فلسفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
اللجنة العلمية في دار السيدة رقية (س) للقرآن الكريم / الشيخ شاكر الساعدي
إنّ من جملة ما ذكر في باب فلسفة الأمر والمعروف، ما خلاصته:
1- أنّه يعزز الرقابة الفردية والاجتماعية، وذلك بجعل كلّ فرد من أفراد المجتمع البشري رقيباً على نفسه أوّلاً، وعلى غيره ثانياً.
2- يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار، وذلك لأجل أنّ تتحقّق السعادة والرفاهية لأبناء المجتمع، التي يصل الفرد والمجتمع في ظلّها إلى أعلى درجات الكمال.
3- فيه دعوة إلى التعاون على البرّ والتقوى،ونبذ الإثم والعدوان.
4- يساعد على حفظ البلدان من الخراب، والعمل على عمرانها وتقدّمها الحضاري.
5- فيه دعوة إلى العلم والمعرفة والتنوير، لنفس الفرد وللمجتمع.
6- مؤثر في تزكية وتطهير النفوس والبلدان من شيوع المفاسد والمعاصي والموبقات المهلكات؛ كالفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديني وغير ذلك.
7- باعث على الإحساس بتحمّل المسؤولية الفردية والاجتماعية، لقوله (صلى الله عليه وآله) : (كلّكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) [صحيح مسلم: ج3، ص1459].
8- يساهم في إثارة الغيرة والحمية الدينية عند الفرد والأمة من خلال الغيرة على حفظ الدين وأعراض وأموال المسلمين جميعاً.
9- مؤثر في إظهار المودة والمحبة، بل والتجانس والتقارب الروحي بين المسلمين، قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71]، (أحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك) [الكافي: ج2، ص170].
10- فيه دعوة إلى تحصيل الفضائل ونبذ الرذائل.
صفات الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر
لابد أن نشير هنا إلى بعض صفات الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وهي:
1- التحلّي بالأخلاق الفاضلة، قولاً وفعلاً، (كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم) [الكافي: ج2، ص79].
2- عدم الاتصاف بالفعل المنهي عنه، (كونوا لنا زينا، ولا تكونوا علينا شيناً) [الأمالي للشيخ الصدوق: 484].
3- انتخاب أفضل الطرق والوسائل في الوعظ والإرشاد، وليكن كما فعل الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام) في مسألة إرشاد ذلك الرجل العجوز إلى الوضوء الصحيح، بالأسلوب الحسن.
4- التحلّي بالصبر والحلم.
5- أن لا يضطرب إذا قيل في حقّه شيء مهين لا يليق بشأنه؛ بل عليه أن يتلقّى ذلك برحابة صدر ونفس مطمئنّة.
6- أن يتحلّى بالرفق والرأفة بالناس عند وعظهم وإرشادهم وأن يأخذ بنظر الاعتبار جهل بعضهم بتلك الأمور.
7- أن لا ينتظر المدح والثناء والحمد من الطرف المقابل على ذلك، ومدح ذلك تعالى بقوله: {لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا} [الإنسان: 9].
8- أن لا تتعلّق نفسه بطمع ودنيا الشخص المنهي عن المنكر أو المأمور بالمعروف.
9- أن لا ينتظر دعوة الناس إليه في النهي عن الفعل أو الأمر بالواجب العيني؛ بل عليه أن يتحرّك بمقتضى إحساسه بالمسؤولية الشرعية والإنسانية.
10- القدرة على تحصيل المساند له من ذوي القوّة والجاه المحترمين بين الناس.
وبهذا نكتفي في بيان هذا العمل الجبّار الذي كان واحداً من أهداف الثورة الحسينية، والدعوة الإلهية، {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]، فلنكن ممّن أرادهم الله فدعاهم فاستجابوا لدعوته، وهو النصر العظيم {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ} [آل عمران: 160].