00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : المشرف العام .

        • القسم الفرعي : مقالاته .

              • الموضوع : مبدأ الرفق ومسؤولية الأب اتجاه الأسرة .

مبدأ الرفق ومسؤولية الأب اتجاه الأسرة

سماحة الشيخ عبدالجليل المكراني

قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}(1).

يتجلّى في هذه الآية الشريفة معلم من أهمّ معالم المنهج الإسلامي في التربية والإصلاح وعملية التغيير الديني والاجتماعي، فالآية الشريفة تشير ـ وبوضوح ـ إلى مبدأ الرفق في التعامل مع المحيط الذي يعيش فيه الإنسان ويتفاعل معه.

وتأكيداً على أهمّية الرفق في المنهج الديني الإسلامي فإنّ القرآن يفتح عقولنا ونفوسنا على ذلك من خلال تذكيره لنا بأنّ هذه الصفحة هي إحدى معالم شخصية مُعلّم البشرية ورسول الرحمة والرأفة محمد(صلى الله عليه وآله).

فالنبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) تجسّدت في شخصيته الكريمة كلّ المعاني المحمودة من اللطف والرحمة واللين والرأفة، ممّا جعلها منبعاً لكلّ القيم الإنسانية وعواطفها ودفئها في مجتمع عُرف بالفضاضة والغلظة والهمجية {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}(2).

ولهذا نرى القرآن الكريم أشار بوضوح إلى هذه السمة الأخلاقية والفضيلة الإنسانية البارزة والواضحة في شخصية المربّي الأول محمّد(صلى الله عليه وآله) في الآية الشريفة التي صدّرنا بها البحث .

وما أحوج المجتمعات البشرية اليوم إلى الرأفة والرحمة والرفق وما رادفها من المعاني التي جاء بها الإسلام الحنيف؛ إذ المآسي والآلام التي تمرّ بها الإنسانية الآن من القتل والإرهاب والأزمات الروحية والمادية والاقتصادية إلاّ بتخلّي الأمم والشعوب عن المنهج الإلهي الرباني المبتني على مبدأ اللين والرفق.

يقول بعض الباحثين: (عندما اختفت شمس الهداية خلف غيوم الحضارة المادّية، وحرم الإنسان من دفئها وسناها الباعث روح الحياة في هذه النفوس، قست القلوب وغادرت الرحمة أفق هذا الزمن، وضعف الوجدان عن أداء دوره، وغفا الضمير على نغمات عصره، فلم يعد للرفق واللطف وما إلى ذلك من مفردات معنوية وجود فعلي ودور عملي على ساحة الواقع المادي.

إنّ رقي الأمم إنّما هو بمقدار ما تمتلكه من قيم أخلاقية تتفاضل من خلالها، وتتنافس مع غيرها من أجل الحفاظ عليها وديمومتها منهجاً للأجيال. ومن هنا أدرك الكثير من الأمم التي أوجدت لمجتمعاتها معايير مادية أخطار تلك المعايير في تفتيت وحدة المجتمع التي تضعها روح الإخاء بين أفراده، فأوصدت أبواب الإلفة والتعايش على مائدة القيم الأخلاقية، بعد أن أنمت فيهم روح الإثرة وحبّ الذات والتنافس على حطام زائل، ممّا أدّى إلى تفكّك مجتمعاتهم تبعاً لتمزّق شمل الأسرة وانفراط عقد المودّة بين أفرادها، فازدادت بذلك مشاكلهم، واشتدت أزماتهم الاجتماعية والأخلاقية والنفسية.

ومن الواضح أنّه لن تجد تلك الأمم الحلّ المناسب لجميع ما عصف بها من مشاكل على أثر مناهجها وسياساتها إلاّ في اقتباس خُلق الإسلام وآدابه وتعاليمه، التي هي في الواقع الاستقامة بعينها، والاعتدال بنفسه، والوسط المقبول بين الإفراط والتفريط؛ لأنّ القطب الوحيد الذي تدور حوله رحى التوازن الفذّة في كلّ شيء  ـ في السياسة والاجتماع والأخلاق ـ لا يستقر إلاّ على محور الإسلام، ذلك المحور الذي ينتهي بمريديه إلى أقصى درجات الكمال الممكن للإنسان في سموّه ورفعته وعزّته وكرامته الحقيقية)(3).

الرفق في الإسلام

أولاً: في الجانب العقائدي

إنّ من أهمّ الصفات الإلهية والأسماء الربّانية الحسنى هي صفة (الرحمن) و(الرحيم) و(الرؤوف) و(اللطيف)، والعقل والنقل يوجبان على الإنسان الاعتقاد بهذه الصفات الربّانية العظيمة. وأنّ صفتي (الرحمن) و(الرحيم) هما بوابة العطف والرحمة والعفو الإلهي، وهما من أجلى الصفات الربّانية العظيمة؛ لذا فإنّ القرآن الكريم يفتتح كلّ سورة من سوره بآية البسملة العظيمة التي تتضمن هاتين الصفتين؛ تجسيداً للشعار الإسلامي العامّ، وتثبيتاً لهما في المنهج الإسلامي التربوي وتهذيب النفوس وبعث الطمأنينة فيها.

كما أنّ الإسلام حرّم اليأس من رحمة الله واعتبره من الذنوب الكبيرة والخطيرة في حياة الإنسان.

ثانياً: في الجانب التشريعي

كما تجلّى هذا المبدأ العظيم في التشريع الإسلامي بشكل ملموس وواضح.

1ـ قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيسر ولا يريد بكم العسرَ}(4).

2ـ وقال تعالى: {مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}(5).

3ـ وقال النبي(صلى الله عليه وآله): (بعثني بالحنيفية السهلة السمحة)(6).

علاقة الأب بأبنائه في القرآن

1ـ الأولاد زينة الحياة بالنسبة للأب

قال الله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً}(7).

تشير هذه الآية الكريمة إلى أهمّ قسمين في رأس مال الحياة ترتبط بهما الأشياء الأخرى، والقسمان هما: القوة الاقتصادية، والقوة الإنسانية. ووجودهما ضروري لتحقيق أي هدف مادي؛ خاصّة في الأزمنة السابقة.

ويعتبر القرآن الكريم أنّ حياة الإنسان وجماليتها تزدان بالمال والأولاد. ومصطلح الزينة ورد ذكره في القرآن الكريم في أكثر من مورد، قال تعالى: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى}(8).

وقال تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ الله الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}(9).

وفي الآية الأخيرة بيان للنعم الإلهية والتفضّل على العباد؛ وخاصّة المؤمنين منهم، إذ رزقهم ما يتزينون ويتجمّلون به.

ومن أهمّ مصاديق الزينة في حياة الإنسان ما أشارت إليه الآية الشريفة وهو المال والبنون، حيث قالت: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا...}؛ إذ البنون يمثّلون اللون الجميل المشرق في حياة الأبوين، ومن خلالهم تكتمل حياتهما في أبعادها الوجدانية والاجتماعية.

نعم، لابد هنا من الإشارة إلى أنّ اكتمال الزينة لا يتمّ إلاّ بالارتباط بالله تعالى والفناء في العبودية له وممارسة الطاعة الكاملة، فقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى عند حديثه عن الكافرين الذين يمتلكون كلّ مقوّمات الزينة الظاهرية، لكنّها زينة زائفة؛ لأنّها بعيدة عن الارتباط بالله {فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ}(10).

2ـ الأولاد مصدر قوّة للأب

وفي إشارة أخرى يطرح القرآن الكريم نوعاً آخر من العلاقة بين الأب وأبنائه، وهي علاقة الاستقواء والاحتماء بالأولاد كقوّة في ميدان التدافع الاجتماعي والإنساني في محيط العلاقات البشرية؛ لأنّ النظرية السائدة في فكرة الإنسان تكوين قوّة خارجية مادية تمثّل السطوة وجانب الدفاع والاحتراس من الآخرين.

قال تعالى: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا * وَلَوْلاَ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَدًا}(11).

وفي الآية محاورة جرت بين رجلين يفتخر أحدهما على صاحبه بكونه ذا مال وجنان من البساتين والأراضي الشاسعة، كما أنّه يحظى بالأولاد الكثر، مقابل فقر الآخر مادياً وقلّة ولده، وكان المفتخر يرى أنّ كثرة أمواله وأولاده تكفيه قوّة وفخراً بعيداً عن التسديد الإلهي واللطف الربّاني، لكنّه نسي أنّ مصدر القوّة والقدرة والأموال والأولاد وكلّها إنّما هي تحت التصرّف الإلهي.

الإمام زين العابدين والدعاء للأولاد

يقول الإمام(عليه السلام) في دعائه لأولاده: (اللَّهُمَّ ومُنَّ عَلَيَّ بِبَقَاءِ وُلْدِي وبِإِصْلاَحِهِمْ لِي وبِإِمْتَاعِي بِهِمْ، إِلَهِي امْدُدْ لِي فِي أَعْمَارِهِمْ، وزِدْ لِي فِي آجَالِهِمْ، ورَبِّ لِي صَغِيرَهُمْ، وقَوِّ لِي ضَعِيفَهُمْ، وأَصِحَّ لِي أَبْدَانَهُمْ وأَدْيَانَهُمْ وأخلاقهُمْ، وعَافِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ وفِي جَوَارِحِهِمْ وفِي كُلِّ مَا عُنِيتُ بِه مِنْ أَمْرِهِمْ، وأَدْرِرْ لِي وعَلَى يَدِي أَرْزَاقَهُمْ، واجْعَلْهُمْ أَبْرَاراً أَتْقِيَاءَ بُصَرَاءَ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ لَكَ، ولأَوْلِيَائِكَ مُحِبِّينَ مُنَاصِحِينَ، ولِجَمِيعِ أَعْدَائِكَ مُعَانِدِينَ ومُبْغِضِينَ...

اللَّهُمَّ اشْدُدْ بِهِمْ عَضُدِي، وأَقِمْ بِهِمْ أَوَدِي، وكَثِّرْ بِهِمْ عَدَدِي، وزَيِّنْ بِهِمْ مَحْضَرِي، وأَحْيِ بِهِمْ ذِكْرِي، واكْفِنِي بِهِمْ فِي غَيْبَتِي، وأَعِنِّي بِهِمْ عَلَى حَاجَتِي، واجْعَلْهُمْ لِي مُحِبِّينَ، وعَلَيَّ حَدِبِينَ مُقْبِلِينَ مُسْتَقِيمِينَ لِي، مُطِيعِينَ غَيْرَ عَاصِينَ ولاَ عَاقِّينَ ولاَ مُخَالِفِينَ، ولاَ خَاطِئِينَ وأَعِنِّي عَلَى تَرْبِيَتِهِمْ وتَأْدِيبِهِمْ)(12).

لا يخفى أنّ الدعاء في مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) يمثّل أحد الروافد المعرفية والتربوية المهمّة، فليس الدعاء عندهم مجرّد كلمات تنطلق من واقع مأساوي وحالة تراجيدية تطفح فيها الأحزان والهموم المثقلة للإنسان للتجلّي في عباراته وابتهالاته ومناجاته مع ربّه، وإنّما هو مقطوعة مليئة بمجموعة صور أخلاقية وتعاليم إسلامية ومفاهيم معرفية كبيرة.

ونستلهم من هذا الدعاء الشريف مجموعة من الدروس والعبر تشكّل بمجموعها المنهج الصحيح والواعي في تربية الأولاد:

أولاً: أنّ الدعاء للأولاد والأبناء يفتح باب الرحمة والعطف والتحنن عليهم.

ثانياً: ينبّه الإمام(عليه السلام) على أهمّية الرفق واللطف مع الأولاد، وأنّ أهمّ الأسباب في تحصيل ذلك هو الاستعانة بالله تعالى مصدر التوفيق والخير والعطاء اللامحدود.

وعلى العكس من هذا المناهج المادية والوضعية التي ترى أنّ التربية وعناصر صناعة الشخصية تقوم على عامل الاهتمام المركّب من الأسرة والمجتمع والمدرسة، فانّ النظرة الدينية تطرح عاملاً فاعلاً في التزام النهج الصحيح والسيرة المرضية في بناء الأخلاق والنفس، وذلك العامل هو اللطف الإلهي والعناية الربّانية.

فالأب مهما يملك من خبرة وقدرة في تربية أبنائه وتعليمهم وتغذيتهم الغذاء المادي والمعنوي، إلاّ أنّ هدايتهم تتوقّف على عناية الله تعالى، فهو المربّي الأول للإنسان، وذلك من خلال ارتباط العبد بربّه والتضرّع له بالدعاء والخضوع له بالعبودية.

وقد علّمنا القرآن الكريم أنّ الملجأ الأول للإنسان في أزماته وإخفاقاته هو الله تعالى؛ الذي بيده النجاح والخير المطلق للإنسان، قال تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ *  قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ*اِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}(13).

ثالثاً: أنّ الأولاد بالنسبة للأب يمثّلون الحياة بكلّ ألوانها الجميلة والطيبة، وأنّ حياة الأب تسمو وتتكامل في مدارج الخير من خلال امتداده في ذريته، فالإمام(عليه السلام) يقول: (اللَّهُمَّ اشْدُدْ بِهِمْ عَضُدِي، وأَقِمْ بِهِمْ أَوَدِي، وكَثِّرْ بِهِمْ عَدَدِي، وزَيِّنْ بِهِمْ مَحْضَرِي، وأَحْيِ بِهِمْ ذِكْرِي، واكْفِنِي بِهِمْ فِي غَيْبَتِي، وأَعِنِّي بِهِمْ عَلَى حَاجَتِي...).

فالأولاد هم زينة الأب، وهم قوّته وقدرته في سطوة الحياة وصعوبتها، وهم العون والوسيلة للوصول إلى الأماني والأهداف النبيلة والطيبة.

أهمية مبدأ الرفق في تربية الأبناء

قبل توضيح أهمّية هذا المبدأ العظيمة في العملية التربوية نطرح تساؤلين نراهما ضروريين في بيان هذه الأهمّية التربوية لمبدأ الرفق في بناء الطفل بناءً معنوياً وأخلاقياً.

وهذان التساؤلان هما:

أ: ما هي مواصفات المنهج التربوي الناجح؟

إنّ المناهج التربوية الناجحة في كلّ الأزمان والعصور مبتنية على ثلاثة أبعاد، وهي:

1ـ البعد الواقعي

والواقعية في المنهج بمعنى أنّ المنهج التربوي يلاحظ الظروف والشرائط الواقعية والموضوعية التي يعيشها الأبناء من الموهبة الفكرية والعقلية والمزاج النفسي والروحي، كما يلاحظ الشرائط المجتمعية التي يعيشها الأب والابن، بمعنى مراعاة الواقع الاجتماعي والمحيط العام والبيئة التي ينتمي إليها الآباء والأبناء.

2ـ البعد التكاملي

ونقصد بذلك أنّ المنهج التربوي لابد أن يكون متناولاً لجميع جوانب حياة الأبناء؛ في البعد العاطفي والاجتماعي والأخلاقي وغير ذلك.

3ـ البعد الديني

ونقصد به أنّ العملية التربوية التي يشرف عليها الأب لابدّ أن تكون على ضوء الشريعة الإسلامية فكراً وسلوكاً، فتنشأة الأولاد وتربيتهم فكراً وعاطفياً ينبغي أن تكون في فضاءات العقيدة الإسلامية، بعيداً عن الأفكار المنحرفة والعقائد الضالة التي تسمّم روح الطفل وعقله، وتلك هي أخطر شيء في ممارسة العمل التربوي.

ب: ما هي صفات المربي الناجح؟

كما هو معلوم عند الجميع أنّ للمربّي والمعلّم دوراً كبيراً في التأثير على شخصية المتعلّم وسلوكه؛ إذ يكتسب منه الأجيال الغذاء التربوي بصورة مباشرة، فيحمل صفاته في طريقة كلامه وأفعاله، وهو أمر مهم جداً إذا نشأ عليه الصغير وصار متمسّكاً به؛ لذا يجب أن يتّصف المربّي الناجح بصفات تجعله ناجحاً في أسلوب التربية التي سوف يغذّي بها تلاميذه وأبنائه. وأهمّ تلك الصفات:

1ـ الخبرة

من اللازم توافر الأب على ثقافة تربوية جامعة؛ تحمل مضامين دينية وأخلاقية واجتماعية وعلمية صحيحة؛ لأنّ التربية عملية معقّدة وشائكة تحتاج إلى إعمال جميع هذه المضامين يومياً مع الأبناء؛ لأجل تنشأتهم النشأة المتكاملة المتضمّنة لهذه المعاني التي لا غنى للإنسانية عنها. ومن المخاطر التربوية أن يكون الأب جاهلاً أو متدني المعرفة والاطلاع؛ لأنّه يقوم بدور المعلّم والمربّي في آن واحد.

2ـ القدوة

القدوة هي التقدّم والأسوة، بمعنى أنّ الأب لابدّ أن يجسّد مبدأ القدوة في سلوكه من الأقوال والأفعال، أي يجعل من نفسه متقدماً في كل شيء لكي يكون أسوة لأبنائه؛ ليكون ذلك حافزاً قوياً لهم بالإيمان بما يطرحه الأب في تربيته.

أهمية الرفق في التربية

إنّ نظرية الإسلام في الأخلاق الاجتماعية تقوم على الرفق واللطف والتسامح والصفح، لكن من غير ضعف ولا مداهنة، بل من أجل الهداية للرشد والتكامل. لذا فالقرآن المجيد يعتبر التخلّق باللين ومجانبة الفظاظة والغلظة من أهمّ عوامل استقطاب الناس في درب الحقّ، ويدعو إلى العفو عن المسيء والاستغفار للمذنب ومشاورة العقول وأصحاب الخبرة في الأمور العامّة، ثم العزيمة بعد ذلك.

إنّ القرآن يأمر بخفض الجناح للمؤمنين رفقاً بهم وتواضعاً لهم وإعزازاً لشخصياتهم، كما يصف عباد الله المتواضعين بقوله: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً}، أي من غير استعلاء {وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَماً}(14)، أي لا يمارون، بل يرفقون بالآخرين ولا يحملونهم فوق ما لا يطيقون.

ويعتبر المتواضعين في سيرهم الرسالي هم الرحمانيون ما داموا متخلّقين بالرحمة. ويرى أنّ الهجر الجميل هو النموذج الرسالي الواعي في عملية التبليغ، ويرفض ترك الآثار السلبية في نفوس المعاندين ما دام هناك أمل للعودة والتبليغ في وسطهم.

إنّ القرآن يلزم أتباعه بأن يدفعوا السيئة بالحسنة، ويريد منهم أن يتعاملوا مع الآخرين تعامل الولي الحميم رفقاً بهم من أجل خيرهم وصلاحهم.

وكما أنّ الإسلام قد أمر بالتعامل بالرفق واللين واللطف في الأمور الاجتماعية وعملية التبليغ، كذلك هو الأمر بالنسبة إلى التربية؛ فإنّ هذا المعنى ينظر إلى فلسفة العملية التربوية برمتها. فليس المقصود من التربية هو إسقاط التكليف في إرادة شؤون الأبناء حتى يكبروا ويشقّوا طريقهم في المجتمع ثم يتمّ التخلّص من هذه المسؤولية، وإنّما عملية التربية في المنظور الإسلامي هي عملية بناء الإنسان وصياغة ذاته صياغة معنوية وأخلاقية ليكون عنصراً فاعلاً ومنتجاً في مجتمعه وبيئته حتى بعد بلوغه ورشده.

وفي هذا المضمار فإنّ دور الأب يكون بتغذية الابن الغذاء المعنوي والأخلاقي، بمعنى إيصال القيم والمبادئ الإسلامية والدينية والاجتماعية والأخلاقية المستقيمة، وهذه العملية بهذا الحجم لها طريقان:

الأول: الإقناع الفكري والنظري

وهذا معناه أن يقوم الأب بعملية المحاورة الفكرية والنظرية وإقناع الابن بأهمّية وقيمة المبادئ والأهداف التربوية التي ينوي إيصالها إليه.

الثاني: الإقناع العملي

وهو تحويل هذه المبادئ إلى سلوك في شخصية الطفل وتضمينها بحيث تتفاعل في وجدانه وضميره وحسّه الباطن، وذلك من خلال التربية المستديمة على هذه المبادئ والمثابرة والجدّ في تركيزها عند الطفل.

ولا شك أنّ هذا الطريق هو الأمثل لضمان فاعلية هذه القيم والآداب في شخصيته.

ومن هنا كان من الإلزام على الأب أن يسلك طريق اللطف واللين والمحبّة والتودد إلى الأبناء من أجل تغذيتهم هذه المبادئ والقيم، وقد حثّت الروايات الشريفة على مسألة التصابي لمَن عنده صبي، ومعنى التصابي أن يخلع الأب شخصيته الأبوية الكبيرة ويلبس شخصية الطفل والصبي ويتمثل عاداته؛ ليكون ذلك مفتاحاً للدخول إلى عالمه الباطن وملامسة مشاعره وأحاسيسه.

تأثيرات العنف على الطفل في العملية التربوية

يمثّل استخدام الأب للعنف مع أبنائه خطأً كبيراً؛ لأنّه يسبّب في ترك الأعراض السيئة على الطفل وبناء شخصيته.

1ـ الفشل والاستسلام

من خلال استخدام الأب للعنف يضطرّ أطفاله وأولاده إلى الشعور بالفشل والاستسلام؛ لأنّه بممارسة ذلك سوف يفقدهم شعورهم بالفخر وإحساسهم بالاقتدار، ممّا يضطرهم للاستلام، وبالنتيجة سوف لا يكونون قادرين على الدفاع عن أنفسهم أبداً.

فالآثار السيئة للعنف هي أكثر تأثيراً بدرجات من تلك التأثيرات السلبية التي يتركها الآباء الذين لا يشعرون بمسؤولياتهم ولا يلتزمون بوظائفهم تجاه الأبناء؛ وذلك لأنّ الطفل بسبب العنف الصادر من ربّ الأسرة يرى نفسه مضطراً للممارسة نشاطاته بسرّية، ولا يطلب العون من والده، ولا يلجأ إليه؛ لشعوره بأنّه قادر على الانتقام منه وإبطال مشاريعه وما يخطط له متى ما يشاء؛ للضغوط الناتجة من العنف المتوقّع حصوله من ممارسة نفوذه.

2ـ البحث عن ملاذ

من الطبيعي أن يبحث الأبناء الهاربون من العنف عن ملاذ لهم يحميهم ويقيهم من الأخطار، وقد يؤدّي بهم الأمر أحياناً إلى التشرّد ومرافقة الفاسدين والمنحرفين؛ الأمر الذي يكون بدوره سبباً لظهور العديد من المفاسد الأخرى.

أمّا إذا أمكنهم التغلّب على هذه الحالة وتمكنوا من عدم مرافقة غير الصالحين، فإنّه من الممكن أن تواجههم مشكلة أخرى، وهي لجوؤهم بشكل لا إرادي إلى الأمّ؛ بسبب شعورهم بعنف الأب وقسوته وسيخسر الأب أطفاله في هذه الحالة وستظهر عندهم بعض الاضطرابات السلوكية، فيرتبط الأطفال بأمّهم بشدّة ويشعرون بحاجة ماسة إلى حبّها أكثر من الأب.

3ـ الهروب

إنّ من أضرار العنف ـ كما أظهرت ذلك بعض البحوث العلمية ـ هو اضطرار الأبناء إلى الهروب من المنزل؛ وذلك بسبب شعورهم بممارسة العنف في حقّهم من قبل الأب أو زوج الأم أو زوجة الأب، فيلجأ الأطفال والأبناء إلى التوجه خارج البيت هرباً منه بعد اليأس من التعايش منه والقدرة على التفاهم وإظهار رغباتهم أمامه.

إنّ الأبوّة لا تعني الكشف عن القوّة وإظهار النفوذ والمكانة فحسب، بل لا بد من الاهتمام بالأسرة والأولاد وتدبير مختلف أمورهم.

وتتضح مكانة الأب وشأنه من خلال إشرافه على عائلته وتوفير معاشها وحمايتها من الأخطار، وإلاّ فما قيمة لذلك الأب الذي لا يبالي بهذه الأمور ولا يؤدي وظيفته؟!

فالأب هو سيّد الأسرة ومصدر افتخارها وسرورها والمشفق عليها، وهو كملائكة الرحمة التي تنزل على البيت، إذ نراه يبذل جهده وسعيه من أجل بناء وترشيد أفراد أسرته وتوجيهم نحو الخير والفضيلة(15).

الأسرة مصدر تصدير الأزمات للمجتمع

إنّ وعي الأب لمفهوم التربية وإدراكه إدراكاً صحيحاً بما يحمل من مبادئ تمثّل الأدوار الكبيرة والعظيمة في حياته، والتي تتحقق من خلال وجود الأبناء واتصاله بهم ومتابعتهم في جميع مراحل حياتهم هو الضامن لتماسك الأسرة وقيام الأب بدوره الحقيقي؛ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (خير الرجال من أمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم ويحنون عليهم ولا يظلمونهم، ثم قرأ: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ})(16).

فيتحمل الأب مسؤولية الهداية الدينية والأخلاقية تجاه الأسرة، وخاصة في أجواء الاضطرابات الفكرية والعقائدية، وما يهدّد العقيدة والسلوك اللذين أمر الله جلّ وعلا بهما، فالقرآن الكريم ينصّ على أنّ دور الأب هو بدرجة عالية من الأهمّية، وهو الوقاية من العذاب الإلهي ـ وهو النار ـ الذي توعّد الله تعالى به الجاحدين والظالمين والعاصين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأهليكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}(17).

فالأسرة التي تمارس الاضطهاد والقهر ضدّ أفرادها سواء كان المضطَهَدُ زوجةً أو ابناً أو أباً، فإنّها تصدّر الأزمات والمخاطر الفتّاكة إلى المجتمع والمحيط الذي يعيشون فيه ويتفاعلون معه.

وربما الغالب في مجال اضطهاد الأسرة هو اضطهادها من قبل الحاكم الكبير وهو الأب؛ لأنّه يمثّل السلطة والقوّة في جميع الجوانب.

وإذا كان هناك ما يفتخر الأب أو الأسرة به فهو تربية الأطفال تربية حسنة ونشرهم في المجتمع كأفراد صالحين لائقين بمقامهم كخلفاء لله في أرضه.

نعم، يعتبر المحيط العائلي أفضل وأعظم مدرسة لتربية النشّء؛ حيث يتلقّى فيها الأطفال أول دروس الحياة، وهو ما يعكسه سلوك الوالدين وتصرفاتهما ومواقفهما إلى نماذج وصور تظل مطبوعة في أذهانهم يحاولون تطبيقها متى ما سنحت لهم الفرصة بذلك، ولذا فإنّ كلّ يوم يمرّ عليهم هو في الحقيقة درس لهم، الأمر الذي يحتم على الوالدين مراعاة هذا الجانب والابتعاد عن كلّ ما يسيء إلى هذا الجو ومراقبته فكرياً وأخلاقياً.

والأسرة هي عالم الأطفال الكبير ودنياهم الواسعة؛ حيث يسبحون في عوالمهم الزاخرة بالأماني والأحلام الوردية، ولذا تعتبر الأسرة بالنسبة للطفل القاعدة الأساسية للانطلاق نحو المستقبل، وفيها تتحدد توجهاته وترتسم ملامح شخصيته. فكلّ اضطراب يحصل في محيط الأسرة تنعكس آثاره مباشرة في نفس الطفل وروحه، وما أكثر الأطفال الذين ذهبوا ضحية للنزاعات والخلافات الزوجية؛ لأنّ عدم الاستقرار داخل الأسرة والاضطراب يدمّر شعور الأطفال بالأمن ويزرع في قلوبهم الخوف؛ الأمر الذي يزلزل شخصيتهم، وبالتالي يعرّضهم إلى الضياع.

وهذا الضياع لو ترجم على أرض الواقع بسلوك لعكس كلّ الإخفاقات التي مرّت بها العائلة وانطبعت في ذات الطفل وشعوره(18).

وتلك الأزمات والإخفاقات العائلية والأسرية ترافق الطفل وتخرج معه إلى خارج محيط العائلة، فتكون سبباً في إخفاقه ورسوبه في كثير من العلاقات أو الروابط الاجتماعية. كما أنّ نجاح الطفل يعتمد بشكل أساسي على ما ترفده الأسرة وتغذّيه به، فالأسرة المستقرّة في علاقاتها وتكوينها الأساس على مستوى العواطف والأحاسيس وكذا التنظيم في الأدوار بين الأب والأم؛ تساهم بشكل فاعل في رفع مستوى الشحن العاطفي والرصيد الروحي والمعنوي عند الأبناء، مما يعطيهم الثقة والسكينة الروحية والقلبية.

وعلى العكس من ذلك فانّ تصدّع العلاقة بين الأب والأم أو بين الأب والأبناء وتشجنها وحالات المواجهة تصنع الهزائم وتشيع في الأبناء روح الخوف أو استفحال حالة استهجان الذات واعتبارها راسبة أو متدنية.

ولعل نظرة متصفحة في دنيا الأبناء والأطفال تظهر لنا أنّ كثيراً من الفشل في أداء واجباتهم ومسؤولياتهم إنّما يكون بسبب الفشل الأسري وليس بسبب الفشل الشخصي والذاتي؛ لأنّ الأبوين ـ وخاصة الأب منهما ـ يمثّلان الموجّه والمحرّك الأساس في دفع الأبناء لتشخيص أدوارهم وممارساتهم في الحياة.

ولا يتبادر إلى أذهان البعض أنّنا نعني بهذا الكلام سلب الإرادة والقوّة الشخصية من الأبناء وجعلها لصالح الأبوين وإجبارهم وقهرهم على سلوك معيّن، فإنّ مثل هذا الكلام ليس بصحيح، لاسيّما إذا عرفنا أنّ الإسلام يحمّل الإنسان مبدأ المسؤولية العظمى في تحديد مصيره ويرفض نظرية الجبر الإلهي، أو حتى الجبر الاجتماعي والبيئي الذي آمنت به بعض المدارس الفلسفية والاجتماعية القديمة والمعاصرة، يقول تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}(19).

الأب هو مصدر المال ودخل الأسرة الاقتصادي، لذا فإنّ أيّ تقصير من جانبه في الإنفاق والبذل وتلبية رغبات الأبناء والأسرة المشروعة والمحببة يولّد نوعاً من المحرومية والاضطراب، سيّما إذا اقترن ذلك التقصير بحالة من الشحّ والبخل، فإنّه عندئذٍ يدخل في جانب المأساة والسلبية المقيتة التي تحرم الأبناء من النجاح الذي يطمعون في الحصول عليه؛ وذلك لأنّ نجاحهم من نجاح العائلة.

فالبخل والشحّ يمثّل مدخلاً واسعاً لكثير من الإخفاقات والهفوات التربوية الأخلاقية والأسرية.

فعن الإمام علي بن الحسين(عليهما السلام): (أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله)(20).

وعن الإمام الرضا(عليه السلام): (ينبغي للرجل أن يوسّع على عياله لئلا يتمنّوا موته)(21).

وفي الحديث الشريف الثاني يكشف لنا الإمام(عليه السلام) أحد المخاطر والأزمات الأسرية التي تجعل من العيال والأبناء يثقل عليهم بقاء الأب حياً؛ لأنّ وجوده يقترن بالبخل والضيق والبؤس. والأخطر من ذلك أنّ تلك الأمنية قد تدعو العائلة إلى تحقيقها، وذلك من خلال ارتكاب الجريمة والقضاء على الأب.

وغير خفي الآن تصاعد الجرائم الأسرية والتي منها القتل وشيوعه لأتفه الأسباب، ولعلّ أكثر الحالات الشائعة من القتل بسبب الجانب المادي، أي السعي وراء الحصول على الأموال وانتهاب الثروة والحصول عليها مبكراً، حتى كثر الآن في بعض البلدان الإسلامية العربية سعي الورثة من البنات والأبناء وحتى الزوجة أحياناً لاستصدار الحكم بالتحجير على الأب؛ والاعتذار بكونه فاقد العقل أو التدبير وحكمة التصرّف، هذا كلّه لأجل اقتسام الثروة مبكراً أو التسلط عليها بعيداً عن متناول يد الأب.

وقد ورد عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) لَعْن من يتهاون أو يفرط بعائلته ومَن هم تحت حمايته ورعايته بحيث يودّي تقصيره إلى تضييعهم؛ يقول(صلى الله عليه وآله): (ملعون ملعون من ألقى كَلَّهُ على الناس، ملعون ملعون من ضيع مَن يعول)(22).

وإذا كان الرفق يتعلّق بطريقة التعامل والسلوك الذي ينتهجه الأب في تعامله مع أبنائه وأفراد أسرته، فإنّ الشكل الآخر هو ما يتجسّد في مسألة الإنفاق، وربما لا يوجد فرق بين عملية العنف والقسوة في المعاملة وبين الشحّ والبخل وممارسة التضييق المادي والاقتصادي على الأسرة إذا ما لوحظت من ناحية الضرر المترتب على كل من الحالتين، فإنّ الأضرار السيئة الناتجة عن البخل والشحّ لا تقلّ خطورة عن أضرار العنف والقسوة.

ولعلّ أحد الأسباب الظاهرة في جعل بعض الآباء يعانون من إشكالية الإدارة الناضجة لأسرتهم ومحيطهم العائلي هو ضعف الدخل الاقتصادي والمالي، لاسيما مع اتساع الحياة وكثرة متطلباتها في وقتنا الحاضر، ممّا فاقم في حجم الضروريات الحياتية، فأصبح توفير بعض الكماليات والحوائج والسعي لتحقيقها يشكل عبئاً على الأب.

والأزمة الاقتصادية وضعف الدخل وإن كانا من المشاكل والأزمات الحرجة، إلاّ أنّه بالإمكان التغلّب عليهما من خلال الصبر والتحمّل، لكنّ ما يفاقم تلك المسألة كون الأب بخيلاً وشحيحاً على عائلته وأسرته ويعتذر أمامهم وأمام الناس بالضائقة المالية.

دور العيال في رزق الإنسان

إنّ العقيدة الإسلامية قائمة على كون مسألة الرزق هي بيد الله جلّ وعلا خالق العباد ورازقهم، وأنّ دور العبد هو السعي في طلبه وتحصيله بالطرق والوسائل المشروعة كما أنّ الله تعالى يتكفّل ـ بلطفه ورحمته ـ برزق الأب والأمّ والأبناء فهو رازقهم جميعاً.

وقد ورد في بعض الروايات أنّ اتخاذ الزوجة يسبّب زيادة في رزق الإنسان، كما أنّ الأبناء والعيال هم من أسباب رزق الإنسان ونزول البركات الإلهية. قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (اتخذوا الأهل فإنّه أرزق لكم)(23).

وللسيد محمد الصدر كلام في شرح هذا الحديث لا باس بإيراده هنا، يقول(قدس): (وظاهر الرواية أنّ الرزق إنّما يتّسع على الزوج نفسه. فإنّ الفرد إذا تزوّج ازداد دخله لا محالة؛ لازدياد عدد الأفراد المسؤول هو عنهم من زوجة وأولاد. إلاَّ أنّ هذا ليس رزقاً له بل رزق لهم يجعله اللَّه تعالى طريقاً فيه؛ لأنّ الرزق مكفول لكلّ الناس كما في الخبر: (إنّ الذي شقّ فمي كافل رزقي حتى يتوفاني).

وظاهر الرواية هو ازدياد رزقه هو، وهذا لا يبعد أنّه موجود في الأغلب من الناس، حيث يزداد معدّل دخله بعد زواجه بحيث يناله شخصياً من الدخل أكثر ممّا كان سابقاً.

إلاَّ أنّ الأهمّ هو أن نلتفت أنّ الرزق قسمان: مادي، ومعنوي. ولئن كان المادي منبسطاً عليه وعلى أسرته فإنّ الرزق المعنوي خاصّ به، من حيث إنّه تنفتح أمام الزوج فرص عديدة للطاعات، من حيث تربية أولاده على الطريق الحقّ ـ ذكوراً وإناثاً ـ وصونهم من الانزلاق والانحراف، وصون زوجته وتربيتها أيضا بمقدار الإمكان. كما أنّ التوسعة على العيال أكثر من النفقة الواجبة شكل من الصدقة عليها ثوابها لا محالة.

وإذا واجه في عائلته صعوبة وبلاءً، كان الحال فيه كسائر أنواع البلاء في الدنيا، يراد به تربية المبتلى وتذكيره باللَّه سبحانه، طبقاً لآيات عديدة منها قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّه وَإِنَّا إِلَيْه راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}(24).

وعلى أي حال فسيكون البلاء من جانبه ونفعاً له؛ بصفته مؤمناً صابراً، بدلاً من أن يكون وبالاً عليه وسبباً لانحرافه واعتراضه.

والنتيجة من كلّ ذلك هي أنّ العائلة على أي حال تكون سبباً للرزق المعنوي، وازدياد أسباب الطاعات وأعمال الخير وتحصيل الثواب، وهذا المعنى ـ كما أشرنا ـ خاص بالزوج وغير شامل لغيره، فإن كان لغيره ثواب أيضاً فهو يستحقّه بحياله وبالأسباب الأخرى التي تتوفر له)(25).

سلوك الأب التعسفي

لعلّ من أهمّ السلوكيات المشينة عند بعض الآباء ممارستهم حالة العداء وإعلان الحرب ضدّ أولاده وأطفاله؛ لرغبتهم في الحصول على بعض الأشياء ومطالبتهم بها لتوفيرها لهم، فيحاول الأب التنصّل عن المسؤولية بإلقاء اللوم والتقصير على عاتق الأم والزوجة مثلاً، ثم يلجأ إلى العنف لطرد التهمة عن نفسه.

ومن إجراءات بعض الآباء التعسّفية هو تشريد العائلة وتهجريها من البيت، أو مطالبة الأم بالتبرّي من أبنائها وإعلان الحرب عليهم، وما ذلك إلاّ لتقصيره في أداء مهمّته كأب ومسؤول شرعاً وقانوناً في إدارة شؤونهم.

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (خير الرجال من أمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم ويحنّون عليهم ولا يظلمونهم، ثم قرأ: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}(26))(27).

مشاكل الأبناء تطرح في الخارج

إنّ الطفل الذي يعاني من الاضطراب العائلي والأسري ويعيش حالة الفوضى والصراع في عائلته تخرج مشاكله وعقده النفسية والروحية والأخلاقية معه من الدار والمحيط الخاصّ إلى الفضاء الاجتماعي إلارحب، ويكون هذا الفضاء الواسع هو المنطلق لممارسة كلّ الأزمات والترويح عنها، فيمارس فيه السلوك المنفعل المعبّر عن الكبت والفشل التربوي الذي عانى منه في حاضنته الأولى.

ولا ننسى أنّ المسؤولية التربوية تمثّل الحالة التضامنية بين الأسرة والمجتمع، وخاصة الفضاء التعليمي والتربوي في المدارس والمعاهد والمراكز التعليمية، ولعل فكرة المرشد التربوي تؤسّس لتلافي ما يحصل من الفشل والتلكؤ في إعداد الفرد (الطفل) إعداداً تربوياً ناجحاً في أسرته.

من هنا فإنّ الاهتمام بالمرشد الطلابي وإعطائه الدور التربوي الفاعل والمسؤول يساهم في تجنيب المجتمع والمحيط الإنساني أنواعاً من المخاطر والانزلاقات الأخلاقية والسلوكية وغيرها.

تأثير النزاع بين الأبوين على الأبناء

لابد أن تقوم وظيفة الأب في تربية الولد وحمايته وبنائه العاطفي والأخلاقي والاجتماعي على التفاهم والاتزان من أجل أن يتحقّق أمن الأسرة في الجانب العاطفي والوجداني وحتى الاقتصادي.

والأب هو المسؤول عن توفير هذه الأمور، وليس من العيب حدوث الاختلافات أو بعض التقاطع في وجهات النظر والآراء بين الأبوين، لاسيما إذا عرفنا أنّ الأذواق مختلفة والهويات متعددة والعقليات متفاوتة، لكنّ وصول الخلافات إلى حدّ زعزعة استقرار الأسرة والإفراط في الخلاف يؤدّيان إلى سحق الروابط والأواصر بين الأطفال وأبويهم، كما يودّي إلى انصهار وذوبان حالة المحبة والمودّة بين الزوج وزوجته.

إنّ مكانة الأب المترأسة على أفراد الأسرة وقيامه بدور القيادة الحقيقية هو مسؤولية خطيرة في استقرار الأسرة وقيامها كخلية سليمة في بناء المجتمع المسلم، فالأب هو الذي يصنع أسرته في المجتمع ويحدد موقف أفرادها ودورهم في البناء الاجتماعي، ويظل دور الأب في المنهج الإسلامي سليماً لا تهزّه التيارات الفاسدة(28).

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) آل عمران: 159.

(2) الأنبياء: 107.

(3) الرفق في المنظور الإسلامي: 8 .

(4) البقرة: 185.

(5) الحج: 78.

(6) الكافي 5: 494.

(7) الكهف: 46.

(8) طه: 59.

(9) الأعراف: 32.

(10) التوبة: 55.

(11) الكهف: 37ـ 39.

(12) الصحيفة السجادية، ابطحي: 128.

(13) الناس: 1ـ 6.

(14) الفرقان: 63.

(15) دور الأب في التربية: 29.

(16) مكارم الأخلاق: 206.

(17) التحريم: 6.

(18) الأسرة وقضايا الزواج: 148.

(19) الإنسان: 2ـ3.

(20) الكافي 4: 11.

(21) الكافي 4: 11.

(22) الكافي 4: 12.

(23) الكافي 5: 329.

(24) البقرة: 155ـ 157.

(25) ما وراء الفقه 6: 105ـ 106.

(26) النساء: 34.

(27) مكارم الأخلاق: 216.

(28) تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس: 162 ـ 163.

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/13   ||   القرّاء : 6483





 
 

كلمات من نور :

اِقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 التسليم القلبي لأمر الله سورة النساء:64

 في رحاب آية النبأ

 الإمام المهدي عليه السلام في القرآن

 القـران والتحريف ( القسم الأول)

 حياة الامام محمد الباقر (ع)

 بشرى سارة لمحبي القرآن الكريم

 ظاهرة التكرار في القصة القرآنية

 ترتيب النغمات التي قرأها الأستاذ مصطفى إسماعيل في تلاوته المعروفة لسورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد

 سلسلة دروس في الوقف والابتداء (الدرس الخامس)

 الإمام الحسين عليه السلام و ثنائي العقل والقلب

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15490235

  • التاريخ : 19/04/2024 - 11:03

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء الخامس)

 فهم القرآن - دراسة على ضوء المدرسة العرفانية _ الجزء الأول

 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء الحادي عشر

 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء العشرون)

 تفسير نور الثقلين ( الجزء الثاني )

 الجبر والاختيار

 التفسير البنائي للقرآن الكريم ـ الجزء الاول

 الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن)

 التبيان في تفسير القرآن ( الجزء الخامس)

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 قال أحد المفسرين عند تفسيره لقوله تعالى : (وهمّ بها): ((وهكذا نتصور موقف يوسف، فقد أحسّ بالانجذاب في إحساس لا شعوري، وهمّ بها استجابة لذلك الإحساس كما همّت به، ولكنّه توقّف وتراجع))، علماً أنّه في مكان آخر يقول: ((إنّ همّ يوسف هذا الذي كان نتيجة الانجذاب

 هل يجوز كتابة آيات القرآن الكريم بطريقة برايل للمكفوفين ؟ والتي تتضمن وضع رموز بارزة على الورق بأزاء كل حرف في اللغة العربية ، لتمكين المكفوفين من تحسس الرموز البارزة على الورق بأيديهم ونطقها بالأحرف العربية ؟

 إذا وجب على الشخص تخميس داره التي يسكن فيها ، وأراد الذهاب إلى الحج ، فخمس الاموال التي بيده فقط .. فهل حجه صحيح ؟

 هل يجوز للشخص قراءة القرآن وهو يجهل أحكام القراءة والقواعد اللازمة في القراءة ؟

 معنى أنّ القرآن لا يفهمه إلا النبي (صلّى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام)

 هل توجد حالة بين الإدغام والاظهار؟

 الفرق بين القرآن والحديث القدسي

 هل صحيح أن الإنسان الكافر غير المسلم أو حتى أهل الكتاب يبقون في النار إلى أمد طويل

 إن القرآن نزل لجميع البشر، و جاء لكل العصور، فمع الالتفات إلى هذا الأصل، كيف يمكن استنباط حكم في المسائل و الموضوعات المستحدثة من القرآن الكريم، و الحال أنه لم يرد ذكر لهذه الأمور في القرآن الكريم؟

 ✅التكرار في القرآن

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24599)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12777)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9655)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9080)

 الدرس الأول (8133)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7856)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7333)

 الدرس الأوّل (7330)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7329)

 درس رقم 1 (7255)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6605)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4847)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4087)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3843)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3536)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3365)

 الدرس الأول (3213)

 تطبيق على سورة الواقعة (3066)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3037)

 الدرس الأوّل (2980)



. :  ملفات متنوعة  : .
 سورة الاحزاب

 الصفحة 185

 سورة الاحقاف

 الصفحة 42

 درس رقم 15

 الصفحة 563

 القارئ أحمد النويصر

 الاسراء الكهف الطارق الضحى الاشراح الكوثر

 الصفحة 243

 دخلوا الدار وهي حسرى - السيدة الزهراء (ع)

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8862)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8263)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7366)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7035)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6841)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6704)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6630)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6603)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6599)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6376)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3056)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2758)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2571)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2379)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2299)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2296)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2250)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2247)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2244)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2234)



. :  ملفات متنوعة  : .
 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع

 خير النبيين الهداة محمد ـ فرقة الغدير

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس العاشر

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم

 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 سورة الرعد 15-22 - الاستاذ رافع العامري

 تواشيح السيد مهدي الحسيني ـ مدينة القاسم(ع)

 لقاء مع الشيخ أبي إحسان البصري

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net