ؟

 قال تعالى :( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ) [ الأحزاب : 53 ] . أليس المقصود بكلمة الحجاب الواردة في الآية المباركة هو حجاب النساء قطعاً ، لأن نساء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كنَّ يرتدين الحجاب الشرعي قبل وبعد

 ما هو سبب اقتران صفتي ((الغني)) و((الحميد))؟

 ما هي المداراة؟

 ما هي أفضل الطرق لتفسير القرآن؟

 لماذا لا يسمح سبحانه بعلم الغيب الا لمن ارتضى من امثال الرسول؟

 استفتاءات جديدة للمرجع الديني لطف الله الصافي (دام ظله)

 الشباب والقرآن الحكيم

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24560)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12749)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9630)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9058)

 الدرس الأول (8106)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7829)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7301)

 الدرس الأوّل (7293)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7293)

 درس رقم 1 (7227)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6592)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4836)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4079)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3831)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3527)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3357)

 الدرس الأول (3198)

 تطبيق على سورة الواقعة (3056)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3023)

 الدرس الأوّل (2968)



. :  ملفات متنوعة  : .
 98- سورة البينة

 الصفحة 554 (ق 2)

 سورة النحل

 67- سورة الملك

 الصفحة 191

 114- سورة الناس

 الصفحة 363

 سورة التكاثر

 سورة الروم

 22- سورة الحج

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8839)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8245)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7337)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7010)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6816)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6680)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6606)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6581)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6578)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6354)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3045)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2746)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2560)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2369)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2287)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2283)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2240)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2239)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2230)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2226)



. :  ملفات متنوعة  : .
 خير النبيين الهداة محمد ـ فرقة الغدير

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي

 الفلم الوثائقي حول الدار أصدار قناة المعارف 2

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس التاسع

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 السيد عادل العلوي - في رحاب القرآن

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net