نبذة عن حياة القارئ أبي حيدر الدهدشتي الشخصية والقرآنية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾

دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم

يواصل الموقع الالكتروني التابع لدار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم إجراء سلسلة من الحوارات القرآنية مع أساتذة الدار وطلبتها ومع نخبة من قرّاء و حفاظ العالم الإسلامي.

وتبرز أهميّة هذه الحوارات القرآنية في أنّها تقدم إضاءات وافية على تجارب الحفّاظ وتقرّب مسيرتهم القرآنية للقارئ الكريم، والذي سيجد فيها نماذج جديرة بالاقتداء، خاصّة وأنّ الجيل القرآني المنشود قد يرى في تجارب هؤلاء الحفّاظ والقرّاء ما يشجّعه على الانضمام إلى هذه المسيرة القرآنية المباركة.

كما أنّ الحوارات المخصّصة لأساتذة الدار من شأنها أن تسهم ـ بلا أدنى شك ـ في الكشف عمّا تراكم من خبرة في أساليب التحفيظ والمناهج الدراسية المعتمدة في دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم والتي بدأت تسجّل حضوراً ملفتاً على الساحة القرآنية، سواءً من خلال الدور التأطيري الذي تضطلع به ، أم بالنظر للإنجاز المشرّف الذي يحرزه طلابها في مختلف المسابقات القرآنية.

 

 

 

 

السيرة  الشخصية والذاتية للقارئ

إنّي القارئ محمد علي مرتضى الخياط (أبو حيدر الدهدشتي البهبهاني). ولدت في النجف الأشرف بتاريخ 1949 الميلادي في أسرة دينية.

دخلت المدرسة الدينية المعروفة في النجف ألا وهي مدرسة (منتدى النشر)، وتضم منتدى النشر على الدراسة الابتدائية والثانوية وكلية الفقه المعروفة، وكان عميدها المرحوم الشيخ محمد رضا المظفر ـ رحمة الله عليه ـ صاحب كتاب (المنطق)، وبعده السيد محمد تقي الحكيم (رحمه الله) وكان الأساتذة الذين يدرسون في هذه المدارس من البارزين أتذكر منهم الأساتذة: السيد محمد تقي الطباطبائي والشيخ العلامة عبد الهادي الفضلي والسيد رشيد الحبوبي وكاظم وجبار كشكولي.

س/متى بدأت المشوار القرآني؟

ج/بدأت قراءة القرآن منذ نعومة أظفاري، وكان في تلك الفترة قد برز الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وأخذ صوته يُسمع من كل مكان، فعشقت قراءة القرآن والحمد لله. كان والدي يعلمني القراءة وبعض القواعد التجويدية، وكان هو من معلمي القرآن في بهبهان (إيران)، فكان والدي (رحمه الله) يجبرني أن أقرأ القرآن في كل يوم بعد صلاة الصبح ـ وطبعاً أنا في ذلك الوقت كنت أريد النوم وخاصة أن نوم الصباح يكون لذيذاً ـ ولكن الآن أدعو له ولوالدتي رحمهما الله تعالى، وأطلب من الباري عز وجل أن يسكنهما فسيح جناته لأنّهما أحسنا تربيتي.

والآن ـ وبعد هذه الفترة الطويلة ـ عرفت لماذا كان والدي (رحمه الله) يصر عليَّ بالقراءة في الصباح الباكر، لأنّ القراءة في هذا الوقت تكون ذات فائدة كثيرة لبلورة الصوت وصفائه وقوته، ومفيدة أيضاً لحفظ القرآن.

كان هذا مشواري الأول للقراءة وكنت لا أعرف من التجويد إلا القليل ولكن كان عندي صوت جميل وكنت أقلد الشيخ عبد الباسط بصورة جيدة، فكنت أقرأ القرآن في المدرسة وبعض البيوت ومسجد المحلة في شهر رمضان، وكان إمام المسجد المرحوم الشيخ حسن طه نجف الذي كان يشوّقني للقراءة كثيراً، وكانت قراءتي تقليدية.

وبعد مجيء حزب البعث إلى السلطة، وأخذ يضيِّق على المؤمنين، عند ذلك صمّمنا على الهجرة فكانت هجرتنا إلى إيران في عام 1970م، وعندما أتينا إلى إيران في زمن الشاه المقبور عند ذلك حصلت وقفة طويلة في متابعتي القرآنية حيث امتدت حوالي خمسة عشر عاماً كنت بعيداً فيها عن القراءة نتيجة الأجواء الفاسدة في ذلك الوقت؛ إذ لم أرَ مكاناً لتعليم القرآن أو القراءة في المجالس، حتى منَّ الله علينا بثورة الإمام الخميني (قدس سره) في إيران.

وبعد انتصار الثورة الإسلامية أصبح التوجه أكثر بالنسبة للقرآن، فكانت تعقد بعض الجلسات في المساجد العامة لقراءة القرآن وتعليم الشباب لذلك. وصارت بعد ذلك تقام المسابقات للقراءة والحفظ في كل عام، وعلى جميع المستويات والإدارات ،ومنذ عام 1985 بعد حث من أحد القراء البارزين بعدما سمع صوتي في إحدى القراءات في (الحسينية النجفية) وقال لي: تعال إلى الجلسة القرآنية في المسجد المحمدي، فإنّ هناك مسابقات في كل سنة وينتخبوا منها قرّاء يبعثوهم إلى حج بيت الله الحرام. فعند ذلك طلبت من الباري عز وجل أن يوفقني للحج عن طريق القرآن.

ومن هنا بدأت بالقراءة الفنية فاشتريت كتب التجويد، وكنت أحضر في أكثر الجلسات القرآنية التي تقام في المساجد على طول الأسبوع.

س/من هم أساتذتك؟ وتلامذتك؟

ج/بالنسبة لأساتذتي قلت سابقاً: إنّ أول أساتذتي هو المرحوم والدي الشيخ مرتضى(رحمه الله)؛ إذ علمني أوليات التجويد في الصغر، وبعدما بدأت في سنة 1985 تعلمت على يد بعض الأساتذة: منهم الأستاذ عباس رنجبر، والأستاذ أبو عمار البهبهاني، والأستاذ الكعبي، والأستاذ شهيدي وأرجو من الباري أن يحفظهم ويوفقهم لكل خير. وهم كما قال الإمام علي(عليه السلام): (من علمني حرفاً فقد صيرني عبداً).

أما بالنسبة لتلامذتي لا أقول تلامذة، بل هم أبنائي وأصدقائي وإخواني، وكانوا يحضرون في جلستي الأسبوعية لتلاوة القرآن التي تعقد في كل يوم اثنين في الحسينية النجفية، مثل القارئ أحمد الدباغ مصطفى الطائي والسيّد مهدي الحسيني والسيّد جعفر الشامي، وأبي زهراء الخفاجي وحسنين الحلو، رابح الامارة وحيدر الكعبي وعلي الكعبي، والآن الحمد لله كلهم أساتذة في هذا مجال. الحفظ والتلاوة.

س/ما هي جلسة الاثنين وكيف تأسست، والهدف منها وثـمارها؟

ج/بعد حوالي سنة ونصف من بدايتي القرآنية حصلت على المرتبة الأولى في مسابقة القراءة على محافظة قم؛ لأنّني اهتممت كثيراً في هذا الجانب من تعلم التجويد وسماع الأشرطة الكثيرة، وانتخاب طور القراءة، والحمد لله الذي وفقني بسرعة، وبعد ذلك انتُخبت من ضمن مجمع القرّاء والحفّاظ في مدينة قم المقدسة.

بعد ذلك اقترح عليَّ المجمع بأن يجعلوا لي جلسة أسبوعية للقرآن في المدينة، فقلت لهم: فلتكن في الحسينية النجفية وقبلوا بذلك، والآن تمرّ على تأسيس هذه الجلسة المباركة خمس وعشرون سنة ولم تعطل قطّ، وكنّا نقيم كل سنة مسابقات ضخمة وكبيرة في نهاية شهر رمضان، ويؤم هذه الجلسة من جميع طبقات المجتمع، ومن جميع اللّغات والبلاد الإسلامية من الطلبة الذين يدرسون في قم.

وتأسست هذه الجلسة لهدف نشر الثقافة القرآنية وحفظ القرآن فمثل ما تعلمنا يجب أن نعلم الآخرين، وهذا أقل شيء، وكما قال الحديث: (زكاة العلم تعلمه).

فكنت إلى جانب العمل وإدارة الجلسة كنت أشترك في أكثر المسابقات التي كانت تقام، ولله الحمد فزت في أكثرها، وهي كالتالي:

1- الأول في قم أكثر من مرة في القراءة ومرة في الحفظ.

2- الأول في مسابقة حركة المهجرين العراقيين.

3- الثاني في مسابقات المجلس الأعلى للقراءة والأول في الحفظ.

4- الأول في أولى مسابقات برواية ورش عن نافع في قم المقدسة.

5- الأول في مسابقات منظمة الإعلام للقراءة.

6- وعلى مستوى إيران فزت في طهران بالمرتبة الثانية، وانتخبت إلى المسابقات العليا على مستوى الجمهورية الإسلامية لعدة سنوات، ومنها انتُخبت لجائزة حج بيت الله الحرام لخمس مرات والحمد لله.

7- المرتبة الأولى في طهران لقراءة ورش عن نافع.

8- المرتبة الثانية في الجمهورية في القراءة.

9- المرتبة الثانية في المسابقات الدولية في لبنان سنة 1995.

10- انتُخبت كأفضل قارئ في قم المقدسة ولأول دورة لها.

11- انتُخبت مع بعض القراء للقراءة في حرم السيدة المعصومة(عليها السلام) لأكثر من عشرين سنة، والفوز في بعض المسابقات المحلية الأخرى.

 

وبعد سنتين من حصولي المركز الأول في القراءة في قم وطهران انتخبت لتحكيم مسابقات القرآن في القراءة والحفظ في قم المقدسة وطهران وأغلب المحافظات على مستوى الجمهورية الإسلامية وبعض الدول كسوريا وباكستان وتنزانيا والعراق وإلى الآن.

وإلى جانب هذا كله انشغلت في تدريس القراءة - التجويد وفي بعض المدارس والجامعات بعدما تركت الخياطة وسافرت إلى بعض الدول لتدريس القرآن.

س/كيف تقيم الدور أو مدارس القرآنية في قم والدور والمدارس الأخرى التي تهتم بالقرآن؟

ج/إنّ التوجه للقرآن بعد انتصار الثورة الإسلامية أصبح كثيراً جداً، حيث وُجدت الجلسات وأسست دور قرآنية تهتم بالقراءة وخاصة بحفظ القرآن، منها (مهد القرآن)، و(دار القرآن) و(دار الإمام عليّ للقرآن) و(جامعة القرآن)، و(مدرسة القرآن) و(نهج البلاغة).

وأما بالنسبة للإخوة العرب فهي: (دار السيدة رقية(عليها السلام) في قم المقدسة، و(معهد القرآن للأخوات العربيات). والحمد لله إنّ فعالية بعض هذه الدور القرآنية قد اشتهرت في بعض دول العالم؛ كـ (جامعة القرآن) التي يرأسها السيد الطبابطبائي والد الطفل المعجزة وحافظ القرآن عَلَم الهدى فكان لها دور كبير في إقبال الصغار والشباب على حفظ القرآن.

وأيضاً فإنّ دور (دار السيدة رقية) في نشر العلوم القرآنية وتربية جيل قرآني جيّد في مجال حفظ وقراءة القرآن، وافتتاح دورات لتعليم ولتدريس الحفظ وتجويد القرآن والصوت واللحن وعلى كافة المستويات الصغار والكبار ومن مختلف الدول، فإنّه يرجع إلى اهتمام الإخوة المؤسسين لهذه الدار ومدى عشقهم للقرآن الكريم، وجعل أكثر أوقاتهم لخدمة القرآن، وأخصّ بالذكر رئيس الدار الشيخ المكراني حفظه الله.

 

س/من هم القراء الذين تنصح بالاستماع إليهم؟

ج/بالنسبة لقرّاء القرآن والاستماع إليهم وخاصة العمالقة والأساتذة منهم، فأنا لا أقول: اسمع لهذا ولا تسمع لذلك. فأنا أنصح الإخوة بأن يسمعوا لكل القرّاء المعروفين؛ لأنّ لكل منهم نفحته خاصة في التلاوة، وصوته المتميز وتسلطه الكامل للأداء الجيد.

ولكن أنصح الذين يرون أن يقلدوا بعض القرّاء، أولاً عليهم أن يقلّدوا قارئاً يشبه صوتهم تقريباً، ولا يكون بعيداً عنهم، أما إذا أرادوا أن يتعلّموا التجويد الجيد والفصاحة فليسمعوا الشيخ محمود خليل الحصري والشيخ الشعشاعي، ولأداء المقامات والنغمات القرآنية فليسمعوا إلى الشيخ مصطفى إسماعيل. وأما التلاوة الحزينة فليسمعوا إلى الشيخ محمد صديق المنشاوي، وأما بالنسبة للتلاوة  الهادئة فليسمعوا للشيخ الشحات محمد أنور، وللصوت الجميل وخاصة للصغار الذين يرون أن يقلدوا قارئاً فليسمعوا إلى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وبعدها ينتقلون إلى قارئ آخر من بعد البلوغ. إنّي أنصح الجميع بأن يسمعوا القرآن دائماً حتى تتشبّع آذانهم بالقرآن ،وحتى تحصل حالة من الأنس للقرآن الكريم.

س/حدثنا عن سفراتك ومشاركاتك الدولية

ج/لقد كانت أولى مشاركتي في المسابقات الدولية في لبنان عام 1995م وأحرزت المرتبة الثانية هناك، ثم في سوريا شاركت في تحكيم المسابقات الدولية في دمشق في الملحقية الثقافية، وكذلك تحكيم المسابقات القرآنية في كراجي باكستان، وكذلك تحكيم المسابقات القرآنية في دار السلام عاصمة تنزانيا؛ وذلك لانتخاب حافظ وقارئ أول ليشترك في المسابقات الدولية. وكذلك اشتركت في تحكيم مسابقات الحفظ والقراءة على مستوى الجمهورية العراقية التي أقامتها مؤسسة شهيد المحراب في بغداد ، وكان المستوى والحمد لله جيداً، وإن شاء الله سوف نشهد للعراق مستقبلاً عالياً في مجال الحفظ والقراءة.

وأما بداية سفراتي الخارجية، فإنّي ـ الحمد لله ـ انتُخبت لهذه السفرات بعد أربع  سنوات من  مشواري القرآني؛ وذلك لسرعة تطوّري في المسابقات، وأول سفرة لي كانت في سنة 1990م إلى دولة (سريلانكا) ودولة (المالديف) لقراءة القرآن. وفي دولة (المالديف) التقينا ولأول مرة مع القارئ الأستاذ المرحوم الشيخ الشحات محمد أنور وكنّا معاً فحصلت صداقة جيدة مع المرحوم الشحات. وكان هذا اللقاء قبل أن يأتي إلى إيران، وكان يقرأ هناك  في مجلس رئيس الجمهورية الأستاذ مأمون عبد القيوم في أكثر الليالي، وبعد ذلك عرفوا من خلال لقائي مع المرحوم الشيخ الشحات بأننا قرّاء من إيران، عند ذلك أتتنا دعوة من مكتب رئيس جمهورية المالديف للقراءة في المحفل القرآني في كل ليلة في شهر رمضان. وكنا نحن أربعة قرّاء من إيران فوقع القرار عليّ بأن أقرأ القرآن في ذلك المجلس الذي كان يحضره الرئيس وجميع الوزراء والسفراء مع عوائلهم وكان البثّ مباشراً من الراديو. والحمد لله قرأت في ذلك المجلس وكانت القراءة جيدة. وبعد القراءة كان الأشخاص يأتون إليّ للمصافحة والترحيب وكنت لا أعرفهم فكانوا هم يعرِّفون أنفسهم إليَّ وأتذكر منهم السفير الليبي والباكستاني وبعض الوزراء وغيرهم.

فعندما عرفوا بأننا مجموعة من القراء، أصرّوا علينا بالبقاء أكثر ووضعوا لنا برامج قرآنية في العاصمة وفي المساجد وفي صلاة الجمعة. ولكننا قلنا لهم: يجب أن نذهب إلى (كولومبو) لإجراء برامج هناك، فهذه أول السفرات واستمرت هذه السفرات وإلى الآن ولمدة عشرين عاماً سافرت فيها إلى مكة المكرمة والمدينة المنوّرة لعدة مرات وذلك لانتخابي في المسابقات وهي أفضل سفراتي.

وسافرت إلى باكستان ثلاث مرات وحدي ومع الفرقة وإلى (تايلاند) حوالي 6 مرات وإلى بريطانيا، وفي لبنان التقينا بالقاري الكبير الشيخ أحمد عامر وقارئ آخر لم أتذكر اسمه. وسافرت إلى (مدغشقر) لمدة شهرين لتدريس القرآن هناك. وإلى (زيمبابويه) و(الموزمبيقي) و(كينيا)، وإلى الصين والسودان مرتين، والى سوريا ولبنان 6 مرات، وإلى قطر5 مرات، وتنزانيا شهرين، ودولة الكويت.

وكانت هذه السفرات أكثرها لقراءة القرآن وبعضها للتدريس فيها لمدة شهرين مثل قطر ومدغشقر وتنزانيا وسوريا والصين، وبعضها مع الفرقة للقراءة والتواشيح لأني مسؤول فرقة الغدير الدينية.

س/ما هي فرقة الغدير، وكيف أسست، وما هي نشاطاتها؟

ج/فرقة الغدير للقراءة والمدائح النبوية، تشكّلت من خمسة أشخاص من قرّاء القرآن قبل عشرين سنة. وهي تعتني بإحياء الحفلات الدينية والمناسبات المعروفة كيوم ميلاد الرسول الأعظم ويوم ميلاد الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) والزهراء سلام الله عليها وبقية المعصومين(عليهم السلام) من آل الرسول(صلى الله عليه وآله) وأسست في عيد الغدير الأغر.

وكان هدف تأسيسها هو نشر الثقافة القرآنية والدينية في أوساط الشباب المؤمن وأحياء المناسبات المفرحة بمدح محمد وآل بيته الطاهرين وجذب الشباب لهذا الفن حتى لا ينجرفوا إلى المحرّمات وسماع موسيقى اللهو والطرب.

وأما نشاطاتها فكانت ـ كما ذكرت سابقاً ـ  في إحياء المحافل القرآنية وإجراء البرامج في المساجد والحسينيات وبعض المؤتمرات والاشتراك في مسابقات المدن والمحافظات وعلى مستوى الجمهورية. والحمد لله فإن فرقة الغدير فازت في أكثر المسابقات التي شاركت فيها ففازت بالمرتبة الأولى ولعدة سنوات متتالية في مدينة قم المقدسة وفازت مرتين بالمرتبة الأولى في محافظة طهران.

وفازت كم مرة في المسابقات الكبرى على مستوى الجمهورية الإسلامية فقد أحرزت جميع الرتب من الأول والثاني والثالث في عدة سنوات وعندما فازت بالمرتبة الأولى في إيران كانت جائزتها هي سفر حج بيت الله الحرام والحمد لله.

ولها نشاطات أخرى كتسجيل التواشيح لكثير من الشبكات العالمية منها شبكة سحر والكوثر والفرات والأنوار والشبكات الخمس من الجمهورية الإسلامية وبعض الشبكات الأخرى في بعض الدول كشبكة المنار في لبنان إلى آخره...

ومن نشاطاتها هو تحكيم مسابقات التواشيح والأناشيد الدينية في البلاد. وقد سافرت إلى لندن والسودان وسوريا ولبنان وقطر والكويت وباكستان مرتين، وأحنّ سفراتها لديّ هي مكة والمدينة.

س/أين تجد نفسك هل في التلاوه أم في التواشيح؟

ج/إن شاء الله أحاول أن أجمع بين الاثنين، كما أوصانا الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) حيث قال: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي...).

فكما يجب أن تهتم بالقرآن الكريم وهو الثقل الأكبر يجب أن تهتم بالعترة أيضاً في كل المجالات وان نتمسك بالاثنين ولا نأخذ واحداً ونترك الآخر، عند ذلك نصبح كالبعض الذين أخذوا ظاهر القرآن وهجروا العترة أو بالعكس. فإن الرسول(صلى الله عليه وآله) قال: (ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبداً). ومن أحسن من أهل البيت في تفسير وتبين آيات القرآن الكريم.

فإن شاء الله كما قلت أحاول أن أجمع بين التلاوة والمدائح معاً. ولكن لسابقتي في القراءة فإن أكثر فعاليتي في مجال القرآن مثل التدريس وتحكيم المسابقات والدعوات لتلاوة القرآن في المحافل وبعض افتتاحيات المؤتمرات والسفرات القرآنية فيبدو أن انشغالي في التلاوة أكثر، ولكن إلى جانب هذا كله فإني لم أغفل عن الفرقة وعندنا برنامج منظّم للتمرين كل أسبوع ولهذا حفظنا هذه الفرقة بعد عشرين سنة من تأسيسها إلى يومنا هذا.

س/بماذا ينصح الأستاذ للقارئ المبتدئ وللحافظ؟

ج/إن نصيحتي لكل المؤمنين. إذا كان يريد أن يكون قارئاً أو حافظاً أو لا يكون هو أن تهتم بقراءة القرآن لأنه كتابنا المنزل من قبل الباري عز وجل ويجب علينا على الأقل أن نستطيع قراءة القرآن بصورة صحيحة وبدون غلط أليس هو دستور حياتنا؟ أليس هو الذي يهدينا إلى كل شيء قويم؟ أليس فيه أحكامنا؟ أليس هو الكتاب الوحيد الذي لا ريب فيه وأنه هدىً للمتقين؟ إذاً لماذا ـ وللأسف الشديد ـ بعض المسلمين لا يستطيع أن يقرأ كم آية من هذا الكتاب العظيم. البعض يصل في دراسته إلى الجامعة ويقرأ أي كتاب آخر وبدون وجود الحركات من  الفتحة والضمة والسكون والتشديد. يقرأ هذه الكتب بدون صعوبة. اذاً لماذا عندما يصل إلى قراءة القرآن تكون عليه صعوبة مع أن في خط القرآن وضعوا له كل الحركات التي توجهه إلى القراءة الصحيحة. كل هذا ناتج لعدم اهتمام البعض بالنسبة لهذا الكتاب المنير لدربنا وحياتنا. كيف نستطيع أن نعمل بالقرآن وان نتدبر القرآن ونحن لا نستطيع أن نقرأه بصوره صحيحة. لا استثني في كلامي هذا احد الطالب والأستاذ والوالد والولد الطالب الديني وكل شرائح المجتمع الإسلامي. البعض يهتم بتربية ولده ويسجل اسمه في درس تعليم اللغة الانجليزية وما شابه ذلك أو يتعلم دورات الكمبيوتر، هذا شيء جيد. حتى يواكب ولده التطور العلمي الدنيوي. وإذا كان مؤمناً يستفيد من علمه لآخرته أيضاً وذلك من خلال خدمة المسلمين. أنا اسأل الوالدين هل فكرتم بأن تتعلموا القرآن حتى تعلموا أولادكم؟ أو أن تجعلوه يذهب إلى مكتب أو دار قرآنية أو دار لتحفيظ القرآن حتى يتعلم القرآن ويحصن نفسه ومجتمعه من الآفات الشيطانية؟. أليس ان احد حقوق الولد على الوالد ان يعلمه القرآن كما في الرواية. أوليس الله عز وجل يأمرنا في القرآن بان نقرأ ما تيسر من القرآن. فان الشيطان يصعب هذا علينا ولكن الله ييسر هذا لنا (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) سورة القمر.

إذن أنصح بأن نقرأ القرآن كثيراً حتى تتعود أنظارنا على رسم الخط القرآني وعندما نقرأ كثيراً فسوف تصبح عندنا إن شاء الله حالة الأنس مع القرآن الكريم . وخاصة بالنسبة للشباب. لأن في يوم القيامة نُسأل وتُسأل عن الشباب بما أفنيته.

وإمامنا الصادق(عليه السلام) يقول: (من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه) الله أكبر من هذه الرواية.

فإن هكذا شاب عندما يسير القرآن بعروقه ودمه وينمو في لحمه ألم يصبح هذا الشاب محصّن من جميع المحرمات والرذائل، فيصبح وكأنه القرآن يمشي على الأرض؟. وإن شاء الله يضمن دنياه وآخرته.

 وأما الذي يريد أن يقرأ القرآن بالطريقة المجودة وبصوت جميل إذا كان عنده فحتماً يجب أن يقرأ على معلم متبحّر في هذا الفن وأن يسمع للكثير من القراء الممتازين ويتمرن على قراءتهم.

وأرجو من العلي الغدير أن يوفّق الجميع لكل خير وأن يعيدنا إلى حضارتنا القرآنية الإسلامية وحتى نرى ذلك اليوم الذي يكون الإسلام هو الدين السائد على الكرة الأرضية ونرى الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه فيظهر الحجة المنتظر(عليه السلام). اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة.

وفي الختام أشكر الجميع وخاصةً دار السيدة رقية(عليها السلام) لإتاحتها  هذه الفرصة لي. وما توفيقي إلا بالله العلي العظيم.

أجرى اللقاء دار السيدة رقية عليها السلام للقرآن الكريم

لاستماع وتنـزيل تلاوات الاستاذ الحاج محمد علي الخياط الدهدشتي انقر على الرابط ادناه